الكونغرس الأميركي سيوافق: نعم "قوية" للجمهوري وموافقة "محدودة" ديمقراطية!... عبدالله بلال بعلبكي
"سأشعل المنطقة المحيطة بأكملها". من ينسى هذه المقولة التي أثارت الرأي العام العربي والعالمي, أنتجت المقولة مخاوف بل صنعتها بالأحرى من نقطة الصفر, فالمشهد المنظور كان عبارة عن نظام يقتل شعباً وشعب يتحدى ويصمد: مئات الالاف من القتلى, عدد مماثل من الجرحى, ألوف معتقلة, نزوح مليوني يتنشق فرص الحياة المستحيلة, لكن لا خطر يطرح نفسه في المدى القريب, لا على المصالح السياسية ولا الإستراتجية ولا القومية الأمنية, وفي النهاية من يُقتل لا يعني للدول شيئاً, حتى للمؤسسات الحقوقية الدولية الفاعلة و شعاراتها الإنسانية المنددة التي تسعى لتجميل رداءة التخاذل.
رُوجت الجملة صحافياً و كانت ورقة النظام التهديدية باللغات الإعلامية, ليكّون عبرها حملة حاقدة محملة ببضاعات تمثل سلوكياته المنعدمة, أراد إظهارها علناً لمن يفكر ضمناً بزيادة الدعم العسكري والمادي للثورة السورية ولمقاتليها على الأرض. هي بالمعنى الأبسط الأصح رسالة في فحواها بضعة كلمات ليست بحاجة إلى تفسيرات عميقة:" من الطلقة إلى السلاح الكيميائي المحظور إلى ضربات في الجوار, سأحاسب كل من تجرأ على محاولة إسقاطي ".
وبدأ النظام السوري في تنفيذ ما قد أوصى به ووصل إلى الخط الأحمر الذي حدده الرئيس الأمريكي باراك أوباما عبر هجمات كيمائية متتالية أفظعها كان ما قد أُكد حسب إستخبارات عالمية في الغوطة الشرقية لدمشق حيث سقط ما يزيد عن ألف شهيد سوري إضافة إلى ألاف المصابين, فكانت ردة الفعل الأمريكية الأقصى نسبة إلى المواقف السابقة المستخفة لواقع المعاناة السورية, رأينا أوباما يُخّبر نظام الرئيس بشار الأسد ما يلي:" سنضربك لكي تتعلم عدم تجاوز الخط مرة أخرى, وليس لكي لا تقتل شخصاً واحداً فوق ما قتلته سابقاً!"
أشعر أوباما العالم بأن ضربة عسكرية وشيكة ستقع لا محالة على سوريا عقاباً على إستخدامها للأسلحة الكيمائية المحرمة دولياً, كان الإختلاف بين المحللين على مدى تأثيرات الضربة ومدى إستطاعتها في تغيير موازين القوى على الأرض. شعرنا أن الضربة فعلا قدً إستهدفت قيادة الأركان في دمشق أو مقر الفرقة الرابعة في جبل قاسيون حيث الإستهداف المستمر لمدن ريف دمشق, لكن وحتى اللحظة حتى الصوت المنذر لأي حالة عسكرية مرتقبة لم يصدر, والإصرار الغربي على معاقبة النظام السوري بات وكأنه يذوب أمام متغيرات مستمرة أبرزها الصدمة البرلمانية البريطانية لكاميرون, أكثر الوزراء حماسة لضرب النظام عسكرياً, و رفض ألمانيا وحلفي الأطلسي و الناتو المشاركة في أي تدخل محتمل.
حزبياً, يحدث الإنقسام الحاد في المواقف المختلفة شرخاً أساسياً في بنية الكونغرس الأميركي, الذي دون شك سيصوت على الهجمة الأمريكية وسيكون جداً جاداً معها, الإنقسام فقط سيكون حول طبيعة الضربة الأمريكية. يريد الجمهوري التدخل لإسقاط النظام بشكل كلي ولو كان في ذلك مخاطرة كبيرة على أمن الدول المجاورة كإسرائيل ولبنان والأردن وتركيا لكي لا تتعرض هذه الدول لأي مخاطرة مماثلة في المستقبل. أما الديمقراطي المنفتح فيقترح ضربات موجعة للنظام لا تسقطه بل تلقنه درساً يمنعه من العودة إلى إستخدام الأسلحة الكيمائية مرة أخرى, فيتفادى بذلك التداعيات الخطرة وردات الفعل ولكن لا يُلغيها!
يسعى الجمهوريون إلى إسقاط النظام بعد ما فشل بمهتمه في محاربة من أوهمهم أنهم خطراً على أمن ومستقبل الدول المجاورة وأقصد هنا تماماً المقاتلين المعارضين, فيقول الجمهوري هنا:" سنسقط النظام السوري, ثم المعارضة المتشددة سياسياً, فنأتي بتوافقي لن يهدد مصالحنا في المنطقة ولن يفتح أي ملفات سابقة", أما الديمقراطيون فمخاوفهم من الضربة الشاملة وتداعياتهم أكبر من قدرتهم على إتخاذ قرار حاسم كهذا ,وهذا ما يجعل المعادلة المرتقبة أصعب نسبة للحلول التوافقية. نعم, دون أي شك ستتم الضربة, والموافقة في الكونغرس قادمة ولكن هل الضربة فعلاً قادرة على إضعاف النظام لدرجة أنه لن يستطيع تعريض أمن المنطقة الإقليمية للخطر؟ في السؤال هذا, سيثار النقاش داخل الكونغرس!
ويرى البعض هنا أن الضربة التي بدأت إعلامية وكانت باهرة من حيث النتائج المحققة, ستجر بعضها بمراحلها دون إدراكها لذلك, فأي فرص لفخ منتظر يُجهز بردة الفعل النظامية ستفتح أمام الضربة أهدافاً أوسع ستقتلع النظام من جذوره, لذا يريد أوباما أن يضمن ثقة الكونغرس والموافقة الكاملة على الضربة لكي لا يُلام لاحقاً في حال دخلت الولايات المتحدة الحرب الواسعة والتي برأيي ستكون أقوى من التجارب السابقة لأنها تُرسم أضعف إعلامياً منها!
"سأشعل المنطقة المحيطة بأكملها". من ينسى هذه المقولة التي أثارت الرأي العام العربي والعالمي, أنتجت المقولة مخاوف بل صنعتها بالأحرى من نقطة الصفر, فالمشهد المنظور كان عبارة عن نظام يقتل شعباً وشعب يتحدى ويصمد: مئات الالاف من القتلى, عدد مماثل من الجرحى, ألوف معتقلة, نزوح مليوني يتنشق فرص الحياة المستحيلة, لكن لا خطر يطرح نفسه في المدى القريب, لا على المصالح السياسية ولا الإستراتجية ولا القومية الأمنية, وفي النهاية من يُقتل لا يعني للدول شيئاً, حتى للمؤسسات الحقوقية الدولية الفاعلة و شعاراتها الإنسانية المنددة التي تسعى لتجميل رداءة التخاذل.
رُوجت الجملة صحافياً و كانت ورقة النظام التهديدية باللغات الإعلامية, ليكّون عبرها حملة حاقدة محملة ببضاعات تمثل سلوكياته المنعدمة, أراد إظهارها علناً لمن يفكر ضمناً بزيادة الدعم العسكري والمادي للثورة السورية ولمقاتليها على الأرض. هي بالمعنى الأبسط الأصح رسالة في فحواها بضعة كلمات ليست بحاجة إلى تفسيرات عميقة:" من الطلقة إلى السلاح الكيميائي المحظور إلى ضربات في الجوار, سأحاسب كل من تجرأ على محاولة إسقاطي ".
وبدأ النظام السوري في تنفيذ ما قد أوصى به ووصل إلى الخط الأحمر الذي حدده الرئيس الأمريكي باراك أوباما عبر هجمات كيمائية متتالية أفظعها كان ما قد أُكد حسب إستخبارات عالمية في الغوطة الشرقية لدمشق حيث سقط ما يزيد عن ألف شهيد سوري إضافة إلى ألاف المصابين, فكانت ردة الفعل الأمريكية الأقصى نسبة إلى المواقف السابقة المستخفة لواقع المعاناة السورية, رأينا أوباما يُخّبر نظام الرئيس بشار الأسد ما يلي:" سنضربك لكي تتعلم عدم تجاوز الخط مرة أخرى, وليس لكي لا تقتل شخصاً واحداً فوق ما قتلته سابقاً!"
أشعر أوباما العالم بأن ضربة عسكرية وشيكة ستقع لا محالة على سوريا عقاباً على إستخدامها للأسلحة الكيمائية المحرمة دولياً, كان الإختلاف بين المحللين على مدى تأثيرات الضربة ومدى إستطاعتها في تغيير موازين القوى على الأرض. شعرنا أن الضربة فعلا قدً إستهدفت قيادة الأركان في دمشق أو مقر الفرقة الرابعة في جبل قاسيون حيث الإستهداف المستمر لمدن ريف دمشق, لكن وحتى اللحظة حتى الصوت المنذر لأي حالة عسكرية مرتقبة لم يصدر, والإصرار الغربي على معاقبة النظام السوري بات وكأنه يذوب أمام متغيرات مستمرة أبرزها الصدمة البرلمانية البريطانية لكاميرون, أكثر الوزراء حماسة لضرب النظام عسكرياً, و رفض ألمانيا وحلفي الأطلسي و الناتو المشاركة في أي تدخل محتمل.
حزبياً, يحدث الإنقسام الحاد في المواقف المختلفة شرخاً أساسياً في بنية الكونغرس الأميركي, الذي دون شك سيصوت على الهجمة الأمريكية وسيكون جداً جاداً معها, الإنقسام فقط سيكون حول طبيعة الضربة الأمريكية. يريد الجمهوري التدخل لإسقاط النظام بشكل كلي ولو كان في ذلك مخاطرة كبيرة على أمن الدول المجاورة كإسرائيل ولبنان والأردن وتركيا لكي لا تتعرض هذه الدول لأي مخاطرة مماثلة في المستقبل. أما الديمقراطي المنفتح فيقترح ضربات موجعة للنظام لا تسقطه بل تلقنه درساً يمنعه من العودة إلى إستخدام الأسلحة الكيمائية مرة أخرى, فيتفادى بذلك التداعيات الخطرة وردات الفعل ولكن لا يُلغيها!
يسعى الجمهوريون إلى إسقاط النظام بعد ما فشل بمهتمه في محاربة من أوهمهم أنهم خطراً على أمن ومستقبل الدول المجاورة وأقصد هنا تماماً المقاتلين المعارضين, فيقول الجمهوري هنا:" سنسقط النظام السوري, ثم المعارضة المتشددة سياسياً, فنأتي بتوافقي لن يهدد مصالحنا في المنطقة ولن يفتح أي ملفات سابقة", أما الديمقراطيون فمخاوفهم من الضربة الشاملة وتداعياتهم أكبر من قدرتهم على إتخاذ قرار حاسم كهذا ,وهذا ما يجعل المعادلة المرتقبة أصعب نسبة للحلول التوافقية. نعم, دون أي شك ستتم الضربة, والموافقة في الكونغرس قادمة ولكن هل الضربة فعلاً قادرة على إضعاف النظام لدرجة أنه لن يستطيع تعريض أمن المنطقة الإقليمية للخطر؟ في السؤال هذا, سيثار النقاش داخل الكونغرس!
ويرى البعض هنا أن الضربة التي بدأت إعلامية وكانت باهرة من حيث النتائج المحققة, ستجر بعضها بمراحلها دون إدراكها لذلك, فأي فرص لفخ منتظر يُجهز بردة الفعل النظامية ستفتح أمام الضربة أهدافاً أوسع ستقتلع النظام من جذوره, لذا يريد أوباما أن يضمن ثقة الكونغرس والموافقة الكاملة على الضربة لكي لا يُلام لاحقاً في حال دخلت الولايات المتحدة الحرب الواسعة والتي برأيي ستكون أقوى من التجارب السابقة لأنها تُرسم أضعف إعلامياً منها!