أقول للفتاة العربية صاحبة الشكوى :
بقلم : أبو ياسر السوري
كتبت أخت كلمة وقعت عليها باسم : Suzana Rami تقول : [ عجبا لزمن يهان فيه اللاجئ السوري ويستفز ويضيق عليه وينظر اليه الاشقاء في بلدانهم على انه جاء ليستولي على خيراتهم ووظائفهم ويرفعون عليه اسعار الشقق استغلالا لظروفه الحرجة " الاردن ,,, مصر ,,, لبنان .. دول الخليج " مثالا .. وفي المقابل نرى دوله ابعد ما تكون عن سوريا " السويد مثالا " لكنها تحترم الانسان أينما وجد ، ومهما كان انتمائه ، دولة تحترم مبادئها ودستورها ... شكرا للسويد . وسجل يا تاريخ ، ان العرب قد رضوا بالخزي والعار وقلة المروءة دستورا ونظاما !!!!!! ] . انتهى كلام الأخت .
وأقول للأخت صاحبة هذه الشكوى :
إنني أحس بالمرارة التي تحسين بها ، وأنت ترىن حدب الغريب ، وتخلي القريب .. لقد استوت الطبخة يا عزيزتي .. وعما قريب ستؤتي التضحيات السورية ثمارها ... إن هذه المحن التي مررنا بها على مدى الـ 30 شهرا الماضية ، كانت دروسا نافعة مفيدة .. تعلمنا منها الكثير ..
لقد عرفنا أن تركيا ليست دولة الاستعمار العثماني البغيض كما كانوا يزعمون ويشتمون .. وإنما هي دولة الخلافة الإسلامية التي عاش المسلمون في ظلها 400 عام لم يذل فيها مسلم لتمسكه بأحكام دينه ، ولم تهدم مساجدنا فوق رؤوسنا ، ولم تمزق مصاحفنا ، ولم يأمرنا أحد الحكام العثمانيين بأن نشهد له بالألوهية ، على غرار ما يطالبنا به بشار الحمار .. تركيا يا أختاه لم يخرجها من روحها الإسلامي ، ومشاعرها الإيمانية ، كل التغريب والتشويه والتشويش الذي مورس عليها خلال قرن كامل من الشحن ضدها وضد الإسلام .. تركيا هذه قبل الغرب الذي تمدحين ، هي أول من أحس بمصابنا ، فرفعت لواء ( إنما المؤمنون إخوة ) . وفتحت أبوابها ، ونصبت المخيمات لاستقبال المشردين هربا من النظام العروبي المقاوم لشعبه ، وجهزتها كأحسن ما يكون التجهيز . واستقبلت مئات الآلاف من السوريين ، الفارين من جحيم الموت العربي .. ولم يكتف قادتها المسلمون الأتراك بهذا وحسب ، وإنما كانوا بين الحين والآخر ، يقوم مسؤول كبير منهم بزيارة هذه المخيمات ، ويشعر أهلها بالاهتمام والرعاية .. حتى سُمح للسوريين في تركيا أن يعملوا لكسب رزقهم ، وأن يفتحوا المطاعم والمتاجر ، وأن يكفوا أنفسهم ذل الحاجة والسؤال ..
ولقد عرفنا فيما عرفناه أيضا ، أننا كنا نعيش وهما اسمه الأمة العربية ، والإخاء العربي ، والآمال والآلام المشتركة ، ووحدة التاريخ ، ووحدة الجغرافيا .. لقد صدمتنا الحقيقة صدمة نفضت رؤوسنا من كل هذه الأوهام .. أين الإخاء العربي الذي أحس به السوري والسورية في الزعتري ولبنان والعراق .؟ أين وحدة التاريخ وقد أصبحت العراق عراق المالكي ، ومصر مصر السيسي ولبنان لبنان نصر الشيطان .؟؟ وكلهم يحارب الشعب السوري إرضاء لإيران ..؟ وأين وحدة الجغرافيا ، والدول العربية عبارة عن كنتونات مغلقة على نفسها .. من الأيسر لأي مواطن عربي ألف مرة أن يخترق أوربا من أدناها إلى أقصاها .. من أن يعبر الحدود ما بين دولة عربية وجارة لها أخرى ..!!؟؟
أين وحدة المشاعر ، حين نفتح القناة لنرى أطفالا ينحرون ، ونساء يسحبن سحبا قسريا للاغتصاب ، وبراميل تلقى فوق منازل السوريين لتمزق أجسادهم وأجساد أطفالهم أشلاء ... وما إن تضغط الريموت لتغيير المشهد، والانتقال إلى قناة عربية أخرى ، حتى تفاجأ بأنها تعرض مباراة لكرة القدم ، وصراخ المذيع يجلجل في الفضاء ، وهو يقول ( Gooooooooooooooooooolllll ) حتى ينقطع بها نفسه .؟؟؟؟؟
وقعت مجزرة الكيماوي ، وهي أكبر مجزرة وقعت في القرن الحادي والعشرين .. فلم تحرك أي حكومة عربية ساكنا ، ولا هزت هذه المجزرة أي شعب عربي إلى الخروج احتجاجا على المجرمين .. ولم يخرج مسؤول للتنديد بجريمة بشار الكيمياوي .. ولم يخرج شعب محتجا على هذه المجزرة النكراء .. خرجت مظاهرات في أوربا تحتج على الجريمة ... والعرب ...!! العرب ... العرب نيام لا يشعرون ..!!!
لهذا .. وآلاف المنغصات من مثل هذه الشكوى : يا أختاه .. أراني مضطرا لأن أقول لك وصوتي يحشرج ألماً بالكلمات : لقد ولى زمان المعتصم .. وخلت الساحة من الحمية العربية ، والنخوة الإسلامية .. من المحيط الهادر .. إلى الخليج الثائر .. أشتم العرب ، وأنا أعلم ما قاله الشاعر يوما :
قومي همُ قتلوا أميمَ أخي : فإذا رميتُ أصابني سهمي
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الثلاثاء سبتمبر 10, 2013 4:10 pm عدل 1 مرات
بقلم : أبو ياسر السوري
كتبت أخت كلمة وقعت عليها باسم : Suzana Rami تقول : [ عجبا لزمن يهان فيه اللاجئ السوري ويستفز ويضيق عليه وينظر اليه الاشقاء في بلدانهم على انه جاء ليستولي على خيراتهم ووظائفهم ويرفعون عليه اسعار الشقق استغلالا لظروفه الحرجة " الاردن ,,, مصر ,,, لبنان .. دول الخليج " مثالا .. وفي المقابل نرى دوله ابعد ما تكون عن سوريا " السويد مثالا " لكنها تحترم الانسان أينما وجد ، ومهما كان انتمائه ، دولة تحترم مبادئها ودستورها ... شكرا للسويد . وسجل يا تاريخ ، ان العرب قد رضوا بالخزي والعار وقلة المروءة دستورا ونظاما !!!!!! ] . انتهى كلام الأخت .
وأقول للأخت صاحبة هذه الشكوى :
إنني أحس بالمرارة التي تحسين بها ، وأنت ترىن حدب الغريب ، وتخلي القريب .. لقد استوت الطبخة يا عزيزتي .. وعما قريب ستؤتي التضحيات السورية ثمارها ... إن هذه المحن التي مررنا بها على مدى الـ 30 شهرا الماضية ، كانت دروسا نافعة مفيدة .. تعلمنا منها الكثير ..
لقد عرفنا أن تركيا ليست دولة الاستعمار العثماني البغيض كما كانوا يزعمون ويشتمون .. وإنما هي دولة الخلافة الإسلامية التي عاش المسلمون في ظلها 400 عام لم يذل فيها مسلم لتمسكه بأحكام دينه ، ولم تهدم مساجدنا فوق رؤوسنا ، ولم تمزق مصاحفنا ، ولم يأمرنا أحد الحكام العثمانيين بأن نشهد له بالألوهية ، على غرار ما يطالبنا به بشار الحمار .. تركيا يا أختاه لم يخرجها من روحها الإسلامي ، ومشاعرها الإيمانية ، كل التغريب والتشويه والتشويش الذي مورس عليها خلال قرن كامل من الشحن ضدها وضد الإسلام .. تركيا هذه قبل الغرب الذي تمدحين ، هي أول من أحس بمصابنا ، فرفعت لواء ( إنما المؤمنون إخوة ) . وفتحت أبوابها ، ونصبت المخيمات لاستقبال المشردين هربا من النظام العروبي المقاوم لشعبه ، وجهزتها كأحسن ما يكون التجهيز . واستقبلت مئات الآلاف من السوريين ، الفارين من جحيم الموت العربي .. ولم يكتف قادتها المسلمون الأتراك بهذا وحسب ، وإنما كانوا بين الحين والآخر ، يقوم مسؤول كبير منهم بزيارة هذه المخيمات ، ويشعر أهلها بالاهتمام والرعاية .. حتى سُمح للسوريين في تركيا أن يعملوا لكسب رزقهم ، وأن يفتحوا المطاعم والمتاجر ، وأن يكفوا أنفسهم ذل الحاجة والسؤال ..
ولقد عرفنا فيما عرفناه أيضا ، أننا كنا نعيش وهما اسمه الأمة العربية ، والإخاء العربي ، والآمال والآلام المشتركة ، ووحدة التاريخ ، ووحدة الجغرافيا .. لقد صدمتنا الحقيقة صدمة نفضت رؤوسنا من كل هذه الأوهام .. أين الإخاء العربي الذي أحس به السوري والسورية في الزعتري ولبنان والعراق .؟ أين وحدة التاريخ وقد أصبحت العراق عراق المالكي ، ومصر مصر السيسي ولبنان لبنان نصر الشيطان .؟؟ وكلهم يحارب الشعب السوري إرضاء لإيران ..؟ وأين وحدة الجغرافيا ، والدول العربية عبارة عن كنتونات مغلقة على نفسها .. من الأيسر لأي مواطن عربي ألف مرة أن يخترق أوربا من أدناها إلى أقصاها .. من أن يعبر الحدود ما بين دولة عربية وجارة لها أخرى ..!!؟؟
أين وحدة المشاعر ، حين نفتح القناة لنرى أطفالا ينحرون ، ونساء يسحبن سحبا قسريا للاغتصاب ، وبراميل تلقى فوق منازل السوريين لتمزق أجسادهم وأجساد أطفالهم أشلاء ... وما إن تضغط الريموت لتغيير المشهد، والانتقال إلى قناة عربية أخرى ، حتى تفاجأ بأنها تعرض مباراة لكرة القدم ، وصراخ المذيع يجلجل في الفضاء ، وهو يقول ( Gooooooooooooooooooolllll ) حتى ينقطع بها نفسه .؟؟؟؟؟
وقعت مجزرة الكيماوي ، وهي أكبر مجزرة وقعت في القرن الحادي والعشرين .. فلم تحرك أي حكومة عربية ساكنا ، ولا هزت هذه المجزرة أي شعب عربي إلى الخروج احتجاجا على المجرمين .. ولم يخرج مسؤول للتنديد بجريمة بشار الكيمياوي .. ولم يخرج شعب محتجا على هذه المجزرة النكراء .. خرجت مظاهرات في أوربا تحتج على الجريمة ... والعرب ...!! العرب ... العرب نيام لا يشعرون ..!!!
لهذا .. وآلاف المنغصات من مثل هذه الشكوى : يا أختاه .. أراني مضطرا لأن أقول لك وصوتي يحشرج ألماً بالكلمات : لقد ولى زمان المعتصم .. وخلت الساحة من الحمية العربية ، والنخوة الإسلامية .. من المحيط الهادر .. إلى الخليج الثائر .. أشتم العرب ، وأنا أعلم ما قاله الشاعر يوما :
قومي همُ قتلوا أميمَ أخي : فإذا رميتُ أصابني سهمي
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الثلاثاء سبتمبر 10, 2013 4:10 pm عدل 1 مرات