المراهنون على الحمار الخاسر :
بقلم : أبو ياسر السوري
كثيرون هم الذين راهنوا على أن الأسد لن تقوم عنده ثورة ، ولن يكون للسوريين نصيب في الربيع العربي ، وإذا قدر وقامت ثورة ما في سوريا ، فسرعان ما ستقمع في غضون أيام أو أسابيع قليلة ، ذلك لأن قبضة النظام على الحكم في سوريا هي اقوى ما تكون ، فهو نظام أمني ضخم ، معروف بقوة القمع ، وشدة البطش والعنجهية والجبروت .. ثم إن الأسد رئيس هذا النظام ، له تأييد دولي ليس له حدود ، فإسرائيل راضية عنه ، ورضاها يعني رضى العالم الغربي والشرقي كله ، وإيران حليفة إسرائيل تحوطه بكل أسباب الرعاية والحماية والتأييد ، وهي مستعدة لأن تمده بالمال والسلاح والرجال ، ومستعدة لأن تشتري له التأييد العالمي بأغلى التكاليف .. ثم إن رأس هذا النظام مؤيد كذلك عربيا ، فهو متاجر بارع بالقضية الفلسطينية ، يمشي في ذلك على خطا أبيه في الممانعة والمقاومة ، وينادي بشعارات قومية ، يستخف بها عقول العرب ، ويتمكن من خداعهم .. حتى كادت تجمع العقول على أن حكم الأسد لن يزول ، وكان على رأس المقرين له بالبقاء ، خمسة فرقاء .. نلخصهم بالآتي :
1 – قادة دول عربية وغير عربية ، كانوا شبه موقنين بأن الأسد سوف يقمع الثورة ، ويقضي عليها في مهدها ، وذلك لما يعلمون من وحشية النظام السوري ، وخيانته لشعبه ، واستعداده لأن يقضي على الملايين ، في سبيل البقاء في السلطة ... وأبرز أعضاء هذا الفريق : روسيا والصين وإيران والعراق والجزائر وآخرون .. ممن كانوا فيما مضى يتحدثون موقنين ، بأن نظام الأسد لا و لن يسقط . فسوريا كما كانوا يزعمون ، هي شأن مختلف عن تونس ومصر وليبيا واليمن .
2 – عصابة النظام ، بدءا من رأس النظام المُسوّس ، وضباط أمنه الأغبياء ، ومرورا بمستشارته المعلنة بثينة شعبان .. ومستشاراته السريريات اللائي يمثلن حكومة الظل في نظام الأسد ، من أمثال : هديل العلي ، وشهرزاد الجعفري ، ولونا الشبل .. فكلهن كن مقتنعات بفحولة الأسد ، وقدرته على قمع كل من يقف في وجهه .. فقد علمن منه حين كان يسر إليهن في مخدعه الخاص : بأن مما أوصاه به ابوه قوله : يا بني إذا أردت أن تبقى في الحكم إلى الأبد ، فاقتل معارضيك ، ولا تُبقِ منهم على أحد .. لذلك قام بقتل الحريري ، وقتل غازي كنعان ، وقتل عماد مغنية ، حتى قتل وما زال يقتل العشرات في سوريا ولبنان وفي كل مكان ، فتاريخه كتاريخ أبيه من قبل ، إجرام في إجرام ، وقتل في قتل .
3 – عصابة مشايخ السلطان ، بدءا من العلامة البوطي المخدوع . إلى البيانوني الموالي للنظام . إلى خطيب الكلتاوية الحوت المسحوت . إلى مفتي الجمهورية حسون الملعون. إلى الشيخ المنتوف أحمد صادق عوف .. إلى عشرات الممالئين المخادعين ، من هؤلاء الشيوخ الذين باعوا آخرتهم بدنيا بشار ..
4 – عمالقة الصحافة والسياسة والفن في العالم العربي ، من أمثال : الصحفي محمد حسنين هيكل .. والسياسي أمين الجامعة العربية نبيل العربي، ونائبه السفير أحمد بن حلي الجزائري، ووزير العدل الأردني حسين مجلي ، ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص .. والمذيع التلفزيوني غسان بن جدو . والممثل المسخرة عادل إمام . والمغني الملقوف جورج وسوف . والممثلات رغدا طنبرجي . وسلافة فواخرجي . وآخرين من المؤيدين ، لعل أبرزهم إبليس اللعين ...
5 – أجمع أبواق النظام عبر القنوات التلفزيونية أنها خلصت .. وأن الأزمة لا يمكن أن تستمر إلا يوماً أو يومين على الكثير ... فظهرت بثينة ثعبان في أول أيام الثورة ، فقالت : خلصت .. هي ساعاتٌ ويُقضى فيها على كل جيوب المندسين .. وظهر البوق طالب إبراهيم ، فقال إنه يتحدى الله أن يطيح بالأسد ( تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ) .. وظهر البوق شحاطة فقال : لن يسقط الأسد إلا إذا طلعت الشمس من مغربها ، وغربت في مشرقها ..
يا سبحان قالوا : خلصت الثورة ولم تخلص ، وراهنوا على قمعها ولم تقمع ، وأعطوا أسدهم الضبع كل الفرص العربية ، والمهل الدولية ، لإخماد الحريق الذي يلتهم سلطانه الظالم ، فلم يُخمد . وسمحوا لعميلهم المدلل باستخدام كافة الأسلحة حتى المحرمة دوليا ضد الشعب الثائر ، فما أجدى ذلك ولا نفع .. وقالوا للعالم : لن نسمح بمجزرة كمجزرة حماة ثانية ، فكانت مئات المجازر .. وقالوا : لن نسمح بتهديم حمص ، فهدمت حمص .. ثم تلتها دير الزور .. ثم سمحوا له بتهديم سوريا من أدناها إلى أقصاها .. ورسموا له الخطوط الحمراء ثم سمحوا له أن يتخطاها ... وظلت الثورة ماضية رغم نبح الكلاب .. وظهر أخيرا لكل المراهنين أن أسدهم ضبع .. وأن الشعب الذي طرد التتار والصليبيين والفرنسيين في الماضي ، لن يعجزه أن يهزم هذا الأسد الهزيل ... لقد هُزِمَ الأسد ، وفقد السيطرة على أكثر تراب البلد . ولم يعد لديه جيش يدافع به عن كرسيه .. حتى استورد الجيوش من لبنان والعراق وإيران .. فلم تنفعه فتيلا .. وخرجت سوريا من يديه . فبدأ يلعب على مشروع الدويلة النصيرية في الساحل ، وبدأ يروج لها الغرب والشرق .. فماذا كان .؟
كان ما سوف أحدثكم عنه الآن يا سادة .. تذكرون أن جبهة الساحل منذ سنة تقريبا قامت ثم نامت ، واستمر نومها كل تلك الشهور المتعاقبة ، حتى أسأنا الظن ، وقلنا : بيع الساحل ، وبيعت معه حمص والقصير ، وأحسسنا بتخوف أكيد من قيام الدويلة العلوية ، التي قد تكون الملجأ الأخير للمجرم بشار وعصابته ... وما كنا ندري أن الخطة كانت أن يؤخر تحرير الساحل إلى أن يُنهك النظام ، وتتسع جغرافية الثورة ، فتعم كافة المدن السورية وقراها ، فيتسع بذلك الخرق على الراقع ، ويصبح النظام عاجزا عن الدفاع عن معقله . وهذا ما كان ، وهو ما نحن فيه الآن .. لقد أسقط اليوم في يدي النظام وأيدي من يشد على يديه ، فها هم الثوار الأحرار يجتاحون الساحل منذ أمس ، وها هي القرى النصيرية تتساقط تحت أقدامهم قرية قرية . وها هم الشبيحة يهربون من قراهم قبل المدنيين ، تاركين أسلحتهم ودباباتهم خلفهم ولائذين بالفرار .. وظهر أخيرا أنه لا الأسد أسد .. ولا الشبيحة أشبال .. وظهر أيضا أن كل من راهن على بقاء بشار ، أنه كان يراهن على حمار .. لقد بدأ الزحف في الساحل يا سادة .. وجاء نصر الله المؤزَّر . وقرب اليوم الذي يكتمل في الفتح المبين ، فلنسبح بحمد الله شكرا ، ولنَتْلُ قوله تعالى ( فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين ) . ( والحمد لله رب العالمين ) .
بقلم : أبو ياسر السوري
كثيرون هم الذين راهنوا على أن الأسد لن تقوم عنده ثورة ، ولن يكون للسوريين نصيب في الربيع العربي ، وإذا قدر وقامت ثورة ما في سوريا ، فسرعان ما ستقمع في غضون أيام أو أسابيع قليلة ، ذلك لأن قبضة النظام على الحكم في سوريا هي اقوى ما تكون ، فهو نظام أمني ضخم ، معروف بقوة القمع ، وشدة البطش والعنجهية والجبروت .. ثم إن الأسد رئيس هذا النظام ، له تأييد دولي ليس له حدود ، فإسرائيل راضية عنه ، ورضاها يعني رضى العالم الغربي والشرقي كله ، وإيران حليفة إسرائيل تحوطه بكل أسباب الرعاية والحماية والتأييد ، وهي مستعدة لأن تمده بالمال والسلاح والرجال ، ومستعدة لأن تشتري له التأييد العالمي بأغلى التكاليف .. ثم إن رأس هذا النظام مؤيد كذلك عربيا ، فهو متاجر بارع بالقضية الفلسطينية ، يمشي في ذلك على خطا أبيه في الممانعة والمقاومة ، وينادي بشعارات قومية ، يستخف بها عقول العرب ، ويتمكن من خداعهم .. حتى كادت تجمع العقول على أن حكم الأسد لن يزول ، وكان على رأس المقرين له بالبقاء ، خمسة فرقاء .. نلخصهم بالآتي :
1 – قادة دول عربية وغير عربية ، كانوا شبه موقنين بأن الأسد سوف يقمع الثورة ، ويقضي عليها في مهدها ، وذلك لما يعلمون من وحشية النظام السوري ، وخيانته لشعبه ، واستعداده لأن يقضي على الملايين ، في سبيل البقاء في السلطة ... وأبرز أعضاء هذا الفريق : روسيا والصين وإيران والعراق والجزائر وآخرون .. ممن كانوا فيما مضى يتحدثون موقنين ، بأن نظام الأسد لا و لن يسقط . فسوريا كما كانوا يزعمون ، هي شأن مختلف عن تونس ومصر وليبيا واليمن .
2 – عصابة النظام ، بدءا من رأس النظام المُسوّس ، وضباط أمنه الأغبياء ، ومرورا بمستشارته المعلنة بثينة شعبان .. ومستشاراته السريريات اللائي يمثلن حكومة الظل في نظام الأسد ، من أمثال : هديل العلي ، وشهرزاد الجعفري ، ولونا الشبل .. فكلهن كن مقتنعات بفحولة الأسد ، وقدرته على قمع كل من يقف في وجهه .. فقد علمن منه حين كان يسر إليهن في مخدعه الخاص : بأن مما أوصاه به ابوه قوله : يا بني إذا أردت أن تبقى في الحكم إلى الأبد ، فاقتل معارضيك ، ولا تُبقِ منهم على أحد .. لذلك قام بقتل الحريري ، وقتل غازي كنعان ، وقتل عماد مغنية ، حتى قتل وما زال يقتل العشرات في سوريا ولبنان وفي كل مكان ، فتاريخه كتاريخ أبيه من قبل ، إجرام في إجرام ، وقتل في قتل .
3 – عصابة مشايخ السلطان ، بدءا من العلامة البوطي المخدوع . إلى البيانوني الموالي للنظام . إلى خطيب الكلتاوية الحوت المسحوت . إلى مفتي الجمهورية حسون الملعون. إلى الشيخ المنتوف أحمد صادق عوف .. إلى عشرات الممالئين المخادعين ، من هؤلاء الشيوخ الذين باعوا آخرتهم بدنيا بشار ..
4 – عمالقة الصحافة والسياسة والفن في العالم العربي ، من أمثال : الصحفي محمد حسنين هيكل .. والسياسي أمين الجامعة العربية نبيل العربي، ونائبه السفير أحمد بن حلي الجزائري، ووزير العدل الأردني حسين مجلي ، ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص .. والمذيع التلفزيوني غسان بن جدو . والممثل المسخرة عادل إمام . والمغني الملقوف جورج وسوف . والممثلات رغدا طنبرجي . وسلافة فواخرجي . وآخرين من المؤيدين ، لعل أبرزهم إبليس اللعين ...
5 – أجمع أبواق النظام عبر القنوات التلفزيونية أنها خلصت .. وأن الأزمة لا يمكن أن تستمر إلا يوماً أو يومين على الكثير ... فظهرت بثينة ثعبان في أول أيام الثورة ، فقالت : خلصت .. هي ساعاتٌ ويُقضى فيها على كل جيوب المندسين .. وظهر البوق طالب إبراهيم ، فقال إنه يتحدى الله أن يطيح بالأسد ( تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ) .. وظهر البوق شحاطة فقال : لن يسقط الأسد إلا إذا طلعت الشمس من مغربها ، وغربت في مشرقها ..
يا سبحان قالوا : خلصت الثورة ولم تخلص ، وراهنوا على قمعها ولم تقمع ، وأعطوا أسدهم الضبع كل الفرص العربية ، والمهل الدولية ، لإخماد الحريق الذي يلتهم سلطانه الظالم ، فلم يُخمد . وسمحوا لعميلهم المدلل باستخدام كافة الأسلحة حتى المحرمة دوليا ضد الشعب الثائر ، فما أجدى ذلك ولا نفع .. وقالوا للعالم : لن نسمح بمجزرة كمجزرة حماة ثانية ، فكانت مئات المجازر .. وقالوا : لن نسمح بتهديم حمص ، فهدمت حمص .. ثم تلتها دير الزور .. ثم سمحوا له بتهديم سوريا من أدناها إلى أقصاها .. ورسموا له الخطوط الحمراء ثم سمحوا له أن يتخطاها ... وظلت الثورة ماضية رغم نبح الكلاب .. وظهر أخيرا لكل المراهنين أن أسدهم ضبع .. وأن الشعب الذي طرد التتار والصليبيين والفرنسيين في الماضي ، لن يعجزه أن يهزم هذا الأسد الهزيل ... لقد هُزِمَ الأسد ، وفقد السيطرة على أكثر تراب البلد . ولم يعد لديه جيش يدافع به عن كرسيه .. حتى استورد الجيوش من لبنان والعراق وإيران .. فلم تنفعه فتيلا .. وخرجت سوريا من يديه . فبدأ يلعب على مشروع الدويلة النصيرية في الساحل ، وبدأ يروج لها الغرب والشرق .. فماذا كان .؟
كان ما سوف أحدثكم عنه الآن يا سادة .. تذكرون أن جبهة الساحل منذ سنة تقريبا قامت ثم نامت ، واستمر نومها كل تلك الشهور المتعاقبة ، حتى أسأنا الظن ، وقلنا : بيع الساحل ، وبيعت معه حمص والقصير ، وأحسسنا بتخوف أكيد من قيام الدويلة العلوية ، التي قد تكون الملجأ الأخير للمجرم بشار وعصابته ... وما كنا ندري أن الخطة كانت أن يؤخر تحرير الساحل إلى أن يُنهك النظام ، وتتسع جغرافية الثورة ، فتعم كافة المدن السورية وقراها ، فيتسع بذلك الخرق على الراقع ، ويصبح النظام عاجزا عن الدفاع عن معقله . وهذا ما كان ، وهو ما نحن فيه الآن .. لقد أسقط اليوم في يدي النظام وأيدي من يشد على يديه ، فها هم الثوار الأحرار يجتاحون الساحل منذ أمس ، وها هي القرى النصيرية تتساقط تحت أقدامهم قرية قرية . وها هم الشبيحة يهربون من قراهم قبل المدنيين ، تاركين أسلحتهم ودباباتهم خلفهم ولائذين بالفرار .. وظهر أخيرا أنه لا الأسد أسد .. ولا الشبيحة أشبال .. وظهر أيضا أن كل من راهن على بقاء بشار ، أنه كان يراهن على حمار .. لقد بدأ الزحف في الساحل يا سادة .. وجاء نصر الله المؤزَّر . وقرب اليوم الذي يكتمل في الفتح المبين ، فلنسبح بحمد الله شكرا ، ولنَتْلُ قوله تعالى ( فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين ) . ( والحمد لله رب العالمين ) .