1 - مافيات كبرى تتحكم بعالمنا العربي في القرن الـ 21 .؟
( المشهد العراقي ) :
بقلم : ابو ياسر السوري
بعد عدول أوباما عن ضرب الأسد أحسست كغيري من السوريين بصدمة مريرة ، من هذا الواقع القذر ، الذي تعيش فيه البشرية .!! فما كنت أتصور أن مقاليد الحكم اليوم هي في أيدي عصابات من المافيا ، تتعاون فيما بينها على إذلال الشعوب وسرقتها وخداعها . وقتلها إن اقتضت مصالحهم أن يقتل شعب ما ، سواء أكانت هنالك جريرة توجب القتل أم لم تكن . فإن كان للشعب ذنب ولو صغيراً فهو مبرر حاضر وفعال لممارسة القتل والإبادة ، ولا يضر الذنب صغره ، لأنه يمكن تضخيمه والنفخ فيه ، حتى يصبح من كبائر الذنوب ، التي لا تسعها مغفرة زعماء المافيا الكبار ... وإن لم يكن للشعوب ذنوب ، فما أيسر أن يُخترع لهم أي ذنب ، وتُلصق بهم أية تهمة ، ثم ينزل بهم أشد أنواع العقاب ...
لم يذنب شعب العراق مع جيرانه ، وإنما رئيسه هو الذي كان أذنب ، فقد قام باحتلال الكويت ، وارتكب بذلك مخالفة للقانون الدولي ، الذي يُجرّمُ احتلال دولة لدولة أخرى بالقوة .. ولو استُفتي الشعبُ العراقي يومها لما قبل أغلبه بهذا الاحتلال ... وحين وقعتْ هذه المخالفة للشرعة الدولية آنذاك ، سرعان ما تشكل تحالف دولي بقيادة أمريكا ، انضم إليه كل من بريطانيا وفرنسا وعدد كبير من الدول الغربية ، وآزرها على ضرب العراق أيضاً عدد من الدول العربية ، على رأسها دول مجلس التعاون الخليجي .. لقد تداعت هذه القوات مجتمعة ، لمعاقبة الرئيس العراقي صدام حسين ، وقامت بضربه ، والقبض عليه ، ونُفذ فيه حكم الإعدام شنقا بالحبال ... علما بأن القانون الدولي في الأصل ، لا يحكم بشنق رئيس دولة لارتكابه مثل تلك الجريمة ... ولعل أقصى عقوبة يمكن أن تنزل به ، هي أن يُحكم عليه بالسجن مدى الحياة ...
فلماذا إذن يعدم صدام شنقا ، وهو رجل عسكري كان يقاتل في مقدمة الصفوف ، فإن كان لا بد من إعدامه ، فليكن رميا بالرصاص ، كما يكون إعدام كل عسكري مقاتل في العالم .؟ ثم لماذا تشرد أسرته ، وبناته ، وزوجته .؟ ولماذا يستهدف أبناؤه وأحفاده وإخوته وأعوانه ، وحتى مدينته تكريت ؟ لماذا يقتل كل من يمتُّ إليه بصلة ويلاحق .؟
والسؤال الأهم من كل ما سبق ذكره ، لماذا يدمر العراق .؟ لماذا تدمر دولة العراق وتحرق مؤسساته وتتلف سجلاته المدنية .؟ لماذا تدمر بنيته التحتية ، لماذا يدمر جيشه .؟ لماذا يشرد أهله .؟ لماذا يصار إلى تقسيمه وتمزيقه عرقيا وطائفيا .؟ فتعطى دويلة للأكراد .. ثم يسلم باقي العراق لأقلية شيعية ، تابعة لإيران ، تتصرف في كل مقدرات العراق على أساس طائفي بغيض .؟؟ فها نحن نرى كيف بات يُحارَبُ السنيُّ العراقي في وطنه ، ويتعرض للمداهمة والملاحقة والسجن والاعتقال والإهانة والتعذيب ، وانتهاك العرض ، والإقصاء عن كل مراكز الدولة ، فإما أن يعيش ذليلا مهينا مهضوم الحقوق ، وإما أن يستعد لتحمل كل أنواع العذاب .. فلماذا ينزل بشعب العراق كل هذا الظلم الصارخ .؟ لماذا .؟؟ لماذا يؤخذ الشعب بجريرة غيره .؟ ثم لماذا يسلم العراق لإيران على طبق من الإجرام .؟؟ إن إيران دولة معادية للعراقيين من ناحيتين ، أولا تعاديهم لاختلاف المذهب بين الشعبين ، وثانيا تعاديهم للحرب التي كانت دائرة بين البلدين قبل احتلال الكويت. وحصيلة القول : لقد عوقب الشعب العراقي أسوأ عقوبة ، لذنب لم يرتكبه ، وأخذ بجريمة لم تقترفها يداه ..
إن أنظمة المافيا العالمية ، غضبت على صدام حسين ، لأنه خرج عن قانون اللعبة العالمية ، وهمَّ بجريمتين خطيرتين جدا . جدا ، في نظر زعماء المافيا الكبار :
الأولى : أنه رمى إسرائيل بـ (49) صاروخ سكود ، وألجأ اليهود إلى سكنى الملاجئ أياما وأسابيع .. وإسرائيل خط أحمر ، يجب القضاء على كل من تخطاه ..
الثانية : أنه كان رئيسا يتطلع لأن تكون بغداد عاصمة العروبة والإسلام ، وأن يعود لها سابق مجدها كما كانت أيام الرشيد .
وهذا ما أغضب عليه الشرق والغرب ، وأغراهم بإسقاطه وتدمير بغداد ، بصورة لن تقوم لها قائمة لعشرات السنين .. دمرت بغداد ولم تحرك روسيا ساكنا في نصرة حليفها صدام ، لأن التحالف بينهما ، كان شرطه أن يظل صدام على سكة القطار ، المرسومة للمغفلين والعملاء ، دون الخروج عنها .. فلما شعروا أنه ليس عميلا ولا مغفلا ، وأنه يحاول التخلص من الهيمنة الخارجية ، تخلى عنه العالم بأسره ، وناصبه العداء . فقتل صدام لتجرئه على إسرائيل ، ودمرت العراق لئلا تكون حجر عثرة في طريق اللاعبين الكبار ..
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الخميس سبتمبر 19, 2013 10:55 pm عدل 1 مرات
( المشهد العراقي ) :
بقلم : ابو ياسر السوري
بعد عدول أوباما عن ضرب الأسد أحسست كغيري من السوريين بصدمة مريرة ، من هذا الواقع القذر ، الذي تعيش فيه البشرية .!! فما كنت أتصور أن مقاليد الحكم اليوم هي في أيدي عصابات من المافيا ، تتعاون فيما بينها على إذلال الشعوب وسرقتها وخداعها . وقتلها إن اقتضت مصالحهم أن يقتل شعب ما ، سواء أكانت هنالك جريرة توجب القتل أم لم تكن . فإن كان للشعب ذنب ولو صغيراً فهو مبرر حاضر وفعال لممارسة القتل والإبادة ، ولا يضر الذنب صغره ، لأنه يمكن تضخيمه والنفخ فيه ، حتى يصبح من كبائر الذنوب ، التي لا تسعها مغفرة زعماء المافيا الكبار ... وإن لم يكن للشعوب ذنوب ، فما أيسر أن يُخترع لهم أي ذنب ، وتُلصق بهم أية تهمة ، ثم ينزل بهم أشد أنواع العقاب ...
لم يذنب شعب العراق مع جيرانه ، وإنما رئيسه هو الذي كان أذنب ، فقد قام باحتلال الكويت ، وارتكب بذلك مخالفة للقانون الدولي ، الذي يُجرّمُ احتلال دولة لدولة أخرى بالقوة .. ولو استُفتي الشعبُ العراقي يومها لما قبل أغلبه بهذا الاحتلال ... وحين وقعتْ هذه المخالفة للشرعة الدولية آنذاك ، سرعان ما تشكل تحالف دولي بقيادة أمريكا ، انضم إليه كل من بريطانيا وفرنسا وعدد كبير من الدول الغربية ، وآزرها على ضرب العراق أيضاً عدد من الدول العربية ، على رأسها دول مجلس التعاون الخليجي .. لقد تداعت هذه القوات مجتمعة ، لمعاقبة الرئيس العراقي صدام حسين ، وقامت بضربه ، والقبض عليه ، ونُفذ فيه حكم الإعدام شنقا بالحبال ... علما بأن القانون الدولي في الأصل ، لا يحكم بشنق رئيس دولة لارتكابه مثل تلك الجريمة ... ولعل أقصى عقوبة يمكن أن تنزل به ، هي أن يُحكم عليه بالسجن مدى الحياة ...
فلماذا إذن يعدم صدام شنقا ، وهو رجل عسكري كان يقاتل في مقدمة الصفوف ، فإن كان لا بد من إعدامه ، فليكن رميا بالرصاص ، كما يكون إعدام كل عسكري مقاتل في العالم .؟ ثم لماذا تشرد أسرته ، وبناته ، وزوجته .؟ ولماذا يستهدف أبناؤه وأحفاده وإخوته وأعوانه ، وحتى مدينته تكريت ؟ لماذا يقتل كل من يمتُّ إليه بصلة ويلاحق .؟
والسؤال الأهم من كل ما سبق ذكره ، لماذا يدمر العراق .؟ لماذا تدمر دولة العراق وتحرق مؤسساته وتتلف سجلاته المدنية .؟ لماذا تدمر بنيته التحتية ، لماذا يدمر جيشه .؟ لماذا يشرد أهله .؟ لماذا يصار إلى تقسيمه وتمزيقه عرقيا وطائفيا .؟ فتعطى دويلة للأكراد .. ثم يسلم باقي العراق لأقلية شيعية ، تابعة لإيران ، تتصرف في كل مقدرات العراق على أساس طائفي بغيض .؟؟ فها نحن نرى كيف بات يُحارَبُ السنيُّ العراقي في وطنه ، ويتعرض للمداهمة والملاحقة والسجن والاعتقال والإهانة والتعذيب ، وانتهاك العرض ، والإقصاء عن كل مراكز الدولة ، فإما أن يعيش ذليلا مهينا مهضوم الحقوق ، وإما أن يستعد لتحمل كل أنواع العذاب .. فلماذا ينزل بشعب العراق كل هذا الظلم الصارخ .؟ لماذا .؟؟ لماذا يؤخذ الشعب بجريرة غيره .؟ ثم لماذا يسلم العراق لإيران على طبق من الإجرام .؟؟ إن إيران دولة معادية للعراقيين من ناحيتين ، أولا تعاديهم لاختلاف المذهب بين الشعبين ، وثانيا تعاديهم للحرب التي كانت دائرة بين البلدين قبل احتلال الكويت. وحصيلة القول : لقد عوقب الشعب العراقي أسوأ عقوبة ، لذنب لم يرتكبه ، وأخذ بجريمة لم تقترفها يداه ..
إن أنظمة المافيا العالمية ، غضبت على صدام حسين ، لأنه خرج عن قانون اللعبة العالمية ، وهمَّ بجريمتين خطيرتين جدا . جدا ، في نظر زعماء المافيا الكبار :
الأولى : أنه رمى إسرائيل بـ (49) صاروخ سكود ، وألجأ اليهود إلى سكنى الملاجئ أياما وأسابيع .. وإسرائيل خط أحمر ، يجب القضاء على كل من تخطاه ..
الثانية : أنه كان رئيسا يتطلع لأن تكون بغداد عاصمة العروبة والإسلام ، وأن يعود لها سابق مجدها كما كانت أيام الرشيد .
وهذا ما أغضب عليه الشرق والغرب ، وأغراهم بإسقاطه وتدمير بغداد ، بصورة لن تقوم لها قائمة لعشرات السنين .. دمرت بغداد ولم تحرك روسيا ساكنا في نصرة حليفها صدام ، لأن التحالف بينهما ، كان شرطه أن يظل صدام على سكة القطار ، المرسومة للمغفلين والعملاء ، دون الخروج عنها .. فلما شعروا أنه ليس عميلا ولا مغفلا ، وأنه يحاول التخلص من الهيمنة الخارجية ، تخلى عنه العالم بأسره ، وناصبه العداء . فقتل صدام لتجرئه على إسرائيل ، ودمرت العراق لئلا تكون حجر عثرة في طريق اللاعبين الكبار ..
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الخميس سبتمبر 19, 2013 10:55 pm عدل 1 مرات