بيان من لجان التنسيق المحلية في سوريا عن الضربة العسكرية المحتملة لنظام الأسد
1 سبتمبر، 2013، الساعة 11:04 صباحاً
لم يكن الشعب السوري يوماً مهللاً لأي تدخل عسكري خارجي في أي بلد، ثم اجبره العسف على أن يثور، فثار مؤمناً بحقّانية قضيته، وجابهه النظام الديكتاتوري بالرصاص وبالتعذيب وبالاعتقال وحاربه في لقمة عيشه وأمان بيته. لقد واجه النظام المتظاهرين السلميين بدباباته وأسلحته الثقيلة منذ بدايات الثورة السورية، ولم يتوقف منذ ذلك عن تطوير أساليب العنف والعسف والقتل تجاه شعبنا، حتى أضحى الاعتقال الأمني اعداماً ميدانياً، ومواجهة المدنيين بالرصاص أصبحت استخداماً مستمراً للطيران الحربي والصواريخ البالستية والمدفعية الثقيلة، وصولاً إلى السلاح الكيماوي. لم يتوقف النظام يوماً عن تحدّي العالم أجمع مستنداً إلى روسيا والصين وإيران، وعلى الصمت والمماطلة من بقية العالم، ليجعل من استمراره في قتل السوريين وتمزيق أوصال وطنهم ودولتهم اثباتاً لفشل الإنسانية جمعاء في حماية نفسها من الطغيان.
اليوم، تدل المؤشرات على احتمال جدي لتوجيه ضربة أمريكية للنظام، وبأن الضربة ستسعى لمجرد الدفاع عن الخط الأحمر، خط استخدام السلاح الكيماوي، الذي تحدّاه الأسد مراراً. ويبدو أن جلّ اهتمام الغرب في هذا الصدد متوقفٌ على المعادلات السياسية الدولية وليس على المساهمة الجدية في إسعاف شعبٍ يحلم بالحرية والكرامة ويموت كل يوم في سبيلهما.
إن ضربة عابرة تأديبية للأسد اليوم لن تودي إلا إلى زيادة عنفه، وثقته الكلية بأن أحداً لن يردّه عن القتل. ستكون ضربةُ عابرة كهذه شرعنةً دولية لاستخدام كل الأسلحة الثقيلة، غير الكيماوية، التي لدى النظام، في حال أدت بالفعل إلى ردعه عن استخدام السلاح الكيماوي من جديد، ولن يدفع ثمن ذلك بكل الأحوال إلا الشعب السوري.
هي لحظة صعبة ومنعطف في تاريخ السوريين جميعاً، وهي تقتضي منا ومن العالم أجمع التحلي بالمسؤولية والحكمة، لا بالتردد والأنانية.
أية ضربة توجه للنظام، عليها أن تهدف إلى تحييد قدراته الجوية والمدفعية والصاروخية، التي يستخدمها ضد المناطق المدنية بما يكافئ مفعول أسلحة الدمار الشامل، بحذر ودقة، وأن تتحلى بالمسؤولية الضرورية تجاه المدنيين، فلا تكون على حسابهم، كما أن تترافق مع تنسيق مستمر ودعم كافٍ للمعارضة السورية، السياسية والمسلحة، تمكنها جميعاً من تنظيم وتوسيع عملها في وجه الطغيان الوحشي، ومن بث الأمل في شعبٍ يدفعه اليأس والألم الى التطرف أكثر فأكثر.
هي مسؤوليتنا جميعاً، معارضين وثوار وناشطين، أن نقف اليوم يداً واحدةً، كي نتمكن من توضيح مصالحنا الوطنية وضروراتنا الإنسانية، ونقول للعالم كله أن التخلي عن شعبٍ هو تخلٍّ عن كل الإنسانية، وأن التدخل في سوريا ينبغي أن يخضع لضرورات السوريين ولصوتهم، وأن يحترم سيادتهم ومستقبلهم الحرّ الكريم.
لقد طال أمد الموت في سوريا، وشعبنا ينتظر المساندة من كل العالم، وتستمر المساندة بالتأخر، فمجتمعٌ دولي تفرج على كل هذا الموت وما زال يحتاج وقتاً للتفكير قبل تقديم دواء لمصاب بسلاح الأسد الكيماوي، لن يصعب عليه أن يقف متفرجاً بينما تستمر المجزرة. لكننا برغم كل ذلك، نقف مفعمين بالأمل ونقول إن الإنسانية لم تهزم بعد، وأنها لا بد ستستيقظ، اليوم، أو غداً، وشعبنا هو الدليل.
1 سبتمبر، 2013، الساعة 11:04 صباحاً
لم يكن الشعب السوري يوماً مهللاً لأي تدخل عسكري خارجي في أي بلد، ثم اجبره العسف على أن يثور، فثار مؤمناً بحقّانية قضيته، وجابهه النظام الديكتاتوري بالرصاص وبالتعذيب وبالاعتقال وحاربه في لقمة عيشه وأمان بيته. لقد واجه النظام المتظاهرين السلميين بدباباته وأسلحته الثقيلة منذ بدايات الثورة السورية، ولم يتوقف منذ ذلك عن تطوير أساليب العنف والعسف والقتل تجاه شعبنا، حتى أضحى الاعتقال الأمني اعداماً ميدانياً، ومواجهة المدنيين بالرصاص أصبحت استخداماً مستمراً للطيران الحربي والصواريخ البالستية والمدفعية الثقيلة، وصولاً إلى السلاح الكيماوي. لم يتوقف النظام يوماً عن تحدّي العالم أجمع مستنداً إلى روسيا والصين وإيران، وعلى الصمت والمماطلة من بقية العالم، ليجعل من استمراره في قتل السوريين وتمزيق أوصال وطنهم ودولتهم اثباتاً لفشل الإنسانية جمعاء في حماية نفسها من الطغيان.
اليوم، تدل المؤشرات على احتمال جدي لتوجيه ضربة أمريكية للنظام، وبأن الضربة ستسعى لمجرد الدفاع عن الخط الأحمر، خط استخدام السلاح الكيماوي، الذي تحدّاه الأسد مراراً. ويبدو أن جلّ اهتمام الغرب في هذا الصدد متوقفٌ على المعادلات السياسية الدولية وليس على المساهمة الجدية في إسعاف شعبٍ يحلم بالحرية والكرامة ويموت كل يوم في سبيلهما.
إن ضربة عابرة تأديبية للأسد اليوم لن تودي إلا إلى زيادة عنفه، وثقته الكلية بأن أحداً لن يردّه عن القتل. ستكون ضربةُ عابرة كهذه شرعنةً دولية لاستخدام كل الأسلحة الثقيلة، غير الكيماوية، التي لدى النظام، في حال أدت بالفعل إلى ردعه عن استخدام السلاح الكيماوي من جديد، ولن يدفع ثمن ذلك بكل الأحوال إلا الشعب السوري.
هي لحظة صعبة ومنعطف في تاريخ السوريين جميعاً، وهي تقتضي منا ومن العالم أجمع التحلي بالمسؤولية والحكمة، لا بالتردد والأنانية.
أية ضربة توجه للنظام، عليها أن تهدف إلى تحييد قدراته الجوية والمدفعية والصاروخية، التي يستخدمها ضد المناطق المدنية بما يكافئ مفعول أسلحة الدمار الشامل، بحذر ودقة، وأن تتحلى بالمسؤولية الضرورية تجاه المدنيين، فلا تكون على حسابهم، كما أن تترافق مع تنسيق مستمر ودعم كافٍ للمعارضة السورية، السياسية والمسلحة، تمكنها جميعاً من تنظيم وتوسيع عملها في وجه الطغيان الوحشي، ومن بث الأمل في شعبٍ يدفعه اليأس والألم الى التطرف أكثر فأكثر.
هي مسؤوليتنا جميعاً، معارضين وثوار وناشطين، أن نقف اليوم يداً واحدةً، كي نتمكن من توضيح مصالحنا الوطنية وضروراتنا الإنسانية، ونقول للعالم كله أن التخلي عن شعبٍ هو تخلٍّ عن كل الإنسانية، وأن التدخل في سوريا ينبغي أن يخضع لضرورات السوريين ولصوتهم، وأن يحترم سيادتهم ومستقبلهم الحرّ الكريم.
لقد طال أمد الموت في سوريا، وشعبنا ينتظر المساندة من كل العالم، وتستمر المساندة بالتأخر، فمجتمعٌ دولي تفرج على كل هذا الموت وما زال يحتاج وقتاً للتفكير قبل تقديم دواء لمصاب بسلاح الأسد الكيماوي، لن يصعب عليه أن يقف متفرجاً بينما تستمر المجزرة. لكننا برغم كل ذلك، نقف مفعمين بالأمل ونقول إن الإنسانية لم تهزم بعد، وأنها لا بد ستستيقظ، اليوم، أو غداً، وشعبنا هو الدليل.