تماما كما جرى في دول العالم العربي الأخرى فقد تقدم الشارع والحراك الاجتماعي على الحراك السياسي والمعارضة الحزبية في التعاطي مع الانظمة العربية الشمولية الاستبدادية التي ظنت أن حصونها مانعتها من المعارضة والشعوب، والشعب السوري لم يكن نشاذا عن هذه القاعدة العربية العامة، اليوم في سورية نرى حراكا اجتماعيا مطالبا بإسقاط النظام السوري، بدأها بجمعات وصلت إلى جمعة سقوط الشرعية، أتبعها الشعب السوري وحراكه الاجتماعي بجمعة إرحل، بينما بعض أطياف المعارضة وليس الكل للدقة تحاول ان تتحدث بلغة سياسية وتصالحية مع النظام القمعي الشمولي الديكتاتوري والذي ما كان له أن يسمح لها برفع الصوت والاجتماع والمطالبة بمطالب إصلاحية لولا سقوط هذا العدد من شهداء سورية الأبرار وأضعافهم من الجرحى وأضعاف أضعافهم من الأسرى المعتقلين لدى الطغمة السورية الحاكمة..
الحراك الاجتماعي متقدم اليوم على الحراك السياسي، والمعارضة منقسمة بين معارضين اجتمعوا في فندق سميرا ميس حاولوا إيجاد طريقا وسطا مع النظام المجرم القاتل فبرروا له وشرعنوا له حواره كطائر العنقاء وبالتالي أصبغوا عليه شرعية دولية لفترة محدودة كعادة هذه الدول العظمى التي لا تريد تغيير النظام وانسى كل ما يتشدق به النظام السوري المجرم من وجود مؤامرات عليه، وإلا فلم لم يطالب بالرحيل كما حصل مع النظام المصري والليبي والتونسي والليبي.
المعارضة السورية إذن إما هي كمعارضة سميرا ميس ومعارضة اللجنة التنسيقية التي احتوت على معارضين لم يعرفهم الشعب السوري إلا في الآونة الأخيرة ولا علاقة لكثير منه بالحراك الشعبي وبهمومه، وهناك المعارضة الشريفة التي أثبتت حتى الآن ولاء، وتعاطفا مع الشارع السوري ممثلة بإعلان دمشق وعكس مواقفه بشكل واض ورائع رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق في سورية سمير النشار الذي قال لا حوار مع النظام وانتهى عهد الحوار وعليه أن يرحل وأن سقفنا هو سقف الشعب السوري، وكان قد سبقه أيضا إلى نفس الموقف رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق في المهجر السيد أنس العبدة الذي رفض أي حوار مع النظام القاتل المجرم، هذا الأمر تجذر في مؤتمري أنطاليا وبروكسل والذي مثل المعارضة السورية بكافة أطيافها تقريبا..
أخيرا نقول إلى كل المصطادين بالماء العكر أن الشعب السوري حسم أمره ولن ينالكم إلا اصطفافكم إلى جانب النظام البائد المقبور، فلا حوار مع نظام القتلة واللي بيقتل شعبه خائن، وأنتم أمام خيارين إما أن تكونوا مع شعبكم أو تكونوا مع القاتل وهكذا سيحاكمكم التاريخ …