شعور لطيف هروبك من رصاصة القناص..

ما بين الشارع والشارع بحر من الظلمات..

الأنوار مطفأة، وأنت تحاول الفرار بكل ما أوتيت من رغبة بالحياة..

تخفي بحذر جهاز هاتفك النقال، لئلا يتصل أحد فجأة فيضيء في يديك، وتسبقك الرصاصة عن صوت صديق يتفقدك ليطمئن عليك..

تعبر الشارع ركضاً..

على الضفة المقابلة تلتقط أنفاسك، وتستقل السيارة بحذر، وتتأكد من تشغيلها والأنوار مطفأة..

وبين الشارغ والآخر، ترى الشباب مستنفرين، منهم من يشعل ناراً ليكثف من الدخان، ومنهم من يفكر بطريقة يحمي فيه الحي وأهله..

وتراهم جميعاً يرددون نفس الكلمة..

مشان الله لا تشغل ضو السيارة..

وتسمع صوت الرصاص من خلفك، يستهدفك أنت دون سواك..

إذ لا أحد في الشارع غيرك مرئي، وبقايا من الخيط الأبيض في السماء بعد الغروب تكشفك..

تتسلل إلى شوارع جانبية، وتسمع ذات العبارة، بكل ود واهتمام..

تخترق جموعاً يحتشد فيها شباب ثابت قويّ..

تشعر بدعوات الرحمة تصعد للسماء.. كي يحفظهم الله..

وبدعواتهم تشبه كثيراً ما دعوت به..

تتأمل ليل المدينة مظلماً كئيباً، لكنه لم يعد كذلك بعد اليوم..

فهناك وجوه نضرة قد شرقت فيها أنوار الإيمان، ولمعة في العيون لا تراها إلا في صفوف أهل الهمة والجهاد..

العتمة تسري في كل مكان.

لكنك ما عدت تراها عتمة أبداً..

فأنت ترى بعد كل قطعة من الليل وهج الصباح..




#إيمان_محمد




شعور لطيف هروبك من رصاصة القناص.. ما بين الشارع والشارع بحر من الظلمات 1011179_478697365546342_1623953881_n