خبر وتعليق : بيان مجلس الأمن بخصوص مجازر الكيماوي في غوطتي دمشق :
بقلم : أبو ياسر السوري
قالت قناة العربية : " اكتفى مجلس الأمن ببيان صحفي لجلسته التي خصصها لمجزرة غوطة دمشق . والتي راح ضحيتها أكثر من 1300 وطالب المجلس بكشف الحقيقة ، وفتح تحقيق مستقل ، حول الاتهامات باستخدام الكيميائي في ريف دمشق ... "
وقالت الرئيسة الدورية لمجلس الأمن : إن المجلس ليشعر بالأسى لما جرى في غوطة دمشق ، ودعت لإرسال مساعدات عاجلة لضحايا المجزرة . هناك شعور قوي بالقلق بين أعضاء المجلس بشأن الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا ، وإجماع على ضرورة استيضاح ما جرى ومتابعته بحذر ، وإن أعضاء المجلس أجمعوا على أن استخدام الكيميائي من أي طرف كان ، تحت أي ظرف خرق للقانون الدولي . وأجمع أعضاء المجلس أيضا على ضرورة وقف إطلاق النار ، وفتح تحقيق مستقل ، وتقديم المساعدات الإنسانية للضحايا .
التعليق : ولنا ملاحظات على كلام قناة العربية ، وعلى بيان مجلس الأمن :
أولا : ملاحظاتنا على كلام قناة العربية نلخصها بالنقاط التالية :
1 – أطلقت قناة العربية على الحدث بأنه " مجزرة الغوطة " وهو مجازر ، فقد طال الكيمياوي أكثر من عشرة بلدات ، وكان عدد الضحايا في كل بلدة بالمئات .. فهي إذن مجازر وليست مجزرة ... ولكن من صاغ النبأ مأمور بتقليص العدد ، وتصغيره على أذن السامع ، لئلا يسبب صدمة للمتابعين .
2 – كما ادعت قناة العربية ، بأن عدد " الضحايا 1300 " ضحية فقط ، علما بأنه تم توثيق أكثر من أربعة آلاف حتى الآن .. والعدد أضعاف أضعاف ذلك .. والأيام القادمة سوف تكشف الحقيقة .. لأن عدد سكان البلدات التي طالها الهجوم الكيميائي تزيد على المليون ونصف المليون .. والصواريخ التي سقطت عليهم بالعشرات .. مما يجعلنا نقدر عدد الضحايا بأكثر من (50) ألف على أقل تقدير .
3 – وقالت القناة : " وطالب المجلس بكشف الحقيقة " وكأن هنالك حقيقة مخبأة ، يراد كشفها ... فهم يعلمون علم اليقين أنه لا يستطيع تنفيذ مثل هذا الهجوم الكيميائي سوى النظام .. ولا يوجد هذا الغاز إلا في حوزته ، ولا يملك الصواريخ التي حملت تلك الرؤوس الكيميائية القاتلة سواه .
4 – وقالت القناة : " وفتح تحقيق مستقل " وهذه العبارة ترسم طريقة كشف الحقيقة ، وتحدد أن تكون بطريق التحقيق ... ونحن نقول : حسنا ، ولكن كلمة " مستقل " تفتح الباب للاعتراض على هذا التحقيق ، واتهامه بأنه غير مستقل .
5 – وقالت القناة أيضا : " حول الاتهامات باستخدام الكيميائي " ونحن نسأل : هل هي اتهامات فعلاً .؟ أم أنها جرائم صارخة واضحة ، وكل أدلتها فيها .؟؟؟
ثانيا : ملاحظاتنا على بيان مجلس الأمن ملخصها ما يلي :
أ – " أن المجلس يشعر بالأسى لما جرى في غوطة دمشق " ونحن نقول للمجلس : لا حاجة لنا بالعواطف ، وإنما نحن بحاجة لحل هذه المأساة .
ب – " الدعوة لإرسال مساعدات عاجلة للضحايا " ونسألهم : دعوة من ؟ وما نوع هذه المساعدات العاجلة ؟ ثم كيف يمكن مساعدة الضحايا وقد فارقوا الحياة ؟
ج – " قلق المجلس بشأن الاتهامات باستخدام الكيمياوي " ونسأل : على من يقلق مجلس الأمن .؟ ثم لماذا يعبر عن هذه الجريمة الثابتة بأنها اتهامات .؟
د – " ضرورة استيضاح ما جرى " ونسأل : لماذا يصر مجلس الأمن على تسطيح الموضوع ، وتمييع القضية .. فهم يقولون " استيضاح " ونسألهم : كيف يستوضحون .؟ وممن يستوضحون .؟ ألم تخبرهم أقمارهم الصناعية بخبر الفاعل .؟ ألم يعلموا عن طريق مخابراتهم المحليين أن النظام هو الطرف الوحيد ، الذي يملك القدرة على تنفيذ هكذا جريمة واسعة النطاق .؟
هـ - " إذا ثبت استخدام كيماوي " يقولون إذا ثبت .. وهو ثابت ، ولكنهم يصرون على التشكيك في وقوع الضربة ..!! علما بأن ضحاياها بالآلاف ، وكلهم فارق الحياة خنقا بالغاز ، فهل هنالك دليل أوضح من هذا الدليل .؟؟؟
أما قولهم : " فهو خرق للقانون الدولي من أي طرف كان " فهو تسوية ما بين الجلاد والضحية .. كيف يقال " من أي طرف كان " وكل الدلائل والقرائن والبراهين تؤكد أن الفاعل هو النظام فقط . ولا يعقل أن تقوم المعارضة باستخدام الكيماوي ضد نفسها ، ولا يعقل أن تقتل به أبناءها ونساءها وأهليها ...
و – " المطالبة بوقف إطلاق النار " يعني كيف تكون هذه المطالبة .؟ هل تكون بتقبيل الشوارب ، والقول أرجوكم ، وعلى شان خاطري ، توقفوا عن إطلاق النار .؟ ثم من المطالب بوقف إطلاق النار .؟ إن كانت المعارضة هي المطالبة ، فهي لم تحمل السلاح إلا دفاعا .. والمنطق يقول : أن تبدأ الخطوة الأولى بكف النظام المهاجم عن قتل المدنيين أولاً ، ثم يتوقف الطرف المدافع تلقائيا . وليس العكس .
ز – " فتح تحقيق مستقل " يعني تبدأ الحكاية أولا بالاستيضاح .. ثم بفتح تحقيق .. ثم بإثبات أن هذا التحقيق مستقل .. وهذه المراحل قد تستغرق شهورا ، وربما أعواما . وقد تقع هجومات كيميائية أخرى قبل انتهاء هذه الإجراءات المطاطة .؟ فكيف العمل ؟
ح – " تقديم مساعدات إنسانية للضحايا " أي يتعهد المجلس بتقديم مساعدات للضحايا ..!! يعني هل سيقدم لهم أكفانا بعدما يموتون .؟؟؟؟
بقلم : أبو ياسر السوري
قالت قناة العربية : " اكتفى مجلس الأمن ببيان صحفي لجلسته التي خصصها لمجزرة غوطة دمشق . والتي راح ضحيتها أكثر من 1300 وطالب المجلس بكشف الحقيقة ، وفتح تحقيق مستقل ، حول الاتهامات باستخدام الكيميائي في ريف دمشق ... "
وقالت الرئيسة الدورية لمجلس الأمن : إن المجلس ليشعر بالأسى لما جرى في غوطة دمشق ، ودعت لإرسال مساعدات عاجلة لضحايا المجزرة . هناك شعور قوي بالقلق بين أعضاء المجلس بشأن الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا ، وإجماع على ضرورة استيضاح ما جرى ومتابعته بحذر ، وإن أعضاء المجلس أجمعوا على أن استخدام الكيميائي من أي طرف كان ، تحت أي ظرف خرق للقانون الدولي . وأجمع أعضاء المجلس أيضا على ضرورة وقف إطلاق النار ، وفتح تحقيق مستقل ، وتقديم المساعدات الإنسانية للضحايا .
التعليق : ولنا ملاحظات على كلام قناة العربية ، وعلى بيان مجلس الأمن :
أولا : ملاحظاتنا على كلام قناة العربية نلخصها بالنقاط التالية :
1 – أطلقت قناة العربية على الحدث بأنه " مجزرة الغوطة " وهو مجازر ، فقد طال الكيمياوي أكثر من عشرة بلدات ، وكان عدد الضحايا في كل بلدة بالمئات .. فهي إذن مجازر وليست مجزرة ... ولكن من صاغ النبأ مأمور بتقليص العدد ، وتصغيره على أذن السامع ، لئلا يسبب صدمة للمتابعين .
2 – كما ادعت قناة العربية ، بأن عدد " الضحايا 1300 " ضحية فقط ، علما بأنه تم توثيق أكثر من أربعة آلاف حتى الآن .. والعدد أضعاف أضعاف ذلك .. والأيام القادمة سوف تكشف الحقيقة .. لأن عدد سكان البلدات التي طالها الهجوم الكيميائي تزيد على المليون ونصف المليون .. والصواريخ التي سقطت عليهم بالعشرات .. مما يجعلنا نقدر عدد الضحايا بأكثر من (50) ألف على أقل تقدير .
3 – وقالت القناة : " وطالب المجلس بكشف الحقيقة " وكأن هنالك حقيقة مخبأة ، يراد كشفها ... فهم يعلمون علم اليقين أنه لا يستطيع تنفيذ مثل هذا الهجوم الكيميائي سوى النظام .. ولا يوجد هذا الغاز إلا في حوزته ، ولا يملك الصواريخ التي حملت تلك الرؤوس الكيميائية القاتلة سواه .
4 – وقالت القناة : " وفتح تحقيق مستقل " وهذه العبارة ترسم طريقة كشف الحقيقة ، وتحدد أن تكون بطريق التحقيق ... ونحن نقول : حسنا ، ولكن كلمة " مستقل " تفتح الباب للاعتراض على هذا التحقيق ، واتهامه بأنه غير مستقل .
5 – وقالت القناة أيضا : " حول الاتهامات باستخدام الكيميائي " ونحن نسأل : هل هي اتهامات فعلاً .؟ أم أنها جرائم صارخة واضحة ، وكل أدلتها فيها .؟؟؟
ثانيا : ملاحظاتنا على بيان مجلس الأمن ملخصها ما يلي :
أ – " أن المجلس يشعر بالأسى لما جرى في غوطة دمشق " ونحن نقول للمجلس : لا حاجة لنا بالعواطف ، وإنما نحن بحاجة لحل هذه المأساة .
ب – " الدعوة لإرسال مساعدات عاجلة للضحايا " ونسألهم : دعوة من ؟ وما نوع هذه المساعدات العاجلة ؟ ثم كيف يمكن مساعدة الضحايا وقد فارقوا الحياة ؟
ج – " قلق المجلس بشأن الاتهامات باستخدام الكيمياوي " ونسأل : على من يقلق مجلس الأمن .؟ ثم لماذا يعبر عن هذه الجريمة الثابتة بأنها اتهامات .؟
د – " ضرورة استيضاح ما جرى " ونسأل : لماذا يصر مجلس الأمن على تسطيح الموضوع ، وتمييع القضية .. فهم يقولون " استيضاح " ونسألهم : كيف يستوضحون .؟ وممن يستوضحون .؟ ألم تخبرهم أقمارهم الصناعية بخبر الفاعل .؟ ألم يعلموا عن طريق مخابراتهم المحليين أن النظام هو الطرف الوحيد ، الذي يملك القدرة على تنفيذ هكذا جريمة واسعة النطاق .؟
هـ - " إذا ثبت استخدام كيماوي " يقولون إذا ثبت .. وهو ثابت ، ولكنهم يصرون على التشكيك في وقوع الضربة ..!! علما بأن ضحاياها بالآلاف ، وكلهم فارق الحياة خنقا بالغاز ، فهل هنالك دليل أوضح من هذا الدليل .؟؟؟
أما قولهم : " فهو خرق للقانون الدولي من أي طرف كان " فهو تسوية ما بين الجلاد والضحية .. كيف يقال " من أي طرف كان " وكل الدلائل والقرائن والبراهين تؤكد أن الفاعل هو النظام فقط . ولا يعقل أن تقوم المعارضة باستخدام الكيماوي ضد نفسها ، ولا يعقل أن تقتل به أبناءها ونساءها وأهليها ...
و – " المطالبة بوقف إطلاق النار " يعني كيف تكون هذه المطالبة .؟ هل تكون بتقبيل الشوارب ، والقول أرجوكم ، وعلى شان خاطري ، توقفوا عن إطلاق النار .؟ ثم من المطالب بوقف إطلاق النار .؟ إن كانت المعارضة هي المطالبة ، فهي لم تحمل السلاح إلا دفاعا .. والمنطق يقول : أن تبدأ الخطوة الأولى بكف النظام المهاجم عن قتل المدنيين أولاً ، ثم يتوقف الطرف المدافع تلقائيا . وليس العكس .
ز – " فتح تحقيق مستقل " يعني تبدأ الحكاية أولا بالاستيضاح .. ثم بفتح تحقيق .. ثم بإثبات أن هذا التحقيق مستقل .. وهذه المراحل قد تستغرق شهورا ، وربما أعواما . وقد تقع هجومات كيميائية أخرى قبل انتهاء هذه الإجراءات المطاطة .؟ فكيف العمل ؟
ح – " تقديم مساعدات إنسانية للضحايا " أي يتعهد المجلس بتقديم مساعدات للضحايا ..!! يعني هل سيقدم لهم أكفانا بعدما يموتون .؟؟؟؟