شبكة #شام الإخبارية - #قصفة_شهيد
الشهيد الدكتور صخر حلاق – حلب – شام صافي
الشهيد بإذن الله الطبيب صخر حلاق - شهيد حلب الأول:
لازال الأطباء فئة تشكل عبئاً كبيراً على كاهل النظام واستبداده ليترصدهم في كل تحركاتهم. وفيما يلي من سيرة الشهيد يتوضح كيف كان آل الأسد أشد الحكومات استهتاراً بعقول شعبها وتدميراً لبنية الحضارة من خلال القضاء على روادها.
* سيرته الذاتية:
الطبيب صخر الحلاق، 43 عاماً، مسلم سنّيّ، وهو أب لطفلين وكان في انتظار الطفل الثالث، ووضعت زوجة حلاق طفلة بعد مضي أسبوعين فقط على مقتله، أخصائي في التغذية الإنسانية وعضو أكاديمية AED الأمريكية، يدير عيادة ناجحة متخصصة في علاج اضطرابات الطعام في مسقط رأسه حلب بسوريا. وكان قد انتقل إلى الولايات المتحدة في 1984م لدراسات مابعد الدكتوراه في الكيمياء الحيوية الطبية.ويتمتع الطبيب " صخر حلاق" بسمعة عطرة وشهرة واسعة، ويعرف عنه دماثة أخلاقه وإتقانه لعمله. قام بزيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية لحضور مؤتمر طبي.
رحلته:
دخل هناك في نقاش مع شقيقه حول الاضطرابات التي تجتاح وطنهم الأم سوريا. وحاول صخر التمتع بكل لحظة أثناء رحلته الأولى إلى الولايات المتحدة الأميركية، إذ قام بزيارة شقيقه المقيم في فيلادلفيا، ثم زار ساحة «تايمز سكوير» في نيويورك وميامي بيتش. عندما عاد صخر حلاق، إلى سوريا عقب زيارته للولايات المتحدة الأميركية في العام الماضي، لم تسر الأمور كما كان مخططا لها، حيث يؤكد شقيقه حازم أنه قد تم اعتقاله لفترة وجيزة في المطار وتم إخباره بضرورة مراجعة مقر المخابرات العسكرية في مسقط رأسه في حلب. وقال شقيقه: «أكد لي أنه ليس هناك ما يدعو للقلق عليه»، وبعدها بأسابيع قليلة، تم العثور على جثته ملقاة خارج حلب، وعليها آثار تعرضه للتعذيب المبرح.
كان د. صخر حلاق قد أخبر أخاه بأنه غير خائفٍ من الرجوع إلى سوريا، على الرغم من كل القتل الذي يحدث، لقد ساء الوضع جداً في سوريا خلال الأسابيع الثلاثة التي قضاها في الولايات المتحدة في ربيع 2011. ولكن في حلب- المدينة التاريخية القريبة من الحدود التركية –كان الدكتور صخر حلاق الطبيب البارز غير السياسي يشعر بالراحة والأمان.
يقول حازم: " رحلة صخر إلى الولايات المتحدة كانت زيارته الأولى، من أجل العمل والعائلة، زار د. صخر في فيلاديلفيا بعض الأماكن السياحية مثل جرس الحرية ومركز الدستور..."
تعشيا في مطعم صينا في غرب فيلاديلفيا... بعد فيلاديلفيا، سافر صخر إلى فريسنو Fresno ، كاليفورنيا لزيارة أخته طبيبة الأسنان، ثم إلى غرب فيرجينيا لرؤية أخ آخر يعمل مهندساً كهربائياً. بعد ذلك توجه مع حازم إلى ميامي لحضور مؤتمر طبي عن اختلالات الطعام وأمضيا ثلاثة أيام هناك.
بقي د. حازم حلاق على اتصال مع شقيقه الأصغر من منزله في في ميرون بارك Merion Park ولكنه كان يتواصل معه بطرق وجدها أفضل من التحدث على الهاتف.
حازم وصخر كانا يستخدمان شيفرة بسيطة للتواصل على الفايس بوك وسكايبي عن الأحداث التي تشهدها سوريا، والتي يقول نشطاء حقوق الإنسان أنها كانت سبباً في مقتل 1300 شخص واعتقال 10 آلاف شخص منذ آذار الماضي. كان صخر يقول سقطت العديد من التفاحات ( التفاحات تعني القتلى).
في آخرمحادثة بينهما، سأل حازم أخاه الذي يدير العيادة (و التي تعد الوحيدة في البلد المختصة باختلالات التغذية) فيما إذا كان مهتماً بأن يصبح وكيلاً في الشرق الأوسط لدواء جديد يتم تطويره، كان هذا في الرابع والعشرين من أيار/مايو. أجاب صخر بأنه غير مهتم بعمل أي شيء في هذه الأيام بسبب الأحداث.
لاحقاً في الليلة التالية، اختفى بينما كان يقود سيارته عائداً للمنزل من عمله.
* فيما يلي وبعد جمع ومقارنة الروايات نعرض قصة استشهاد الطبيب صخر حلاق بما يتوافق مع ما تسرب من نشطاء منظمات حقوق الانسان بشكل مرتب زمنياً:
١٥ نيسان - ٦ ايار ٢٠١١:
قام الدكتور صخر بزيارة الولايات المتحدة للمرة الأولى لحضور مؤتمر طبي في مدينة ميامي ولاية فلوريدا. الدكتور صخر طبيب مشهور في مدينته حلب لا يتدخل بالسياسة لاهو ولاأسرته و لم يشارك أبداً في أي مظاهرة أو اجتماع ضد النظام السوري.
في يوم 23 مايو (أيار) عام 2011، قام عملاء المخابرات العسكرية باستجوابه حول زيارته للولايات المتحدة الأميركية وعن المؤتمر الطبي الذي حضره هناك والأشخاص الذين التقى بهم وسبب ذهابه إلى هناك من الأساس.
وفي اليوم التالي، عاود حلاق الذهاب إلى مقر الاستخبارات العسكرية للإجابة عن المزيد من الأسئلة، حيث أكد لعائلته أن هذا الأمر إجراء روتيني.
الاربعاء ٢٥ أيار الساعة ١١:٣٠ ليلاً:
المخابرات تعتقل الدكتور صخر حينما كان في طريقه عائداً إلى منزله من العيادة.
في يوم 25 مايو، تم استدعاء حلاق، للاستجواب مرة أخرى، وقبل خروجه من المنزل طلب من والدته الدعاء له. لم يعد حلاق إلى منزله في هذه الليلة، وبدأ القلق يساور عائلته حول هذا الأمر.
الخميس ٢٦ أيار:
الدكتور صخر يهاتف صباحاً صديقاً له ويخبره بأنه عند المخابرات ليسألوه عن زيارته للولايات المتحدة وأنه بوضع جيد وأنه سوف يطلق سراحه خلال أيام قليلة. ذلك الصديق يزور الدكتور صخر في فرع المخابرات بعد المكالمة الهاتفية ويخبر الأهل أن الدكتور بحالة جيدة. زوجة صخر تهاتف عضو مجلس الشعب السوري عدنان السخنة الذي أكد لها أنه معتقل لدى المخابرات وسيعمل على إطلاق سراحه قريباً. الممرضة التي هي أيضاً مديرة مكتب الدكتور صخر اتصلت بأحد المرضى والذي له اتصالات بجهات عليا بدمشق. أخبرها أن الدكتور لدى المخابرات بسبب تقرير سيئ عنه وأنه في ورطة كبيرة، ووعدها أن يستفسر عن وضع الدكتور وأن يعود إليها لاحقاً.
بعد فترة وجيزة من اتصال الصديق، قام حلاق بنشر صورة تحتوي على بعض الزهور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ثم قام بإرسال رسالة تحية إلى الكثير من أصدقائه، وكانت هذه هي الرسالة الأخيرة التي تلقاها أي شخص من حلاق.
الجمعة ٢٧ أيار:
المخابرات تقابل زوجة وابنة الدكتور وتخبرهم بأنه على مايرام وأنه سيخلى سبيله السبت.
السادسة مساء: تكتشف جثة الدكتور مقتولاً حديثاً مع علامات تعذيب، في منطقة مهجورة في خندق ببلدة السفيرة على بعد ٢٠ كيلومتراً جنوب مدينة حلب، عثر عليها رجل كان يقود سيارته هناك، إذ لمح جثة رجلٍ معفرة بالتراب ومرمية على جانب الطريق. وعندما اقترب من الجثة وجد أنها لرجل غارق في دمائه، يرتدي ملابس أنيقة ومايزال حذاؤه يلتمع.
ويقال بأن الجهات الرسمية اتصلت بعائلة الطبيب لتنقل لهم خبر مقتله.
وكان عثر على سيارة الطبيب مركونة في حي " المشهد " على الطريق الواصل بين عيادته في حي سيف الدولة ومنزله في حي " الزبدية " ولم تعرف أية معلومات عنه، إلى أن عثر على جثته.
السبت ٢٨ أيار:
زوجة الدكتور تهاتف فرع المخابرات ليخبروها أنه في طريقه للبيت وقد توقف في المحكمة لتوقيع بعض الأوراق. عند المساء، يهاتف مكتب التحري الطبي الجنائي العائلة أن لديهم جثة في المشرحة ربما تكون جثة الدكتور صخر. الجثة فعلاً كانت للدكتور صخر مع عنصري مخابرات مرافقَين لها. المخابرات تمنع إصدار التقرير الطبي كاملاً أو معرفة يوم وتوقيت الوفاة. كما تنكر أن الدكتور صخر كان لديها وإنما وجدوه ميتاً على الطريق.
الأحد ٢٩ أيار:
المخابرات تسلم الجثة وقت المغرب، كانت ملفوفة بالقماش الطبي كمومياء لايظهر منها إلا الوجه (العينان مغلقتان) والقدمان ولم يسمحوا ببقاء الأهل مع الجثة. بقي عنصران من المخابرات مع الجثة طوال الوقت منذ البداية ومنعوا الناس من التقاط الصور للجثة أو حضور جنازته إلا لحوالي ٢٠٠ شخص من المشيعين. وحملت الجنازة بسيارة المخابرات إلى مكان دفنه حيث دفن أيضاً تحت إشرافهم.
* وصف الطبيب الشرعي:
فحص الجثة أفاد أن الدكتور تعرض لتعذيب وصدمة شديدة للرأس. عيناه وإحليله مشوهان. جميع أضلاعه مكسرة مع آثار أحذية على جسده، تعود لعدة أشخاص. سبب الموت هو الخنق كما يتضح من آثار حبل على أصابعه وهو يحاول فك الحبل عن رقبته مع آثار قيود على رسغيه.
يقول د. حازم حلاق: " تعرف أفراد العائلة على جثة الدكتور صخر، التي تعرضت لعنفٍ شديد، العينان كانتا مقتلعتين من محجريهما، وتم قطع عضوه التناسلي ، معظم العظام كانت مكسورة".
وفقاً للقاضي أحمد بالاش وهو عضو في اللجنة القضائية التي حققت في وفاة الدكتور صخر حلاق وتمكنت من معاينة جثته: " سبب الوفاة هو نقص الأكسجة الدماغية الناجم عن الشنق. بالإضافة إلى آثار أُخرى وُجدت على الجثة من جروح عديدة في الرأس مما يشير إلى تعرضه للضرب"
كما تبين وجود سحجات وكدمات رَضِّية تدل على أنه تعرض للتعذيب قبل أن يخنق".
الدكتور " كلاوي" عبر عن أسفه لهذا الحادث، وقال " كم هو أمر صعب على طبيب أن يفحص جثة زميله".
أكد تقرير التشريح الرسمي أن حلاق قد لقي حتفه شنقاً، مما قد يوحي بأنه قد أقدم على الانتحار، ولكن الأطباء الآخرين الذين كانوا في مكان الحادث لاحظوا آثار تعذيب مفزعة على الجثة، فضلا عن وجود كثير من الكسور في الذراعين والأصابع والضلوع وكدمات كثيرة جراء الضرب، بخلاف اقتلاع العينين. كانت هناك أيضا بعض الدلائل الأخرى في الجثة التي تؤكد تشويه أعضائه التناسلية، فضلا عن وجود ثقوب متعددة في جمجمته. يقول شقيق القتيل: «لقد قاموا بثقب جمجمته بينما كان لا يزال على قيد الحياة»، مضيفا: «يا لها من طريقة مروعة للموت».
بينما يقول حازم حلاق: «إنه أمر لا يطاق. لم أعتقد يوما أن مثل هذا النوع من التعذيب موجود في الواقع".
* رد السلطات السورية والمخابرات الجوية:
المخابرات تشيع أن الدكتور صخر قتل على يد الموساد ثم تغيرت الرواية لتصبح على يد المعارضة ثم تغيرت لتصبح على يد الممرضة. صادروا جميع الكمرات في مكتبه ثم اعتقلوا الممرضة بتهمة السرقة وليس بتهمة القتل.
"يقول د. حازم أخوه: " أن المخابرات تؤكد أنها لم تعتقل أخاه، ووضعت اللوم على جهات أُخرى، إسرائيل أو المعارضة، لاحقاً تم اعتقال سكرتيرة عيادة د. صخر. .تقول السلطات السورية بأن الحادثة جنائية وليست سياسية . أخبرتني السيدة رؤى شربجي متحدثةً باسم السفارة السورية في واشنطن عن طريق الإيميل أنه: " لم يتم اعتقال د. صخر حلاق من قبل السلطات السورية"
* شهادة د. حازم أخو الشهيد متحدثاً عنه:
يقول حازم وهو يكبرُ صخراً بسبعة أعوام: " لقد وافاه أجله وأنا ربَّيته ...كم غيرت حفاظاته عندما كان رضيعاً، كان يبدو مثلي، يتصرف مثلي، كأنه نسخة مني كان النسخة الأصغر سناً مني، ماحدث مؤسٍ، مفجع، يلوح لي كل يوم، أنا لا أستطيع نسيانه".
ويقول الدكتور حازم بأن أخاه لابد أنه قد أحبط محتجزيه: " أنا أعتقد أنه تُوفي خلال التحقيقات ، كان مهذباً بطريقة ساخرة ، أستطيع تخيله يقول: "كفى ياشباب ...أنا أُحبكم" ولكنهم أرادوا أكثر. ولكن لم يكن لديه المزيد ليقدمه".
حازم يقول بأنه قد أحس بالسوء المحيط بأخيه بعد يوم ٍ واحد من اختفائه بعد أن ظهرت مشاركة جديدة على حائطه في موقع فايسبوك. لم تُكن تحوي كلمات، كانت فقط باقةً من الوُرود، هل هي رمز ٌ للسلام؟ أم تعزية؟
في ذلك اليوم علم َحازم من عائلته بأن أخاه قد رحل.
"لقد قتلوه" كانت الكلمات التي استخدمتها العائلة. لم يذكر أحد مَن هم.. "من غيرهم سيقتله؟" يقول د.حازم.
وحتى الوقت الحالي، تؤكد عائلة صخر حلاق أنهم ليس لديهم أدنى فكرة عن سبب مقتله، حيث أشاروا إلى أنه لم يكن ناشطاً سياسياً ولم تربطه أي علاقات مع المعارضة. رحم الله الشهيد وأدخله فسيح جناته وتقبله مع الشهداء.
الشهيد الدكتور صخر حلاق – حلب – شام صافي
الشهيد بإذن الله الطبيب صخر حلاق - شهيد حلب الأول:
لازال الأطباء فئة تشكل عبئاً كبيراً على كاهل النظام واستبداده ليترصدهم في كل تحركاتهم. وفيما يلي من سيرة الشهيد يتوضح كيف كان آل الأسد أشد الحكومات استهتاراً بعقول شعبها وتدميراً لبنية الحضارة من خلال القضاء على روادها.
* سيرته الذاتية:
الطبيب صخر الحلاق، 43 عاماً، مسلم سنّيّ، وهو أب لطفلين وكان في انتظار الطفل الثالث، ووضعت زوجة حلاق طفلة بعد مضي أسبوعين فقط على مقتله، أخصائي في التغذية الإنسانية وعضو أكاديمية AED الأمريكية، يدير عيادة ناجحة متخصصة في علاج اضطرابات الطعام في مسقط رأسه حلب بسوريا. وكان قد انتقل إلى الولايات المتحدة في 1984م لدراسات مابعد الدكتوراه في الكيمياء الحيوية الطبية.ويتمتع الطبيب " صخر حلاق" بسمعة عطرة وشهرة واسعة، ويعرف عنه دماثة أخلاقه وإتقانه لعمله. قام بزيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية لحضور مؤتمر طبي.
رحلته:
دخل هناك في نقاش مع شقيقه حول الاضطرابات التي تجتاح وطنهم الأم سوريا. وحاول صخر التمتع بكل لحظة أثناء رحلته الأولى إلى الولايات المتحدة الأميركية، إذ قام بزيارة شقيقه المقيم في فيلادلفيا، ثم زار ساحة «تايمز سكوير» في نيويورك وميامي بيتش. عندما عاد صخر حلاق، إلى سوريا عقب زيارته للولايات المتحدة الأميركية في العام الماضي، لم تسر الأمور كما كان مخططا لها، حيث يؤكد شقيقه حازم أنه قد تم اعتقاله لفترة وجيزة في المطار وتم إخباره بضرورة مراجعة مقر المخابرات العسكرية في مسقط رأسه في حلب. وقال شقيقه: «أكد لي أنه ليس هناك ما يدعو للقلق عليه»، وبعدها بأسابيع قليلة، تم العثور على جثته ملقاة خارج حلب، وعليها آثار تعرضه للتعذيب المبرح.
كان د. صخر حلاق قد أخبر أخاه بأنه غير خائفٍ من الرجوع إلى سوريا، على الرغم من كل القتل الذي يحدث، لقد ساء الوضع جداً في سوريا خلال الأسابيع الثلاثة التي قضاها في الولايات المتحدة في ربيع 2011. ولكن في حلب- المدينة التاريخية القريبة من الحدود التركية –كان الدكتور صخر حلاق الطبيب البارز غير السياسي يشعر بالراحة والأمان.
يقول حازم: " رحلة صخر إلى الولايات المتحدة كانت زيارته الأولى، من أجل العمل والعائلة، زار د. صخر في فيلاديلفيا بعض الأماكن السياحية مثل جرس الحرية ومركز الدستور..."
تعشيا في مطعم صينا في غرب فيلاديلفيا... بعد فيلاديلفيا، سافر صخر إلى فريسنو Fresno ، كاليفورنيا لزيارة أخته طبيبة الأسنان، ثم إلى غرب فيرجينيا لرؤية أخ آخر يعمل مهندساً كهربائياً. بعد ذلك توجه مع حازم إلى ميامي لحضور مؤتمر طبي عن اختلالات الطعام وأمضيا ثلاثة أيام هناك.
بقي د. حازم حلاق على اتصال مع شقيقه الأصغر من منزله في في ميرون بارك Merion Park ولكنه كان يتواصل معه بطرق وجدها أفضل من التحدث على الهاتف.
حازم وصخر كانا يستخدمان شيفرة بسيطة للتواصل على الفايس بوك وسكايبي عن الأحداث التي تشهدها سوريا، والتي يقول نشطاء حقوق الإنسان أنها كانت سبباً في مقتل 1300 شخص واعتقال 10 آلاف شخص منذ آذار الماضي. كان صخر يقول سقطت العديد من التفاحات ( التفاحات تعني القتلى).
في آخرمحادثة بينهما، سأل حازم أخاه الذي يدير العيادة (و التي تعد الوحيدة في البلد المختصة باختلالات التغذية) فيما إذا كان مهتماً بأن يصبح وكيلاً في الشرق الأوسط لدواء جديد يتم تطويره، كان هذا في الرابع والعشرين من أيار/مايو. أجاب صخر بأنه غير مهتم بعمل أي شيء في هذه الأيام بسبب الأحداث.
لاحقاً في الليلة التالية، اختفى بينما كان يقود سيارته عائداً للمنزل من عمله.
* فيما يلي وبعد جمع ومقارنة الروايات نعرض قصة استشهاد الطبيب صخر حلاق بما يتوافق مع ما تسرب من نشطاء منظمات حقوق الانسان بشكل مرتب زمنياً:
١٥ نيسان - ٦ ايار ٢٠١١:
قام الدكتور صخر بزيارة الولايات المتحدة للمرة الأولى لحضور مؤتمر طبي في مدينة ميامي ولاية فلوريدا. الدكتور صخر طبيب مشهور في مدينته حلب لا يتدخل بالسياسة لاهو ولاأسرته و لم يشارك أبداً في أي مظاهرة أو اجتماع ضد النظام السوري.
في يوم 23 مايو (أيار) عام 2011، قام عملاء المخابرات العسكرية باستجوابه حول زيارته للولايات المتحدة الأميركية وعن المؤتمر الطبي الذي حضره هناك والأشخاص الذين التقى بهم وسبب ذهابه إلى هناك من الأساس.
وفي اليوم التالي، عاود حلاق الذهاب إلى مقر الاستخبارات العسكرية للإجابة عن المزيد من الأسئلة، حيث أكد لعائلته أن هذا الأمر إجراء روتيني.
الاربعاء ٢٥ أيار الساعة ١١:٣٠ ليلاً:
المخابرات تعتقل الدكتور صخر حينما كان في طريقه عائداً إلى منزله من العيادة.
في يوم 25 مايو، تم استدعاء حلاق، للاستجواب مرة أخرى، وقبل خروجه من المنزل طلب من والدته الدعاء له. لم يعد حلاق إلى منزله في هذه الليلة، وبدأ القلق يساور عائلته حول هذا الأمر.
الخميس ٢٦ أيار:
الدكتور صخر يهاتف صباحاً صديقاً له ويخبره بأنه عند المخابرات ليسألوه عن زيارته للولايات المتحدة وأنه بوضع جيد وأنه سوف يطلق سراحه خلال أيام قليلة. ذلك الصديق يزور الدكتور صخر في فرع المخابرات بعد المكالمة الهاتفية ويخبر الأهل أن الدكتور بحالة جيدة. زوجة صخر تهاتف عضو مجلس الشعب السوري عدنان السخنة الذي أكد لها أنه معتقل لدى المخابرات وسيعمل على إطلاق سراحه قريباً. الممرضة التي هي أيضاً مديرة مكتب الدكتور صخر اتصلت بأحد المرضى والذي له اتصالات بجهات عليا بدمشق. أخبرها أن الدكتور لدى المخابرات بسبب تقرير سيئ عنه وأنه في ورطة كبيرة، ووعدها أن يستفسر عن وضع الدكتور وأن يعود إليها لاحقاً.
بعد فترة وجيزة من اتصال الصديق، قام حلاق بنشر صورة تحتوي على بعض الزهور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، ثم قام بإرسال رسالة تحية إلى الكثير من أصدقائه، وكانت هذه هي الرسالة الأخيرة التي تلقاها أي شخص من حلاق.
الجمعة ٢٧ أيار:
المخابرات تقابل زوجة وابنة الدكتور وتخبرهم بأنه على مايرام وأنه سيخلى سبيله السبت.
السادسة مساء: تكتشف جثة الدكتور مقتولاً حديثاً مع علامات تعذيب، في منطقة مهجورة في خندق ببلدة السفيرة على بعد ٢٠ كيلومتراً جنوب مدينة حلب، عثر عليها رجل كان يقود سيارته هناك، إذ لمح جثة رجلٍ معفرة بالتراب ومرمية على جانب الطريق. وعندما اقترب من الجثة وجد أنها لرجل غارق في دمائه، يرتدي ملابس أنيقة ومايزال حذاؤه يلتمع.
ويقال بأن الجهات الرسمية اتصلت بعائلة الطبيب لتنقل لهم خبر مقتله.
وكان عثر على سيارة الطبيب مركونة في حي " المشهد " على الطريق الواصل بين عيادته في حي سيف الدولة ومنزله في حي " الزبدية " ولم تعرف أية معلومات عنه، إلى أن عثر على جثته.
السبت ٢٨ أيار:
زوجة الدكتور تهاتف فرع المخابرات ليخبروها أنه في طريقه للبيت وقد توقف في المحكمة لتوقيع بعض الأوراق. عند المساء، يهاتف مكتب التحري الطبي الجنائي العائلة أن لديهم جثة في المشرحة ربما تكون جثة الدكتور صخر. الجثة فعلاً كانت للدكتور صخر مع عنصري مخابرات مرافقَين لها. المخابرات تمنع إصدار التقرير الطبي كاملاً أو معرفة يوم وتوقيت الوفاة. كما تنكر أن الدكتور صخر كان لديها وإنما وجدوه ميتاً على الطريق.
الأحد ٢٩ أيار:
المخابرات تسلم الجثة وقت المغرب، كانت ملفوفة بالقماش الطبي كمومياء لايظهر منها إلا الوجه (العينان مغلقتان) والقدمان ولم يسمحوا ببقاء الأهل مع الجثة. بقي عنصران من المخابرات مع الجثة طوال الوقت منذ البداية ومنعوا الناس من التقاط الصور للجثة أو حضور جنازته إلا لحوالي ٢٠٠ شخص من المشيعين. وحملت الجنازة بسيارة المخابرات إلى مكان دفنه حيث دفن أيضاً تحت إشرافهم.
* وصف الطبيب الشرعي:
فحص الجثة أفاد أن الدكتور تعرض لتعذيب وصدمة شديدة للرأس. عيناه وإحليله مشوهان. جميع أضلاعه مكسرة مع آثار أحذية على جسده، تعود لعدة أشخاص. سبب الموت هو الخنق كما يتضح من آثار حبل على أصابعه وهو يحاول فك الحبل عن رقبته مع آثار قيود على رسغيه.
يقول د. حازم حلاق: " تعرف أفراد العائلة على جثة الدكتور صخر، التي تعرضت لعنفٍ شديد، العينان كانتا مقتلعتين من محجريهما، وتم قطع عضوه التناسلي ، معظم العظام كانت مكسورة".
وفقاً للقاضي أحمد بالاش وهو عضو في اللجنة القضائية التي حققت في وفاة الدكتور صخر حلاق وتمكنت من معاينة جثته: " سبب الوفاة هو نقص الأكسجة الدماغية الناجم عن الشنق. بالإضافة إلى آثار أُخرى وُجدت على الجثة من جروح عديدة في الرأس مما يشير إلى تعرضه للضرب"
كما تبين وجود سحجات وكدمات رَضِّية تدل على أنه تعرض للتعذيب قبل أن يخنق".
الدكتور " كلاوي" عبر عن أسفه لهذا الحادث، وقال " كم هو أمر صعب على طبيب أن يفحص جثة زميله".
أكد تقرير التشريح الرسمي أن حلاق قد لقي حتفه شنقاً، مما قد يوحي بأنه قد أقدم على الانتحار، ولكن الأطباء الآخرين الذين كانوا في مكان الحادث لاحظوا آثار تعذيب مفزعة على الجثة، فضلا عن وجود كثير من الكسور في الذراعين والأصابع والضلوع وكدمات كثيرة جراء الضرب، بخلاف اقتلاع العينين. كانت هناك أيضا بعض الدلائل الأخرى في الجثة التي تؤكد تشويه أعضائه التناسلية، فضلا عن وجود ثقوب متعددة في جمجمته. يقول شقيق القتيل: «لقد قاموا بثقب جمجمته بينما كان لا يزال على قيد الحياة»، مضيفا: «يا لها من طريقة مروعة للموت».
بينما يقول حازم حلاق: «إنه أمر لا يطاق. لم أعتقد يوما أن مثل هذا النوع من التعذيب موجود في الواقع".
* رد السلطات السورية والمخابرات الجوية:
المخابرات تشيع أن الدكتور صخر قتل على يد الموساد ثم تغيرت الرواية لتصبح على يد المعارضة ثم تغيرت لتصبح على يد الممرضة. صادروا جميع الكمرات في مكتبه ثم اعتقلوا الممرضة بتهمة السرقة وليس بتهمة القتل.
"يقول د. حازم أخوه: " أن المخابرات تؤكد أنها لم تعتقل أخاه، ووضعت اللوم على جهات أُخرى، إسرائيل أو المعارضة، لاحقاً تم اعتقال سكرتيرة عيادة د. صخر. .تقول السلطات السورية بأن الحادثة جنائية وليست سياسية . أخبرتني السيدة رؤى شربجي متحدثةً باسم السفارة السورية في واشنطن عن طريق الإيميل أنه: " لم يتم اعتقال د. صخر حلاق من قبل السلطات السورية"
* شهادة د. حازم أخو الشهيد متحدثاً عنه:
يقول حازم وهو يكبرُ صخراً بسبعة أعوام: " لقد وافاه أجله وأنا ربَّيته ...كم غيرت حفاظاته عندما كان رضيعاً، كان يبدو مثلي، يتصرف مثلي، كأنه نسخة مني كان النسخة الأصغر سناً مني، ماحدث مؤسٍ، مفجع، يلوح لي كل يوم، أنا لا أستطيع نسيانه".
ويقول الدكتور حازم بأن أخاه لابد أنه قد أحبط محتجزيه: " أنا أعتقد أنه تُوفي خلال التحقيقات ، كان مهذباً بطريقة ساخرة ، أستطيع تخيله يقول: "كفى ياشباب ...أنا أُحبكم" ولكنهم أرادوا أكثر. ولكن لم يكن لديه المزيد ليقدمه".
حازم يقول بأنه قد أحس بالسوء المحيط بأخيه بعد يوم ٍ واحد من اختفائه بعد أن ظهرت مشاركة جديدة على حائطه في موقع فايسبوك. لم تُكن تحوي كلمات، كانت فقط باقةً من الوُرود، هل هي رمز ٌ للسلام؟ أم تعزية؟
في ذلك اليوم علم َحازم من عائلته بأن أخاه قد رحل.
"لقد قتلوه" كانت الكلمات التي استخدمتها العائلة. لم يذكر أحد مَن هم.. "من غيرهم سيقتله؟" يقول د.حازم.
وحتى الوقت الحالي، تؤكد عائلة صخر حلاق أنهم ليس لديهم أدنى فكرة عن سبب مقتله، حيث أشاروا إلى أنه لم يكن ناشطاً سياسياً ولم تربطه أي علاقات مع المعارضة. رحم الله الشهيد وأدخله فسيح جناته وتقبله مع الشهداء.