أ ف ب

دعا معارضون سوريون الاثنين الى قيام “نظام ديمقراطي” في سوريا لدى افتتاح اجتماع لهم هو الاول من نوعه في دمشق لبحث سبل الخروج من الازمة التي تهز البلاد منذ اكثر من ثلاثة اشهر.
وعند افتتاح الاجتماع انشد المشاركون وجميعهم مستقلون عن اي انتماءات حزبية، النشيد الوطني السوري ووقفوا دقيقة صمت ترحما على “الشهداء المدنيين والعسكريين” الين سقطوا منذ بداية حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الاسد في 15 آذار/مارس.
وقال المعارض منذر خدام الذي تراس الاجتماع في كلمة له امام الحضور “يرتسم طريقان: مسار واضح غير قابل للتفاوض نحو تحول سلمي آمن لنظامنا السياسي، نحو نظام ديموقراطي وفي ذلك انقاذ لشعبنا ولبلدنا، واما مسار نحو المجهول وفيه خراب ودمار للجميع”.
واضاف “نحن كجزء من هذا الشعب حسمنا خيارنا بان نسير مع شعبنا في الطريق الاول ومن لا يريد ان يسير معنا فليسلك طريقه الى الجحيم”.
من جهته حذر المعارض السوري ميشال كيلو خلال افتتاح الاجتماع من ان الحل الامني للازمة “يؤدي الى تدمير سوريا”.
وقال ميشال كيلو ان “الحل الامني يؤدي الى تدمير سوريا” مضيفا “يجب ايقاف الحل الامني الذي يعبر عن عقلية ستاخذ البلد الى ازمة لن تخرج منها”.
واضاف “الازمة تواجه بالعقل والتدابير والقوانين، الازمة في سوريا ازمة طويلة وعميقة ولا تحل بالامن والقمع لانها ليست ذات طبيعة امنية”.
ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له ان 1342 مدنيا قتلوا في الحملة الحكومية على المعارضين، كما قتل 342 من قوات الامن ايضا.
وكان المحامي والحقوقي انور البني قال الاحد انها المرة الاولى منذ بداية الحركة الاحتجاجية التي يجتمع فيها معارضون علنا في دمشق، مشيرا الى ان الاجتماع “لن يشمل احزاب المعارضة”.
يذكر ان البني امضى خمس سنوات في السجون السورية.
وقبل الاجتماع لم تؤكد السلطات السورية سلفا انه سيسمح له بالانعقاد.
وقال البني لفرانس برس ان المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد سيشاركون في “الحوار الوطني” الذي اقترحه الرئيس السوري الاسبوع الماضي اذا سمح بالتظاهرات السلمية، وجرى الافراج عن المعتقلين السياسيين وتم الاعتراف بالمعارضة وكف النظام عن استخدام القوة.
وكان الاسد قد اقترح في كلمة متلفزة في 20 من الشهر الجاري اجراء حوار وطني يفضي الى تعديلات على الدستور او دستور جديد. غير ان الاسد رفض خلال الخطاب، الثالث منذ اندلاع الاحتجاجات على حكمه المستمر منذ 11 عاما، اجراء اصلاحات “في اجواء من الفوضى والتخريب”.
وسعى بعض المعارضين المجتمعين في دمشق للنأي بانفسهم عن نشطاء المعارضة الذين اجتمعوا في انطاليا بتركيا في وقت سابق هذا الشهر وكان بينهم جماعة الاخوان المسلمين المحظورة فضلا عن سياسيين اخرين.
وكان معارضون خارج سوريا قد احتجوا على اجتماع دمشق اذ اتهموا المشاركين فيه بانهم مسيرون من قبل النظام.
وقبل بدء الاجتماع قال الصحافي والكاتب نبيل صالح “من الواضح ان الذين اجتمعوا في انطاليا وبروكسل رددوا ما تنادي به الدول الغربية التي لا تعمل لمصلحة البلاد. معارضتنا معارضة وطنية بدون شك”.
واضاف “حول الاصلاحات يجب ان نعطي مهلة زمنية لتطبيق الاصلاحات، فلا يمكن اصلاح امور مضى عليها عدة سنين في بضعة ايام. هناك من يريد تغييرا جذريا ومن يريد تغييرا جذئيا، ليست كل التغييرات جيدة، لا نريد التغيير لاجل التغيير، بل التغيير للافضل وليس الاسوأ”.
وقال “هم يشككون بنا ونحن ايضا نشكك في دوافعهم”.
وقال المعارض السوري لؤي حسين “الحاضرون ليسوا مسلحين ولا ارهابيين او مخربين وليس لديهم اجندات مرسومة مسبقا، ان النظام الاستبدادي الذي يحكم البلاد لابد له من الزوال واقامة نظام ديمقراطي مبني على اساس المواطنة وحقوق الانسان ليحقق العدالة والمساواة لجميع السوريين دون تمييز”.
وتابع ” نحن نحاول ان نضع تصورا على كيفية انهاء حالة الاستبداد والانتقال السلمي الى الدولة المنشودة. نحن نجتمع ليس لندافع عن انفسنا امام سلطات تتهمنا بابشع التهم وليس لندافع عن انفسنا امام من اتهمنا بالطيش واللامسؤولية، وليس لنقدم صك براءة بل لنقول قولا حرا لا سقف له ولا حدود”.