بسم الله الرحيم
كيف نقرأ مشهد تعامل الاخرين مع الثورة السورية ولاسيما دول القرار...كيف ندرك تبعات وعواقب بقاء ثورتنا ضمن اطار الانتفاضة المسلحة غير محددة الاتجاه ومججدا بلا رأس....
في السابق كان البعض يقول ان اي كتابة او تصور لمرحلة مابعد الاسد هي امر سابق لأوانه وعبثي لان شرط تحققه هو سقوط الاسد ومالم يسقط الاسد تظل تلك التصورات والكتابات مجرد كلمات مبعثرة لاقيمة لها اما المنطق السليم فيقول ان العمل المسلح يظل عمل بلاهدف ان لم يكن هناك هدف نهائي يرمي الى تحقيقه واسقاط الاسد لايمكن له ان يكون هدفا نهائيا ولذلك كان عدم تبلور مشروع الثورة وعدم افراز قيادات تتبنى هذا المشروع سببا رئيسيا يدعو حاضن العمل المسلح واقصد به الشعب السوري يعاني مرارة الانتكاسات المتكررة وطول فترة مقاومة الاسد للسقوط ومن هنا جعل الاطراف الاقليمية تقف موقف المتردد والمتسائل ماذا بعد الاسد وطبعا في ظل غياب قدرتنا على الاجابة اعتمدوا الخيار الاسلم بالنسبة لهم وهو منع الاسد من سحق المقاومة المسلحة عن طريق مدها بجرعات الاستمرار لا الحسم واستمر طبعا بقاء الاسد بفضل الدعم اللامتناهي من ايران وروسيا الامر الذي خلق نوعا من التوازن بين المقاومة والمحتل الاسدي هذا التوازن كان من نتيجته الاهم الدمار الممنهج لسوريا وبنيتها التحتية بالاضافة الى مايعنينا نحن السوريين فداحة الفاتورة البشرية التي نقدمها لقاء حريتنا وخيار توازن الرعب مرحليا هو افضل الخيارات بالنسبة لدول القرار ففاتورة اعادة البناء فيما بعد ستكون مجزية وترضي طمعهم وجشعهم بالاضافة الى امر مهم وهو ان هذا التوازن يحقق ضمان امن كلبهم في المنطقة واقصد به اسرائيل .
ترى هل ندرك قبل فوات الاوان ان الوقت يستنزفنا واننا لانملك منه الكثير واننا الطرف الخاسر في معادلة توازن الرعب لاننا ان استمرأنا هذه المعادلة فأن العواقب ستكون كارثية في كل المقاييس وستضع استمرارنا ككيان موحد في موضع خطير جدا .
الثورة تقتضي منا ان تكون شاملة وتضع الاجابات الوافية عن كل التساؤلات التي يطرحها السوري البسيط قبل الاخر المحيط بنا ولن يتحقق الدعم الذي نرجوه لثورتنا من الاخر مالم نقم نحن بتحديد مبتغى هذه الثورة واليات الوصول لاهدافها ....مبتغى الثورة يجب ان يكون جامعا لكل السورين باختلاف مشاربهم وتنوعاتهم العرقية والطائفية على اسس علمية مدروسة نحن لانملك تطبيق نفس معايير ثورات الاخرين على ثورتنا لاختلاف طبيعة شعبنا ووطننا واختلاف طبيعة محتلنا الطائفي ....اصرارنا على وضع العربة قبل الحصان والقول دائما نسقط الاسد ومن ثم نوجد طريقنا معناه اننا لن نجد الطريق ابدا ...استعمال البندقية لابد ان يكون له هدف نهائي جامع يلتف جميع السوريين حوله وليس مجرد رد العدوان الاسدي على اهميته .
غياب المشروع العام للثورة والجامع لكل السوريين سمح بدخول اطراف كثيرة على خط المواجهة مع الاسد والتي ليست بالضرورة في هدفها النهائي متفقة مع ما يطمح له السوريون في مستقبلهم وتجربة العراق حاضرة لاتغادر الذاكرة .
هي كلمات الهدف منها تعكير صفاء رتابة القتل والتدمير الذي اصبح عاديا مملا ووقحا ...........