شام ا صرخة ألم ا أنا عايشة !!
د. سلوى الوفائي
أنا عايشة
هذه هي القصة .... بكلّ بساطة الموت
أنا عايشة ... بين الكابوس و اليقظة، على جدر المذلة تنعكس صورة وجهي، على كلّ الضمائر الغائبة و المستترة، أنا عايشة، و أضرب وجهي بكلتا يدي، أتحسسني، أتأكد منّي، و من وجوه شاخت حولي لهول ما رأت، هل هم ملائكة الجنة أم بشر مثلي؟ هل أنا و هم في الجنة أمّا على أديم الأرض نحبو نجرّ خطانا مثقلة بالهلع ؟ أنا عايشة و أستكين لمبضع الجراح، لأسطوانة الأكسجين، لكل الحقن المهدئة ... و القصص المسعّرة ... حكايا من أرض المعجزات، من أرض المؤامرات، من أرض الشام أتيت .. بنت الغوطة أنا ... أنا عايشة
أمي ماتت موتاً عربياً أصيلاً ، يفخر به جدي المعتصم، لكن كان عندها عقدة قبل موتها، عقدة اسمها الجامعة العربية، لم أكن أفهم لماذا تلعنها في صلاة القنوت، لماذا إذا ذكرت أمامها استحالت لبوة بركاناً يلفظ غضباً، كانت عقدة عربية بامتياز ....تشبه الزنزانات العربية التي نساق إليها زمراً باسم أمن الوطن ... نجتاز حواجز الرعب العربية و تحاكمنا كل محاكم التفتيش العربية، و نرتطم بآلاف الحواجز العربية العصية على الاختراق، عقدتنا اليوم كما تقول أمي عقدة عربية ... قريشية...
يذبحنا الخلفاء و الأمراء و الحكام و السلاطين على محراب الحرية
كبرت كلمة تخرج من أفواهنا .... حرية ... حرية
سامحينا يا ابنتي
كنت الوجبة الطرية على موائد اللئام
أولئك الذين يدفنون رؤوسهم في رمال الصحاري العربية، كي لا يسمعوا صوت الرجل الأبيض و هو يقول: الكيماوي خط أحمر!
و أيّ أراكوز أنت يا بن حسين أوباما؟ لقد ضحكت عليك كلّ الخرفان العربية و الغربية ... مسخرة أنت .... فكاهة يتداولها الاسكتلنديين مع شاي العصر، و الحمصيين مع قهوة الصباح ... الكيماوي خط أحمر ؟
يقول الباحث الأميركي مايكل والتز أنه إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد يمتلك رؤوساً كيميائية أو بيولوجية، وهذا المرجح، فهي أوراق للتفاوض لا للاستعمال... و قد استعملها ... و لو كان بحوزته نووي لاستعمله أيضاً لمواجهة المارد الجبار الذي كسر قمقمه و لن يعود إليه مطلقاً ... لقد عصا بشار الأسد أسياده فنقل الكيماوي من أيدي الدبلوماسيين إلى أيدي الجنرالات ... و هذه المرة بمباركة عربية ....دخلنا عصرنا الجاهلي الثاني و دخلت اسرائيل عصرها الذهبي الأول، فأي هدية يمكن أن نقدمها لها أثمن من روح سورية مسجّاة على نعش الحرية؟ كنا نبحث عن قاسم مشترك يجمعنا و صوت يوحدنا ... فإذا الصوت أصبح عشرون صوتاً .. و المؤتمر عشرون مؤتمراً .. و الخائن عشرون خائناً ...يتقنون تمثيل دور البهلول ...و كم سئمنا من حكايا البهاليل ... ما دامت الصواريخ التي انصبت علينا أمريكية فرنسية روسية .. مادامت ناقلاتها إيرانية .. مادامت تأشيرة مرورها عربية ... فليسقط كل بهاليل العصر الجاهلي الحديث...لن نستحي بعد اليوم أن نرفع الصوت و نقول أن العرب وحدهم هم المسؤولون عن حفلات السحل و القتل الدموية الكيماوية التي يتعرض لها مصريون و سوريون ... و الحاكم العربي الذي توجه ببراءة ليلى إلى بيت جده في تل أبيب و قدم له باقة الورد و سلة الحلوى على صينية من ألماس، نسي أن الذئب على الحدود قابع، لن يعطيه ثمن هديته الثمينة التي وضعت كل الشعوب العربية على كفّ عفريت قبلة الرضا و السعادة ... و لن يملأ سلته حلوى و سكر و لا بيض و لا من يبيضون ... لن يحظى سوى بابتسامة كلوس آب الجديد يمتلأ بها وجه يهود باراك و يتصور صورة تذكارية لمتحف الشمع و العفن ..
لم نعد قادرين على تصوير موتنا بشكل رمزي، لم نعد قادرين أن نموت كالدجاج و الأرانب و النمل بصورة طبيعية
أهل سورية يموتون لأن صواريخ الكيماوي تجعل متوسط أعمارهم بين الشهر و الخمسة عشر ربيعاً عربياً ..
و صواريخ الكيماوي هذه، شكر الله لها ، مخترعات أمريكية المحرك عربية التجميع تتيح لأطفال سورية أن يلاقوا وجه ربهم بلا ألم ... بلا دماء ... خنقاً في حفلة هيستيريا تصرخ فيها فتاة من بلدي نسيها الموت و تقول: أنا عايشة !!!
ا صرخة ألم ا أنا عايشة !!
د. سلوى الوفائي
أنا عايشة
هذه هي القصة .... بكلّ بساطة الموت
أنا عايشة ... بين الكابوس و اليقظة، على جدر المذلة تنعكس صورة وجهي، على كلّ الضمائر الغائبة و المستترة، أنا عايشة، و أضرب وجهي بكلتا يدي، أتحسسني، أتأكد منّي، و من وجوه شاخت حولي لهول ما رأت، هل هم ملائكة الجنة أم بشر مثلي؟ هل أنا و هم في الجنة أمّا على أديم الأرض نحبو نجرّ خطانا مثقلة بالهلع ؟ أنا عايشة و أستكين لمبضع الجراح، لأسطوانة الأكسجين، لكل الحقن المهدئة ... و القصص المسعّرة ... حكايا من أرض المعجزات، من أرض المؤامرات، من أرض الشام أتيت .. بنت الغوطة أنا ... أنا عايشة
أمي ماتت موتاً عربياً أصيلاً ، يفخر به جدي المعتصم، لكن كان عندها عقدة قبل موتها، عقدة اسمها الجامعة العربية، لم أكن أفهم لماذا تلعنها في صلاة القنوت، لماذا إذا ذكرت أمامها استحالت لبوة بركاناً يلفظ غضباً، كانت عقدة عربية بامتياز ....تشبه الزنزانات العربية التي نساق إليها زمراً باسم أمن الوطن ... نجتاز حواجز الرعب العربية و تحاكمنا كل محاكم التفتيش العربية، و نرتطم بآلاف الحواجز العربية العصية على الاختراق، عقدتنا اليوم كما تقول أمي عقدة عربية ... قريشية...
يذبحنا الخلفاء و الأمراء و الحكام و السلاطين على محراب الحرية
كبرت كلمة تخرج من أفواهنا .... حرية ... حرية
سامحينا يا ابنتي
كنت الوجبة الطرية على موائد اللئام
أولئك الذين يدفنون رؤوسهم في رمال الصحاري العربية، كي لا يسمعوا صوت الرجل الأبيض و هو يقول: الكيماوي خط أحمر!
و أيّ أراكوز أنت يا بن حسين أوباما؟ لقد ضحكت عليك كلّ الخرفان العربية و الغربية ... مسخرة أنت .... فكاهة يتداولها الاسكتلنديين مع شاي العصر، و الحمصيين مع قهوة الصباح ... الكيماوي خط أحمر ؟
يقول الباحث الأميركي مايكل والتز أنه إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد يمتلك رؤوساً كيميائية أو بيولوجية، وهذا المرجح، فهي أوراق للتفاوض لا للاستعمال... و قد استعملها ... و لو كان بحوزته نووي لاستعمله أيضاً لمواجهة المارد الجبار الذي كسر قمقمه و لن يعود إليه مطلقاً ... لقد عصا بشار الأسد أسياده فنقل الكيماوي من أيدي الدبلوماسيين إلى أيدي الجنرالات ... و هذه المرة بمباركة عربية ....دخلنا عصرنا الجاهلي الثاني و دخلت اسرائيل عصرها الذهبي الأول، فأي هدية يمكن أن نقدمها لها أثمن من روح سورية مسجّاة على نعش الحرية؟ كنا نبحث عن قاسم مشترك يجمعنا و صوت يوحدنا ... فإذا الصوت أصبح عشرون صوتاً .. و المؤتمر عشرون مؤتمراً .. و الخائن عشرون خائناً ...يتقنون تمثيل دور البهلول ...و كم سئمنا من حكايا البهاليل ... ما دامت الصواريخ التي انصبت علينا أمريكية فرنسية روسية .. مادامت ناقلاتها إيرانية .. مادامت تأشيرة مرورها عربية ... فليسقط كل بهاليل العصر الجاهلي الحديث...لن نستحي بعد اليوم أن نرفع الصوت و نقول أن العرب وحدهم هم المسؤولون عن حفلات السحل و القتل الدموية الكيماوية التي يتعرض لها مصريون و سوريون ... و الحاكم العربي الذي توجه ببراءة ليلى إلى بيت جده في تل أبيب و قدم له باقة الورد و سلة الحلوى على صينية من ألماس، نسي أن الذئب على الحدود قابع، لن يعطيه ثمن هديته الثمينة التي وضعت كل الشعوب العربية على كفّ عفريت قبلة الرضا و السعادة ... و لن يملأ سلته حلوى و سكر و لا بيض و لا من يبيضون ... لن يحظى سوى بابتسامة كلوس آب الجديد يمتلأ بها وجه يهود باراك و يتصور صورة تذكارية لمتحف الشمع و العفن ..
لم نعد قادرين على تصوير موتنا بشكل رمزي، لم نعد قادرين أن نموت كالدجاج و الأرانب و النمل بصورة طبيعية
أهل سورية يموتون لأن صواريخ الكيماوي تجعل متوسط أعمارهم بين الشهر و الخمسة عشر ربيعاً عربياً ..
و صواريخ الكيماوي هذه، شكر الله لها ، مخترعات أمريكية المحرك عربية التجميع تتيح لأطفال سورية أن يلاقوا وجه ربهم بلا ألم ... بلا دماء ... خنقاً في حفلة هيستيريا تصرخ فيها فتاة من بلدي نسيها الموت و تقول: أنا عايشة !!!
ا صرخة ألم ا أنا عايشة !!