ما سرُّ ركودِ جبهة الساحل، والإبقاءِ على حمص عاما تحت الحصار ؟
بقلم : أبو ياسر السوري
منذ زمن بعيد وأنا أتساءل عن سبب ركود جبهة الساحل .؟؟ وأستغرب غاية الاستغراب لهدوئها .!!؟؟ مع أن المدن الساحلية كانت سباقة إلى التفاعل مع الثورة السورية ، منذ أسبوعها الأول ، فقد خرجت بانياس ثم اللاذقية فجبلة ، وكل منها يهتف ويقول :" يا درعا نحن معاك للموت " مما أحدث صدمة كبرى للنظام ، ولهذا تعامل مع المتظاهرين في الساحل ، بأقسى ممارسات القمع والإرهاب، فنفذ آلاف المداهمات ، وقام بأبشع صور القتل والتصفية في المشافي والمعتقلات.. وكانت هذه المدن تغلي المرة بعد المرة، ثم كانت تقمع بقسوة قصوى في كل مرة .. حتى بدا أخيرا، وكأن النظام نجح في إسكات مدن الساحل ، وتحييدها عن اللحاق بركب الثورة السلمية في ذلك الحين ..
ثم بدأت انشقاقات العسكريين من الجيش ، وكان الذي ينشق يلتحق بالمتظاهرين ..فلما أبصر هؤلاء العسكريون المنشقون ، أن أهلهم يقتلون على أيدي الجيش ظلما وعدوانا ، لم يحتملوا ذلك ، فتعهدوا بحماية المتظاهرين ، وصاروا كلما فتح الشبيحة النار على المواطنين العزل أثناء التظاهر ، رد المنشقون على النار بالمثل ... وشيئا فشيئا تحولت الثورة إلى العسكرة .. وحمل الناس السلاح في كافة المدن الثائرة في الداخل السوري، وبقي الساحل هادئا ، لا يسمع فيه صوت الرصاص ، إلا من بنادق الشبيحة وعناصر أمن النظام ، وهم يوجهون رصاصهم إلى صدور المواطنين .
وأخيرا استطاع ريف اللاذقية أن يحصل على السلاح .. فتحرك جبل التركمان شمال اللاذقية .. وجبل الأكراد شرقها .. وحققا نجاحا منقطع النظير ، وكان الثوار هناك يعدوننا بأنهم سوف يقتحمون اللاذقية خلال أسبوع أو أسبوعين على أبعد التقديرات ، ولكن أمرا مفاجئا حصل ، أدى إلى توقف الثوار عن التقدم ، فقد هدأت المقاومة في هذين الجبلين فجأة ، وصارت ترتفع أصوات المقاتلين مطالبة بالذخائر .. ويبدو أنه لم يستجب لمطالبهم أحد .. فأصبحت البندقية لدى المقاتل أحسن منها العصا .. ولما انقطعت عنهم الذخائر ، وضيق عليهم الحصار ، اضطر بعض الثوار إلى بيع سلاحه ، والأكل بثمنه ... ثم كثف النظام قصف قرى التركمان ، وقرى الأكراد بوابل من النيران ، فدمر المنازل ، وأحرق البساتين وقتل الحيوانات ، ثم أحرق البيوت البلاستيكية ، وأحرق الأحراج والغابات المنتشرة على مئات الكيلو مترات ، والتي تحتوي على أشجار معمرة منذ مئات السنين ..
أما قرى النصيرية .. وأما بساتينهم .. وأما الغابات المحيطة بقراهم .. أما هذه فلم يمسها النظام بسوء .. على النقيض تماما من كافة المدن السورية وقراها . فلم تبق قرية ولا مدينة ولا حي يسكنه أبناء الطائفة السنية ، إلا تعرض للقصف بالطيران وبمدفعية الهاون ، وبراجمات الصواريخ .. وحتى بالصواريخ البلاستيكية ، والصواريخ المحملة بالحشوات الكيميائية ... ومدنُ الساحل كما هي لم يدمر منها شيء .. وما طالها القصف ، إلا حي الرمل الفلسطيني جنوب اللاذقية ، وحي رأس النبع وسط بانياس ..
ولا يعني عدم قصف هذه المدن ، أن أبناء السنة فيها كانوا آمنين .. فما زالت اعتقالات أبناء السنة متوالية في كل مدن الساحل وقراه ... ولا زالت المداهمات متواصلة .. وما زالت الإعدامات الميدانية على قدم وساق .. وكان هناك تعتيم إعلامي حول الساحل .. فقد يرفع اليوتيوب إلى القنوات فيتم التحفظ عليه ولا ينشر . ولعل اجتياح بانياس وقراها : البيضة وراس الريفة وبطرايا والبساتين ، الذي كانت حصيلة ضحاياه تزيد على الأربعة آلاف في غضون يومين .. لعل التعتيم على هذا الاجتياح ، يعد أكبر شاهد على التواطؤ الدولي مع النظام .
ونتساءل : لماذا يصان الساحل السوري عن الدمار والخراب ، ويسمح بدمار سوريا من أدناها إلى أقصاها .؟ لقد هدمت حمص التي يسكنها أكثر من مليون إنسان .. وهدمت دير الزور التي يسكنها 600 ألف مواطن . وهدم أكثر من نصف مدينة حلب ذات الأربعة ملايين .. ولم تسلم قرية من ريف حلب ولا بلدة إلا قصفت ودمرت .. وكذلك الحال بالنسبة لدمشق فقد هدم أكثر من نصف مدينة دمشق العاصمة ، وعمَّ الدمار دوما وحرستا وحمورية وعربين وجوبر وعين ترمة وكفر سوسة وداريا وجديدة عرطوز وحي برزة ، وحي القابون ، وحي العسالي ، ومخيم اليرموك ، ونهر عيشة ، وحي التضامن ، وحي الميدان ... وما زالت هذه المناطق كلها ساخنة ، بل إن كل سوريا الآن ملتهبة ، والنظام يشن عليها حربا جوية صاروخية بعيدة المدى ، على مدار الساعة من ليل أو نهار ...
والساحل هادئ حتى الآن ، تسرح فيه عناصر أمن النظام وتمرح ، وتصول شبيحته وتجول ، فتعتدي على الأرواح والأعراض والأموال بلا حسيب ولا رقيب ... ونكرر السؤال : لماذا فرض هذا الهدوء المريب على الساحل النصيري .؟ لماذا يسلم النصيري في الساحل مما لم يسلم منه سوري قط ؟ فهل هنالك حماية دولية، تحول بين الجيش الحر وضرب الساحل؟ هل هنالك حسابات سياسية أخرى تمنع من تسليح أبناء السنة في جبل التركمان وجبل الأكراد في الساحل .؟ فإن كان هنالك تخوف من أكراد منطقة سلمى ، فهؤلاء أكراد بالاسم فقط ، وليس فيهم من يعرف كلمة واحدة من اللغة الكردية .؟ ويقال إنهم من سلالة الأكراد الأيوبيين ، وهم من أبناء السنة على المذهب الشافعي .. وكذلك الحال بالنسبة لجبل التركمان ، ليس لهم ولاء لغير سوريا . فلماذا لا يسلحون ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم وعمن حولهم من أبناء السنة في المدن الساحلية المجاورة لهم ؟ أم أن هنالك أسبابا خفية ، لا يعلن عنها ، تمنع من تسليح ثوار الساحل، وتبقي على هذه المنطقة آمنة مطمئنة ؟
والأمر الصادم حقا ، أنه قيل شيء من هذا قبل ستة أشهر تقريبا ، فقد زعم أحدهم .. أن أحدهم .. قبض من أحد أزلام النظام كذا مليون دولار ، ثمنا لإبقاء جبهة الساحل نائمة .. فنامت .. ولم تستيقظ حتى الآن .؟ فمن يخبرنا بسر هذه النومة .. ومتى سيكون الاستيقاظ .؟؟؟؟
فإن صح هذا الكلام - لا سمح الله – وثبت أن رشوة قبضت ثمنا لهذا الهدوء في الساحل ، فقد يقودنا سوء الظن إلى القول بأن حمص أيضا مباعة ، وأن هنالك من يبيع سوريا غير عابئ بما أصاب أهلها من بلاء ، وما جرى فيها من دماء ، وما قتل فيها من أبرياء ...
ولو لا النهي عن سوء الظن لقلنا : إن ما قيل في هذا البيع ، كاد أن يكون حقيقة . فالخائن لا دين له ، ومستعد أن يبيع كل شيء ، ويقبض ثمنه غير مكترث لشيء .
فها هي حمص محاصرة منذ أكثر من 14 شهرا وحتى الآن ، ولم يلتفت إليها أحد ، لقد خذلتها كل المدن السورية ، وخذلها كل الممولين ، وكادت مبانيها أن تسوى بالأرض عن آخرها ... وهي ما زالت تحت الحصار الخانق ، من الشرق والشمال والغرب تقريبا ، وليس لها منفذ إلا الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية . وحتى هذا المنفذ أغلق أخيراً في وجه ثوار حمص ، بعد ما سقطت القصير ووادي خالد وتلكلخ .. كانت هذه الثغرة هي الوحيدة ، التي تصل منها الذخائر من لبنان إلى حمص، مما ساعدها على الصمود كل تلك الشهور الماضية ، فكيف تتمكن حمص من الصمود بعد اليوم ، بدون إمداد بالذخيرة والسلاح ، وهي محاصرة من جهاتها الأربع ..
فيا أهل سوريا في حلب ودمشق ودير الزور والرقة وإدلب وحماه وكل أنحاء سوريا .. تذكروا أن حمص هي الأولى في عدد الشهداء ، والأولى في النكاية بالأعداء ، والأولى في طول الحصار . والأولى فيما لحقها من خراب ودمار ، والأولى في احتمال الجوع والعطش والقصف والرعب والمعاناة . وتذكروا أن حمص هي عاصمة الثورة ، فلا تنسوا لها حسن البلاء ، وصمودها في وجه الأعداء .. سقوط حمص يعني سقوط الثورة .. وسقوط حمص يعني وضع حجر الأساس لدولة النصيريين .. وقيام هذه الدويلة يعني إفلات المجرمين من العقاب .. وتمتعهم آنذاك بحماية المجتمع الدولي ، المتآمر معهم ضدنا منذ 30 شهرا وحتى الآن . وليس من المروءة ولا من العقل أن تترك حمص بعد اليوم تحت الحصار ..
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في السبت يوليو 06, 2013 4:16 am عدل 1 مرات
بقلم : أبو ياسر السوري
منذ زمن بعيد وأنا أتساءل عن سبب ركود جبهة الساحل .؟؟ وأستغرب غاية الاستغراب لهدوئها .!!؟؟ مع أن المدن الساحلية كانت سباقة إلى التفاعل مع الثورة السورية ، منذ أسبوعها الأول ، فقد خرجت بانياس ثم اللاذقية فجبلة ، وكل منها يهتف ويقول :" يا درعا نحن معاك للموت " مما أحدث صدمة كبرى للنظام ، ولهذا تعامل مع المتظاهرين في الساحل ، بأقسى ممارسات القمع والإرهاب، فنفذ آلاف المداهمات ، وقام بأبشع صور القتل والتصفية في المشافي والمعتقلات.. وكانت هذه المدن تغلي المرة بعد المرة، ثم كانت تقمع بقسوة قصوى في كل مرة .. حتى بدا أخيرا، وكأن النظام نجح في إسكات مدن الساحل ، وتحييدها عن اللحاق بركب الثورة السلمية في ذلك الحين ..
ثم بدأت انشقاقات العسكريين من الجيش ، وكان الذي ينشق يلتحق بالمتظاهرين ..فلما أبصر هؤلاء العسكريون المنشقون ، أن أهلهم يقتلون على أيدي الجيش ظلما وعدوانا ، لم يحتملوا ذلك ، فتعهدوا بحماية المتظاهرين ، وصاروا كلما فتح الشبيحة النار على المواطنين العزل أثناء التظاهر ، رد المنشقون على النار بالمثل ... وشيئا فشيئا تحولت الثورة إلى العسكرة .. وحمل الناس السلاح في كافة المدن الثائرة في الداخل السوري، وبقي الساحل هادئا ، لا يسمع فيه صوت الرصاص ، إلا من بنادق الشبيحة وعناصر أمن النظام ، وهم يوجهون رصاصهم إلى صدور المواطنين .
وأخيرا استطاع ريف اللاذقية أن يحصل على السلاح .. فتحرك جبل التركمان شمال اللاذقية .. وجبل الأكراد شرقها .. وحققا نجاحا منقطع النظير ، وكان الثوار هناك يعدوننا بأنهم سوف يقتحمون اللاذقية خلال أسبوع أو أسبوعين على أبعد التقديرات ، ولكن أمرا مفاجئا حصل ، أدى إلى توقف الثوار عن التقدم ، فقد هدأت المقاومة في هذين الجبلين فجأة ، وصارت ترتفع أصوات المقاتلين مطالبة بالذخائر .. ويبدو أنه لم يستجب لمطالبهم أحد .. فأصبحت البندقية لدى المقاتل أحسن منها العصا .. ولما انقطعت عنهم الذخائر ، وضيق عليهم الحصار ، اضطر بعض الثوار إلى بيع سلاحه ، والأكل بثمنه ... ثم كثف النظام قصف قرى التركمان ، وقرى الأكراد بوابل من النيران ، فدمر المنازل ، وأحرق البساتين وقتل الحيوانات ، ثم أحرق البيوت البلاستيكية ، وأحرق الأحراج والغابات المنتشرة على مئات الكيلو مترات ، والتي تحتوي على أشجار معمرة منذ مئات السنين ..
أما قرى النصيرية .. وأما بساتينهم .. وأما الغابات المحيطة بقراهم .. أما هذه فلم يمسها النظام بسوء .. على النقيض تماما من كافة المدن السورية وقراها . فلم تبق قرية ولا مدينة ولا حي يسكنه أبناء الطائفة السنية ، إلا تعرض للقصف بالطيران وبمدفعية الهاون ، وبراجمات الصواريخ .. وحتى بالصواريخ البلاستيكية ، والصواريخ المحملة بالحشوات الكيميائية ... ومدنُ الساحل كما هي لم يدمر منها شيء .. وما طالها القصف ، إلا حي الرمل الفلسطيني جنوب اللاذقية ، وحي رأس النبع وسط بانياس ..
ولا يعني عدم قصف هذه المدن ، أن أبناء السنة فيها كانوا آمنين .. فما زالت اعتقالات أبناء السنة متوالية في كل مدن الساحل وقراه ... ولا زالت المداهمات متواصلة .. وما زالت الإعدامات الميدانية على قدم وساق .. وكان هناك تعتيم إعلامي حول الساحل .. فقد يرفع اليوتيوب إلى القنوات فيتم التحفظ عليه ولا ينشر . ولعل اجتياح بانياس وقراها : البيضة وراس الريفة وبطرايا والبساتين ، الذي كانت حصيلة ضحاياه تزيد على الأربعة آلاف في غضون يومين .. لعل التعتيم على هذا الاجتياح ، يعد أكبر شاهد على التواطؤ الدولي مع النظام .
ونتساءل : لماذا يصان الساحل السوري عن الدمار والخراب ، ويسمح بدمار سوريا من أدناها إلى أقصاها .؟ لقد هدمت حمص التي يسكنها أكثر من مليون إنسان .. وهدمت دير الزور التي يسكنها 600 ألف مواطن . وهدم أكثر من نصف مدينة حلب ذات الأربعة ملايين .. ولم تسلم قرية من ريف حلب ولا بلدة إلا قصفت ودمرت .. وكذلك الحال بالنسبة لدمشق فقد هدم أكثر من نصف مدينة دمشق العاصمة ، وعمَّ الدمار دوما وحرستا وحمورية وعربين وجوبر وعين ترمة وكفر سوسة وداريا وجديدة عرطوز وحي برزة ، وحي القابون ، وحي العسالي ، ومخيم اليرموك ، ونهر عيشة ، وحي التضامن ، وحي الميدان ... وما زالت هذه المناطق كلها ساخنة ، بل إن كل سوريا الآن ملتهبة ، والنظام يشن عليها حربا جوية صاروخية بعيدة المدى ، على مدار الساعة من ليل أو نهار ...
والساحل هادئ حتى الآن ، تسرح فيه عناصر أمن النظام وتمرح ، وتصول شبيحته وتجول ، فتعتدي على الأرواح والأعراض والأموال بلا حسيب ولا رقيب ... ونكرر السؤال : لماذا فرض هذا الهدوء المريب على الساحل النصيري .؟ لماذا يسلم النصيري في الساحل مما لم يسلم منه سوري قط ؟ فهل هنالك حماية دولية، تحول بين الجيش الحر وضرب الساحل؟ هل هنالك حسابات سياسية أخرى تمنع من تسليح أبناء السنة في جبل التركمان وجبل الأكراد في الساحل .؟ فإن كان هنالك تخوف من أكراد منطقة سلمى ، فهؤلاء أكراد بالاسم فقط ، وليس فيهم من يعرف كلمة واحدة من اللغة الكردية .؟ ويقال إنهم من سلالة الأكراد الأيوبيين ، وهم من أبناء السنة على المذهب الشافعي .. وكذلك الحال بالنسبة لجبل التركمان ، ليس لهم ولاء لغير سوريا . فلماذا لا يسلحون ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم وعمن حولهم من أبناء السنة في المدن الساحلية المجاورة لهم ؟ أم أن هنالك أسبابا خفية ، لا يعلن عنها ، تمنع من تسليح ثوار الساحل، وتبقي على هذه المنطقة آمنة مطمئنة ؟
والأمر الصادم حقا ، أنه قيل شيء من هذا قبل ستة أشهر تقريبا ، فقد زعم أحدهم .. أن أحدهم .. قبض من أحد أزلام النظام كذا مليون دولار ، ثمنا لإبقاء جبهة الساحل نائمة .. فنامت .. ولم تستيقظ حتى الآن .؟ فمن يخبرنا بسر هذه النومة .. ومتى سيكون الاستيقاظ .؟؟؟؟
فإن صح هذا الكلام - لا سمح الله – وثبت أن رشوة قبضت ثمنا لهذا الهدوء في الساحل ، فقد يقودنا سوء الظن إلى القول بأن حمص أيضا مباعة ، وأن هنالك من يبيع سوريا غير عابئ بما أصاب أهلها من بلاء ، وما جرى فيها من دماء ، وما قتل فيها من أبرياء ...
ولو لا النهي عن سوء الظن لقلنا : إن ما قيل في هذا البيع ، كاد أن يكون حقيقة . فالخائن لا دين له ، ومستعد أن يبيع كل شيء ، ويقبض ثمنه غير مكترث لشيء .
فها هي حمص محاصرة منذ أكثر من 14 شهرا وحتى الآن ، ولم يلتفت إليها أحد ، لقد خذلتها كل المدن السورية ، وخذلها كل الممولين ، وكادت مبانيها أن تسوى بالأرض عن آخرها ... وهي ما زالت تحت الحصار الخانق ، من الشرق والشمال والغرب تقريبا ، وليس لها منفذ إلا الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية . وحتى هذا المنفذ أغلق أخيراً في وجه ثوار حمص ، بعد ما سقطت القصير ووادي خالد وتلكلخ .. كانت هذه الثغرة هي الوحيدة ، التي تصل منها الذخائر من لبنان إلى حمص، مما ساعدها على الصمود كل تلك الشهور الماضية ، فكيف تتمكن حمص من الصمود بعد اليوم ، بدون إمداد بالذخيرة والسلاح ، وهي محاصرة من جهاتها الأربع ..
فيا أهل سوريا في حلب ودمشق ودير الزور والرقة وإدلب وحماه وكل أنحاء سوريا .. تذكروا أن حمص هي الأولى في عدد الشهداء ، والأولى في النكاية بالأعداء ، والأولى في طول الحصار . والأولى فيما لحقها من خراب ودمار ، والأولى في احتمال الجوع والعطش والقصف والرعب والمعاناة . وتذكروا أن حمص هي عاصمة الثورة ، فلا تنسوا لها حسن البلاء ، وصمودها في وجه الأعداء .. سقوط حمص يعني سقوط الثورة .. وسقوط حمص يعني وضع حجر الأساس لدولة النصيريين .. وقيام هذه الدويلة يعني إفلات المجرمين من العقاب .. وتمتعهم آنذاك بحماية المجتمع الدولي ، المتآمر معهم ضدنا منذ 30 شهرا وحتى الآن . وليس من المروءة ولا من العقل أن تترك حمص بعد اليوم تحت الحصار ..
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في السبت يوليو 06, 2013 4:16 am عدل 1 مرات