بسم الله الرحمن الرحيم
كنا صغارا وكانت هذه العبارة الكئيبة تنتشر على الجبال المحيطة بمدننا وقرانا وبجانب معسكرات الجيش .كنا نمر من امامها بشكل عابر دون ان ندرك معناها وفي ظننا انها ليست سوى عبارة تأييد لرئيس لبلاد فهي بدون مضمون وعبارة جوفاء لاتستحق الوقوف عندها ...لكن الضبع الحاكم انذاك كان يعي ويدرك كل حرف فيها ويعمل جاهدا على تحقيق مضمونها ليصل الى مرحلة يرتبط فيها الاسم بالمكان ويصبح وجودا وعدما بمعنى بقاء الاسد هو بقاء لسوريا وزواله زوال لسوريا وسخر لهذا الهدف ترسانة اعلامية مهولة تدعمها ترسانة امنية وتواطؤ دولي .......حتى نشأ جيل كامل يعتقد في لاوعيه بهذه السخافة وهذا مايفسر الركون الشعبي السوري على امتهان كرامته الفاضح عندما توفي الضبع الكهل وورث عرشه لوريث قاصر وعابث وخائن والقبول باستنزاف بلاد بأكملها وتحويل سكانها الى مجرد مقتنيات تتوارثها العائلة الحاكمة .....امتهان كان صارخا ووقحا ومستفزا تجلى في مسرحية تعديل الدستور وشرعنة التوريث الجمهوري والسكوت الشعبي عليه ...... ان تراكم امتهان الكرامة شكل العبوة الناسفة التي اشعلت الثورة السورية .
لقد ذهل السوريون لفداحة ثمن التغيير واسترداد الكرامة مع ان هذا الثمن منطقي ومعقول ان راجعنا الماضي جيدا فحال السوريين نتيجة القمع والاستبداد والنهب الممنهج لثرواتهم وثروات بلادهم لايختلف كثيرا عن الواقع الفرنسي ابان الثورة الفرنسية .... هل تذكرون معي تلك الصورة الفريدة التي رسمها الروائي الانكليزي العظيم تشارلز دكنز في روايته اخبار المدينتين ويقصد بهما باريس ولندن تلك الصورة لمدام ديفارج وهي تكتب على الحائط تعبيرا عن رفضها لواقع البؤس والاستبداد والقهر....... دم....... بعفوية تلك المرأة وصدقها مع واقعها ايقنت ان لاسبيل لرفع جبروت هذا القهر المخيف الا دم غزير يتناسب معه وهذا ماكن من ثمن لقاء الحرية ........واعتقد ان ذلك يفهمنا بصيغة القبول والرضا لما ندفعه من ثمن لحريتنا واسترداد لكرامتنا المنتهكة
كنا صغارا وكانت هذه العبارة الكئيبة تنتشر على الجبال المحيطة بمدننا وقرانا وبجانب معسكرات الجيش .كنا نمر من امامها بشكل عابر دون ان ندرك معناها وفي ظننا انها ليست سوى عبارة تأييد لرئيس لبلاد فهي بدون مضمون وعبارة جوفاء لاتستحق الوقوف عندها ...لكن الضبع الحاكم انذاك كان يعي ويدرك كل حرف فيها ويعمل جاهدا على تحقيق مضمونها ليصل الى مرحلة يرتبط فيها الاسم بالمكان ويصبح وجودا وعدما بمعنى بقاء الاسد هو بقاء لسوريا وزواله زوال لسوريا وسخر لهذا الهدف ترسانة اعلامية مهولة تدعمها ترسانة امنية وتواطؤ دولي .......حتى نشأ جيل كامل يعتقد في لاوعيه بهذه السخافة وهذا مايفسر الركون الشعبي السوري على امتهان كرامته الفاضح عندما توفي الضبع الكهل وورث عرشه لوريث قاصر وعابث وخائن والقبول باستنزاف بلاد بأكملها وتحويل سكانها الى مجرد مقتنيات تتوارثها العائلة الحاكمة .....امتهان كان صارخا ووقحا ومستفزا تجلى في مسرحية تعديل الدستور وشرعنة التوريث الجمهوري والسكوت الشعبي عليه ...... ان تراكم امتهان الكرامة شكل العبوة الناسفة التي اشعلت الثورة السورية .
لقد ذهل السوريون لفداحة ثمن التغيير واسترداد الكرامة مع ان هذا الثمن منطقي ومعقول ان راجعنا الماضي جيدا فحال السوريين نتيجة القمع والاستبداد والنهب الممنهج لثرواتهم وثروات بلادهم لايختلف كثيرا عن الواقع الفرنسي ابان الثورة الفرنسية .... هل تذكرون معي تلك الصورة الفريدة التي رسمها الروائي الانكليزي العظيم تشارلز دكنز في روايته اخبار المدينتين ويقصد بهما باريس ولندن تلك الصورة لمدام ديفارج وهي تكتب على الحائط تعبيرا عن رفضها لواقع البؤس والاستبداد والقهر....... دم....... بعفوية تلك المرأة وصدقها مع واقعها ايقنت ان لاسبيل لرفع جبروت هذا القهر المخيف الا دم غزير يتناسب معه وهذا ماكن من ثمن لقاء الحرية ........واعتقد ان ذلك يفهمنا بصيغة القبول والرضا لما ندفعه من ثمن لحريتنا واسترداد لكرامتنا المنتهكة