شبكة #شام الإخبارية - #قصة_شهيد
الشهيد محمد دبّاح الديك – اللاذقية – فاطمة صالح
يحق للسوري أن يعتني بالصور، لأن ما يقتنصه من بين براثن( الأسد) من متع الحياة البريئة، واللحظات الهانئة، أقلُّ بكثير من أيام الكدح والخوف والاحتيال على تجنب( روبوتات) الحاكم أن تصطاده لأي سبب قد يغيب عنه شخصياً.
لذلك وجدنا صوراً متعددة للشهيد محمد دباح الديك، إما محاطاً بأمه وأبيه وسائر أسرته، أو بين رفاقه، أو مستمتعاً بالسباحة أو ركوب القارب في بحر اللاذقية المتوسط الجميل..أو متأملاً جمال السهول الخضر في ريف وطنه، أو واقفاً في باحة جامع يشبه الأموي، أومستعرضاً شبابه الغض في ملابسه العسكرية أو المدنية.
" ولد الشهيد محمد دباح الديك في محافظة اللاذقية في بستان الريحان بتاريخ 24\10\1987
وترعرع في عائلة تتكون من والدين وشقيقين وشقيقة واحدة، وكان الأصغر سناً بينهم، درس في ابتدائية بساتين الريحان، ثم أكمل المرحلة الإعدادية في ثانوية جول جمال، انتسب للكلية الحربية في عام 2005، وتخرج منها في عام 2008 برتبة ملازم، أكمل خدمته العسكرية في اللواء 157 صواريخ، رفِّع إلى ملازم أول في 1\1\2011.." .
هذا بعض ما جاء في منتدى على الشبكة الدولية يحمل اسم الجيش الحر، وهو شبيه جداً بحياة أي شاب سوري اختار الحياة العسكرية بإرادته، وحقق فيها نجاحاً يتناسب مع المدة التي قضاها في المدرسة الحربية.
لقد صار ملازماً أول قبل شهرين ونصف تماماً من أول صرخة حرية( رسمية) إن صح القول، تعلن الثورة على تمجيد بشار وجعله جزءاً من منظومة الولاء، فبدلاً من صرخة: الله سورية بشار وبس التي يلقَّنها الصغار ويجبر على الهتاف بها الكبار؛ هتف المتظاهرون في سوق الحميدية: الله سورية حرية وبس.. إن بشار هو نقيض الحرية..الحرية هي البديل لبشار المتأله مثل أبيه..
ليس هنالك ما نعرفه عن نشأة الشاب محمد، عما تربى عليه من قيم ومبادئ وأخلاق..لكنه ينبئنا هو بمجرد انشقاقه عن الجيش، أنه يملك عقله ونفسه، ومن ثم اختار الانشقاق عن جيش النظام، وانحاز إلى ثورة وطنه، ليدافع عن الشعب الثائر لكرامته وحريته، ويتجنب مرارة قتل أهله برصاص الوطن، وهو القرار الإنساني الشجاع الذي كلف ألوفاً من إخوانه، حياتهم.
استغرق منه الأمر خمسة عشر شهرا ما بين اتخاذ القرار، وتهيئة الظروف، ولا نعلم ما تعرض له أهله بسبب انشقاقه، لأن قرار الانشقاق في كل بيت قد يعني كما قال أحد المنشقين حياة مائة شخص.. ذلك أن النظام يوسع دائرة الأذى ما استطاع ظناً منه أنه يردع ويمنع.
" انشقّ محمد بتاريخ 27- 6- 2012، وأصبح القائد العسكري لكتيبة القعقاع في ريف اللاذقية، ونفّذ أعمالاً نوعية أثناء قيادته لهذه الكتيبة منها إزالة حاجز نفق العوينات وإزالة حاجز سدّ برادون وإزالة برج القصب والقضاء على شبيحة النظام في قرية كفرية الموالية.."
وتجدر الإشارة إلى أن معارك برج القصب امتدت على ما يبدو من الثالث من أيلول( يوم استشهاد البطل) حتى السادس عشر منه، وتابعنا في الفضائيات والشبكة أخباراً وبيانات تخفت وتعود، ولم تخل المواجهات من كبوات وخسائر، حتى تم التحرير الكامل لموقع كان مصدر خطر كبير على الجيش الحر وعلى من بقي من سكان القرى التي يشرف عليها في جبل التركمان وجبل الأكراد( وفيه عرب سنة عكس ما يوحي به اسمه).. كماجرت أثناء ذلك مواجهات في قرية كفَرية القريبة الموالية للنظام( ولعل حقها أن تكتب/ اكْفَرْية/ وفق طريقة لفظها من قبل أبنائها).
وهكذا كان موعد محمد مع الشهادة" ..بتاريخ 3\9\2012 أثناء عودته من المهمة الموكلة إليه على سكة القطار في قرية كفرية بقذيفة الدبابة التي بقيت في برج القصب وكانت إصابته في الرقبة وفي الفك السفلي.."
ويبدو أنه تم نقل محمد على عجل إلى تركيا لتلقي العلاج من إصابته، لكنه توفي في اليوم نفسه.
ما ضر محمداً أن مانعرفه عنه قليل، فقد رحل مئات، وربما ألوف، مثله، يحملون عظمتهم وصدقهم في قلوبهم وقلوب محبيهم، لا ينتظرون من أحد جزاء ولا شكورا.
اللهم تقبله وعوض أهله في مصابهم خيرا.
الشهيد محمد دبّاح الديك – اللاذقية – فاطمة صالح
يحق للسوري أن يعتني بالصور، لأن ما يقتنصه من بين براثن( الأسد) من متع الحياة البريئة، واللحظات الهانئة، أقلُّ بكثير من أيام الكدح والخوف والاحتيال على تجنب( روبوتات) الحاكم أن تصطاده لأي سبب قد يغيب عنه شخصياً.
لذلك وجدنا صوراً متعددة للشهيد محمد دباح الديك، إما محاطاً بأمه وأبيه وسائر أسرته، أو بين رفاقه، أو مستمتعاً بالسباحة أو ركوب القارب في بحر اللاذقية المتوسط الجميل..أو متأملاً جمال السهول الخضر في ريف وطنه، أو واقفاً في باحة جامع يشبه الأموي، أومستعرضاً شبابه الغض في ملابسه العسكرية أو المدنية.
" ولد الشهيد محمد دباح الديك في محافظة اللاذقية في بستان الريحان بتاريخ 24\10\1987
وترعرع في عائلة تتكون من والدين وشقيقين وشقيقة واحدة، وكان الأصغر سناً بينهم، درس في ابتدائية بساتين الريحان، ثم أكمل المرحلة الإعدادية في ثانوية جول جمال، انتسب للكلية الحربية في عام 2005، وتخرج منها في عام 2008 برتبة ملازم، أكمل خدمته العسكرية في اللواء 157 صواريخ، رفِّع إلى ملازم أول في 1\1\2011.." .
هذا بعض ما جاء في منتدى على الشبكة الدولية يحمل اسم الجيش الحر، وهو شبيه جداً بحياة أي شاب سوري اختار الحياة العسكرية بإرادته، وحقق فيها نجاحاً يتناسب مع المدة التي قضاها في المدرسة الحربية.
لقد صار ملازماً أول قبل شهرين ونصف تماماً من أول صرخة حرية( رسمية) إن صح القول، تعلن الثورة على تمجيد بشار وجعله جزءاً من منظومة الولاء، فبدلاً من صرخة: الله سورية بشار وبس التي يلقَّنها الصغار ويجبر على الهتاف بها الكبار؛ هتف المتظاهرون في سوق الحميدية: الله سورية حرية وبس.. إن بشار هو نقيض الحرية..الحرية هي البديل لبشار المتأله مثل أبيه..
ليس هنالك ما نعرفه عن نشأة الشاب محمد، عما تربى عليه من قيم ومبادئ وأخلاق..لكنه ينبئنا هو بمجرد انشقاقه عن الجيش، أنه يملك عقله ونفسه، ومن ثم اختار الانشقاق عن جيش النظام، وانحاز إلى ثورة وطنه، ليدافع عن الشعب الثائر لكرامته وحريته، ويتجنب مرارة قتل أهله برصاص الوطن، وهو القرار الإنساني الشجاع الذي كلف ألوفاً من إخوانه، حياتهم.
استغرق منه الأمر خمسة عشر شهرا ما بين اتخاذ القرار، وتهيئة الظروف، ولا نعلم ما تعرض له أهله بسبب انشقاقه، لأن قرار الانشقاق في كل بيت قد يعني كما قال أحد المنشقين حياة مائة شخص.. ذلك أن النظام يوسع دائرة الأذى ما استطاع ظناً منه أنه يردع ويمنع.
" انشقّ محمد بتاريخ 27- 6- 2012، وأصبح القائد العسكري لكتيبة القعقاع في ريف اللاذقية، ونفّذ أعمالاً نوعية أثناء قيادته لهذه الكتيبة منها إزالة حاجز نفق العوينات وإزالة حاجز سدّ برادون وإزالة برج القصب والقضاء على شبيحة النظام في قرية كفرية الموالية.."
وتجدر الإشارة إلى أن معارك برج القصب امتدت على ما يبدو من الثالث من أيلول( يوم استشهاد البطل) حتى السادس عشر منه، وتابعنا في الفضائيات والشبكة أخباراً وبيانات تخفت وتعود، ولم تخل المواجهات من كبوات وخسائر، حتى تم التحرير الكامل لموقع كان مصدر خطر كبير على الجيش الحر وعلى من بقي من سكان القرى التي يشرف عليها في جبل التركمان وجبل الأكراد( وفيه عرب سنة عكس ما يوحي به اسمه).. كماجرت أثناء ذلك مواجهات في قرية كفَرية القريبة الموالية للنظام( ولعل حقها أن تكتب/ اكْفَرْية/ وفق طريقة لفظها من قبل أبنائها).
وهكذا كان موعد محمد مع الشهادة" ..بتاريخ 3\9\2012 أثناء عودته من المهمة الموكلة إليه على سكة القطار في قرية كفرية بقذيفة الدبابة التي بقيت في برج القصب وكانت إصابته في الرقبة وفي الفك السفلي.."
ويبدو أنه تم نقل محمد على عجل إلى تركيا لتلقي العلاج من إصابته، لكنه توفي في اليوم نفسه.
ما ضر محمداً أن مانعرفه عنه قليل، فقد رحل مئات، وربما ألوف، مثله، يحملون عظمتهم وصدقهم في قلوبهم وقلوب محبيهم، لا ينتظرون من أحد جزاء ولا شكورا.
اللهم تقبله وعوض أهله في مصابهم خيرا.