الخلافة الإسلامية أمنية مستحيلة التحقيق في هذا العصر :
بقلم : ابو ياسر السوري
الإخوة الذين يتحدثون عن الخلافة الإسلامية ، اسمحوا لي بالإجابة عما يلي من تساؤلات لا بد من الإجابة عليها قبل الحديث عن هذه الخلافة ، التي كانت وما زالت حلم كل المسلمين :
1 – هل تدعون لإقامة دولة الخلافة على رقعة صغيرة من الأرض ، تعزل نفسها عن العالم ، وتكتفي بمسمى خليفة ، ليس له حول ولا طول ... أم تدعون إلى خلافة إسلامية تضم كل بلاد المسلمين وهي : تركيا وإندونيسيا والباكستان وأفغانستان .؟ أضف إليها 22 دولة عربية .؟ وتكون كما ترغبون إمبراطورية إسلامية كبرى ، كما كانت أيام هارون الرشيد ، الذي قال للسحابة : أمطري حيث شئت ، فسوف يأتيني خراجك ...
2 – هل سندعو إلى إقامة هذه الخلافة المنشودة ، بطريق الحكمة والموعظة الحسنة .. أم سنتبنى طريق الجهاد في سبيل الله ، لإزاحة الطواغيت ، ووراثة الأرض منهم .؟
إن كان ذلك سيكون عن طريق الدعوة السلمية ، فالطريق طويلة ، والمدى بعيد ، وقد يستغرق خمسمائة عام ، ولا تقوم هذه الخلافة ... وإن كان ذلك سيتم عن طريق القتال ، فهذا أمر مستحيل المنال ، وليس على وجه الأرض اليوم ، جماعة إسلامية تدعي أنها قادرة أن تحارب العالم كله .؟ وتتصدى لأسلحته النووية والهيدروجينية والبيولوجية والكيميائية ...
3 – إلى كم سنة نحتاج لتحقيق هذا الحلم الكبير ، في ظل المعطيات والظروف الدولية المعاصرة .؟ مع الأخذ بعين الاعتبار ، أن المسلمين اليوم في أضعف حال ، وأن أعداءهم في قمة قوتهم في كل مجال .
وسواء أكانت الخلافة يراد لها أن تتم عن طريق الدعوة ، أم عن طريق الجهاد ، فهي لن تتحقق بين يوم وليلة ، وإنما تحتاج إلى مشوار طويل .. طويل .. لا يمكن تقدير بالسنين ، وإنما بالقرون ..
4 – من هي الجهة التي ستحمل راية الدعوة لإقامة هذه الخلافة .؟ وما هي الأرض التي ستنطلق منها .؟ ولا يكفي في هذا المقام ، أن يضطلع تنظيم سري ما ، كتنظيم القاعدة مثلا ، بهذه المهمة الخطيرة ، وليس له كيان بشري ، ولا كيان جغرافي .. فلا بد من كيان بشري كبير ، يفيء إليه أتباع هذه الفكرة ، ويكون هذا الكيان في مكان مستقل ، ويكون معروف الهوية ، وقادرا على الصمود أمام هجمات أهل الأرض ، كما هو متوقع .
5 – هذا المشروع خط أحمر . وسوف تحاربه كل دول العالم ، المسيحية منها واليهودية والمجوسية والبوذية والشيوعية الملحدة ... وقبلهم جميعا سوف تحاربنا الدول العربية وأنظمتها الديكتاتورية ... فما هي الخطة العملية لقتال كل دول العالم مجتمعة .؟
أما بعد : فليس على وجه الأرض أحد من المسلمين ، يكره أن يعيش في ظل خلافة على منهاج النبوة ..!! ولكن أين هي هذه الخلافة .. وكيف السبيل إلى إقامتها .؟ إنها لن تقوم بالأمنيات ، ولا بالأحلام .. وهنا أذكر الإخوة الذين يثيرون هذا الموضوع بين آونة وأخرى ، أذكرهم بأن الجامعة العربية ، أنشئت يوم أنشئت منذ ستة عقود زمنية تقريبا ، وكان القصد من إنشائها ، العمل على توحيد الدول العربية ... ولكنها لم تتوحد حتى الآن ، ولن تتوحد ولا بعد مئات السنين ... فكيف يمكن أن نوحد العرب والعجم والترك والأفغان والباكستان وإندونيسيا .؟؟؟؟ وهؤلاء يشكلون اليوم ثلث سكان العالم تقريبا ..؟؟؟
أيها الإخوة الكرام : قبل أن تحدثونا عن دولة الخلافة .. خلصونا من هذا الخنزير ، الذي جعل من سوريا ( قرافة ) أي حولها إلى مقبرة ، وفي كل يوم يرسل إليها العشرات بل المئات .؟؟
نحن أصبحنا نُهبةً لتجار الحروب .. فهذا يريد أن تستمر الحرب ليبقى في الكرسي .. وثانٍ يريد أن تستمر الحرب ليكسب المال الكثير في الزمن اليسير ، فهو يغلي على الناس ما يحتاجون إليه من الغذاء والماء والدواء والكساء .. وثالث يريد استمرار الحرب ، ليعيش في أجواء الفوضى والتفلت من قيود الأنظمة والقوانين .. وآخر يحلم أن يقيم دولة الإسلام على أكثر من ثلاث قارات من العالم ، وهو لا يستطيع أن يقيم دولة الإسلام في مدينته ، ولا في حي من مدينته ، ولا في بيته الصغير ...
يا سادة ، حدثونا عن الواقع .. وانشغلوا برسم الخطط الناجعة ، للخلاص مما نحن فيه بأقل الخسائر .. فالمؤامرة كبيرة .. إن أعداءنا يفكرون بتقسيم سوريا ، ويخططون لهذا التقسيم .. بل يقومون بخطى عملية لتحقيق هذه الغاية .. ولعل أولها ، إكراه الائتلاف الوطني على الإقرار بأن سوريا يعيش على ترابها قوميتان ( عرب وأكراد ) وهذا تمهيد لمطالبة الأكراد بالحكم الفيدرالي لاحقا ، وهو مما سوف يدفع الآخرين الى المطالبة بتقسيم سوريا على أساس طائفي وعرقي ...ففكروا كيف تحافظون على وحدة سوريا ، قبل التفكير بالوحدة الإسلامية الكبرى ، التي تجمع العرب والمسلمين ..!! أنا لست ضد الخلافة ، ولكني أنظر بمنظر واقعي ، بعيد عن الخيال ... وأرفض أن يتحدث بها من هو عاجز كل العجز عن تحقيقها .. اللهم إليك المشتكى ، وبك المستعان ، وعليك التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بك يا حي يا قيوم .. يا ذا الجلال والإكرام .
بقلم : ابو ياسر السوري
الإخوة الذين يتحدثون عن الخلافة الإسلامية ، اسمحوا لي بالإجابة عما يلي من تساؤلات لا بد من الإجابة عليها قبل الحديث عن هذه الخلافة ، التي كانت وما زالت حلم كل المسلمين :
1 – هل تدعون لإقامة دولة الخلافة على رقعة صغيرة من الأرض ، تعزل نفسها عن العالم ، وتكتفي بمسمى خليفة ، ليس له حول ولا طول ... أم تدعون إلى خلافة إسلامية تضم كل بلاد المسلمين وهي : تركيا وإندونيسيا والباكستان وأفغانستان .؟ أضف إليها 22 دولة عربية .؟ وتكون كما ترغبون إمبراطورية إسلامية كبرى ، كما كانت أيام هارون الرشيد ، الذي قال للسحابة : أمطري حيث شئت ، فسوف يأتيني خراجك ...
2 – هل سندعو إلى إقامة هذه الخلافة المنشودة ، بطريق الحكمة والموعظة الحسنة .. أم سنتبنى طريق الجهاد في سبيل الله ، لإزاحة الطواغيت ، ووراثة الأرض منهم .؟
إن كان ذلك سيكون عن طريق الدعوة السلمية ، فالطريق طويلة ، والمدى بعيد ، وقد يستغرق خمسمائة عام ، ولا تقوم هذه الخلافة ... وإن كان ذلك سيتم عن طريق القتال ، فهذا أمر مستحيل المنال ، وليس على وجه الأرض اليوم ، جماعة إسلامية تدعي أنها قادرة أن تحارب العالم كله .؟ وتتصدى لأسلحته النووية والهيدروجينية والبيولوجية والكيميائية ...
3 – إلى كم سنة نحتاج لتحقيق هذا الحلم الكبير ، في ظل المعطيات والظروف الدولية المعاصرة .؟ مع الأخذ بعين الاعتبار ، أن المسلمين اليوم في أضعف حال ، وأن أعداءهم في قمة قوتهم في كل مجال .
وسواء أكانت الخلافة يراد لها أن تتم عن طريق الدعوة ، أم عن طريق الجهاد ، فهي لن تتحقق بين يوم وليلة ، وإنما تحتاج إلى مشوار طويل .. طويل .. لا يمكن تقدير بالسنين ، وإنما بالقرون ..
4 – من هي الجهة التي ستحمل راية الدعوة لإقامة هذه الخلافة .؟ وما هي الأرض التي ستنطلق منها .؟ ولا يكفي في هذا المقام ، أن يضطلع تنظيم سري ما ، كتنظيم القاعدة مثلا ، بهذه المهمة الخطيرة ، وليس له كيان بشري ، ولا كيان جغرافي .. فلا بد من كيان بشري كبير ، يفيء إليه أتباع هذه الفكرة ، ويكون هذا الكيان في مكان مستقل ، ويكون معروف الهوية ، وقادرا على الصمود أمام هجمات أهل الأرض ، كما هو متوقع .
5 – هذا المشروع خط أحمر . وسوف تحاربه كل دول العالم ، المسيحية منها واليهودية والمجوسية والبوذية والشيوعية الملحدة ... وقبلهم جميعا سوف تحاربنا الدول العربية وأنظمتها الديكتاتورية ... فما هي الخطة العملية لقتال كل دول العالم مجتمعة .؟
أما بعد : فليس على وجه الأرض أحد من المسلمين ، يكره أن يعيش في ظل خلافة على منهاج النبوة ..!! ولكن أين هي هذه الخلافة .. وكيف السبيل إلى إقامتها .؟ إنها لن تقوم بالأمنيات ، ولا بالأحلام .. وهنا أذكر الإخوة الذين يثيرون هذا الموضوع بين آونة وأخرى ، أذكرهم بأن الجامعة العربية ، أنشئت يوم أنشئت منذ ستة عقود زمنية تقريبا ، وكان القصد من إنشائها ، العمل على توحيد الدول العربية ... ولكنها لم تتوحد حتى الآن ، ولن تتوحد ولا بعد مئات السنين ... فكيف يمكن أن نوحد العرب والعجم والترك والأفغان والباكستان وإندونيسيا .؟؟؟؟ وهؤلاء يشكلون اليوم ثلث سكان العالم تقريبا ..؟؟؟
أيها الإخوة الكرام : قبل أن تحدثونا عن دولة الخلافة .. خلصونا من هذا الخنزير ، الذي جعل من سوريا ( قرافة ) أي حولها إلى مقبرة ، وفي كل يوم يرسل إليها العشرات بل المئات .؟؟
نحن أصبحنا نُهبةً لتجار الحروب .. فهذا يريد أن تستمر الحرب ليبقى في الكرسي .. وثانٍ يريد أن تستمر الحرب ليكسب المال الكثير في الزمن اليسير ، فهو يغلي على الناس ما يحتاجون إليه من الغذاء والماء والدواء والكساء .. وثالث يريد استمرار الحرب ، ليعيش في أجواء الفوضى والتفلت من قيود الأنظمة والقوانين .. وآخر يحلم أن يقيم دولة الإسلام على أكثر من ثلاث قارات من العالم ، وهو لا يستطيع أن يقيم دولة الإسلام في مدينته ، ولا في حي من مدينته ، ولا في بيته الصغير ...
يا سادة ، حدثونا عن الواقع .. وانشغلوا برسم الخطط الناجعة ، للخلاص مما نحن فيه بأقل الخسائر .. فالمؤامرة كبيرة .. إن أعداءنا يفكرون بتقسيم سوريا ، ويخططون لهذا التقسيم .. بل يقومون بخطى عملية لتحقيق هذه الغاية .. ولعل أولها ، إكراه الائتلاف الوطني على الإقرار بأن سوريا يعيش على ترابها قوميتان ( عرب وأكراد ) وهذا تمهيد لمطالبة الأكراد بالحكم الفيدرالي لاحقا ، وهو مما سوف يدفع الآخرين الى المطالبة بتقسيم سوريا على أساس طائفي وعرقي ...ففكروا كيف تحافظون على وحدة سوريا ، قبل التفكير بالوحدة الإسلامية الكبرى ، التي تجمع العرب والمسلمين ..!! أنا لست ضد الخلافة ، ولكني أنظر بمنظر واقعي ، بعيد عن الخيال ... وأرفض أن يتحدث بها من هو عاجز كل العجز عن تحقيقها .. اللهم إليك المشتكى ، وبك المستعان ، وعليك التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بك يا حي يا قيوم .. يا ذا الجلال والإكرام .