رجل إسرائيل في دمشق
ما هو سبب عدم رغبة القدس بسقوط نظام الأسد؟
( مقال منقول ) - كتبه : إفرايم هاليفي
ترجمة الأستاذ فيصل كريم
اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين في أكتوبر من عام 1995 على الرئيس المصري حسني مبارك لإبلاغه أن عقد اتفاقية سلام مع سوريا أصبح بمتناول اليد. وبعد أسبوعين من ذلك الاتصال، لقي رابين مصرعه إثر مقتله على يد يهودي يميني متطرف، أما اتفاقية السلام التي أشار إليها رابين فلم تلبث أن تموت هي الأخرى بعد ذلك. إلا إن الآمال الإسرائيلية بعقد اتفاق سلام نهائي مع نظام الأسد ظلت على قيد الحياة. فقد حدثت أربعة محاولات لاحقة للتقدم نحو عقد اتفاقية سلام، إحداها لإيهود باراك وأخرى لإيهود أولمرت والمحاولتان المتبقيتان قام بهما بنيامين نتنياهو .
إن هذا التاريخ المشترك مع نظام الأسد يرتبط مع استراتيجية إسرائيل بشأن الحرب الأهلية الدائرة رحاها في سورية ارتباطا وثيق الصلة. فأسمى أهداف إسرائيل الاستراتيجية بما يخص سورية كان ولا يزال يتمثل بإرساء سلام يتّصف بالاستقرار، وهو ما لم تغيّره الحرب الأهلية المستعرة حاليا. وستتدخل إسرائيل في سورية عندما ترى أن ذلك من الضرورة بمكان، وتشهد الهجمات التي شُنّت الأسبوع الماضي على هذا التصميم. لكن ليس من قبيل المصادفة أن تلك الهجمات تركزت مهمتها حصرا بتدمير مواقع الأسلحة، وأن إسرائيل لم تقدم إية إشارة على الرغبة بالتدخل بما هو أكثر من ذلك.ولا تشعر القدس فى نهاية المطاف برغبة كبيرة في التسريع من سقوط حكم بشار الأسد .
إن إسرائيل تدرك أمرا هاما حول عائلة الأسد، ألا وهو أنهم تمكّنوا على مدار الأربعين عاما الماضية من الحفاظ على شكل معيّن من أشكال الهدوء على طول الحدود. ورغم أن البلدين، من الناحية الشكلية، كانا دائما في حالة حرب، إلا أنه يتحتّم على سورية الاعتراف بإسرائيل رسميا. ولكن من الناحية الأخرى، لم تنفك إسرائيل عن اعتمادها على حكومتي حافظ وبشار الأسد بتطبيق اتفاقية فصل القوات (فض الاشتباك) منذ عام 1974، عندما وافق الطرفان على وقف اطلاق النار في مرتفعات الجولان وهي منطقة المراقبة الجبلية المتنازع عليها على طول حدودهما المشتركة. وتبيّنت حقيقة هذا الواقع عندما اشتبكت القوات السورية والإسرائيلية لوقت قصير في القتال الشرس الذي نشب أثناء حرب لبنان عام 1982 حيث بقيت الحدود هادئة .
والصحافة الغربية تطالعنا بوتيرة شبه يومية بمقالات وبرامج من هذا القبيل ، تدافع عن النظام السوري بطرق ضمنية وصريحة .
ما هو سبب عدم رغبة القدس بسقوط نظام الأسد؟
( مقال منقول ) - كتبه : إفرايم هاليفي
ترجمة الأستاذ فيصل كريم
اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين في أكتوبر من عام 1995 على الرئيس المصري حسني مبارك لإبلاغه أن عقد اتفاقية سلام مع سوريا أصبح بمتناول اليد. وبعد أسبوعين من ذلك الاتصال، لقي رابين مصرعه إثر مقتله على يد يهودي يميني متطرف، أما اتفاقية السلام التي أشار إليها رابين فلم تلبث أن تموت هي الأخرى بعد ذلك. إلا إن الآمال الإسرائيلية بعقد اتفاق سلام نهائي مع نظام الأسد ظلت على قيد الحياة. فقد حدثت أربعة محاولات لاحقة للتقدم نحو عقد اتفاقية سلام، إحداها لإيهود باراك وأخرى لإيهود أولمرت والمحاولتان المتبقيتان قام بهما بنيامين نتنياهو .
إن هذا التاريخ المشترك مع نظام الأسد يرتبط مع استراتيجية إسرائيل بشأن الحرب الأهلية الدائرة رحاها في سورية ارتباطا وثيق الصلة. فأسمى أهداف إسرائيل الاستراتيجية بما يخص سورية كان ولا يزال يتمثل بإرساء سلام يتّصف بالاستقرار، وهو ما لم تغيّره الحرب الأهلية المستعرة حاليا. وستتدخل إسرائيل في سورية عندما ترى أن ذلك من الضرورة بمكان، وتشهد الهجمات التي شُنّت الأسبوع الماضي على هذا التصميم. لكن ليس من قبيل المصادفة أن تلك الهجمات تركزت مهمتها حصرا بتدمير مواقع الأسلحة، وأن إسرائيل لم تقدم إية إشارة على الرغبة بالتدخل بما هو أكثر من ذلك.ولا تشعر القدس فى نهاية المطاف برغبة كبيرة في التسريع من سقوط حكم بشار الأسد .
إن إسرائيل تدرك أمرا هاما حول عائلة الأسد، ألا وهو أنهم تمكّنوا على مدار الأربعين عاما الماضية من الحفاظ على شكل معيّن من أشكال الهدوء على طول الحدود. ورغم أن البلدين، من الناحية الشكلية، كانا دائما في حالة حرب، إلا أنه يتحتّم على سورية الاعتراف بإسرائيل رسميا. ولكن من الناحية الأخرى، لم تنفك إسرائيل عن اعتمادها على حكومتي حافظ وبشار الأسد بتطبيق اتفاقية فصل القوات (فض الاشتباك) منذ عام 1974، عندما وافق الطرفان على وقف اطلاق النار في مرتفعات الجولان وهي منطقة المراقبة الجبلية المتنازع عليها على طول حدودهما المشتركة. وتبيّنت حقيقة هذا الواقع عندما اشتبكت القوات السورية والإسرائيلية لوقت قصير في القتال الشرس الذي نشب أثناء حرب لبنان عام 1982 حيث بقيت الحدود هادئة .
والصحافة الغربية تطالعنا بوتيرة شبه يومية بمقالات وبرامج من هذا القبيل ، تدافع عن النظام السوري بطرق ضمنية وصريحة .