أيتها الدول الكبرى كفاكم كذبا .. فقد كشفت الأقنعة ..
بقلم : أبو ياسر السوري
" تسليم الكيماوي " حكاية أطلقها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، أثناء مؤتمر صحفي ، قال فيه : ليسلم الأسد السلاح الكيمياوي الذي لديه ، ويوقع على اتفاقية حظر الأسلحة الكيمياوية ، وينتهي كل شيء ...
وما إن تفوه جون كيري بهذه الكلمات ، حتى سارع وزير الخارجية الروسي لافروف فصرح على إحدى القنوات ، معلنا عن استحسانه لهذه الخطوة الأمريكية .. ثم ظهر وليد المعلم ، فأعلن عن قبوله بتسليم المخزون الكيمياوي السوري كله ، والذهاب إلى مؤتمر جنيف بدون قيد ولا شرط ...
وسرعان ما توقف الحديث عن الضربة في كل قنوات الإعلام ، وتحول إلى الحديث عن تسليم السلاح الكيمياوي السوري ، وتحول إلى التلويح بالعدول عن الضربة بعد تسليم هذا السلاح .؟؟
هذه الحكاية كلها ، وضح أنها حكاية مفبركة بين الدول الكبرى، وهي مؤامرة بكل معنى الكلمة ، وتنطوي على عدد من المخاطر .. ولا تخدم في النهاية سوى نظام بشار الأسد ..
أما أنها مفبركة ، فقد دلت التسريبات من هنا وهناك ، على أن هذه الفكرة كانت أثيرت في مؤتمر العشرين ، وجرى بحثها من وراء الكواليس . واتفق على التظاهر بعدم الاتفاق على حل في الشأن السوري أثناء ذلك المؤتمر .. تمهيدا لإظهار ما اتفق عليه ، وكأنه وليد الصدفة العابرة ..
ولكن استدعاء وليد المعلم إلى روسيا في هذا الظرف بالذات ، والتزامن ما بين وجوده في روسيا ، وتصريح جون كيري بأن المشكلة تنتهي بقيام الأسد بتسليم سلاحه الكيمياوي ، والتناغم السريع بين تصريح كيري وتصريح لافروف بقبول هذا العرض الأمريكي .. وسرعة قبول المعلم بهذه الفكرة .. كل هذا يشكل برهانا واضحا على أننا أمام قضية مفبركة ، ومؤامرة دولية محبوكة بإتقان ، اشترك فيها ساسة من الدول الكبار .. ومارسوا فيها كل عهر السياسة وأكاذيبها .. أقول عهر السياسة ، لأنهم قد حاولوا اختزال قضية إبادة جماعية تطال شعباً كاملاً ، يبلغ عدد سكانه 23 مليون نسمة ، وتقزيم كل ما وقع عليه من جرائم ، في تسليم بعض المخزون الكيمياوي .
وهنالك أمارة ثالثة ، تؤكد أنه لم يكن في نية الغرب القيام بأية ضربة أصلا ، فلو كان أوباما جادا في ضرب الأسد لقام بضربه دون الرجوع إلى الكونجرس .. ولو كان كاميرون جادا في هجومه المتكرر على الأسد لما تنصل من المشاركة بضربه .. ولو كان الرئيس الفرنسي جادا في معاقبة الأسد ، لما طلب تصويت المجلس النيابي على المشاركة في الضربة .. ولو كان أوباما يريد أن يعاقب المجرم حقا ، لما أعطاه مهلة تزيد عن شهر لتوزيع سلاحه ، وإخفاء معداته الحربية بين مساكن المدنيين وفي مشافي الأطفال وفي المدارس ..
هذا كله من صناعة الكذب والدجل المفضوح ... لذلك ننصح هؤلاء الساسة الكبار ، ونقول لهم إن الأقنعة قد كشفت لنا ، فنحن الآن نراكم على حقيقتكم .. فلا تحاولوا الكذب علينا بعد اليوم ، لأن الكذب قبيح جدا ، وأقبح ما يكون إذا صدر من الكبار..
نحن نعلم أن الأسد قد أحرجكم بهذه الضربة الكيمياوية ، وكانت إحدى تصرفاته الغبية .. ونقدر أن هذا العميل الغبي قد تمادى لدرجة لا ينفع معها السكوت عن إجرامه .. وإلا سقطت مصداقيتكم في العالم .. ألستم تدعون أنكم تضطلعون بالمسؤولية عن السلام والأمن الدوليين في العالم .. فكيف يسعكم السكوت عن هكذا جريمة كبرى كانت ضحاياها بمئات الأبرياء ، من الشيوخ والأطفال والنساء .؟؟
أيتها الدول الكبرى ، لقد كنا نشك في أنكم ستقومون بشيء يرضي الضمير الإنساني ، ففاقد الشيء لا يعطيه .. ولكننا قلنا لنحسن الظن هذه المرة ، ولنصدق أن الدول الكبرى لن تفرط بمصداقيتها وسمعتها من أجل إنسان مهما كانت منزلته لديهم .!! لقد تعالت التصريحات ، وتحركت الأساطيل ، وعقدت المؤتمرات ، وكثر العجيج والضجيج ، وصارت الضربة قاب قوسين أو أدنى من المجرمين .. وكنا حيالها بين مصدقين ومستبعدين .. إلى أن كانت حكاية تسليم الكيمياوي ، فعلمنا أن كل التجييش للضربة إنما كان خلبيا ، وأن مسألة تسليم الكيمياوي هي بمثابة الدبوس ، الذي أحدث ثقبا في بالون كبير ، ففرغه مما فيه من الهواء .. وأعاده إلى حجمه الطبيعي الصغير ... كيف يجوز أن يعفى عن المجرم لمجرد أنه وعد بتسليم السلاح الذي ارتكب به جريمته .؟؟ أليس في هذا تشجيع لكل ديكتاتور في العالم أن يقتل من شعبه ما شاء ؟ فمن أمن العقوبة أساء الأدب .!!؟
ولسنا ننكر أن مؤامرتكم هذه المرة محبوكة بإتقان ، ورغم ذلك فأنتم مفضوحون ، لقد علمتنا الأيام أنكم مجردون من القيم الإنسانية ، والفضائل الخلقية ، ولا تتحركون إلا لمصلحة مادية .. فما هي مصلحتكم في هذه العاصفة الإعلامية .؟؟ نحن نعلم أن أساطيلكم لم تتحرك خطوة واحدة إلا بثمن .!! ونعلم أن الثمن قد وضع في خزائنكم من الجهات الخيِّرة ، وهو بالمليارات وليس بالملايين ..
وإذا أحببنا أن نسيء الظن بكم ، وسوءُ الظن فطنة في بعض الأحايين ، أقول إذا لجأنا إلى إساءة الظن بكم أمكننا القول : بإنكم أنتم من أوحى للأسد بالضربة الكيمياوية ، لتحصلوا جراءها على هذه المليارات .!! وإنكم أنتم الإرهابيون الحقيقيون ، الذين يحركون الأحداث الإجرامية من وراء وراء ، وينشرون الخوف والرعب بين الشعوب ، وأنتم الذين يتلذذون بجوع الجائعين ومنظر المشردين ودماء الأبرياء المذبوحين بالسكاكين .!!
نحن نعلم أنكم تريدون اليوم أن تحل حكاية تسليم الكيماوي محل الضربة الجوية .. ونعلم أن هذا المسار الجديد ، سيعود بالقضية إلى المربع الأول ... ونعلم أنكم تريدون في النهاية أن تبرئوا الأسد من جريمة الكيمياوي ، وتلصقوها لاحقاً بالمعارضة .. لأن الأسد لن يسلمكم كل ما لديه من هذا السلاح ، ولا يمكن ذلك إلا ببيانات مكتوبة ، وهي غير موجودة إلا في حوزة النظام ، الذي لن يسلمها لكم .. ولن تطالبوه أنتم بذلك .. وإنما سيدعي أنه سلم كل ما لديه من هذا السلاح ، ثم يعود لمهاجمتنا به من جديد ، وبكميات أكبر وأقسى ، وأشد وأنكى ، على أمل أن نركع ونخنع ... وعندها سيكون النظام مصدقا لديكم إن اتهم المعارضة باستخدام الكيمياوي آنذاك .. وسوف يتبجح ويقول : لقد سلمتكم كل ما لدي من هذا السلاح .. والمعارضة هي المسؤولة عنه الآن وسابقا .. وسوف تصدقونه ، وسوف تتخذون ذلك ذريعة لتجريم الضحية ومعاقبتها ... وترك المجرم ينجو بجريمته .
وقبل الأخير :
كم من الوقت يمكن أن تستغرق عملية تسليم الكيماوي ، واستلامه ، وتخزينه ، وتعيين مراقبين دائمين عليه ، وتحديد المكان الذي سيكون فيه بعد التسليم . وكم من الوقت سيحتاج تشكيل لجان المراقبة الدولية ، وكم اجتماع لمجلس الأمن سوف يسبق هذه الإجراءات .؟؟ لن يكون شيء من ذلك في أقل من عدة أعوام ... ثم تميع القضية ، ويضيع أصل المشكلة ، ونتعلق بالفروع ..
ثم إنكم تقولون ( إتلاف الأسلحة الكيمياوية ) وأنتم تعلمون أن إتلافها قد يستغرق عشرات السنين ..!! فهل يُسمح للأسد بقتل الشعب بغير الكيماوي منذ الآن وإلى عشرات السنين .؟؟
أيها السياسيون الكبار بل الصغار .. حسبكم تفاصحا علينا ، وكفاكم خداعا لنا .. لقد فهمنا أنكم ما اخترعتم هذه القصة ، إلا للحيلولة دون الضربة العسكرية لبشار الأسد .. أو لعرقلتها في الوقت الحاضر .. ولا بأس لديكم أن يقتل ربع مليون سوري آخر .. ولا بأس أن يشرد عدد من الملايين الأخرى .. ولا بأس أن يكون هنالك مئات آلاف المعوقين .. والأيتام .. والأرامل .. والثكالى .. المهم أن يبقى بشار الأسد في كرسيه .. المهم أن يمارس الأسد هوايته في القتل كما يريد .. المهم أن يستمتع العالم المجرم بإبادة ملايين المسلمين في سوريا ... هذه هي الحقيقة أيها الدجاجلة المجرمون .. فما مثلكم إلا كمثل الأفاعي ، لينة المس قوية السم .. :
إن الأفاعي وإن لانت ملامسها : عند التقلب في أنيابها العطبُ
بقلم : أبو ياسر السوري
" تسليم الكيماوي " حكاية أطلقها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، أثناء مؤتمر صحفي ، قال فيه : ليسلم الأسد السلاح الكيمياوي الذي لديه ، ويوقع على اتفاقية حظر الأسلحة الكيمياوية ، وينتهي كل شيء ...
وما إن تفوه جون كيري بهذه الكلمات ، حتى سارع وزير الخارجية الروسي لافروف فصرح على إحدى القنوات ، معلنا عن استحسانه لهذه الخطوة الأمريكية .. ثم ظهر وليد المعلم ، فأعلن عن قبوله بتسليم المخزون الكيمياوي السوري كله ، والذهاب إلى مؤتمر جنيف بدون قيد ولا شرط ...
وسرعان ما توقف الحديث عن الضربة في كل قنوات الإعلام ، وتحول إلى الحديث عن تسليم السلاح الكيمياوي السوري ، وتحول إلى التلويح بالعدول عن الضربة بعد تسليم هذا السلاح .؟؟
هذه الحكاية كلها ، وضح أنها حكاية مفبركة بين الدول الكبرى، وهي مؤامرة بكل معنى الكلمة ، وتنطوي على عدد من المخاطر .. ولا تخدم في النهاية سوى نظام بشار الأسد ..
أما أنها مفبركة ، فقد دلت التسريبات من هنا وهناك ، على أن هذه الفكرة كانت أثيرت في مؤتمر العشرين ، وجرى بحثها من وراء الكواليس . واتفق على التظاهر بعدم الاتفاق على حل في الشأن السوري أثناء ذلك المؤتمر .. تمهيدا لإظهار ما اتفق عليه ، وكأنه وليد الصدفة العابرة ..
ولكن استدعاء وليد المعلم إلى روسيا في هذا الظرف بالذات ، والتزامن ما بين وجوده في روسيا ، وتصريح جون كيري بأن المشكلة تنتهي بقيام الأسد بتسليم سلاحه الكيمياوي ، والتناغم السريع بين تصريح كيري وتصريح لافروف بقبول هذا العرض الأمريكي .. وسرعة قبول المعلم بهذه الفكرة .. كل هذا يشكل برهانا واضحا على أننا أمام قضية مفبركة ، ومؤامرة دولية محبوكة بإتقان ، اشترك فيها ساسة من الدول الكبار .. ومارسوا فيها كل عهر السياسة وأكاذيبها .. أقول عهر السياسة ، لأنهم قد حاولوا اختزال قضية إبادة جماعية تطال شعباً كاملاً ، يبلغ عدد سكانه 23 مليون نسمة ، وتقزيم كل ما وقع عليه من جرائم ، في تسليم بعض المخزون الكيمياوي .
وهنالك أمارة ثالثة ، تؤكد أنه لم يكن في نية الغرب القيام بأية ضربة أصلا ، فلو كان أوباما جادا في ضرب الأسد لقام بضربه دون الرجوع إلى الكونجرس .. ولو كان كاميرون جادا في هجومه المتكرر على الأسد لما تنصل من المشاركة بضربه .. ولو كان الرئيس الفرنسي جادا في معاقبة الأسد ، لما طلب تصويت المجلس النيابي على المشاركة في الضربة .. ولو كان أوباما يريد أن يعاقب المجرم حقا ، لما أعطاه مهلة تزيد عن شهر لتوزيع سلاحه ، وإخفاء معداته الحربية بين مساكن المدنيين وفي مشافي الأطفال وفي المدارس ..
هذا كله من صناعة الكذب والدجل المفضوح ... لذلك ننصح هؤلاء الساسة الكبار ، ونقول لهم إن الأقنعة قد كشفت لنا ، فنحن الآن نراكم على حقيقتكم .. فلا تحاولوا الكذب علينا بعد اليوم ، لأن الكذب قبيح جدا ، وأقبح ما يكون إذا صدر من الكبار..
نحن نعلم أن الأسد قد أحرجكم بهذه الضربة الكيمياوية ، وكانت إحدى تصرفاته الغبية .. ونقدر أن هذا العميل الغبي قد تمادى لدرجة لا ينفع معها السكوت عن إجرامه .. وإلا سقطت مصداقيتكم في العالم .. ألستم تدعون أنكم تضطلعون بالمسؤولية عن السلام والأمن الدوليين في العالم .. فكيف يسعكم السكوت عن هكذا جريمة كبرى كانت ضحاياها بمئات الأبرياء ، من الشيوخ والأطفال والنساء .؟؟
أيتها الدول الكبرى ، لقد كنا نشك في أنكم ستقومون بشيء يرضي الضمير الإنساني ، ففاقد الشيء لا يعطيه .. ولكننا قلنا لنحسن الظن هذه المرة ، ولنصدق أن الدول الكبرى لن تفرط بمصداقيتها وسمعتها من أجل إنسان مهما كانت منزلته لديهم .!! لقد تعالت التصريحات ، وتحركت الأساطيل ، وعقدت المؤتمرات ، وكثر العجيج والضجيج ، وصارت الضربة قاب قوسين أو أدنى من المجرمين .. وكنا حيالها بين مصدقين ومستبعدين .. إلى أن كانت حكاية تسليم الكيمياوي ، فعلمنا أن كل التجييش للضربة إنما كان خلبيا ، وأن مسألة تسليم الكيمياوي هي بمثابة الدبوس ، الذي أحدث ثقبا في بالون كبير ، ففرغه مما فيه من الهواء .. وأعاده إلى حجمه الطبيعي الصغير ... كيف يجوز أن يعفى عن المجرم لمجرد أنه وعد بتسليم السلاح الذي ارتكب به جريمته .؟؟ أليس في هذا تشجيع لكل ديكتاتور في العالم أن يقتل من شعبه ما شاء ؟ فمن أمن العقوبة أساء الأدب .!!؟
ولسنا ننكر أن مؤامرتكم هذه المرة محبوكة بإتقان ، ورغم ذلك فأنتم مفضوحون ، لقد علمتنا الأيام أنكم مجردون من القيم الإنسانية ، والفضائل الخلقية ، ولا تتحركون إلا لمصلحة مادية .. فما هي مصلحتكم في هذه العاصفة الإعلامية .؟؟ نحن نعلم أن أساطيلكم لم تتحرك خطوة واحدة إلا بثمن .!! ونعلم أن الثمن قد وضع في خزائنكم من الجهات الخيِّرة ، وهو بالمليارات وليس بالملايين ..
وإذا أحببنا أن نسيء الظن بكم ، وسوءُ الظن فطنة في بعض الأحايين ، أقول إذا لجأنا إلى إساءة الظن بكم أمكننا القول : بإنكم أنتم من أوحى للأسد بالضربة الكيمياوية ، لتحصلوا جراءها على هذه المليارات .!! وإنكم أنتم الإرهابيون الحقيقيون ، الذين يحركون الأحداث الإجرامية من وراء وراء ، وينشرون الخوف والرعب بين الشعوب ، وأنتم الذين يتلذذون بجوع الجائعين ومنظر المشردين ودماء الأبرياء المذبوحين بالسكاكين .!!
نحن نعلم أنكم تريدون اليوم أن تحل حكاية تسليم الكيماوي محل الضربة الجوية .. ونعلم أن هذا المسار الجديد ، سيعود بالقضية إلى المربع الأول ... ونعلم أنكم تريدون في النهاية أن تبرئوا الأسد من جريمة الكيمياوي ، وتلصقوها لاحقاً بالمعارضة .. لأن الأسد لن يسلمكم كل ما لديه من هذا السلاح ، ولا يمكن ذلك إلا ببيانات مكتوبة ، وهي غير موجودة إلا في حوزة النظام ، الذي لن يسلمها لكم .. ولن تطالبوه أنتم بذلك .. وإنما سيدعي أنه سلم كل ما لديه من هذا السلاح ، ثم يعود لمهاجمتنا به من جديد ، وبكميات أكبر وأقسى ، وأشد وأنكى ، على أمل أن نركع ونخنع ... وعندها سيكون النظام مصدقا لديكم إن اتهم المعارضة باستخدام الكيمياوي آنذاك .. وسوف يتبجح ويقول : لقد سلمتكم كل ما لدي من هذا السلاح .. والمعارضة هي المسؤولة عنه الآن وسابقا .. وسوف تصدقونه ، وسوف تتخذون ذلك ذريعة لتجريم الضحية ومعاقبتها ... وترك المجرم ينجو بجريمته .
وقبل الأخير :
كم من الوقت يمكن أن تستغرق عملية تسليم الكيماوي ، واستلامه ، وتخزينه ، وتعيين مراقبين دائمين عليه ، وتحديد المكان الذي سيكون فيه بعد التسليم . وكم من الوقت سيحتاج تشكيل لجان المراقبة الدولية ، وكم اجتماع لمجلس الأمن سوف يسبق هذه الإجراءات .؟؟ لن يكون شيء من ذلك في أقل من عدة أعوام ... ثم تميع القضية ، ويضيع أصل المشكلة ، ونتعلق بالفروع ..
ثم إنكم تقولون ( إتلاف الأسلحة الكيمياوية ) وأنتم تعلمون أن إتلافها قد يستغرق عشرات السنين ..!! فهل يُسمح للأسد بقتل الشعب بغير الكيماوي منذ الآن وإلى عشرات السنين .؟؟
أيها السياسيون الكبار بل الصغار .. حسبكم تفاصحا علينا ، وكفاكم خداعا لنا .. لقد فهمنا أنكم ما اخترعتم هذه القصة ، إلا للحيلولة دون الضربة العسكرية لبشار الأسد .. أو لعرقلتها في الوقت الحاضر .. ولا بأس لديكم أن يقتل ربع مليون سوري آخر .. ولا بأس أن يشرد عدد من الملايين الأخرى .. ولا بأس أن يكون هنالك مئات آلاف المعوقين .. والأيتام .. والأرامل .. والثكالى .. المهم أن يبقى بشار الأسد في كرسيه .. المهم أن يمارس الأسد هوايته في القتل كما يريد .. المهم أن يستمتع العالم المجرم بإبادة ملايين المسلمين في سوريا ... هذه هي الحقيقة أيها الدجاجلة المجرمون .. فما مثلكم إلا كمثل الأفاعي ، لينة المس قوية السم .. :
إن الأفاعي وإن لانت ملامسها : عند التقلب في أنيابها العطبُ