شكرا يا شيخ وجدي غنيم :
حين أعلن رجل المخابرات الغامض عمر سليمان نبأ تنحي الرئيس المخلوع باراك عن السلطة ، كنت واحدا من آلاف السوريين ، الذين بكوا فرحا وابتهاجا بنجاح الثورة المصرية .. لأن انتصار مصر انتصار الأمة العربية كلها ، وكسرها – لا سمح الله – كسر للأمة العربية .
ثم قامت الثورة السورية ، واستحر القتل في صفوفنا ، ولم نشهد مسيرة مصرية خرجت احتجاجا على إجرام النظام السوري . ولم نسمع صوت أحد من الناشطين يتوجع لنا أو يتحدث بخير عنا .. بل خرج هيكل وأمثاله يشككون في الثورة السورية ، ويؤيدون مقولة النظام بوجود جماعات مندسة ، تريد خراب البلد ، ويجب القضاء عليهم .
حتى كتبت مقالا بعنوان ( يا أشقاءنا في مصر كفوا بلاءكم عنا ) . ما كنا نعلم أن الدولة العميقة هي التي سرقت الثورة المصرية .. كان يؤذينا كلام حسن نافعة ، وسيف الدين عبد الفتاح ، وسليم العوا .. وما كنا نعلم أنهم ليسوا ثوارا بل انتهازيين ، وبعضهم كالعوا يعمل لصالح إيران ، وما زلتم تنظرون إليه على أنه من وجوه مصر ورجالاتها .
شمروا يا إخوتنا لاقتلاع جذور الفساد ، ولا تقطعوا صلتكم بإخوانكم في الوطن العربي ، فمصر بدون شقيقاتها لا تستطيع أن تحقق نصرا ، والأمة العربية بدون مصر لا يمكنها أن تفعل خيرا .. مصر نصف الأمة ، إذا صلحت صلح النصف الآخر . وإذا فسدت أخشى أن يفسد الشطر الآخر .. اللهم هيئ للأمة من أمرها رشدا . وانصرها واهدها واجبرها .