(1) يوتيوب مفرغ فيه أخطر ما قيل عن ثورة سوريا على الإطلاق
( يوتيوب مُفرَّغ )
قام بتفريغه : أبو ياسر السوري
ملاحظة : قمت بتفريغ هذا اليوتيوب تفريغا شبه حرفي ، سوى تعديلات طفيفة في حروف الربط ، أو تقديم وتأخير في بعض الكلمات توخيا لوضوح المعنى
مقدم الحوار : تأخرت الثورة السورية في إسقاط نظام الأسد ، لماذا هذا التأخر ،؟ وما غاية المجتمع الدولي من خذلانه للسوريين .؟؟
د . أكرم حجازي : سوريا أحد أقوى ثلاث مرابط للنظام الدولي . وبالتالي سوريا ليست تونس ولا ليبيا ولا أي دولة عربية أخرى . وعندما تكون سوريا مربط من مرابط النظام الدولي ، إذن الثورة السورية شأن دولي . هنا الإشكال . فالسوريون يعاقبون . لأنهم يواجهون ثلاثة مشاريع . ولأنهم يهزون النظام الدولي لأول مرة منذ تأسيسه ما بعد 1913 م ..
النظام الدولي يمثل المركز للمجتمع الدولي . والمجتمع الدولي غربي هو : ( أمريكا فرنسا بريطانيا ) وشرقي وهو : ( روسيا ، والصين ) .. الآن هناك تقاسم وظيفي ، فكل الدول التي تدور في فلك الشق الغربي من مسؤولية الشق الغربي .. وكل الدول التي فيها التمرد والتحرر تدور في فلك الشق الشرقي وهي من مسؤولية الشق الشرقي .
النفوذ الأعلى في قيادة النظام الدولي حتى هذه اللحظة للغرب ... والروس والصينيون يصارعون الآن في إطار قيادة النظام الدولي ، أو حتى السيطرة على النظام الدولي كله .. لماذا يصارعون .؟ لأن الغرب كما يقول بوتين الذي جاء إلى الحكم ، وعاد مجددا بنوازع قيصرية توسعية : يقول إن الغرب يضمحل ، ويستغل بوتين كل الأزمات الطاحنة للرأسمالية ، وبالتالي فهو يريد أن يكون له وللصين حضور أقوى في النظام الدولي ، إن لم نقل إنه يريد قيادة النظام الدولي . لذلك يستخدم الساسة الروس والصين الثورة السورية كمطية لهم ، للوصول إلى غايتهم ..
لكنهم طبعا متفقون على أن سوريا حجر أساس مركزي ، ومربطُ وتدٍ لمركز النظام الدولي الذي بنوه هم ، ومتفقون أيضا على ضرورة سلامة هذا النظام الدولي وحمايته واستقراره وأمنه .. ولكنهم يستعملون سوريا في الصراع على النفوذ .
الآن كلهم متفقون على أنه يجب أن ننتبه إلى أن النظام الدولي معرض للخطر ، وربما للانفجار ، إذا ما استطاع السوريون أو استطاعت الأمة أن تقتلع هذا المربط أو الوتد من المنطقة . وبالتالي فالنظام الدولي اليوم في وضع خطير جدا لأول مرة منذ 1913 .. وهذا النظام الدولي بني أصلا على أشلاء العالم الإسلامي ... فقد هدم العالم الإسلامي ، ومزق شر ممزق بعد 1913 . وقبل هذا التاريخ لم يكن هناك نظام دولي . كانت الاتفاقات والعلاقات تصاغ بموجب علاقات ثنائية ، والمعاهدات بموجب علاقات ثلاثية رباعية خماسية وما إلى ذلك . ولكن ليس هناك نظام دولي ينظم العلاقة بين دول العالم كلها ، ويحدد نمط وأسس العلاقات الدولية .
ولكن بعد تقسيم العالم الإسلامي وتمزيقه في الهند وفي بلاد الترك وفي الجزيرة العربية وفي بلاد الشام ، وفي فصل العالم العربي شرقا وغربا ، ووضع مصر حاجزا بحيث لا تعرف مصر حتى هذه اللحظة هل هي تنتمي للشرق العربي أم هي للغرب أم للشمال أم للجنوب .. ما أحد عارف .؟؟ وبالتالي هناك مشكلة هوية في مصر عظيمة جدا .. ثم هدموا الخلافة ...
والآن بعد أن فعلوا هذا ، عليهم أن يثبِّتُوا النظام الدولي . لذلك قاموا بوضع أوتاد .. وتثبيت النظام الدولي لا يمكن ولا بأي حال أو منطق أن يتم بموجب اتفاقيات أو عهود أو وثائق عهدة أو وثائق أو تنازلات أو أوراق ، فلا يمكن أن تتم حاجة إلا بتثبيت مادي يربط النظام الدولي بحيث لا يهتز ، ولا يتعرض لخطر ما .. فكان أول مربط للنظام الدولي إسرائيل ، وهي قاعدة تمنع التواصل بين دول المنطقة ، وتمنع قيام الوحدة ، وتمنع تشكيل أي قوة عربية مؤثرة..
المربط الثاني وقع في غفلة عظيمة من الأمة ، فقد استفقنا وإذا به اسس المشروع الصفوي وكانت الطائفة العلوية حجر الأساس فيه . وضعت هذه الطائفة في سوريا ، وجرت ترتيبات أدخلت بها إلى العسكر والجيش والشرطة والأمن والدرك والاقتصاد والاجتماع .. حتى كبر العلويون .. ثم صارت لهم سطوة في النظام ..
لاحظ في 1956 حرب السويس كان النظام الدولي حتى هذا الوقت بيد فرنسا وبريطانيا . عندما قامت حرب السويس من الذي استلم رعاية النظام الدولي .؟ تراجعت فرنسا وبريطانيا ، فاستلمت أمريكا والاتحاد السوفياتي . إذن الدول التي تدور في المحور الغربي بقيت كما هي من مسؤولية المحور الغربي ، والدول التي تدور في المحور الشرقي بقيت من مسؤولية المحور الشرقي ، لكن كلاهما يعمل على حفظ وتوازن وأمن واستقرار وهيمنة النظام الدولي على دول الهامش . ونحن واقعون في دول الهامش . توارث التاريخ التي غفلنا عنها أو استغفلنا بها أن الطائفة العلوية في سنت 1956 لم تكن قد وصلت الحكم ، وحرب 1967 لم تكن قد جرت . بالرغم من أن المستشارين الروس موجودين في مصر وموجودين في سوريا . لذلك الروس قاموا بإيصال الطائفة العلوية إلى الحكم . وقاموا بالتغاضي عن عدوان 1967 الذي احتلت إسرائيل بموجبه الضفة الغربية وسيناء والجولان . وكان الروس يراقبون ، وهم أمناء على النظام الدولي ، يعني القوة الأمينة على النظام الدولي ، وجيء بعدها بالطائفة العلوية على رأس السلطة في سوريا . ظل الروس يرعون سوريا حتى هذه اللحظة .
المربط الثالث : في سنة 1982 بعد مجزرة حماة على وجه التحديد ، دخل الإيرانيون على الخط ، وبدأت البنى الأمنية ، وأسُّ المشروع الصفوي إن نظرت في عمق التفسير الشيعي ، هو الطائفة العلوية أصلا ... قال أمين الحافظ في يوم ما ، في برنامج شاهد على العصر في قناة الجزيرة : أن في سوريا نظاما طائفيا أحقد ما يكون على أمة العرب والمسلمين .
وبالتالي ، الطائفة هي الآمن على النظام الدولي ، القادر على امتصاص كافة حركات التحرر والتمرد الوطنية الإسلامية أو العلمانية التي تنشأ في المنطقة . فهذه الطائفة مهمتُها الامتصاص .. لاحظ أن سوريا لم تحدث فارقا يذكر على الإطلاق ، ولا الاتحاد السوفياتي . ولا روسيا في الصراع العربي مع إسرائيل . لم يحدث أي فارق حتى هذه اللحظة . إذن الطائفة قامت بواجبها . والسوفييت باعتبارهم مراقبون للنظام الدولي قاموا بواجبهم ، ومنعوا الحركات الوطنية أو الفلسطينية من تحقيق أي فارق قوة في الصراع مع إسرائيل ، بل على العكس من ذلك ساهموا في تمرير حرب 1967 وسقطت بموجبها سيناء والجولان والضفة الغربية ، وأخضع العالم العربي للمزيد من النفوذ والهيمنة . لذلك هناك أناس يقولون إذا ذهبت العائلة الأسدية ، فالمسألة سهلة ، نحن نتكفل بهذا النظام ، لكن ملكيته دينية ، وهذه العائلة الأسدية كان لها امتياز خاص فيه .
( يوتيوب مُفرَّغ )
قام بتفريغه : أبو ياسر السوري
ملاحظة : قمت بتفريغ هذا اليوتيوب تفريغا شبه حرفي ، سوى تعديلات طفيفة في حروف الربط ، أو تقديم وتأخير في بعض الكلمات توخيا لوضوح المعنى
مقدم الحوار : تأخرت الثورة السورية في إسقاط نظام الأسد ، لماذا هذا التأخر ،؟ وما غاية المجتمع الدولي من خذلانه للسوريين .؟؟
د . أكرم حجازي : سوريا أحد أقوى ثلاث مرابط للنظام الدولي . وبالتالي سوريا ليست تونس ولا ليبيا ولا أي دولة عربية أخرى . وعندما تكون سوريا مربط من مرابط النظام الدولي ، إذن الثورة السورية شأن دولي . هنا الإشكال . فالسوريون يعاقبون . لأنهم يواجهون ثلاثة مشاريع . ولأنهم يهزون النظام الدولي لأول مرة منذ تأسيسه ما بعد 1913 م ..
النظام الدولي يمثل المركز للمجتمع الدولي . والمجتمع الدولي غربي هو : ( أمريكا فرنسا بريطانيا ) وشرقي وهو : ( روسيا ، والصين ) .. الآن هناك تقاسم وظيفي ، فكل الدول التي تدور في فلك الشق الغربي من مسؤولية الشق الغربي .. وكل الدول التي فيها التمرد والتحرر تدور في فلك الشق الشرقي وهي من مسؤولية الشق الشرقي .
النفوذ الأعلى في قيادة النظام الدولي حتى هذه اللحظة للغرب ... والروس والصينيون يصارعون الآن في إطار قيادة النظام الدولي ، أو حتى السيطرة على النظام الدولي كله .. لماذا يصارعون .؟ لأن الغرب كما يقول بوتين الذي جاء إلى الحكم ، وعاد مجددا بنوازع قيصرية توسعية : يقول إن الغرب يضمحل ، ويستغل بوتين كل الأزمات الطاحنة للرأسمالية ، وبالتالي فهو يريد أن يكون له وللصين حضور أقوى في النظام الدولي ، إن لم نقل إنه يريد قيادة النظام الدولي . لذلك يستخدم الساسة الروس والصين الثورة السورية كمطية لهم ، للوصول إلى غايتهم ..
لكنهم طبعا متفقون على أن سوريا حجر أساس مركزي ، ومربطُ وتدٍ لمركز النظام الدولي الذي بنوه هم ، ومتفقون أيضا على ضرورة سلامة هذا النظام الدولي وحمايته واستقراره وأمنه .. ولكنهم يستعملون سوريا في الصراع على النفوذ .
الآن كلهم متفقون على أنه يجب أن ننتبه إلى أن النظام الدولي معرض للخطر ، وربما للانفجار ، إذا ما استطاع السوريون أو استطاعت الأمة أن تقتلع هذا المربط أو الوتد من المنطقة . وبالتالي فالنظام الدولي اليوم في وضع خطير جدا لأول مرة منذ 1913 .. وهذا النظام الدولي بني أصلا على أشلاء العالم الإسلامي ... فقد هدم العالم الإسلامي ، ومزق شر ممزق بعد 1913 . وقبل هذا التاريخ لم يكن هناك نظام دولي . كانت الاتفاقات والعلاقات تصاغ بموجب علاقات ثنائية ، والمعاهدات بموجب علاقات ثلاثية رباعية خماسية وما إلى ذلك . ولكن ليس هناك نظام دولي ينظم العلاقة بين دول العالم كلها ، ويحدد نمط وأسس العلاقات الدولية .
ولكن بعد تقسيم العالم الإسلامي وتمزيقه في الهند وفي بلاد الترك وفي الجزيرة العربية وفي بلاد الشام ، وفي فصل العالم العربي شرقا وغربا ، ووضع مصر حاجزا بحيث لا تعرف مصر حتى هذه اللحظة هل هي تنتمي للشرق العربي أم هي للغرب أم للشمال أم للجنوب .. ما أحد عارف .؟؟ وبالتالي هناك مشكلة هوية في مصر عظيمة جدا .. ثم هدموا الخلافة ...
والآن بعد أن فعلوا هذا ، عليهم أن يثبِّتُوا النظام الدولي . لذلك قاموا بوضع أوتاد .. وتثبيت النظام الدولي لا يمكن ولا بأي حال أو منطق أن يتم بموجب اتفاقيات أو عهود أو وثائق عهدة أو وثائق أو تنازلات أو أوراق ، فلا يمكن أن تتم حاجة إلا بتثبيت مادي يربط النظام الدولي بحيث لا يهتز ، ولا يتعرض لخطر ما .. فكان أول مربط للنظام الدولي إسرائيل ، وهي قاعدة تمنع التواصل بين دول المنطقة ، وتمنع قيام الوحدة ، وتمنع تشكيل أي قوة عربية مؤثرة..
المربط الثاني وقع في غفلة عظيمة من الأمة ، فقد استفقنا وإذا به اسس المشروع الصفوي وكانت الطائفة العلوية حجر الأساس فيه . وضعت هذه الطائفة في سوريا ، وجرت ترتيبات أدخلت بها إلى العسكر والجيش والشرطة والأمن والدرك والاقتصاد والاجتماع .. حتى كبر العلويون .. ثم صارت لهم سطوة في النظام ..
لاحظ في 1956 حرب السويس كان النظام الدولي حتى هذا الوقت بيد فرنسا وبريطانيا . عندما قامت حرب السويس من الذي استلم رعاية النظام الدولي .؟ تراجعت فرنسا وبريطانيا ، فاستلمت أمريكا والاتحاد السوفياتي . إذن الدول التي تدور في المحور الغربي بقيت كما هي من مسؤولية المحور الغربي ، والدول التي تدور في المحور الشرقي بقيت من مسؤولية المحور الشرقي ، لكن كلاهما يعمل على حفظ وتوازن وأمن واستقرار وهيمنة النظام الدولي على دول الهامش . ونحن واقعون في دول الهامش . توارث التاريخ التي غفلنا عنها أو استغفلنا بها أن الطائفة العلوية في سنت 1956 لم تكن قد وصلت الحكم ، وحرب 1967 لم تكن قد جرت . بالرغم من أن المستشارين الروس موجودين في مصر وموجودين في سوريا . لذلك الروس قاموا بإيصال الطائفة العلوية إلى الحكم . وقاموا بالتغاضي عن عدوان 1967 الذي احتلت إسرائيل بموجبه الضفة الغربية وسيناء والجولان . وكان الروس يراقبون ، وهم أمناء على النظام الدولي ، يعني القوة الأمينة على النظام الدولي ، وجيء بعدها بالطائفة العلوية على رأس السلطة في سوريا . ظل الروس يرعون سوريا حتى هذه اللحظة .
المربط الثالث : في سنة 1982 بعد مجزرة حماة على وجه التحديد ، دخل الإيرانيون على الخط ، وبدأت البنى الأمنية ، وأسُّ المشروع الصفوي إن نظرت في عمق التفسير الشيعي ، هو الطائفة العلوية أصلا ... قال أمين الحافظ في يوم ما ، في برنامج شاهد على العصر في قناة الجزيرة : أن في سوريا نظاما طائفيا أحقد ما يكون على أمة العرب والمسلمين .
وبالتالي ، الطائفة هي الآمن على النظام الدولي ، القادر على امتصاص كافة حركات التحرر والتمرد الوطنية الإسلامية أو العلمانية التي تنشأ في المنطقة . فهذه الطائفة مهمتُها الامتصاص .. لاحظ أن سوريا لم تحدث فارقا يذكر على الإطلاق ، ولا الاتحاد السوفياتي . ولا روسيا في الصراع العربي مع إسرائيل . لم يحدث أي فارق حتى هذه اللحظة . إذن الطائفة قامت بواجبها . والسوفييت باعتبارهم مراقبون للنظام الدولي قاموا بواجبهم ، ومنعوا الحركات الوطنية أو الفلسطينية من تحقيق أي فارق قوة في الصراع مع إسرائيل ، بل على العكس من ذلك ساهموا في تمرير حرب 1967 وسقطت بموجبها سيناء والجولان والضفة الغربية ، وأخضع العالم العربي للمزيد من النفوذ والهيمنة . لذلك هناك أناس يقولون إذا ذهبت العائلة الأسدية ، فالمسألة سهلة ، نحن نتكفل بهذا النظام ، لكن ملكيته دينية ، وهذه العائلة الأسدية كان لها امتياز خاص فيه .