للكاتب : محمود سلطان
في خطابه يوم أمس الأول 15/6/2013، أعلن الرئيس مرسي، قطع مصر علاقتها الدبلوماسية مع بشار الأسد! ولا أدري لم تأخر الرئيس، كل هذه المدة؟!.. فيما لم يشر إلى ما إذا كان قطع العلاقات، جب ما قبله؟!.. وأقصد ما أعلنته القاهرة من قبل، بأن موقفها "يتطابق" مع "طهران" بشأن الأزمة السورية. وكما نعرف فإن إيران وبشار "حاجة واحدة".. والحرس الثوري الإيراني يقاتل مع بشار، ويرتكب المذابح اليومية في حق العرب السنة في سوريا. وهي العلاقة التي تحتاج إلى تفسير من الرئيس، لأن قطع العلاقة مع "بشار" لا يعني تراجع "تطابق" الرؤية بين القاهرة وطهران بشأن تسوية الملف السوري. بشار لم يعد يحكم سوريا.. ولم يعد يقاتل الثوار.. لأن الحقائق على الأرض، تقول إن إيران هي التي تحكم سوريا.. ومقاتليها ـ ومرتزقة حزب الله ـ هم الذي يقاتلون ويذبحون العرب السنة في كل المدن والقرى السورية. الرئيس قطع علاقاته مع نظام انهار فعلًا، ولم يعد موجودًا في السلطة.. وحل محل جيوشه مقاتلو حزب الله، والحوثيون اليمنيون، وعصائب الحق وجيش المهدي العراقيان.. وأكثر من 5000 مقاتل من الحرس الثوري الإيراني.. وفي دمشق، يدير المذابح من قصور الأسد، آيات الله الإيرانيون.. وبمعنى آخر.. تحولت سوريا إلى محافظة ملحقة بإيران.. لتلحق بجارتها العراق.. التي باتت أكبر محافظة إيرانية جنوبية يحكمها النظام الديني الشيعي المتطرف في طهران. الرئيس قطع علاقاته مع نظام غير موجود فعلًا، وكان عليه أن يعلن أنه يقطع علاقاته مع الحاكم الحقيقي والفعلي في عاصمة الأمويين. أريد أن أقول: إنه حتى الآن لن تسقط نظرية "تطابق" المواقف بين مرسي، وآيات الله في "قم".. وبموجب هذه النظرية، يمكن تحميل النظام المصري، مسؤولية المجازر التي ترتكب بحق أهل السنة في سوريا.. لأنه ـ أي"التطابق"ـ يعني قناعة الرئيس، بأن رؤيته تتطابق مع الحل العسكري الشيعي للأزمة، وكما هو يجري الآن في سوريا. قطع العلاقات مع بشار.. موقف دبلوماسي على الجبهة الخطأ.. وكان الأولى بالرئيس قطع العلاقات مع إيران.. لأنها الحاكم الفعلي والمقاتل الحقيقي في سوريا.. فيما لم تصدر جماعة الإخوان المسلمين أية بيانات تتعلق بمراجعة تحالفها التاريخي مع إيران أو مع حزب الله.. ولا حتى بيان "إدانة" خجول، يدين المجازر التي ترتكبها الميليشيات الشيعية الدولية، تحت قادة جنرالات آيات الله في دمشق. يا سيادة الرئيس.. الضرب في الميت حرام.. وبشار مات وشبع موت تحت أنقاض المدن السورية المدمرة.. وتسلمت من بعده إيران مفاتيح البلاد وتحكمت في رقاب العباد.. وكان من مقتضيات الصدق والشفافية.. والمسؤولية الإنسانية والأخلاقية والدينية أيضًا.. أن تعلن قطع علاقات بلادك مع إيران وليس مع بشار.

المصدر