سأقولها وإن أغضبتُ عليَّ العلماء :
بقلم : ابو ياسر السوري
يا علماء المسلمين السوريين ، هل تحولت مهمتكم إلى أعمال إغاثية ، مما تقوم به عادة جمعيات البرّ والمواساة .؟ أيها السادة ، إذا نسيتم فاسمحوا لنا أن نذكركم بأنه كانت تقبل أياديكم في الماضي ، يوم كنتم في نظر الناس كهفهم في الدنيا ، وشفعاءهم في الآخرة .. ولكن تخاذلكم عن حمل السلاح ، ومنع أبنائكم من المشاركة في الكفاح ، غير النظرة إليكم .. فما أنتم اليوم في أعين أتباع الأمس ، سوى عجزة قاصرين متخاذلين ، تستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير .. منكم تعلمنا يا سادة ذات يوم : أن الجهاد هو ذروة سنام الإسلام . يعني هو قمة العبادة .. فلماذا قعدتم عنه ، وأمرتم أبناءكم بالقعود .؟ ألم يعلن النفير العام ، ألم يناد أبطال الثورة في كل مكان يا خيل الله اركبي .؟
شغلتمونا بالنقاشات والخلافات في حكم الثورة . فمن قائل : إنها فتنة واللعنة على من أيقظها .. أو قائل : لم يرجع الناس في هذا الأمر إلينا ، فلن نكون معهم فيه ، وخليهم يقلعوا شوكهم بأيديهم . أو قائل : هذا خروج على الحاكم ويحرم الخروج عليه وإن أكل مالك وجلد ظهرك .. فهل سألتم أنفسكم يا سادتنا في أي حاكم وردت هذه النصوص .؟ ليس بشار الأسد عمر بن عبد العزيز . ولا المقبور أبوه هارون الرشيد .. وإنما هما جنكيز وهولاكو ، وكل منهما حاكم كافر مستبد ظالم ، من أسرة لا تدين بدين ، ومن طائفة ليست من المسلمين .. وقد حكمونا بانقلاب عسكري ، لا ببيعة شرعية ولا انتخاب . فسكت عنهم علماؤنا وسكت من ورائهم المسلمون السوريون ، ولم يروا بأسا في أن يحكمهم كافر . فعاقب الله كل السوريين بسكوتهم عن هذا المنكر ، فسلط عليهم آل الأسد ، ليحكموهم ويذلوهم أربعين سنة ، ( انتبه ... كان ذلك بعدد السنين التي عوقب بها بنو إسرائيل بالتيه ، يوم عصوا ربهم ...!! ) ثم شاءت الأقدار نزع الملك من هذه الأسرة الخبيثة ، وأراد الله تغيير حال المسلمين في الشام ، الذي تكفل به وأهله ... وإذا أراد الله أمرا هيأ له أسبابه .. فجعل الثورة سببا لهذا التغيير ..
فلماذا ترددتم أيها العلماء في الخروج على هذه العصابة الحاكمة .؟؟ لماذا صغرتم من شأن هذه الثورة .؟ وخذلتم الذين فجروها ، وانطلقوا يدفعون تكاليفها من دمائهم وأشلائهم .؟ وناؤوا بأعبائها التي تعجز عنها الجبال .؟؟ ألا ترون أن هذه الثورة إنما كانت بقدر الله ، وما زالت مستمرة بقدر الله .. وإنها ستنتصر بقدر الله إن شاء الله .
يا سادتنا العلماء لا تشغلوا أنفسكم بجمع المال ، لأنه لا يصل إلى المستحقين ، وإنما يذهب بين هابر ونابر .. أيها العلماء لا يشرفنا اليوم بقاؤكم في الظل ، ولا تواريكم خلف الصفوف .. دعونا من الحديث عن أهوال القيامة . وأرجئوا الكلام اليوم عن أذكار الصباح والمساء ..
حدثونا اليوم عن أحوال هذه الحياة التي ابتلينا بالمجيء إليها فإن صلح أمرنا فيها ، صلح أمرنا في الآخرة .. حدثونا كيف نشتري الصواريخ المضادة للطائرات ..؟ حدثونا كيف نتصدى للنصيرية الهمج وأعوانهم المجرمين القادمين من لبنان والعراق وإيران .؟ حدثونا كيف يمكن أن يقوم الشيخ بعملية استشهادية ، ويسبقنا إلى الجنة .؟ حدثونا عن شيخ يقود أهل السنة إلى الجهاد في سبيل الله ، كما يقود الشيعة نصر اللات والخامنئي إلى الجهاد في سبيل الشيطان ..
أيها السادة العلماء ، لئن بقيتم على ما أنتم عليه من الدروشة ، والمسكنة ، والبعد عن الواقع ، وخارج ساحات الصراع ، فلن تقبل أياديكم احتراما . ولن يكون لكم مكانة في القلوب .
عدل سابقا من قبل أبو ياسر السوري في الأربعاء يوليو 03, 2013 12:48 am عدل 2 مرات