اقتراب لحظة الخلاص من عصابة الأسد في سوريا :
بقلم : أبو ياسر السوري
انطلاقا من المقولة المعروفة "ألسنة الخلق اقلام الحق" قرأت وجهات نظر ثلاثاً لثلاثة من الكتاب في ( صحيفة الشرق الأوسط العربية ) كل واحدة منها تكمل الأخرى ، ويتكون من مجموعها بشارة بقرب زوال الكابوس الأسدي عن صدور السوريين . ألخصها بالآتي :
1 - يتساءل عبد الرحمن الراشد قائلا : هل انتصر الأسد حقا .؟ وقبل الإجابة على هذا السؤال ، ذكر الكاتب أن النظام يزعم أنه انتصر ، وأن الثورة أصبحت جنازة تنتظر الدفن .. محاولاً بذلك زرع اليأس في نفوس السوريين ..
والحقيقة أن كل ما يجري في الميادين يقول عكس إشاعات النظام ، ويبشر بانتصار الشعب السوري.. صحيحٌ أن النظام استورد مقاتلين من لبنان والعراق وإيران ، ويحظى بمساندة روسيا والصين .. وصحيح أن المجتمع الدولي قد أغمض عينيه عن كل جرائم النظام .. وصحيح أن الثوار قد خذلهم العالم أجمع .. ولكن الصحيح أيضا أن الثوار على الرغم من ذلك كله ، هم أصحاب السيطرة على أغلب التراب السوري .. كما أن المعارضة اليوم ، هي على أحسن حالاتها من وحدة الصف والهدف .. وكذلك الجيش الحر ، فقد قطع شوطا بعيدا في توحيد صفوف ألويته وكتائبه ، وتوحيد قياداته في مجلس أركان مشترك .. ثم وضح أنه لا خوف من جبهة النصرة في الشأن السوري ، فهي محدودة العدد ، ولا تستطيع مصادرة القرار ، لا الآن ولا بعد سقوط النظام .. وهذا يعني أنه ليس للغرب من ذريعة يتمسك بها في حظر السلاح عن الثوار . فإما أن يسلحهم ، وإما أن يتولى بنفسه لجم النظام القاتل ..
وأولى بركات وحدة الصف بين مقاتلي الجيش الحر ، ما رأيناه من تحرير خان العسل ، وإسقاط وادي الضيف في ريف إدلب .
2 – ثم يجيء طارق الحميد ، فيتحدث عن الدور الإيراني في مصر ، فافتتح كلمته بالقول : " سارع الإيرانيون بالتضحية بالإخوان المسلمين ، ليس حبا بيزيد ، وإنما كراهية بمعاوية " أي ليس حبا بالسيسي ، وإنما نكاية بتركيا ..
والذي يعنيني من كلام الكاتب ، أن إيران ليس لها صاحب ، فهي على استعداد لبيع كل من يحالفها أو يصادقها .. وأنها كما انقلبت على مرسي والإخوان في مصر ، وأيدت انقلاب السيسي ، فهي سوف تنقلب على بشار الأسد في اللحظة الحرجة ، وسوف تقول فيه ما قال مالك بالخمر ... وأزيد على ما قاله الحميد فأقول : وكذلك حال الروس مع حلفائهم ، فقد أثبتت التجربة أنهم تخلوا عن صديقهم صدام حسين - رحمه الله – في أضيق الظروف .. وباعوه للأمريكان بأبخس الأثمان ..
3 – وأما الكاتب فايز سارة ، فقد تعرض لتعريف السوريين من منظور رأس النظام . وبين أن بشار الأسد ، لا يعترف بسورية أحد من شعبه إلا إذا كان مواليا لنظامه ، خاضعا لاستبداده وفساده ، وهؤلاء الموالون للأسد ، لا يزيدون عن عشرين في المائة . وأن ما عداهم من السوريين ليسوا سوى عملاء وخونة . وليس لهم حق بالحياة ولا بالحرية ولا الكرامة . لذلك رأيناه يقدم على تهجير المعارضين وقتلهم والتنكيل بهم ، ظنا منه أن هذه الممارسات الإجرامية ، سوف تمكنه من قمع معارضيه ، والسيطرة عليهم .
وأضيف على ما أفدناه من كلام الكاتب ، أن النظام الأسدي يستند على فرضية خاطئة ، فهو يفترض أن الإيغال في القتل هو الوسيلة الأجدى في تركيع السوريين .. ولم يدرك أنه كلما أوغل في القتل تنامى عدد أعدائه وخصومه . وعمل على التعجيل بإسقاط نفسه في نهاية المطاف .
لهذا أرى أن هذا النظام قد شارف على النهاية ، وأن يوم حسابه قد اقترب . وأنه سوف يسأل عن كل من قتلهم فيم قتلهم . وعن كل من شردهم فيم شردهم . سيسأل عن المساجد التي هدمها ، والمساكن التي قصفها ، والأعراض التي انتهكها .. سيسأل ويحاسب عن كل هذا في الدنيا .. وسيسأل ويحاسب غدا في الموقف العظيم ، أمام أحكم الحاكمين ، ويُعرَّف بكل جرائمه ، صغيرها وكبيرها ، إلى أن يقول قتلته المجرمون آنذاك :( يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، ووجدوا ما عملوا حاضرا ، ولا يظلم ربك أحدا ) .