2 - مافيات كبرى تتحكم بعالمنا العربي في القرن الـ 21 .؟
( المشهد السوري ) :
بقلم : ابو ياسر السوري
رأينا ما كان ( في المشهد العراقي ) وما فعلته عصابات المافيا العالمية بذلك الشعب الشقيق ، الذي بدأت معاناته منذ عقدين من الزمن ، ولم تنته حتى الآن ... ولا يرجى لها نهاية قريبة ، فما زالت إيران تتحكم بمقاليد الأمور ، وما زالت الطائفية تمارس وتمتد وتنتشر بأبشع صورها .. والغرب والشرق يبارك ذلك ويؤيده ..
كانت المنطقة العربية ، تعاني من غضب المافيات الدولية الكبرى ، بسبب اختلاف الدين ، وتَصارُع الحضارات ... ثم انضم إلى تلك المافيات العالمية الغربية ، تيار فارسي شيعي وجار له شيوعي ، يحمل بين جنبيه إرثا تليدا من الأحقاد القديمة ، على العرب والمسلمين .. فإيران تعمل بكل طاقتها على تدمير العروبة والإسلام .. وروسيا تشد أزرها بوصفها أقرب إلى المجوسية منها إلى المسيحية ، التي كانت تدين بها في غابر الأزمان .. وهكذا يمكن القول ، بأن العالم لم تجتمع كلمته كما اجتمعت اليوم على حرب العرب والمسلمين . مما وضع المنطقة العربية والإسلامية بين فكي كماشة ، طرفاها : العالم الصليبي الغربي معه اليهود الصهاينة من جهة .. وإيران الفارسية المجوسية معها روسيا الشيوعية من جهة ثانية .. وهذا الذي حصل في العراق ، تحاول العصابات الدولية الكبرى، أن تقوم بمثله في سوريا . ولكن بشكل مختلف .. والمؤدى واحد ..
أيها السيدات والسادة :
لم يذنب الشعب السوري مع أحد ، ولم يهدد أمن الآخرين بسوء ، ولم تكن سوريا مقرا للتنظيمات التي تخيف الغرب والشرق ، كتنظيم القاعدة مثلا . فهي دولة علمانية ، يقودها نظام لا يتمسك بخلق ولا بدين .. وهو بالتالي قرة عين الصليبية واليهودية والمجوسية ... ولولا الثورة السورية سنة 2011 لما فكر زعماء المافيا العالميون ، أن يجابهوا المافيا الأسدية بأي سوء ...
نعم ، لم يذنب الشعب السوري ذنبا ، يبرر تدمير سوريا بهذه الصورة البشعة ، فالسوريون شعب يتمتع بثقافة التعايش السلمي ، يتجاور فيه العربي والكردي والآشوري ، والمسلم المسيحي والدرزي والعلوي والإسماعيلي ، ولم يسجل التاريخ أن صراعا عرقيا أو طائفيا وقع منذ قرون .. فلماذا كانت هنالك إرادة دولية بتدمير سوريا ، هذا البلد المسالم الحضاري العريق .؟ وما الذي أغضب هذه المافيات الكبرى على السوريين ، حتى جعلها تطلق العنان للأسد ، وتأذن له أن يفعل في السوريين ما يشاء .. يقتل .. يشرد .. يهدم .. يدمر .؟
في الواقع لم يرتكب السوريون أية خطيئة ، سوى أنهم طالبوا أن يعيشوا أحرارا كراما ، كما يعيش بقية الأحرار من شعوب الأرض ، ولكن لم يخدمهم الحظ لأنهم ثاروا على عميل مخلص لكل المافيات العالمية ، صليبيها ويهوديها وفارسيها وشيوعيها .. فالسوريون حين ثاروا على بشار الأسد ، إذن أذنبوا ذنبا كبيرا وهم لا يشعرون .. فهم يريدون اقتلاع أحد الأوتاد الاستعمارية العالمية في المنطقة العربية ..
لهذا ورغم كل الإجرام ، الذي كان من بشار ، فإنه ما زال يتمتع بالشرعية الدولية ، لأنه رئيس مافيا صغير ، وأداة استعمارية مُقنَّعة ، ومن الطبيعي أن ترعاه عيون رؤساء المافيات الكبار .
كان العالم يراهن على إمكانية قمع الثورة ، لما يعلم من بطش العصابة الأسدية ، وتاريخها الدموي الطويل ... فلم تكن سوريا على قائمة الأولويات الغربية ، وكانت روسيا تقوم ببيع السلاح ، وتجني من وراء ذلك الأرباح ، وكانت إيران تقوم بمساندة الأسد خدمة لمشروعها الصفوي الفارسي من جهة ، وإرضاء لكل أعضاء المافيا العالمية الكبار من جهة ثانية ... لذلك وقف العالم موقف المتفرج ..
فلما تنامت الثورة المسلحة ، وصلب عودها حظروا الأسلحة عنها .. وحظروا على حاضنتها الشعبية الغذاء والدواء والماء والمأوى والكساء ... فلم ينفض الشعب عن الثوار الذين يدافعون عنه بأرواحهم ..
فسُمح للأسد أن يُصعّد في القتل ، فيقمع الثورة باستخدام ما شاء من سلاح إلا الكيمياوي ، فاستخدم القصف من بعيد بالمدفعية وراجمات الصواريخ ثم بالطيران المروحي ثم بالطيران الحربي ..
ثم سُمح لحزب الشيطان وعدد من الميليشيات الإيرانية والعراقية بالتدخل لمساندة العميل المدلل بشار.. فتدخلوا ، ولم يصنعوا شيئا .. فأيقن الكبار بأن عميلهم بشار ، لم يعد له مكان في السلطة ..
ربما أخطأ بشار لأنه استخدم السلاح الكيمياوي أخيرا ، من غير علم المعلمين الكبار ، مما أغضبهم عليه ، لأنه بهذا التصرف الأرعن أحرجهم ، وشكك في مصداقيتهم ، كدول كبرى ، راعية للأمن والسلام العالميين ، ولعل هذا ما جعلهم يجلبون عليه أساطيلهم البحرية ، ويلوحون له بعصاهم الغليظة ..
وربما لم يخطئ بشار أصلا ، وإنما كان ضحية لمكر عالمي ، قرر التخلص منه ، والمساعدة على إسقاطه ، بصورة تظهر المتآمرين العالميين ، وكأنهم يدافعون عن المبادئ الدولية ، ويعاقبون كل من يخرج عليها ، ويتخطاها .. وأنا لا أستبعد هذا الاحتمال ، خصوصا وأن لهم سابقة في هذا الاتجاه ، فهنالك تسريبات إخبارية تقول : بأن السفيرة الأمريكية هي التي غررت بصدام حسين ، ودفعته إلى احتلال الكويت ، ليكون هنالك مبرر للإطاحة به وبدولته ...
ولهذا أرجح أن تكون الدول الكبرى ، هي التي أوحت لبشار باستخدام الكيمياوي ، لأنها باتت على يقين ، بأن حكمه آيل إلى السقوط لا محالة ، وهي تخشى بعد سقوطه أن يقع السلاح الكيمياوي في الأيدي المتوضئة الطاهرة ، لذلك كانت لعبة تسليم السلاح الكيمياوي . وكان وقف الضربة الأمريكية ، أو تأخيرها إلى حين ، وهذا كله مجرد تمثيلية خبيثة ..
يقال إن المخزون السوري من السلاح الكيمياوي يبلغ حوالي ( 3000 ) ثلاثة آلاف طن ، وليس ( 1000 ) ألف طن ، كما يذاع على قنوات الإعلام دائما ... ويقال أيضا : بأن هذا المخزون الكيميائي الضخم ، يجري الآن توزيعه على البوارج الروسية في شواطئ البحر الأبيض المتوسط ، وبعضه يتم تهريبه إلى العراق ، وقسم آخر منه يتم تخزينه لدى حزب الشيطان في مستودعات له بجبال عكار من لبنان ... وكل ذلك يتم بمعرفة من الدول الكبرى بلا استثناء ... وهذا يعني أن حزب الشيطان المجاور لإسرائيل ، هو جزء من اللعبة الدولية أيضا ، و أنه لا خطر منه على إسرائيل ، لذلك هو مؤتمن على الكيمياوي السوري .. بينما السوريون الأحرار غير مؤتمنين عليه في نظر هذه المافيات العالمية ، التي تتحكم بمصائر الدول والشعوب ..
( المشهد السوري ) :
بقلم : ابو ياسر السوري
رأينا ما كان ( في المشهد العراقي ) وما فعلته عصابات المافيا العالمية بذلك الشعب الشقيق ، الذي بدأت معاناته منذ عقدين من الزمن ، ولم تنته حتى الآن ... ولا يرجى لها نهاية قريبة ، فما زالت إيران تتحكم بمقاليد الأمور ، وما زالت الطائفية تمارس وتمتد وتنتشر بأبشع صورها .. والغرب والشرق يبارك ذلك ويؤيده ..
كانت المنطقة العربية ، تعاني من غضب المافيات الدولية الكبرى ، بسبب اختلاف الدين ، وتَصارُع الحضارات ... ثم انضم إلى تلك المافيات العالمية الغربية ، تيار فارسي شيعي وجار له شيوعي ، يحمل بين جنبيه إرثا تليدا من الأحقاد القديمة ، على العرب والمسلمين .. فإيران تعمل بكل طاقتها على تدمير العروبة والإسلام .. وروسيا تشد أزرها بوصفها أقرب إلى المجوسية منها إلى المسيحية ، التي كانت تدين بها في غابر الأزمان .. وهكذا يمكن القول ، بأن العالم لم تجتمع كلمته كما اجتمعت اليوم على حرب العرب والمسلمين . مما وضع المنطقة العربية والإسلامية بين فكي كماشة ، طرفاها : العالم الصليبي الغربي معه اليهود الصهاينة من جهة .. وإيران الفارسية المجوسية معها روسيا الشيوعية من جهة ثانية .. وهذا الذي حصل في العراق ، تحاول العصابات الدولية الكبرى، أن تقوم بمثله في سوريا . ولكن بشكل مختلف .. والمؤدى واحد ..
أيها السيدات والسادة :
لم يذنب الشعب السوري مع أحد ، ولم يهدد أمن الآخرين بسوء ، ولم تكن سوريا مقرا للتنظيمات التي تخيف الغرب والشرق ، كتنظيم القاعدة مثلا . فهي دولة علمانية ، يقودها نظام لا يتمسك بخلق ولا بدين .. وهو بالتالي قرة عين الصليبية واليهودية والمجوسية ... ولولا الثورة السورية سنة 2011 لما فكر زعماء المافيا العالميون ، أن يجابهوا المافيا الأسدية بأي سوء ...
نعم ، لم يذنب الشعب السوري ذنبا ، يبرر تدمير سوريا بهذه الصورة البشعة ، فالسوريون شعب يتمتع بثقافة التعايش السلمي ، يتجاور فيه العربي والكردي والآشوري ، والمسلم المسيحي والدرزي والعلوي والإسماعيلي ، ولم يسجل التاريخ أن صراعا عرقيا أو طائفيا وقع منذ قرون .. فلماذا كانت هنالك إرادة دولية بتدمير سوريا ، هذا البلد المسالم الحضاري العريق .؟ وما الذي أغضب هذه المافيات الكبرى على السوريين ، حتى جعلها تطلق العنان للأسد ، وتأذن له أن يفعل في السوريين ما يشاء .. يقتل .. يشرد .. يهدم .. يدمر .؟
في الواقع لم يرتكب السوريون أية خطيئة ، سوى أنهم طالبوا أن يعيشوا أحرارا كراما ، كما يعيش بقية الأحرار من شعوب الأرض ، ولكن لم يخدمهم الحظ لأنهم ثاروا على عميل مخلص لكل المافيات العالمية ، صليبيها ويهوديها وفارسيها وشيوعيها .. فالسوريون حين ثاروا على بشار الأسد ، إذن أذنبوا ذنبا كبيرا وهم لا يشعرون .. فهم يريدون اقتلاع أحد الأوتاد الاستعمارية العالمية في المنطقة العربية ..
لهذا ورغم كل الإجرام ، الذي كان من بشار ، فإنه ما زال يتمتع بالشرعية الدولية ، لأنه رئيس مافيا صغير ، وأداة استعمارية مُقنَّعة ، ومن الطبيعي أن ترعاه عيون رؤساء المافيات الكبار .
كان العالم يراهن على إمكانية قمع الثورة ، لما يعلم من بطش العصابة الأسدية ، وتاريخها الدموي الطويل ... فلم تكن سوريا على قائمة الأولويات الغربية ، وكانت روسيا تقوم ببيع السلاح ، وتجني من وراء ذلك الأرباح ، وكانت إيران تقوم بمساندة الأسد خدمة لمشروعها الصفوي الفارسي من جهة ، وإرضاء لكل أعضاء المافيا العالمية الكبار من جهة ثانية ... لذلك وقف العالم موقف المتفرج ..
فلما تنامت الثورة المسلحة ، وصلب عودها حظروا الأسلحة عنها .. وحظروا على حاضنتها الشعبية الغذاء والدواء والماء والمأوى والكساء ... فلم ينفض الشعب عن الثوار الذين يدافعون عنه بأرواحهم ..
فسُمح للأسد أن يُصعّد في القتل ، فيقمع الثورة باستخدام ما شاء من سلاح إلا الكيمياوي ، فاستخدم القصف من بعيد بالمدفعية وراجمات الصواريخ ثم بالطيران المروحي ثم بالطيران الحربي ..
ثم سُمح لحزب الشيطان وعدد من الميليشيات الإيرانية والعراقية بالتدخل لمساندة العميل المدلل بشار.. فتدخلوا ، ولم يصنعوا شيئا .. فأيقن الكبار بأن عميلهم بشار ، لم يعد له مكان في السلطة ..
ربما أخطأ بشار لأنه استخدم السلاح الكيمياوي أخيرا ، من غير علم المعلمين الكبار ، مما أغضبهم عليه ، لأنه بهذا التصرف الأرعن أحرجهم ، وشكك في مصداقيتهم ، كدول كبرى ، راعية للأمن والسلام العالميين ، ولعل هذا ما جعلهم يجلبون عليه أساطيلهم البحرية ، ويلوحون له بعصاهم الغليظة ..
وربما لم يخطئ بشار أصلا ، وإنما كان ضحية لمكر عالمي ، قرر التخلص منه ، والمساعدة على إسقاطه ، بصورة تظهر المتآمرين العالميين ، وكأنهم يدافعون عن المبادئ الدولية ، ويعاقبون كل من يخرج عليها ، ويتخطاها .. وأنا لا أستبعد هذا الاحتمال ، خصوصا وأن لهم سابقة في هذا الاتجاه ، فهنالك تسريبات إخبارية تقول : بأن السفيرة الأمريكية هي التي غررت بصدام حسين ، ودفعته إلى احتلال الكويت ، ليكون هنالك مبرر للإطاحة به وبدولته ...
ولهذا أرجح أن تكون الدول الكبرى ، هي التي أوحت لبشار باستخدام الكيمياوي ، لأنها باتت على يقين ، بأن حكمه آيل إلى السقوط لا محالة ، وهي تخشى بعد سقوطه أن يقع السلاح الكيمياوي في الأيدي المتوضئة الطاهرة ، لذلك كانت لعبة تسليم السلاح الكيمياوي . وكان وقف الضربة الأمريكية ، أو تأخيرها إلى حين ، وهذا كله مجرد تمثيلية خبيثة ..
يقال إن المخزون السوري من السلاح الكيمياوي يبلغ حوالي ( 3000 ) ثلاثة آلاف طن ، وليس ( 1000 ) ألف طن ، كما يذاع على قنوات الإعلام دائما ... ويقال أيضا : بأن هذا المخزون الكيميائي الضخم ، يجري الآن توزيعه على البوارج الروسية في شواطئ البحر الأبيض المتوسط ، وبعضه يتم تهريبه إلى العراق ، وقسم آخر منه يتم تخزينه لدى حزب الشيطان في مستودعات له بجبال عكار من لبنان ... وكل ذلك يتم بمعرفة من الدول الكبرى بلا استثناء ... وهذا يعني أن حزب الشيطان المجاور لإسرائيل ، هو جزء من اللعبة الدولية أيضا ، و أنه لا خطر منه على إسرائيل ، لذلك هو مؤتمن على الكيمياوي السوري .. بينما السوريون الأحرار غير مؤتمنين عليه في نظر هذه المافيات العالمية ، التي تتحكم بمصائر الدول والشعوب ..