امهل ما يسمى بالمجلس القيادي لحركة الضباط الاحرار في سوريا قيادة الجيش السوري اسبوعا من أجل تحديد موقفها من النظام السوري والا ستعتبر قيادة فاقدة للشرعية وشريكة للنظام في جرائمه, وفقا لبيان تلاه علي الحدود السورية التركية حسن شندي المنسق الضباط الاحرار السوريين. وطالب البيان الامم المتحدة بحماية المدنيين وتسليح من سماهم بالثوار أسوة بالثوار في ليبيا.يتزامن ذلك مع جدل للقاء الذي عقده معارضون سوريون في وسط دمشق رفضا من قبل المحتجين المطالبين بالديموقراطية الذين واصلوا تظاهراتهم الاحتجاجية على نظام الرئيس بشار الاسد.
ودعا المشاركون في لقاء الاثنين، الذين ناهز عددهم المئة من المعارضين والمفكرين، في نهاية مناقشاتهم، الى استمرار “الانتفاضة السلمية” حتى بسط الديموقراطية في سوريا التي يحكمها حزب البعث منذ حوالى النصف قرن.
ميدانيا، نظم الناشطون من اجل الديموقراطية في سوريا، بضع تظاهرات ليل الاثنين الثلاثاء، ودعوا الى اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد الذي تابع من جهته عمليات اعتقال المتظاهرين، كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وانتقد هؤلاء الناشطون الذين اطلقوا في 15 اذار/مارس ثورة ضد النظام، اجتماع دمشق، في بيان على موقع فايسبوك، معتبرين انه عقد “تحت مظلة النظام” المستبد وتساءلوا عن جدوى تلميع صورته.
واعتبر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية انه “ما كان لأي شخص أن يعطي للنظام ذرة من الشرعية على حساب دماء الشهداء وآلام المعتقلين”.
وكرر الاتحاد “التزامه بالشارع السوري الثائر لإسقاط نظام الشبيحة الأسدي ويضع نفسه في خدمة كافة الثوار السوريين الأحرار”.
من جانبه ابدى الحقوقي والناشط السوري انور البني الذي خرج قبل فترة من السجن، تفاؤلا. وقال ان “المؤتمر نجح في ترسيخ حقيقتين، حق جميع السوريين في ان يلتقوا في الوطن بشكل مشروع وعلني، وحق جميع السوريين في ان يعربوا عن رأيهم بوضوح وصراحة مهما كانت هذه الاراء مناهضة للسلطة ودون ان يتم اعتقالهم او تهديدهم”.
ورأى آخرون في المؤتمر “دليلا على تراجع النظام عن ثوابته التي تعتمد على خنق كل صوت معارض”، مشيرين الى ان “النظام اهتز”.
واكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في لندن، “نظمت تظاهرات ليلية في اماكن عدة ودعت الى اسقاط النظام وانتقدت اجتماعا للمعارضين” عقد الاثنين في دمشق.
واوضح عبد الرحمن ان “الاف المحتجين قد تظاهروا في حمص (وسط)، وما بين سبعة الى عشرة الاف في حماة (شمال) وما بين خمسة وسبعة الاف في دير الزور (شمال شرق)، وفاق عددهم الالفين في ادلب (شمال غرب)”.
كما سار المتظاهرون الذين رفعوا شعارات مناهضة للنظام، في مدينتي جبلة واللاذقية الساحليتين، وفي حييي القابون وبرزة في دمشق. واكد الناشط “رفض اي حوار مع السلطة”.
وتحدث عبد الرحمن من جهة ثانية عن اعتقال قوات الامن متظاهرين في ركن الدين وبرزة في دمشق وادلب وفي قرية الناجية القريبة من الحدود التركية.
وقد دعا المعارضون الذين لا ينتمون الى حزب سياسي، الاثنين الى انهاء القمع الدامي للتظاهرات، ودانوا التحريض الطائفي واكدوا ان اجتماعات مماثلة ستعقد في المحافظات السورية الاخرى.
وفي خطاباتهم الفردية لدى افتتاح الاجتماع الاثنين، ابدى معارضون تصلبا. وقال الكاتب لؤي حسين ان “النظام الاستبدادي الذي يحكم البلاد لا بد له من الزوال واقامة نظام ديموقراطي مبني على اساس المواطنة وحقوق الانسان ليحقق العدالة والمساواة لجميع السوريين دون تمييز”.
وفي كلمة اخرى، حذر الكاتب والمعارض ميشال كيلو الذي امضى في السجن ثلاث سنوات لانه وقع اعلانا ندد به النظام، من “الحل الامني” الذي تعتمده السلطات والذي “سيؤدي الى تدمير سوريا”.
وقال كيلو ان “الحل الامني يؤدي الى تدمير سوريا”، مضيفا “يجب ايقاف الحل الامني الذي يعبر عن عقلية ستاخذ البلد الى ازمة لن تخرج منها”.
وقد قتل 1342 مدنيا و343 من قوى الامن والجنود منذ بداية هذا التحرك الاحتجاجي، كما تفيد الحصيلة الاخيرة للمرصد السوري لحقوق الانسان.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان مؤتمر المعارضة “حدث مهم”. وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند “انه حدث مهم، الاجتماع الاول من نوعه منذ عقود”، مؤكدة من جهة اخرى ان العديد من المعارضين على اتصال بالسفارة الاميركية في سوريا.
وفي روسيا التي تدعم النظام في دمشق، التقى وفد من المعارضين السوريين الثلاثاء ميخائيل مارغيلوف مبعوث الكرملين الى افريقيا.
وقال رضوان زياده مؤسس مركز دمشق لدراسات حقوق الانسان والمقيم في واشنطن ان “روسيا يمكنها اللجوء الى سبل ضغط على النظام السوري لكي توصل اليه الرسالة بوضوح بان هذا النوع من السلوك (القمع) غير مقبول”.