ثائر الناشف لـ"آسيا": هذه حقيقة مؤتمر جنيف ٢
سوريا (آسيا) : رأى المعارض السوري ثائر الناشف "أننا لم نعد في حالة ثورة على نظام فاسد ، بل أصبحنا في حالة حرب ضد منظومة أقليمية – دولية تدعم هذا النظام بشكل لا محدود".
وأضاف في مقابلة مع وكالة أنباء آسيا "هذه المنظومة تجد في بقاء النظام في السلطة مصلحة حيوية لتمرير سياساتها في منطقة الشرق الأوسط ( روسيا )، وتنفيذ مشاريعها التوسعية في المنطقة ( إيران ) لهذا كله نحن أصبحنا الآن كثوار وناشطين في مواجهة هذه المنظومة ، وللأسف نواجهها لوحدنا كشعب أعزل"..
وأشار الناشط السياسي والإعلامي المعارض إلى أن "الثورة في سوريا تتشابه من حيث الشكل الظاهر مع الثورات العربية في كل البلدان ، لكنها تختلف أشد الاختلاف عنها من حيث المضمون ، لأنها في الأساس ثورة ضد نظام يتخذ من الطائفية غطاءا واقيا لتثبيت حكمه منذ أربعين عاما ، مستغلا موقع سوريا الجيوستراتيجي على الساحة الدولية، وقام بربطها بتحالفات دولية كما هو الحال مع روسيا وإيران وبالتالي فرض على النظام الدولي قواعد سياسية ثابتة ، لا يمكن لها أن تتغير إلا بتغيير النظام السوري ، وعليه من يتحمل مسؤولية تأخر تحقيق أهداف الثورة ، ليس الشعب السوري الذي ضحى بالغالي والرخيص ، ولا حتى المعارضة وإن كان أدائها سيئا في كل مراحل الثورة ، بل المجتمع الدولي الذي تعامى بشكل كامل عن كل الجرائم والمجازر التي يرتكبها نظام الأسد".
وحول إذا ما كان يعتقد أن الحل العسكري سينهي الصراع لمصلحة أحد الطرفين أم ان الحوار وحده كفيل بإنهاء الأحداث قال:"أحيانا يشعر المرء الذي يراقب الأوضاع عن كثب أن الحل يكمن في الحسم العسكري على الأرض مع كل تقدم يحرزه ثوار الجيش الحر ، وأحيانا أخرى يجد المرء نفسه في حيرة من أمره عندما يجد قوات نظام الأسد وهي تقصف وتقتحم بعض المواقع ، الحرب لن تنتهي إلا بحل سياسي على الأرض ، بكل الأحوال ، الحل برأيي يكمن في الأمرين معا ، أي بالعسكري من جهة وبالسياسي من جهة أخرى ، فالقوى الدولية الكبرى ، كأميركا وروسيا وبريطانيا تفضل الحل السياسي ، ومع ذلك لن تخطو خطوة واحدة باتجاهه إلا بما يتحقق لكل طرف على الأرض من تقدم عسكري ، وهذه القوى الكبرى هي وحدها التي تسطيع أن تؤطر الحل السياسي بما يتفق ومصالحها في سوريا".
وعن تمكن التشكيلات التي إنبثقت عن المعارضة كالمجلس الوطني السوري، والإئتلاف المعارض من القيام بالمنوط بها لفت إلى "ان هذه التشكيلات بمجملها تشكيلات هزيلة لا تسمن ولا تغني من جوع ، مجرد واجهة سياسية أو ديكورات سياسية فقط لا أكثر ، حيث كان مطلوبا من المعارضة السورية من بعض الدول الأقليمية كتركيا وقطر أن تقدم جسما سياسيا موحدا ليصار إلى التعامل معه في المؤتمرات الدولية أو في أي مفاوضات مستقبلية مع نظام الأسد ، ولكن كل هذا لم يتحقق ، فالمجلس الوطني أنشأ في اسطنبول في السنة الأولى من الثورة على أساس التفاوض مع نظام الأسد ، وهذا الأمر لم يتحقق ، كما أن الأئتلاف الوطني أنشأ في قطر على أساس الانتقال السلمي للسلطة بموجب الحل السياسي أو المشاركة بالسلطة مع بقايا النظام بموجب الحوار السياسي وهذا أيضا لم يتحقق ، إذن لطالما لم تتحقق الأهداف التي أسس الائتلاف والمجلس على أساسها فلا جدوى من وجودهما ، إلا كواجهة سياسية".
وفي رده على سؤال حول حقيقة الأخبار التي تحدثت عن ان الشارع المعارض في الداخل لم يعد يعترف بقادة المعارضة في الخارج، قال:"هذا صحيح ، لقد ضاق الشارع ذرعا بهذه المعارضة البائسة التي لم ترتق إلى مستوى الكفاح الذي قدمه الشارع ، بل هي معارضة معزولة على نفسها ، منطوية على ذاتها ، وبالتالي جعلت ثقة الآخرين بها محدودة".
وأعلن الناشف أنه "لولا الدعم الذي يتلقاه نظام الأسد من حلفائه الروس والإيرانيين وتوابعهما كالنظام العراقي وحزب الله لسقط منذ السنة الأولى للثورة"،مضيفاً "لا أقول أنه كان سوف يسقط بالمظاهرات السلمية ، ولكن كان سقوطه أكيدا بالعمليات العسكرية التي أقدم عليها الجيش الحر حتى الآن ، غير أن الدعم المالي والعسكري و السياسي هو الذي وفر أسباب بقاء هذا النظام المجرم حتى الآن ، وليس ذلك حبا ببشار أو بطائفته ، بل لتقاطع مصالح تلك الدول مع نظامه من جهة ، ومع موقع سوريا الحيوي من جهة ثانية" .
وعن إمكانية مراهنتهم على فك التحالف القائم بين روسيا والنظام أعرب الناشف عن إعتقاده "ان روسيا لن تتخلى عن مصالحها في سوريا ، وهي الان تربط مصالحها بنظام الأسد ، والأهم من ذلك أنها تعتبر سوريا من حصتها في المنطقة ضمن مناطق تقاسم النفوذ بين القوى الكبرى ، ولهذا روسيا سوف تستمر في الحفاظ على مصالحها سواء مع هذا النظام الأسدي أو مع غيره".
وتابع الناشف قائلاً "منذ المؤتمر الأول لما يسمى " أصدقاء الشعب السوري " تلقينا وعودات كثيرة، فمواقف هذه الدول متغيرة بتغير المشهد الميداني على الأرض وبتغير المشهد السياسي برمته ، بالإمكان القول أن الدول التي ادعت دعمها للثورة السورية استمرت بعلاقاتها مع نظام الأسد ولو بالخفاء ، وهذا بحد ذاته مؤامرة مفضوحة ، فبريطانيا على سبيل المثال لا الحصر ، وبحسب ما كشفته اللجنة البرلمانية في مجلس العموم البريطاني ، باعت نظام الأسد قبل سنتين ، أي في ظل الثورة مركبات فلوريد الصوديوم وهي مواد تدخل في نطاق تصنيع الأسلحة الكيميائية ، وبذات الوقت تسمع تصريحات المسؤولين البريطانيين وهم يحذرون نظام الأسد من مغبة استخدام مثل هكذا أسلحة فتاكة ، وهو يستخدمها في العلن دون أن يضع اعتبار لأي تصريح أو تهديد ".
وعن طغيان أخبار المواجهات بين الجيش الحر وجبهة النصرة على كل الأحداث في الأيام الأخير، لفت إلى أنه "من الواضح أن هناك خلافات بين الطرفين ولا أحصرها بجبهة النصرة بل الكتائب الإسلامية وفي مقدمتها دولة العراق الشام الإسلامية وبعض فصائل الجيش الحر وليس كلها . هناك من له مصلحة من بعض الدول العربية في تظهير هذه الخلافات على الإعلام ، للإيحاء بأن الأمور في سوريا سائرة نحو الفوضى ، وهذه الخلافات قائمة على أساس تنظيمي من جهة وأيديولوجي من جهة ثانية".
وفي رده على سؤال حول مساهمة خلافات المعارضين من جعل الثورة العوبة بيد بعض الدول الداعمة، كشف "أنه في الأساس الخلافات قائمة بين أفراد المعارضة وتياراتها قبل بداية الثورة ، على مستوى تمثيل إعلان دمشق في الداخل والخارج كمثال ، وبالتالي يمكن القول أن بعض الدول العربية والأجنبية انتهزت هذه الفرصة ، وقامت بتشكيل مجموعات من المعارضة تابعة لها ، تدعمها سياسي وإعلاميا في قنواتها وماليا في مؤتمراتها ، مقابل تمرير أجندة هذه الدولة أو تلك ، ولكن في الواقع المعارضة لا تملك سلطة على الأرض حتى في المناطق المحررة، وعليه فإن التلاعب الحاصل هو تلاعب سياسي – إعلامي في المقام الأول".
وعن سحب الملف السوري من قطر وتسليمه إلى السعودية، قال: نأسف أن يختزل كفاح ونضال الشعب السوري بملف بيد هذه الدولة العربية أو تلك ، مع تقديرنا لكل الدول العربية ، وحرصنا الشديد على مبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين ، إلا أن الملف السوري لدى قطر أو لدى السعودية لم يدعم بما يكفي ، ربما الدعم كان إعلاميا فقط ، فلو قدرنا حجم الدعم الذي قدمته قطر والسعودية مجتمعتين للثورة السورية ، وقارناه بما قدمته روسيا وإيران لنظام الأسد ، سنجد أنه لا يشكل إلا القليل القليل مما تضخه إيران من سيولة وروسيا من أسلحة لنظام الأسد" .
وعن إمكانية أن تكون الخلافات الضمنية بين السعودية وقطر قد أثرت على الثورة، أشار إلى أنه "ينبغي على الثورة السورية أن لا تتأثر بخلاف أي دولتين عربيتين مع بعضهما البعض ، فمن الخطأ الشديد أن تربط الثورة مصيرها بمصير أي دولة ، أرى أن قطر والسعودية قبل الثورة السورية اختلفتا على ملفات كثيرة في المنطقة ، ولم تتفقا إلا في ظل الثورة السورية ، فالخلاف على الثورة السورية السورية برأيي بينهما ليس عميقا بل هو خلاف سطحي ، لأنهما في الأساس متفقتان على حل سياسي للمشهد السوري برمته ، ربما الاختلاف هو على الأشخاص وعلى التيارات في المعارضة السورية التي تميل إليها كل واحدة منهما ، فالسعودية مثلا لا تميل باتجاه الإخوان المسلمين الذين تدعمهم قطر".
وفي تعليقه على دفاع رئيس هيئة الأركان سليم إدريس عن وجود جبهة النصرة في بروكسل، والمعلومات التي تحدثت ان هناك من حاول إغتياله، أكد أنه "عندما صرح اللواء إدريس في بروكسل لم تكن جبهة النصرة قد أذاعت بيانها الشهير في مبايعة أيمن الظواهري ردا على بيان أبو بكر البغدادي في إنشاء دولة العراق الشام الإسلامية ، ومن بعد ذلك الأمر، تغير تعاطي هيئة الاركان مع جبهة النصرة بشكل كامل ، فالهيئة لا تستطيع أن تكون بعيدة في تواصلها السياسي مع المجتمع الدولي".
وأعرب عن إعتقاده أن "مؤتمر جنيف لن يعقد ، قبل أن يتم الاتفاق بين القوى الكبرى وخاصة بين روسيا وأميركا على حصة كل منهما في سوريا من جهة ، وبين المعارضة والنظام من جهة ثانية ، هذا يعني أن روسيا لن تقبل برحيل نظام الأسد بشكل كامل ودفعة واحدة ، بل بشكل تدريجي من خلال تقاسم السلطة بين الطرفين ، بما يحفظ للروس بقاء مصالحهم في سوريا ، والاطمئنان عليها بشكل أكبر ، وما قد يكون مطروحا في هذا المؤتمر ، وبما يفاجئ الجميع ، هو اتفاق القوى الكبرى على مشروع إقامة مناطق حكم ذاتي على شكل أقاليم تتخذ من النظام الاتحادي الفيدرالي أساسا لها ، وهذا كله سيتبين في قادم الأيام والأسابيع".
وعن تقييمه لأداء جماعة الأخوان المسلمين في سوريا خلال الثورة، رأى "أنه وبشكل عام ، جماعة الإخوان المسلمين سواء في سوريا او في مصر أو في أي بلد عربي ، هي جزء من المجتمع وتسعى لان يكون لها مشاركة في السلطة ، الإخوان المسلمين في سوريا نالوا حصتهم من العمل السياسي خلال ثلاث سنوات من عمر الثورة ، بل ونالوا دعما سياسيا وإعلاميا وماليا لم يقدم لأحد غيرهم بمثل ما قدم لهم ، ولهذا انتزعوا زمام المبادرة في تأسيس المجلس الوطني وعندما تأسس الائتلاف لم يشاركوا فيه إلا بحصة كبيرة تضمن نفوذهم داخل دوائره ، ولكن كل هذا لا يعني أن السلطة ستكون بين أيديهم قاب قوسين أو أدنى ، بل قد يكونوا جزءا من اي سلطة يجري الاتفاق على تقاسمها بعد اتفاق القوى الكبرى حول سوريا".
وكشف الناشف "أن الموقف المصري منذ بداية الثورة السورية ، كان يحاول النأي بنفسه عنها، ومع وصول مرسي للسلطة ، لم يتغير شيئا ، فمرسي لم يقدم سوى مباردة رباعية تتضمن حلا سياسيا في سوريا وبمرور الوقت ، انتهت صلاحيتها كغيرها من المبادرات ، ثم أن مصر ظلت حتى وقت قصير على علاقة طبيعية مع نظام الاسد ، رغم قرار الجامعة العربية بتجميد عضوية نظام الأسد في الجامعة أسوة بنظام القذافي ، إلا أن مصر استمرت في علاقاتها الديبلوماسية مع نظام الأسد".
رمز الوثيقة: 57470
مراسل:جواد الصايغ
المصدر : وكالة أنباء آسيا
سوريا (آسيا) : رأى المعارض السوري ثائر الناشف "أننا لم نعد في حالة ثورة على نظام فاسد ، بل أصبحنا في حالة حرب ضد منظومة أقليمية – دولية تدعم هذا النظام بشكل لا محدود".
وأضاف في مقابلة مع وكالة أنباء آسيا "هذه المنظومة تجد في بقاء النظام في السلطة مصلحة حيوية لتمرير سياساتها في منطقة الشرق الأوسط ( روسيا )، وتنفيذ مشاريعها التوسعية في المنطقة ( إيران ) لهذا كله نحن أصبحنا الآن كثوار وناشطين في مواجهة هذه المنظومة ، وللأسف نواجهها لوحدنا كشعب أعزل"..
وأشار الناشط السياسي والإعلامي المعارض إلى أن "الثورة في سوريا تتشابه من حيث الشكل الظاهر مع الثورات العربية في كل البلدان ، لكنها تختلف أشد الاختلاف عنها من حيث المضمون ، لأنها في الأساس ثورة ضد نظام يتخذ من الطائفية غطاءا واقيا لتثبيت حكمه منذ أربعين عاما ، مستغلا موقع سوريا الجيوستراتيجي على الساحة الدولية، وقام بربطها بتحالفات دولية كما هو الحال مع روسيا وإيران وبالتالي فرض على النظام الدولي قواعد سياسية ثابتة ، لا يمكن لها أن تتغير إلا بتغيير النظام السوري ، وعليه من يتحمل مسؤولية تأخر تحقيق أهداف الثورة ، ليس الشعب السوري الذي ضحى بالغالي والرخيص ، ولا حتى المعارضة وإن كان أدائها سيئا في كل مراحل الثورة ، بل المجتمع الدولي الذي تعامى بشكل كامل عن كل الجرائم والمجازر التي يرتكبها نظام الأسد".
وحول إذا ما كان يعتقد أن الحل العسكري سينهي الصراع لمصلحة أحد الطرفين أم ان الحوار وحده كفيل بإنهاء الأحداث قال:"أحيانا يشعر المرء الذي يراقب الأوضاع عن كثب أن الحل يكمن في الحسم العسكري على الأرض مع كل تقدم يحرزه ثوار الجيش الحر ، وأحيانا أخرى يجد المرء نفسه في حيرة من أمره عندما يجد قوات نظام الأسد وهي تقصف وتقتحم بعض المواقع ، الحرب لن تنتهي إلا بحل سياسي على الأرض ، بكل الأحوال ، الحل برأيي يكمن في الأمرين معا ، أي بالعسكري من جهة وبالسياسي من جهة أخرى ، فالقوى الدولية الكبرى ، كأميركا وروسيا وبريطانيا تفضل الحل السياسي ، ومع ذلك لن تخطو خطوة واحدة باتجاهه إلا بما يتحقق لكل طرف على الأرض من تقدم عسكري ، وهذه القوى الكبرى هي وحدها التي تسطيع أن تؤطر الحل السياسي بما يتفق ومصالحها في سوريا".
وعن تمكن التشكيلات التي إنبثقت عن المعارضة كالمجلس الوطني السوري، والإئتلاف المعارض من القيام بالمنوط بها لفت إلى "ان هذه التشكيلات بمجملها تشكيلات هزيلة لا تسمن ولا تغني من جوع ، مجرد واجهة سياسية أو ديكورات سياسية فقط لا أكثر ، حيث كان مطلوبا من المعارضة السورية من بعض الدول الأقليمية كتركيا وقطر أن تقدم جسما سياسيا موحدا ليصار إلى التعامل معه في المؤتمرات الدولية أو في أي مفاوضات مستقبلية مع نظام الأسد ، ولكن كل هذا لم يتحقق ، فالمجلس الوطني أنشأ في اسطنبول في السنة الأولى من الثورة على أساس التفاوض مع نظام الأسد ، وهذا الأمر لم يتحقق ، كما أن الأئتلاف الوطني أنشأ في قطر على أساس الانتقال السلمي للسلطة بموجب الحل السياسي أو المشاركة بالسلطة مع بقايا النظام بموجب الحوار السياسي وهذا أيضا لم يتحقق ، إذن لطالما لم تتحقق الأهداف التي أسس الائتلاف والمجلس على أساسها فلا جدوى من وجودهما ، إلا كواجهة سياسية".
وفي رده على سؤال حول حقيقة الأخبار التي تحدثت عن ان الشارع المعارض في الداخل لم يعد يعترف بقادة المعارضة في الخارج، قال:"هذا صحيح ، لقد ضاق الشارع ذرعا بهذه المعارضة البائسة التي لم ترتق إلى مستوى الكفاح الذي قدمه الشارع ، بل هي معارضة معزولة على نفسها ، منطوية على ذاتها ، وبالتالي جعلت ثقة الآخرين بها محدودة".
وأعلن الناشف أنه "لولا الدعم الذي يتلقاه نظام الأسد من حلفائه الروس والإيرانيين وتوابعهما كالنظام العراقي وحزب الله لسقط منذ السنة الأولى للثورة"،مضيفاً "لا أقول أنه كان سوف يسقط بالمظاهرات السلمية ، ولكن كان سقوطه أكيدا بالعمليات العسكرية التي أقدم عليها الجيش الحر حتى الآن ، غير أن الدعم المالي والعسكري و السياسي هو الذي وفر أسباب بقاء هذا النظام المجرم حتى الآن ، وليس ذلك حبا ببشار أو بطائفته ، بل لتقاطع مصالح تلك الدول مع نظامه من جهة ، ومع موقع سوريا الحيوي من جهة ثانية" .
وعن إمكانية مراهنتهم على فك التحالف القائم بين روسيا والنظام أعرب الناشف عن إعتقاده "ان روسيا لن تتخلى عن مصالحها في سوريا ، وهي الان تربط مصالحها بنظام الأسد ، والأهم من ذلك أنها تعتبر سوريا من حصتها في المنطقة ضمن مناطق تقاسم النفوذ بين القوى الكبرى ، ولهذا روسيا سوف تستمر في الحفاظ على مصالحها سواء مع هذا النظام الأسدي أو مع غيره".
وتابع الناشف قائلاً "منذ المؤتمر الأول لما يسمى " أصدقاء الشعب السوري " تلقينا وعودات كثيرة، فمواقف هذه الدول متغيرة بتغير المشهد الميداني على الأرض وبتغير المشهد السياسي برمته ، بالإمكان القول أن الدول التي ادعت دعمها للثورة السورية استمرت بعلاقاتها مع نظام الأسد ولو بالخفاء ، وهذا بحد ذاته مؤامرة مفضوحة ، فبريطانيا على سبيل المثال لا الحصر ، وبحسب ما كشفته اللجنة البرلمانية في مجلس العموم البريطاني ، باعت نظام الأسد قبل سنتين ، أي في ظل الثورة مركبات فلوريد الصوديوم وهي مواد تدخل في نطاق تصنيع الأسلحة الكيميائية ، وبذات الوقت تسمع تصريحات المسؤولين البريطانيين وهم يحذرون نظام الأسد من مغبة استخدام مثل هكذا أسلحة فتاكة ، وهو يستخدمها في العلن دون أن يضع اعتبار لأي تصريح أو تهديد ".
وعن طغيان أخبار المواجهات بين الجيش الحر وجبهة النصرة على كل الأحداث في الأيام الأخير، لفت إلى أنه "من الواضح أن هناك خلافات بين الطرفين ولا أحصرها بجبهة النصرة بل الكتائب الإسلامية وفي مقدمتها دولة العراق الشام الإسلامية وبعض فصائل الجيش الحر وليس كلها . هناك من له مصلحة من بعض الدول العربية في تظهير هذه الخلافات على الإعلام ، للإيحاء بأن الأمور في سوريا سائرة نحو الفوضى ، وهذه الخلافات قائمة على أساس تنظيمي من جهة وأيديولوجي من جهة ثانية".
وفي رده على سؤال حول مساهمة خلافات المعارضين من جعل الثورة العوبة بيد بعض الدول الداعمة، كشف "أنه في الأساس الخلافات قائمة بين أفراد المعارضة وتياراتها قبل بداية الثورة ، على مستوى تمثيل إعلان دمشق في الداخل والخارج كمثال ، وبالتالي يمكن القول أن بعض الدول العربية والأجنبية انتهزت هذه الفرصة ، وقامت بتشكيل مجموعات من المعارضة تابعة لها ، تدعمها سياسي وإعلاميا في قنواتها وماليا في مؤتمراتها ، مقابل تمرير أجندة هذه الدولة أو تلك ، ولكن في الواقع المعارضة لا تملك سلطة على الأرض حتى في المناطق المحررة، وعليه فإن التلاعب الحاصل هو تلاعب سياسي – إعلامي في المقام الأول".
وعن سحب الملف السوري من قطر وتسليمه إلى السعودية، قال: نأسف أن يختزل كفاح ونضال الشعب السوري بملف بيد هذه الدولة العربية أو تلك ، مع تقديرنا لكل الدول العربية ، وحرصنا الشديد على مبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين ، إلا أن الملف السوري لدى قطر أو لدى السعودية لم يدعم بما يكفي ، ربما الدعم كان إعلاميا فقط ، فلو قدرنا حجم الدعم الذي قدمته قطر والسعودية مجتمعتين للثورة السورية ، وقارناه بما قدمته روسيا وإيران لنظام الأسد ، سنجد أنه لا يشكل إلا القليل القليل مما تضخه إيران من سيولة وروسيا من أسلحة لنظام الأسد" .
وعن إمكانية أن تكون الخلافات الضمنية بين السعودية وقطر قد أثرت على الثورة، أشار إلى أنه "ينبغي على الثورة السورية أن لا تتأثر بخلاف أي دولتين عربيتين مع بعضهما البعض ، فمن الخطأ الشديد أن تربط الثورة مصيرها بمصير أي دولة ، أرى أن قطر والسعودية قبل الثورة السورية اختلفتا على ملفات كثيرة في المنطقة ، ولم تتفقا إلا في ظل الثورة السورية ، فالخلاف على الثورة السورية السورية برأيي بينهما ليس عميقا بل هو خلاف سطحي ، لأنهما في الأساس متفقتان على حل سياسي للمشهد السوري برمته ، ربما الاختلاف هو على الأشخاص وعلى التيارات في المعارضة السورية التي تميل إليها كل واحدة منهما ، فالسعودية مثلا لا تميل باتجاه الإخوان المسلمين الذين تدعمهم قطر".
وفي تعليقه على دفاع رئيس هيئة الأركان سليم إدريس عن وجود جبهة النصرة في بروكسل، والمعلومات التي تحدثت ان هناك من حاول إغتياله، أكد أنه "عندما صرح اللواء إدريس في بروكسل لم تكن جبهة النصرة قد أذاعت بيانها الشهير في مبايعة أيمن الظواهري ردا على بيان أبو بكر البغدادي في إنشاء دولة العراق الشام الإسلامية ، ومن بعد ذلك الأمر، تغير تعاطي هيئة الاركان مع جبهة النصرة بشكل كامل ، فالهيئة لا تستطيع أن تكون بعيدة في تواصلها السياسي مع المجتمع الدولي".
وأعرب عن إعتقاده أن "مؤتمر جنيف لن يعقد ، قبل أن يتم الاتفاق بين القوى الكبرى وخاصة بين روسيا وأميركا على حصة كل منهما في سوريا من جهة ، وبين المعارضة والنظام من جهة ثانية ، هذا يعني أن روسيا لن تقبل برحيل نظام الأسد بشكل كامل ودفعة واحدة ، بل بشكل تدريجي من خلال تقاسم السلطة بين الطرفين ، بما يحفظ للروس بقاء مصالحهم في سوريا ، والاطمئنان عليها بشكل أكبر ، وما قد يكون مطروحا في هذا المؤتمر ، وبما يفاجئ الجميع ، هو اتفاق القوى الكبرى على مشروع إقامة مناطق حكم ذاتي على شكل أقاليم تتخذ من النظام الاتحادي الفيدرالي أساسا لها ، وهذا كله سيتبين في قادم الأيام والأسابيع".
وعن تقييمه لأداء جماعة الأخوان المسلمين في سوريا خلال الثورة، رأى "أنه وبشكل عام ، جماعة الإخوان المسلمين سواء في سوريا او في مصر أو في أي بلد عربي ، هي جزء من المجتمع وتسعى لان يكون لها مشاركة في السلطة ، الإخوان المسلمين في سوريا نالوا حصتهم من العمل السياسي خلال ثلاث سنوات من عمر الثورة ، بل ونالوا دعما سياسيا وإعلاميا وماليا لم يقدم لأحد غيرهم بمثل ما قدم لهم ، ولهذا انتزعوا زمام المبادرة في تأسيس المجلس الوطني وعندما تأسس الائتلاف لم يشاركوا فيه إلا بحصة كبيرة تضمن نفوذهم داخل دوائره ، ولكن كل هذا لا يعني أن السلطة ستكون بين أيديهم قاب قوسين أو أدنى ، بل قد يكونوا جزءا من اي سلطة يجري الاتفاق على تقاسمها بعد اتفاق القوى الكبرى حول سوريا".
وكشف الناشف "أن الموقف المصري منذ بداية الثورة السورية ، كان يحاول النأي بنفسه عنها، ومع وصول مرسي للسلطة ، لم يتغير شيئا ، فمرسي لم يقدم سوى مباردة رباعية تتضمن حلا سياسيا في سوريا وبمرور الوقت ، انتهت صلاحيتها كغيرها من المبادرات ، ثم أن مصر ظلت حتى وقت قصير على علاقة طبيعية مع نظام الاسد ، رغم قرار الجامعة العربية بتجميد عضوية نظام الأسد في الجامعة أسوة بنظام القذافي ، إلا أن مصر استمرت في علاقاتها الديبلوماسية مع نظام الأسد".
رمز الوثيقة: 57470
مراسل:جواد الصايغ
المصدر : وكالة أنباء آسيا