#مدونة_أوغاريت || المطلوب الأول لـ”حزب الله” اللبناني في سوريا الناشط، هادي العبد الله : نحن نقاتل بالداخل أما معارضة الخــــارج فهمّهــــا المناصــب..
#هادي_العبدالله هو أبرز الناشطين الإعلاميين الميدانيين في #سوريا وأكثرهم شهرة وشعبية، ليس في سوريا فقط بل في العالم العربي والإسلامي برمّته. لعب دورا محوريا على المستوى الإعلامي بمحافظة حمص حيث يتواجد منذ البداية، وكان في الواجهة خلال معركة القصير الأخيرة حتى أن متخصصين وصفوه بأنه الشاب الذي هزم بكاميراته المتواضعة مؤسسات إعلامية ضخمة تابعة لإيران و”حزب الله” والعراق وغيرهم. توارى هادي العبدالله مؤقتا عن الأنظار بعدما سقطت القصير بأيادي مقاتلين تابعين لحسن نصرالله ولم يظهر إلا نادرا، فقد تحصّن بالجبال لأنه صار المطلوب الأول لدى “حزب الله” في سوريا. يتحدّث من تحت الحصار في هذا الحوار الخاص عن الكثير من القضايا.
تتحدث بعض المصادر الإعلامية وحتى بعض الثوار عن وجود ما وصفت بالخيانة في معركة القصير، وبصفتكم من أبرز الذين عايشوها، كيف ترون ذلك؟
أنا عشت في مدينة القصير خلال المعركة الأخيرة وكنت حاضرا لمعظم الاجتماعات التي حصلت بين القادة العسكريين وكنت أغطي المعارك الدائرة هناك.. حسب ما رأيت وشاهدت بنفسي وما أدين الله سبحانه به أنه لم تكن هناك أي خيانة من أي أحد كان.. نعم هناك أخطاء كبيرة حصلت من بعض القادة والتشكيلات، لكن ليس من مصلحتنا ذكر هذه الأخطاء لأنها ستؤدي لمفاسد أكبر على الأرض.. وبإذن الله ستكون هذه الأخطاء درسا لثوارنا في المستقبل..
إذا هناك أخطاء نعم.. لكن لا يوجد خيانات.. وهناك فرق كبير بين الخطأ والخيانة.
“حزب الله” وضع كل ثقله في حمص، ما هي الأسباب في نظركم؟
بالفعل هذا صحيح ودقيق فحجم التدخل في حمص من قبل عناصر “حزب الله” كان كبيرا جدا إلى درجة أنه في معركة القصير كان هو من يقود ويخوض العمليات العسكرية كاملة، ولم نلحظ وجود أي عنصر من عناصر النظام على أي جبهة من الجبهات. أما الأسباب فكثيرة.. أهمها هو انهيار نظام الأسد بشكل كبير جدا وسريع أمام ضربات الثوار..
فكان لابد من أن يوعز لعناصر الحزب بالتدخل بهذا المستوى لإنقاذ النظام..
أما لماذا حمص ؟! فالموضوع أصبح لا يخفى على أحد وهو أن النظام وحليفه “حزب الله” يسعيان لإقامة خطة بديلة في حال سقط نظام الأسد في دمشق، وهذه الخطة أيضا أصبحت واضحة للجميع وهي إقامة الدويلة العلوية الطائفية التي ستضم الساحل وحمص وأجزاء من لبنان. بالإضافة إلى أن النظام مازال يحاول إسكات صوت عاصمة الثورة وروحها “والتي هي حمص”. فحمص غدت رمزا كبيرا للثورة والثوار.
كيف كانت المعركة مع “حزب الله” وقد شاركتم فيها؟
المعركة باختصار كانت معركة عقائدية انتقامية بحتة، فعناصر الحزب كانوا يقاتلون بعقيدة وبحسب قولهم أنهم جاؤوا للجهاد في سوريا من أجل أن يذهبوا للجنة بحسب زعمهم.. والمفارقة العجيبة في الموضوع أنهم انتصروا لعقيدتهم مع أنها على باطل ولم ينتفض أبناء جلدتنا وعقيدتنا نصرة لعقيدتهم مع أنهم على حق.. هذه المفارقة كانت مؤلمة كثيرا بالنسبة إلينا أكثر من الحرب نفسها.. فمتى يستيقظ أبناء عقيدتنا؟! فمازلنا بانتظارهم.
تعيش حمص تحت الحصار منذ فترة طويلة، كيف هو الوضع الإنساني الآن؟
الوضع الإنساني في أحياء حمص المحاصرة هو وضع كارثي بامتياز.. فحمص محاصرة منذ أكثر من عام وشهرين..
ليتخيل أي إنسان أن مدينة تحاصر مدة عام وشهرين ماذا سيكون حالها؟! وحال سكانها؟
المياه مقطوعة عن أغلب الأحياء ويشرب السكان من مياه الآبار التي هي بالأصل غير صالحة للشرب والطعام غير متوفر أغلب الوقت لأن إدخاله هو مأساة حقيقية ..هذا عدا القصف المتواصل الذي لا يتوقف والذي يجبر الأهالي على قضاء معظم وقتهم بأقبية تحت الأرض لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة.
تتحدّث عدة دول عن تسليح الثوار، فهل هذه حقيقة أم مجرد مزايدات؟
حتى هذه اللحظة لم تصل أي قطعة سلاح نوعية لثوار حمص ولا حتى غير نوعية من أي دولة من الدول..
كل ما نسمعه ونقرأه عبر وسائل الإعلام هو جعجعة لا تفيد وكلام لا يسمن ولا يغني من جوع.
ما هي الحلول في نظركم لما تعيشه سوريا الآن، بصفتكم ثوار الداخل؟
للأسف هناك خذلان دولي وحتى شعبي عجيب للمأساة التي تعيشها سوريا فالحل الوحيد هو الثورة والثورة فقط.. الحل هو استمرار ثورتنا.. وينبغي أيضا على ثوارنا أن يتوحّدوا تحت قيادة واحدة وأن ينسوا المسميات التي فرض عليهم أغلبها من قبل أصحاب المال السياسي في الخارج.. لن نتحرر في ظل هذه المؤامرة الدولية علينا، إلا إذا توحدنا تحت قيادة واحدة وكنا يدا واحدة.
كيف تنظرون للمعارضة السياسية في الداخل والخارج؟
بالنسبة لما يسمى المعارضة السياسية في الداخل والتي تمثل هيئة التنسيق الجزء الأكبر منها، فهذه مقطوع منها الأمل وقد تبرّأ منها الشعب السوري في إحدى الجمع باسم هيئة التنسيق لا تمثلنا..
أما بالنسبة للمعارضة السياسية في الخارج والتي كنا نظن فيها خيرا في بادئ الأمر، وهنا أقصد المجلس الوطني والائتلاف ..لكن للأسف خذلتنا هذه المعارضة بكل ما تعني كلمة خذلان من معنى..
وأصبحنا نسمع كلاما كثيرا في الداخل السوري من أن هذه الهيئات والمجالس لم تعد تمثلنا ..
لأنهم وللأسف في الوقت الذي ننشغل نحن فيه بمعارك الداخل والمآسي التي نعيشها ينشغل أعضاء الائتلاف الوطني بالتحاصص وتقاسم المناصب.. للأسف مثل هذه الشخصيات لا ينبغي أن يمثلوا الشعب السوري العظيم.
ما هو تقييمكم لأداء المجلس الوطني ثم الائتلاف الوطني؟
للأسف الأداء ضعيف جدا أو بالأحرى شبه معدوم.. ففي الوقت الذي انشغلنا به بمعاركنا ومآسينا المستمرة في الداخل هم منشغلون بالمحاصصات وتقاسم المناصب وبشكل معيب جدا.. هناك غضب شعبي كبير جدا من أدائهم المخزي وخلافاتهم المخجلة.. إلى درجة ارتفعت أصوات كثيرة وقوية في داخلنا تنادي بإسقاط المعارضة السياسية في الخارج “الائتلاف والمجلس الوطني”.
يتحدّث البعض عن مواجهات بدأت بين فصائل قوات المعارضة، فما هو ردكم؟
نعم.. بالفعل حصلت مواجهات بين كتائب الجيش الحر وبعض الكتائب التابعة لتنظيم القاعدة في بعض مناطق الشمال، لكن هذه المواجهات هي مواجهات محدودة جدا جدا..
لكن للأسف الكثيرون حاولوا الاصطياد بالماء العكر وتأجيج تلك الخلافات التي لا تخدم إلا نظام الأسد وحلفائه..
فبنادقنا لا ينبغي أن تكون للاقتتال بيننا بل لقتال من فرّق بيننا..
اغتيال أبوبصير من طرف عنصر من جبهة النصرة حسب ما تحدّث عنه الإعلام، ألا يعتبر تطورا خطيرا في الثورة السورية؟
بلا شك أن استشهاد الأخ أبو بصير رحمه الله هو حدث كبير، وللعلم فإن كل المعلومات التي وصلتنا من جبال الساحل تقول أن اليد التي اغتالته هي دولة العراق والشام الإسلامية، والتي انفصلت عن جبهة النصرة وهناك “للأمانة” فرق كبير بين الاثنتين.
بالنهاية من وجهة نظري، ومع إدانتنا الكبيرة لاستشهاد الأخ أبو بصير إلا أنه ينبغي علينا جميعا أن نكون على قدر من الوعي وألا نفرح نظام الإجرام الأسدي بتفرقنا واقتتالنا بل ينبغي علينا جميعا الآن الالتفات لإسقاط النظام وإنهاء مأساة أهالي سوريا.
هل نجحت المخابرات السورية في اختراق صفوف الثوار وكتائبهم المقاتلة؟
نعم.. للأسف هناك وحسب ما أرى اختراقات لبعض الكتائب..
لكن هذه الاختراقات محدودة جدا.. لذلك ما أرجوه من أخوتنا قادة الكتائب أو العناصر أن يكونوا على انتباه ووعي كبيرين لهذا الموضوع.
كيف تُقيّم مواقف دول أصدقاء الشعب السوري؟
أصدقاء الشعب السوري!!
آه.. للأسف أصدقاء الشعب السوري مثل أصدقاء الفيسبوك لا يأتينا منهم سوى الإعجابات والكلام..!!
فهم كانوا عبارة عن إبر مخدرة للشعب السوري وللشعوب العربية والإسلامية ولبعض الدول المناصرة لنا..
حتى اللحظة لم نتلق منهم سوى الكلام والوعود الفارغة..
على عكس أصدقاء النظام الذين كانوا بالفعل “أصدقاء” له وقدّموا كل الإمكانيات لنصرة نظام الأسد الإرهابي..
يرى الكثيرون أن ما يجري في سوريا هي مجرد حرب طائفية، فكيف تنظرون لذلك؟
منذ بداية الثورة السورية ونظام الأسد يحاول زرع الطائفية في سوريا..
بل وأكثر من ذلك كان ومازال يتعامل هو وجيشه وحلفاؤه مع الشعب السوري معاملة طائفية بامتياز، فجل إن لم يكن كل من يستشهدون أو يصابون هم من أهل السنة..
لكن.. مهما فعلوا معنا سنصرّ على أن ثورتنا هي ثورة شعب ضد نظام مجرم.
كيف تنظرون إلى جهود الجامعة العربية منذ بداية الأحداث؟
الجامعـــة العربية ما هي إلا غطاء لطواغيت العرب والأنظمة القمعية، فقد وقفت مكبلة اليدين عن كل ما جرى ويجري في سوريا.
ورغم المآســـي والمجازر والجرائـــم التي تحصل في سوريــة إلا أن هذه الجامعــة تصر على أن تبقــى نائمـــة وأن تبقـــى جامعــة للأنظمــة العربيـــة وطواغيـــت العرب لا للشعوب الحرة.
يرى البعض أن التحاق الأجانب للقتال في سوريا هو من بين الأخطاء التي ارتكبت في سوريا وفتحت الباب للتراجع الدولي في دعم الشعب السوري؟
بداية هناك تضخيم إعلامي كبير جدا ومدروس لأعداد الأجانب الذين يقاتلون في سوريا.
التحاق هؤلاء الأبطال كان عفويا بامتياز فقد نصروا الشعب السوري في الوقت الذي خذلتنا فيه كل دول العالم حتى العربية منها.. فلهؤلاء الأبطال كل الشكر من أبناء الشعب السوري ماداموا ملتزمين بتحقيق مطالبه فقط.
هل توجد دول وقفت على الحياد بالفعل مما يجري في سوريا؟
جميع دول العالم شاركت بقتل السوريين على درجات متفاوتة، سواء كان بمشاركتها العلنية أو مشاركتها السرية أو بتواطئها مع نظام الإجرام أو من خلال صمتها عن المجازر والمذابح التي حصلت. والصمت عن الجريمة الواضحة هو بلا أدنى شك مشاركة بالجريمة.
حدثت تغيّرات في قطر ومصر، هل تتخوّفون كثوار بالميدان من تغير في المواقف؟
بالنسبـــة للتغيّرات في قطر فكلنا ثقة أن يتبع الشيخ تميم مسيرة والده في نصرة الحق والوقوف مع المظلوم ضد الظالم..
أما بالنسبة لتطورات مصر فهي حقيقة مخيفة لأن هناك بوادر بدأت تحصل، منها عدم إدخال السوريين إلا بتأشيرة أو من خلال تصريح الخارجية المصرية أنها ستعيد العلاقات مع نظام الإرهاب الأسدي..
كيف تنظرون للموقف الجزائري، سواء كان رسميا أو شعبيا؟
بلا أدنى شك يختلف الموقف الرسمي عن الموقف الشعبي.. فالشعب الجزائري الشقيق متضامن معنا، وتصلني بشكل شبه يومي رسائل من إخوتنا في الجزائر، يُعربون عن تضامنهم معنا وحرقتهم لمآسينا وأنهم مكبلو الأيدي عن نصرتنا بسبب موقف حكومتهم المتواطئ مع نظام الأسد.. فالحكومة الجزائرية بلا أدنى شك تقف مع نظام الإرهاب الأسدي وتؤيده وأكبر دليل مواقفها المتواطئة معه في جامعة الدول العربية ..
ولا ننسى أننا وجدنا في مرة من المرات عملة جزائرية في أحد الحواجز الأسدية بعد تحريرها وهذا الأمر يثير الكثير من التساؤلات التي ستتكشف أوراقها ربما في المستقبل.
ماذا تتمنون من الجزائر التي تربطها علاقات وثيقة مع سوريا من زمان؟
ما نتمناه من الجزائر أن تحافظ بحق على لقب بلد المليون شهيد.. ما نتمناه هو نصرة السوريين سواء كان بفتح أبوابهم لأخوتهم السوريين النازحين الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ..أو من خلال دعمهم العسكري لشباب الجيش الحر ومساعدة السوريين إغاثيا وطبيا وبكل الإمكانيات المتاحة..
نريد من أخوتنا الجزائريين أن يثبتوا بحق أنهم أشقاء للسوريين لا تفرق بينهم أنظمة ولا مسافات.
هل بقيت في سوريا ثورة شعبية سلمية وأهدافها الإصلاح في ظل تدخل إيراني وآخر لـ“حزب الله”؟
الثورة السورية هي ثورة شعبية بامتياز.. اضطر أبناؤها لحمل السلاح دفاعا عن أنفسهم وعن أهاليهم وأعراضهم وبلداتهم، بعد أن وقفت كل قوى الشر تقاتلهم من نظام الإجرام إلى ملالي إيران مرورا بمليشيات حزب الله اللبناني وعناصر المالكي العراقية وعناصر شيعية أتت من باكستان وأفغانستان والخليج تلبية لما أسموه نداء الجهاد المقدس. لكن مع ذلك نصرّ أن نذكّر العالم بسلمية ثورتنا من خلال خروجنا في كل جمعة بمظاهرات حاشدة في معظم المناطق السورية تنادي بإسقاط الطاغية بشار.
تعتبر صفحتك على الفيسبوك بارزة في مسيرة حضوركم الإعلامي، غير أنها اختفت بعد غلقها من طرف الإدارة؟
بالفعل هناك حملة شرسة من قبل إدارة الفيسبوك على صفحات الثورة السورية، فقد تم مؤخرا إغلاق ما لا يقل عن 15 صفحة ثورية من كبرى الصفحات وكانت أولهم إغلاقا وأكبرهم صفحتي التي تجاوز عدد متابعيها 222 ألف متابع، مع أنها من الصفحات القوية التي تشهد مشاركات واسعة.. في الوقت الذي لم يسجل إغلاق أي صفحة من الصفحات الموالية للنظام.
لماذا حدث ذلك في هذا الوقت؟
معظم المعارك في معظم المحافظات لا سيما حمص هي معارك مفصلية وهامة والجميع يعلم أننا نعتمد على الفيسبوك بشكل كبير بنشر أخبار هذه المعارك بعد أن منع نظام الأسد الإعلام المستقل من دخول سوريا منذ بداية الثورة السورية..!
هناك بالفعل ما يشبه التواطؤ من قبل إدارة الفيسبوك مع نظام الأسد، والدليل حملة إغلاق الصفحات الثورية بشكل جماعي مع أنها جميعها قوية ومتابعة في حين لم يسجل كما أسلفت إغلاق أي صفحة موالية لنظام الأسد.
هل تنوي فتح صفحة أخرى؟
نحاول الآن مع بعض الأخوة استرداد الصفحة القديمة.. في حال فشلنا بذلك سأقوم بإنشاء صفحة جديدة بإذن الله..
تراجع حضوركم الإعلامي عكس ما كنتم عليه من قبل، فما هي الأسباب؟
هناك عدة أسباب أجبرتني على الانقطاع الجزئي عن وسائل الإعلام قبيل خروجنا من القصير تم استهداف موقعي بعدة قذائف أدّت لتخريب جهاز الانترنت الذي كنت أملكه.. وحتى اللحظة لا يتوفر لدي أي جهاز انترنت سريع..
الأمر الثاني هو حالة التشرد والتنقل التي أعاني منها بين الجبال والبساتين والقرى..
الأمر الثالث هو انشغالي ببعض الأمور الهامة جدا على الأرض والتي لا أستطيع ذكرها الآن..
كيف تُقيّم الأداء الإعلامي لمراكزكم الإعلامية مقارنة مع الفترة التي مرّت؟
كل يوم يمر نكتسب به خبرة جديدة فهناك عملية تطوير لمراكزنا وقدراتنا باستمرار .. استطاعت هذه المراكز الإعلامية البسيطة على الرغم من تواضعها وافتقارها لأدنى متطلبات الإعلام أن تتحدى وسائل إعلام نظام الأسد وحلفائه حزب الله وإيران وأن تفنّد أكاذيبهم وترد عليهم.كل هذا طبعا بتوفيق الله أولا ثم بهمة شباب أحرار نذروا أنفسهم لله ثم لبلدهم.. بعضهم معروف والكثير منهم يضحون ويعملون في صمت خلف كاميراتهم.
كيف تقيّم مسيرة بعض القنوات الفضائية البارزة مع ما يجري في سوريا؟
بالمجمل معظم وكالات الأنباء والقنوات البارزة تغطي أحداث الثورة تغطية مقبولة إلى حد ما..
لكن للأسف بعضها بدأ يفتقد لمصداقيته لدى السوريين إما بسبب انحيازه للنظام أو بسبب وقوفه العلني ضد الإسلاميين مثلا أو بسبب مبالغته ببعض الجزئيات التي تسبّب مشاكل للثوار على الأرض.
متى نرى هادي العبدالله في الخارج كما فعل بعض الناشطين وبينهم من عاد، وآخرون استقروا نهائيا في تركيا؟
جاءتني الكثير من العروض من أجل الخروج من سوريا، سواء من المجلس الوطني أو من الائتلاف الوطني أو من غيرهما. لكن هناك وعد وعدت به أهالي حمص خاصة وسوريا عامة وهو ألا أترك سوريا الحبيبة حتى ننتصر بإذن الله أو يكرمني الله سبحانه بالشهادة على أرضها.. لن أخرج بإذن الله مهما حصل.. فهذه أرضنا الغالية تحتاج لأن نضحي من أجلها ونسقيها من دمائنا. وأوجّه كلمة لكل شباب سوريا بالعودة السريعة إليها فسوريا بأمس الحاجة لأبنائها في هذه المرحلة.
شعبية هادي العبدالله كبيرة جدا فترى كيف تنظر لذلك وأنت لا تزال شابا في مقتبل العمر؟
ما أتمناه من الله سبحانه أن أكون عند حسن ظن الناس بي.. فما أنا إلا خادم “يسعى ألا يقصر” لهم..
وأرجو من جميع الأخوة والأخوات إن كانوا يحبوني حقا ألا يبخلوا عليّ بنصائحهم وألا يتأخروا عني بإهدائي عيوبي.. فكلنا بشر وكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون.
هل من كلمة أخيرة؟
كل الشكر لـ”جريدتي” ولكم، وأقول لأهلي بسوريا الحبيبة اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله.. وكونوا يدا واحدة وتذكروا أن أشد ساعات الليل ظلمة هي تلك التي تسبق الفجر.
حاوره : أنور مالك
المصدر : جريدتي
#هادي_العبدالله هو أبرز الناشطين الإعلاميين الميدانيين في #سوريا وأكثرهم شهرة وشعبية، ليس في سوريا فقط بل في العالم العربي والإسلامي برمّته. لعب دورا محوريا على المستوى الإعلامي بمحافظة حمص حيث يتواجد منذ البداية، وكان في الواجهة خلال معركة القصير الأخيرة حتى أن متخصصين وصفوه بأنه الشاب الذي هزم بكاميراته المتواضعة مؤسسات إعلامية ضخمة تابعة لإيران و”حزب الله” والعراق وغيرهم. توارى هادي العبدالله مؤقتا عن الأنظار بعدما سقطت القصير بأيادي مقاتلين تابعين لحسن نصرالله ولم يظهر إلا نادرا، فقد تحصّن بالجبال لأنه صار المطلوب الأول لدى “حزب الله” في سوريا. يتحدّث من تحت الحصار في هذا الحوار الخاص عن الكثير من القضايا.
تتحدث بعض المصادر الإعلامية وحتى بعض الثوار عن وجود ما وصفت بالخيانة في معركة القصير، وبصفتكم من أبرز الذين عايشوها، كيف ترون ذلك؟
أنا عشت في مدينة القصير خلال المعركة الأخيرة وكنت حاضرا لمعظم الاجتماعات التي حصلت بين القادة العسكريين وكنت أغطي المعارك الدائرة هناك.. حسب ما رأيت وشاهدت بنفسي وما أدين الله سبحانه به أنه لم تكن هناك أي خيانة من أي أحد كان.. نعم هناك أخطاء كبيرة حصلت من بعض القادة والتشكيلات، لكن ليس من مصلحتنا ذكر هذه الأخطاء لأنها ستؤدي لمفاسد أكبر على الأرض.. وبإذن الله ستكون هذه الأخطاء درسا لثوارنا في المستقبل..
إذا هناك أخطاء نعم.. لكن لا يوجد خيانات.. وهناك فرق كبير بين الخطأ والخيانة.
“حزب الله” وضع كل ثقله في حمص، ما هي الأسباب في نظركم؟
بالفعل هذا صحيح ودقيق فحجم التدخل في حمص من قبل عناصر “حزب الله” كان كبيرا جدا إلى درجة أنه في معركة القصير كان هو من يقود ويخوض العمليات العسكرية كاملة، ولم نلحظ وجود أي عنصر من عناصر النظام على أي جبهة من الجبهات. أما الأسباب فكثيرة.. أهمها هو انهيار نظام الأسد بشكل كبير جدا وسريع أمام ضربات الثوار..
فكان لابد من أن يوعز لعناصر الحزب بالتدخل بهذا المستوى لإنقاذ النظام..
أما لماذا حمص ؟! فالموضوع أصبح لا يخفى على أحد وهو أن النظام وحليفه “حزب الله” يسعيان لإقامة خطة بديلة في حال سقط نظام الأسد في دمشق، وهذه الخطة أيضا أصبحت واضحة للجميع وهي إقامة الدويلة العلوية الطائفية التي ستضم الساحل وحمص وأجزاء من لبنان. بالإضافة إلى أن النظام مازال يحاول إسكات صوت عاصمة الثورة وروحها “والتي هي حمص”. فحمص غدت رمزا كبيرا للثورة والثوار.
كيف كانت المعركة مع “حزب الله” وقد شاركتم فيها؟
المعركة باختصار كانت معركة عقائدية انتقامية بحتة، فعناصر الحزب كانوا يقاتلون بعقيدة وبحسب قولهم أنهم جاؤوا للجهاد في سوريا من أجل أن يذهبوا للجنة بحسب زعمهم.. والمفارقة العجيبة في الموضوع أنهم انتصروا لعقيدتهم مع أنها على باطل ولم ينتفض أبناء جلدتنا وعقيدتنا نصرة لعقيدتهم مع أنهم على حق.. هذه المفارقة كانت مؤلمة كثيرا بالنسبة إلينا أكثر من الحرب نفسها.. فمتى يستيقظ أبناء عقيدتنا؟! فمازلنا بانتظارهم.
تعيش حمص تحت الحصار منذ فترة طويلة، كيف هو الوضع الإنساني الآن؟
الوضع الإنساني في أحياء حمص المحاصرة هو وضع كارثي بامتياز.. فحمص محاصرة منذ أكثر من عام وشهرين..
ليتخيل أي إنسان أن مدينة تحاصر مدة عام وشهرين ماذا سيكون حالها؟! وحال سكانها؟
المياه مقطوعة عن أغلب الأحياء ويشرب السكان من مياه الآبار التي هي بالأصل غير صالحة للشرب والطعام غير متوفر أغلب الوقت لأن إدخاله هو مأساة حقيقية ..هذا عدا القصف المتواصل الذي لا يتوقف والذي يجبر الأهالي على قضاء معظم وقتهم بأقبية تحت الأرض لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة.
تتحدّث عدة دول عن تسليح الثوار، فهل هذه حقيقة أم مجرد مزايدات؟
حتى هذه اللحظة لم تصل أي قطعة سلاح نوعية لثوار حمص ولا حتى غير نوعية من أي دولة من الدول..
كل ما نسمعه ونقرأه عبر وسائل الإعلام هو جعجعة لا تفيد وكلام لا يسمن ولا يغني من جوع.
ما هي الحلول في نظركم لما تعيشه سوريا الآن، بصفتكم ثوار الداخل؟
للأسف هناك خذلان دولي وحتى شعبي عجيب للمأساة التي تعيشها سوريا فالحل الوحيد هو الثورة والثورة فقط.. الحل هو استمرار ثورتنا.. وينبغي أيضا على ثوارنا أن يتوحّدوا تحت قيادة واحدة وأن ينسوا المسميات التي فرض عليهم أغلبها من قبل أصحاب المال السياسي في الخارج.. لن نتحرر في ظل هذه المؤامرة الدولية علينا، إلا إذا توحدنا تحت قيادة واحدة وكنا يدا واحدة.
كيف تنظرون للمعارضة السياسية في الداخل والخارج؟
بالنسبة لما يسمى المعارضة السياسية في الداخل والتي تمثل هيئة التنسيق الجزء الأكبر منها، فهذه مقطوع منها الأمل وقد تبرّأ منها الشعب السوري في إحدى الجمع باسم هيئة التنسيق لا تمثلنا..
أما بالنسبة للمعارضة السياسية في الخارج والتي كنا نظن فيها خيرا في بادئ الأمر، وهنا أقصد المجلس الوطني والائتلاف ..لكن للأسف خذلتنا هذه المعارضة بكل ما تعني كلمة خذلان من معنى..
وأصبحنا نسمع كلاما كثيرا في الداخل السوري من أن هذه الهيئات والمجالس لم تعد تمثلنا ..
لأنهم وللأسف في الوقت الذي ننشغل نحن فيه بمعارك الداخل والمآسي التي نعيشها ينشغل أعضاء الائتلاف الوطني بالتحاصص وتقاسم المناصب.. للأسف مثل هذه الشخصيات لا ينبغي أن يمثلوا الشعب السوري العظيم.
ما هو تقييمكم لأداء المجلس الوطني ثم الائتلاف الوطني؟
للأسف الأداء ضعيف جدا أو بالأحرى شبه معدوم.. ففي الوقت الذي انشغلنا به بمعاركنا ومآسينا المستمرة في الداخل هم منشغلون بالمحاصصات وتقاسم المناصب وبشكل معيب جدا.. هناك غضب شعبي كبير جدا من أدائهم المخزي وخلافاتهم المخجلة.. إلى درجة ارتفعت أصوات كثيرة وقوية في داخلنا تنادي بإسقاط المعارضة السياسية في الخارج “الائتلاف والمجلس الوطني”.
يتحدّث البعض عن مواجهات بدأت بين فصائل قوات المعارضة، فما هو ردكم؟
نعم.. بالفعل حصلت مواجهات بين كتائب الجيش الحر وبعض الكتائب التابعة لتنظيم القاعدة في بعض مناطق الشمال، لكن هذه المواجهات هي مواجهات محدودة جدا جدا..
لكن للأسف الكثيرون حاولوا الاصطياد بالماء العكر وتأجيج تلك الخلافات التي لا تخدم إلا نظام الأسد وحلفائه..
فبنادقنا لا ينبغي أن تكون للاقتتال بيننا بل لقتال من فرّق بيننا..
اغتيال أبوبصير من طرف عنصر من جبهة النصرة حسب ما تحدّث عنه الإعلام، ألا يعتبر تطورا خطيرا في الثورة السورية؟
بلا شك أن استشهاد الأخ أبو بصير رحمه الله هو حدث كبير، وللعلم فإن كل المعلومات التي وصلتنا من جبال الساحل تقول أن اليد التي اغتالته هي دولة العراق والشام الإسلامية، والتي انفصلت عن جبهة النصرة وهناك “للأمانة” فرق كبير بين الاثنتين.
بالنهاية من وجهة نظري، ومع إدانتنا الكبيرة لاستشهاد الأخ أبو بصير إلا أنه ينبغي علينا جميعا أن نكون على قدر من الوعي وألا نفرح نظام الإجرام الأسدي بتفرقنا واقتتالنا بل ينبغي علينا جميعا الآن الالتفات لإسقاط النظام وإنهاء مأساة أهالي سوريا.
هل نجحت المخابرات السورية في اختراق صفوف الثوار وكتائبهم المقاتلة؟
نعم.. للأسف هناك وحسب ما أرى اختراقات لبعض الكتائب..
لكن هذه الاختراقات محدودة جدا.. لذلك ما أرجوه من أخوتنا قادة الكتائب أو العناصر أن يكونوا على انتباه ووعي كبيرين لهذا الموضوع.
كيف تُقيّم مواقف دول أصدقاء الشعب السوري؟
أصدقاء الشعب السوري!!
آه.. للأسف أصدقاء الشعب السوري مثل أصدقاء الفيسبوك لا يأتينا منهم سوى الإعجابات والكلام..!!
فهم كانوا عبارة عن إبر مخدرة للشعب السوري وللشعوب العربية والإسلامية ولبعض الدول المناصرة لنا..
حتى اللحظة لم نتلق منهم سوى الكلام والوعود الفارغة..
على عكس أصدقاء النظام الذين كانوا بالفعل “أصدقاء” له وقدّموا كل الإمكانيات لنصرة نظام الأسد الإرهابي..
يرى الكثيرون أن ما يجري في سوريا هي مجرد حرب طائفية، فكيف تنظرون لذلك؟
منذ بداية الثورة السورية ونظام الأسد يحاول زرع الطائفية في سوريا..
بل وأكثر من ذلك كان ومازال يتعامل هو وجيشه وحلفاؤه مع الشعب السوري معاملة طائفية بامتياز، فجل إن لم يكن كل من يستشهدون أو يصابون هم من أهل السنة..
لكن.. مهما فعلوا معنا سنصرّ على أن ثورتنا هي ثورة شعب ضد نظام مجرم.
كيف تنظرون إلى جهود الجامعة العربية منذ بداية الأحداث؟
الجامعـــة العربية ما هي إلا غطاء لطواغيت العرب والأنظمة القمعية، فقد وقفت مكبلة اليدين عن كل ما جرى ويجري في سوريا.
ورغم المآســـي والمجازر والجرائـــم التي تحصل في سوريــة إلا أن هذه الجامعــة تصر على أن تبقــى نائمـــة وأن تبقـــى جامعــة للأنظمــة العربيـــة وطواغيـــت العرب لا للشعوب الحرة.
يرى البعض أن التحاق الأجانب للقتال في سوريا هو من بين الأخطاء التي ارتكبت في سوريا وفتحت الباب للتراجع الدولي في دعم الشعب السوري؟
بداية هناك تضخيم إعلامي كبير جدا ومدروس لأعداد الأجانب الذين يقاتلون في سوريا.
التحاق هؤلاء الأبطال كان عفويا بامتياز فقد نصروا الشعب السوري في الوقت الذي خذلتنا فيه كل دول العالم حتى العربية منها.. فلهؤلاء الأبطال كل الشكر من أبناء الشعب السوري ماداموا ملتزمين بتحقيق مطالبه فقط.
هل توجد دول وقفت على الحياد بالفعل مما يجري في سوريا؟
جميع دول العالم شاركت بقتل السوريين على درجات متفاوتة، سواء كان بمشاركتها العلنية أو مشاركتها السرية أو بتواطئها مع نظام الإجرام أو من خلال صمتها عن المجازر والمذابح التي حصلت. والصمت عن الجريمة الواضحة هو بلا أدنى شك مشاركة بالجريمة.
حدثت تغيّرات في قطر ومصر، هل تتخوّفون كثوار بالميدان من تغير في المواقف؟
بالنسبـــة للتغيّرات في قطر فكلنا ثقة أن يتبع الشيخ تميم مسيرة والده في نصرة الحق والوقوف مع المظلوم ضد الظالم..
أما بالنسبة لتطورات مصر فهي حقيقة مخيفة لأن هناك بوادر بدأت تحصل، منها عدم إدخال السوريين إلا بتأشيرة أو من خلال تصريح الخارجية المصرية أنها ستعيد العلاقات مع نظام الإرهاب الأسدي..
كيف تنظرون للموقف الجزائري، سواء كان رسميا أو شعبيا؟
بلا أدنى شك يختلف الموقف الرسمي عن الموقف الشعبي.. فالشعب الجزائري الشقيق متضامن معنا، وتصلني بشكل شبه يومي رسائل من إخوتنا في الجزائر، يُعربون عن تضامنهم معنا وحرقتهم لمآسينا وأنهم مكبلو الأيدي عن نصرتنا بسبب موقف حكومتهم المتواطئ مع نظام الأسد.. فالحكومة الجزائرية بلا أدنى شك تقف مع نظام الإرهاب الأسدي وتؤيده وأكبر دليل مواقفها المتواطئة معه في جامعة الدول العربية ..
ولا ننسى أننا وجدنا في مرة من المرات عملة جزائرية في أحد الحواجز الأسدية بعد تحريرها وهذا الأمر يثير الكثير من التساؤلات التي ستتكشف أوراقها ربما في المستقبل.
ماذا تتمنون من الجزائر التي تربطها علاقات وثيقة مع سوريا من زمان؟
ما نتمناه من الجزائر أن تحافظ بحق على لقب بلد المليون شهيد.. ما نتمناه هو نصرة السوريين سواء كان بفتح أبوابهم لأخوتهم السوريين النازحين الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ..أو من خلال دعمهم العسكري لشباب الجيش الحر ومساعدة السوريين إغاثيا وطبيا وبكل الإمكانيات المتاحة..
نريد من أخوتنا الجزائريين أن يثبتوا بحق أنهم أشقاء للسوريين لا تفرق بينهم أنظمة ولا مسافات.
هل بقيت في سوريا ثورة شعبية سلمية وأهدافها الإصلاح في ظل تدخل إيراني وآخر لـ“حزب الله”؟
الثورة السورية هي ثورة شعبية بامتياز.. اضطر أبناؤها لحمل السلاح دفاعا عن أنفسهم وعن أهاليهم وأعراضهم وبلداتهم، بعد أن وقفت كل قوى الشر تقاتلهم من نظام الإجرام إلى ملالي إيران مرورا بمليشيات حزب الله اللبناني وعناصر المالكي العراقية وعناصر شيعية أتت من باكستان وأفغانستان والخليج تلبية لما أسموه نداء الجهاد المقدس. لكن مع ذلك نصرّ أن نذكّر العالم بسلمية ثورتنا من خلال خروجنا في كل جمعة بمظاهرات حاشدة في معظم المناطق السورية تنادي بإسقاط الطاغية بشار.
تعتبر صفحتك على الفيسبوك بارزة في مسيرة حضوركم الإعلامي، غير أنها اختفت بعد غلقها من طرف الإدارة؟
بالفعل هناك حملة شرسة من قبل إدارة الفيسبوك على صفحات الثورة السورية، فقد تم مؤخرا إغلاق ما لا يقل عن 15 صفحة ثورية من كبرى الصفحات وكانت أولهم إغلاقا وأكبرهم صفحتي التي تجاوز عدد متابعيها 222 ألف متابع، مع أنها من الصفحات القوية التي تشهد مشاركات واسعة.. في الوقت الذي لم يسجل إغلاق أي صفحة من الصفحات الموالية للنظام.
لماذا حدث ذلك في هذا الوقت؟
معظم المعارك في معظم المحافظات لا سيما حمص هي معارك مفصلية وهامة والجميع يعلم أننا نعتمد على الفيسبوك بشكل كبير بنشر أخبار هذه المعارك بعد أن منع نظام الأسد الإعلام المستقل من دخول سوريا منذ بداية الثورة السورية..!
هناك بالفعل ما يشبه التواطؤ من قبل إدارة الفيسبوك مع نظام الأسد، والدليل حملة إغلاق الصفحات الثورية بشكل جماعي مع أنها جميعها قوية ومتابعة في حين لم يسجل كما أسلفت إغلاق أي صفحة موالية لنظام الأسد.
هل تنوي فتح صفحة أخرى؟
نحاول الآن مع بعض الأخوة استرداد الصفحة القديمة.. في حال فشلنا بذلك سأقوم بإنشاء صفحة جديدة بإذن الله..
تراجع حضوركم الإعلامي عكس ما كنتم عليه من قبل، فما هي الأسباب؟
هناك عدة أسباب أجبرتني على الانقطاع الجزئي عن وسائل الإعلام قبيل خروجنا من القصير تم استهداف موقعي بعدة قذائف أدّت لتخريب جهاز الانترنت الذي كنت أملكه.. وحتى اللحظة لا يتوفر لدي أي جهاز انترنت سريع..
الأمر الثاني هو حالة التشرد والتنقل التي أعاني منها بين الجبال والبساتين والقرى..
الأمر الثالث هو انشغالي ببعض الأمور الهامة جدا على الأرض والتي لا أستطيع ذكرها الآن..
كيف تُقيّم الأداء الإعلامي لمراكزكم الإعلامية مقارنة مع الفترة التي مرّت؟
كل يوم يمر نكتسب به خبرة جديدة فهناك عملية تطوير لمراكزنا وقدراتنا باستمرار .. استطاعت هذه المراكز الإعلامية البسيطة على الرغم من تواضعها وافتقارها لأدنى متطلبات الإعلام أن تتحدى وسائل إعلام نظام الأسد وحلفائه حزب الله وإيران وأن تفنّد أكاذيبهم وترد عليهم.كل هذا طبعا بتوفيق الله أولا ثم بهمة شباب أحرار نذروا أنفسهم لله ثم لبلدهم.. بعضهم معروف والكثير منهم يضحون ويعملون في صمت خلف كاميراتهم.
كيف تقيّم مسيرة بعض القنوات الفضائية البارزة مع ما يجري في سوريا؟
بالمجمل معظم وكالات الأنباء والقنوات البارزة تغطي أحداث الثورة تغطية مقبولة إلى حد ما..
لكن للأسف بعضها بدأ يفتقد لمصداقيته لدى السوريين إما بسبب انحيازه للنظام أو بسبب وقوفه العلني ضد الإسلاميين مثلا أو بسبب مبالغته ببعض الجزئيات التي تسبّب مشاكل للثوار على الأرض.
متى نرى هادي العبدالله في الخارج كما فعل بعض الناشطين وبينهم من عاد، وآخرون استقروا نهائيا في تركيا؟
جاءتني الكثير من العروض من أجل الخروج من سوريا، سواء من المجلس الوطني أو من الائتلاف الوطني أو من غيرهما. لكن هناك وعد وعدت به أهالي حمص خاصة وسوريا عامة وهو ألا أترك سوريا الحبيبة حتى ننتصر بإذن الله أو يكرمني الله سبحانه بالشهادة على أرضها.. لن أخرج بإذن الله مهما حصل.. فهذه أرضنا الغالية تحتاج لأن نضحي من أجلها ونسقيها من دمائنا. وأوجّه كلمة لكل شباب سوريا بالعودة السريعة إليها فسوريا بأمس الحاجة لأبنائها في هذه المرحلة.
شعبية هادي العبدالله كبيرة جدا فترى كيف تنظر لذلك وأنت لا تزال شابا في مقتبل العمر؟
ما أتمناه من الله سبحانه أن أكون عند حسن ظن الناس بي.. فما أنا إلا خادم “يسعى ألا يقصر” لهم..
وأرجو من جميع الأخوة والأخوات إن كانوا يحبوني حقا ألا يبخلوا عليّ بنصائحهم وألا يتأخروا عني بإهدائي عيوبي.. فكلنا بشر وكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون.
هل من كلمة أخيرة؟
كل الشكر لـ”جريدتي” ولكم، وأقول لأهلي بسوريا الحبيبة اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله.. وكونوا يدا واحدة وتذكروا أن أشد ساعات الليل ظلمة هي تلك التي تسبق الفجر.
حاوره : أنور مالك
المصدر : جريدتي