الإنذار الأخير .. أيها الثوار لا تضيعوا حمص كما ضاعت القصير وتلكلخ :
بقلم : ابو ياسر السوري
أذكر أننا حذرنا من سقوط القصير .. واستغثنا لأهل القصير .. وطلبنا لهم النجدة .. وخاطبنا الجيش الحر .. ووزعنا النداءات المتوالية على أغلب تنسيقيات الثورة السورية .. فلم يستجب لنداءاتنا أحد ، وسقطت القصير ...
وأذكر أن تحذيرات كثيرة انطلقت ، تقول أدركوا تلكلخ قبل سقوطها .. أدركوها قبل أن تحدث فيها مجزرة .. أرسلوا من يفك الحصار عنها .. فلم يستجب للنداءات أحد . وسقطت كذلك تلكلخ ... وكلنا يعلم أن سقوط هاتين المدينتين ، يعني أن حمص أصبحت بعدهما في طريقها إلى السقوط أيضا .. لأن طرق إمدادها بالذخيرة والسلاح قد أغلقت .. وعلينا أن لا ننسى أن حمص محاصرة منذ أكثر من سنة ونصف السنة .. وأن حمص دمرت دمارا شبه كامل .. وأن سكانها الآن يعيشون على طريقة أهل العصر الحجري . فهم يشربون كل ماء مهما كان ملوثا . ويأكلون أي طعام مهما كان فاسدا .. ويأوون إلى الخرائب ، والمنازل المهدمة .. وينام كثير منهم بدون فراش ولا غطاء ، وإنما يفترشون الأرض ، ويلتحفون السماء ... وهذا الوضع المؤلم ، إذا صاحبه شح في الذخائر ، وقلة في الرجال ، فإنه مقدمة إلى الأسوأ .. والأسوأ هو سقوط حمص – لا سمح الله - .
هل تعلمون أن النظام وحزب الشيطان يحاصرون حمص الآن ، ويواصلون القصف على أحيائها القديمة بالطيران وراجمات الصواريخ ومدافع الهاون الضخمة ... فلماذا لا يسارع الجيش الحر إلى نجدة حمص .؟؟ لماذا لا يرسل إلى حمص 40 أو 50 ألف مقاتل يفكون عنها الحصار ، ويستعيدون القصير وتلكلخ ووادي خالد بينهما ؟؟ فمن هذه الثغرة كان ثوار حمص يتنفسون . وحين يتركون بلا نصير ولا معين ، لن يكون إلا شيء واحد . ألا وهو سقوط المدينة ، ووقوع المحذور لا سمح الله ... وسقوط حمص ، يعني أن النظام المجرم العميل ، قد نجح في وضع اللبنة الأهم في بناء الدويلة النصيرية ، التي يخطط لها من أول الثورة ، وتدعمه في ذلك كل من إيران وروسيا ... بل وصار الحديث عن هذه الدويلة ، وإمكان قيامها كثيرا ما يدور في الأوساط الغربية ، لأن في قيام هكذا دويلة ، ستبرأ ذمة النصيريين العملاء من كل جرائمهم، التي ارتكبوها في حق السوريين ، منذ ثلاثين شهرا وحتى الساعة ..
فيا أيها المقاتلون السوريون الشرفاء في حلب وما حولها ، دافعوا عن حمص لتسلم لكم انتصاراتكم في حلب وما حولها .. يا أيها المقاتلون الشرفاء في دمشق وما حولها ، دافعوا عن حمص تسلم لكم انتصاراتكم في دمشق وما حولها ..
يا أيها المقاتلون السوريون الشرفاء في كل أنحاء سوريا ، يجب أن لا تسقط حمص في يد النظام .. يجب أن نقوم بأي عمل مباشر أو غير مباشر ، لنخفف الوطأة عن حمص ... فما حصل ويحصل لأبناء هذه المدينة الصامدة ، لا يحتمله غير أحفاد سيف الله خالد بن الوليد ...