رسالة من الشيخ أبي بكر الذهبي إلى من يجيبه على أسئلته فيها .. يقول :
( ... فليعذرني القريب قبل البعيد عن أسئلتي هذه ، ومن كانت لديه الإجابة أرجو أن لا يتأخر: هل حقاً من وصل الى الحكم في مصر هم الإخوان المسلمون؟؟؟ هل حقاً أن رئيس مصر الحالي هو حافظ لكتاب الله وابن الحركة الاسلامية؟ ؟؟؟ هل حقاً ما زالت مصر على خارطة القضايا العربية ويعنيها ما يعنيهم؟؟؟ اذن فلماذا التخاذل والسكوت والوهن على ما يحصل في سوريا من مصر التي كانت أم العروبة؟؟؟ ألا ينبغي ان تهتم ببنيها أم أنها تبرأت منهم؟؟؟؟ بالله عليكم أجيبوني ماذا جرى للمسلمين في مصر؟؟؟؟ أسئلة من مسلم جريح!!!! ) .
الرابط : http://www.syria2011.net/t61858-topic
رسالة جوابية لفضيلة الشيخ أبي بكر الذهبي .. :
بقلم : أبو ياسر السوري
أيها الشيخ الكريم ، لقد سألت عن أمورٍ ، هي في منتهى الأهمية ، وسوف أجيبك عنها بمنتهى الدقة والأمانة .. ولكن اسمح لي أن أجيبك على أسئلتك بأسئلة :
1 – كل الشعب المصري يرى أن الإخوان كانوا لاعبين أساسيين بعد مبارك . وأنهم أحرزوا أكثر الأصوات في مجلس الشعب .. وأن عددا من قيادييهم ما زالوا يظهرون على القنوات الفضائية ، ويتحدثون ، ويناقشون ، ويدافعون عن أنفسهم أمام منافسيهم .. ألا يعني ذلك كله أن الإخوان فعلا قد وصلوا إلى امتلاك أزمَّة الحكم في مصر .؟؟؟
2 - مرسي كان سجينا على اعتبار أنه من قياديي الإخوان ، وقد أخرج من السجن بعد استقالة مبارك ، بليلة أو ليلتين .. ثم رشحه الإخوان لمنصب رئاسة الجمهورية ، وضمنوا له النجاح ... فهل تعتقد أن الإخوان يجيئون بمرشح ليس منهم ، ويجعلوه رئيسا على مصر .؟؟؟
3 – مرسي يقال : إنه حافظ قرآن . ولكننا لم نلمس منه أنه كذلك ، فحافظ القرآن يكرمه الله ببركة القرآن الكريم ، بزلاقة في اللسان ، وفصاحة في مخارج الحروف ، ونصاعة في البيان ... فهل ترى لمرسي نصيبا من هذه المكرمات .؟؟ ثم إن حافظ القرآن لا يستغني في خطبه عن الاستشهاد بشيء من القرآن الكريم .. فهل لاحظت أن مرسي استشهد بآية قرآنية واحدة منذ أن أصبح رئيسا وحتى الآن .؟؟
أما أنا فلا أذكر أن مرسي يستشهد بشيء من كتاب الله .. لهذا أشك وبشدة ، فيما أشاعوه من حفظه للقرآن . وأظنها دعاية كاذبة ، أطلقت لغرض غير نبيل ..
4 – كيف يكون مرسي حافظا للقرآن ، ويدير ظهره للعرب قاطبة ، ويولي وجهه شطر الدول المجوسية والبوذية والشيوعية .؟؟ فمرسي الآن حليف لإيران وحليف لروسيا وحليف للصين وحليف للهند ، وفي واقع الحال ، هو موال لكل دولة تكيد للإسلام والمسلمين . لو كان فعلا حافظا لكتاب الله لما ارتمى في أحضان إيران ، ولما سار في ركابها ...
5 – أما أن مرسي ابن الحركة الإسلامية ، التي تسمى " الإخوان المسلمون " فنعم إنه ابن هذه الحركة ... ولكن السؤال الأولى بأن يثار في هذا المضمار : هل حركة " الإخوان المسلمون " في مصر اليوم ، هي نفسها الحركة الإصلاحية التجديدية ، التي نادى بها الشهيد حسن البنا منذ 65عاما، أم أنها تغير اليوم رسمها، ولم يبق منها إلا اسمها؟
لو كان حسن البنا حيا لتبرأ من جماعة الإخوان اليوم ، وحكم عليهم بالردة ونقض العهد .. فحسن البنا كان مجاهدا في سبيل الله ، وهم مجاهدون في سبيل الدنيا.. وحسن البنا لم يكترث برضى أعداء الإسلام ولا سخطهم ، وهؤلاء لم يعد يهمهم سوى رضى اليهود والمجوس والشيوعيين .. وحسن البنا لم يكن يلهث وراء مكاسب دنيوية ، ولا مصالح حزبية ، وما كان من دعاة الإقليمية ولا الفرعونية ... وهؤلاء لا يتحركون إلا وفق مصالح الدنيا الخاصة بهم كحزب أولا ، ثم المصالح الخاصة بمصر ثانيا ، ولا يهمهم شيء من أمر العرب ولا المسلمين .. ورسولنا الكريم صلوات الله عليه يقول : من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ... فما رأيك ؟ هل هؤلاء الإخوان هم أبناء حسن البنا وأحفاده .؟؟ أم هو بريء منهم ، وهم منه براء .؟؟؟
6 – أما سؤالك عن مكان مصر من الأمة العربية .؟ فأطمئنك إلى أن مصر اليوم فرعونية ، تفتح ذراعيها لاحتضان الفاطمية من جديد ، فهي ترفع لواء مصر أولا ، ومصر ثانيا ... ومصر عاشرا .. ولا علاقة لها بالأمة العربية.. وإمعانا منها في التنصل من العروبة ، نجدها تختار توثيق علاقاتها مع أعداء الأمة العربية "إيران الفارسية" ،
يمكن القول أنه لم يعد لمصر علاقة بالإسلام ، بعدما فتحت أبوابها للمد الشيعي الإيراني الفارسي ، الذي ليس بيننا وبين اصحابه جامعة من نسب ولا دين .. فهم فرس وليسوا عربا ، وهم يعتقدون اعتقادات تخرجهم من الإسلام ، فهم يخونون الأمين جبريل عليه السلام ، ويزعمون أنه حابى محمدا بالرسالة ، وكان ينبغي أن يبلغها لعلي . ويقولون بأن القرآن محرف ، ويكفرون أصحاب نبينا ، ونقلة الدين إلينا ، ويرمون أمهات المؤمنين بالفاحشة .. ولا يصلون كما نصلي ولا يصومون كما نصوم ، ولا يزكون كما نزكي ، ويستحلون الزنا باسم المتعة ، ويشرعون الكذب باسم التقية .... إلى آخر هذه الطامات .
ومختصر القول أن الإخوان قد نفضوا أيديهم من الأمة العربية .. وقبلهم القذافي عدل عن الدعوة إلى الوحدة العربية ، وصار يدعو إلى الوحدة الأفريقية .. واشترى لنفسه منصب ملوك أفريقيا بالمال... وكان في ذلك خيرا من الإخوان الذين تنكروا للأمة العربية ، وجعلوا مصر العربية ذيلا لإيران الفارسية ...
7 - مصر يا شيخنا الفاضل ، كبِّر عليها أربعا .. فقد ماتت مصر .. كبر عليها أربعا وقل : على الله العوض ومنه العوض فيك يا مصر الإخوان المسلمين .. لقد طهرك صلاح الدين من الشيعة الفاطميين ، فأبى هؤلاء الإخوان إلا أن يفتحوا أبواب مصر للتشيع من جديد .. فلا تستغرب يا سيدي إن سمعت بعد سنوات أن يشتم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في أرض الكنانة ..!!
ألم يأتك نبأ سليم العوا .؟ الذي يعمل الآن مستشارا للرئيس مرسي .. وكان من قبل أحد المرشحين لمنصب الرئاسة في مصر .. قال العوَّا في برنامجه الانتخابي : إن أول خطوة سيخطوها إذا فاز بالرئاسة ، هي تطبيع العلاقات ما بين مصر وإيران .. ولست أدري ماذا كان يريد العوا من ذلك .!؟ لعله كان يريد أن تُفتَحَ الأبواب لنكاح المتعة ، لتُحَلَّ به مشاكلُ الشباب المصري في الزواج .؟ هذا العوا هو من أقوى أعمدة المجوس الإيرانيين في مصر الآن .
ثم ألم تسمع يا شخنا الكريم ما قال حمدين صباحي .؟ وهو مرشح آخر للرئاسة في مصر .؟؟ فهذا أيضا يرى أن التقارب مع إيران أفضل من التقارب مع دول الخليج .. وأنه خير من التقارب مع أي دولة عربية أو إسلامية في منطقة الشرق الأوسط .!
ألم تسمع أن مرسي قد أبرم عقدا مع إيران على السماح ببناء 15 ألف حسينية ، لنشر المذهب الشيعي ، وأن بعض هذه الحسينيات بدأ تشييدها في القاهرة منذ شهور .؟؟ ولكن ذلك يتم بسرية كاملة ، وإذا سئل أحد الإخوان المسلمين عن شيء من ذلك ، سارع إلى الإنكار والتكذيب ، خوفا من ثورة الشعب المصري ، على هذا التقارب المشبوه ما بين مصر ومجوس إيران .؟؟
8 – لعلك تذكر يا أخي أن مرسي قال في أول خطاباته بعد فوزه بالرئاسة : لن أدع السوريين وحدهم في الميدان يُقتَلون .. وصرح أكثر من مرة ، أن على بشار الأسد أن يرحل عن سوريا بعدما تلطخت يداه بدماء السوريين الزكية .. وقال الرئيس مرسي : إنه لن يزور أي دولة تتعاطف مع بشار الأسد .. وبعد كل هذه التصريحات ، ماذا كان .؟ هل وفى مرسي للسوريين بما وعد .؟ لا والله لم يفعل .. وإنما ترك السوريين يقتلون وبوتيرة أعلى من ذي قبل .. وكفَّ أخيرا عن المطالبة برحيل الأسد .. ولم يترك دولة معادية للشعب السوري إلا وزارها .. زار إيران وروسيا والصين .. وصرح في تلك الدول أن وجهة نظره في الشأن السوري ، متطابقة مع وجهة النظر الإيرانية ، والصينية ، والروسية ... ثم لم يعد لديه أخيرا أي مانع من بقاء الأسد رئيسا على السوريين ، بعدما قتل منهم أكثر من 700 ألف سوري .. وشرد أكثر من سبعة ملايين سوري ، وهدم أكثر من 3 ملايين منزل ، ودمر كل مساجد المسلمين ومدارسهم ودوائرهم الرسمية ، ودمر حمص ودير الزور دمارا كاملا ، ودمر نصف حلب ، ونصف دمشق العاصمة .. ودمر ريف حلب وريف دمشق وريف إدلب ، وجسر الشغور وحماه .. وقضى على البنية التحتية قضاء شبه كامل ....
9 – ولعلك تذكر يا صديقي أن مرسي زار إيران ، وخطب وترضى عن أبي بكر وعمر ، وتحدث عن سوريا والبحرين بما يسرُّ العرب في هذين البلدين ، وأنه طالب برحيل بشار صراحة ، وأعلن وقوفه مع الشعب السوري في قلب إيران ، ووقوفه مع حكومة البحرين ... وبعدما كنا معترضين على زيارته لإيران ، أصبحنا بعد سماعنا لخطبته هناك ، راضين بعض الرضا عن هذه الزيارة المشبوهة ... ولكن إيران قامت يومها بتزوير ترجمة خطاب مرسي ، وفسرته على النقيض مما قال .. واللافت للنظر ، أن مرسي لم يعترض على قيام إيران بتزوير خطابه .. مما يؤكد أن هنالك اتفاقا سريا بين مرسي وإيران على نحوٍ ما .. يقضي بأن يقول مرسي ما يريد ، وتترجمه إيران كما تريد ... ومما يقوي هذا الظن ، أن الرئيس مرسي اخترع بعد ذلك فكرة اللجنة الرباعية ، لحل القضية السورية ، فجعل إيران طرفا فيها، واعترف لها بأنها جزء من الحل في الشأن السوري. ولست أدري كيف وفق مرسي بين أن تكون إيران مشاركة في القتل ، وأن تكون في نفس الوقت مشاركة في الحل .؟ وهذا جمع بين النقيضين ، لا يقره العقلاء .؟
10 – كنا يا شيخنا الكريم ، نشتم عبد الناصر لأنه أعدم السيد قطب .. فمن الآن فصاعدا سوف نترضى عن عبد الناصر .. في الوقت الذي نترحم فيه على السيد قطب .. وندع الرجلين لأمر الله ، يفصل بينهما بالحق ، وهو أحكم الحاكمين ...
ولكننا سوف نتبرأ أيضا من هؤلاء الدخلاء على الإخوان المسلمين في مصر ، وليسوا منهم . بأمارةِ أنه لو كانوا إخوانا حقا ، لما اختاروا أوكس الصفقتين في الوقت الذي اختار فيه خصمهم عبد الناصر أعلاهما في الشأن السوري ... فالموقف الحالي للإخوان ، يوحي بأنهم موافقون على تقسيم سوريا ، ودمارها وخرابها وتشريد أهلها على غرار تشريد الفلسطينيين . ولو كان عبد الناصر حيا لما سمح بذلك ... وكلنا يذكر أن خسارة مصر لحرب 1967 كانت بسبب موقف مشرف لعبد الناصر مع سوريا . فقد حشدت إسرائيل يومها حشودا على الجبهة السورية ، وتخوفت سوريا من ضربة إسرائيلية .. فخطب عبد الناصر وقال : أمنُ سوريا منْ أمنِ مصر ، والاعتداءُ عليها اعتداء على مصر ، ثم قام عبد الناصر بإغلاق ممرات تيران ، ولوَّح لإسرائيل باستعداده لأن يخوض حرباً دفاعا عن سوريا .. وبعد ايام يسيرة من هذه التصريحات ، قامت إسرائيل بالغارة على الطيران المصري فدمرته في أماكن توضعه على الأرض ، وكانت هزيمة 1967... ولسنا بصدد الحديث عن تلك النكبة أو النكسة ، التي لم يكن لعبد الناصر يدٌ فيها ، وإنما كانت بخيانة من بعض ضباطه . وإبلاغ كاذب عن الجاهزية القتالية المصرية ، مما تسبب في تلك الخسارة آنذاك ..
شيخنا أبا بكر الذهبي :
اسمح لي - على غير معرفة بيننا - أن أحييك .. وأحيي شعورك بضرورة الوقوف مع السوريين .. وإن دل هذا على شيء ، فإنما يدل على أصالة نبلك ، وكرم محتدك . وإنه لا يستغرب الجوهر من معدنه ، ولا يستنكر أن يتضوع المسك من أردان الطيبين ...
( ... فليعذرني القريب قبل البعيد عن أسئلتي هذه ، ومن كانت لديه الإجابة أرجو أن لا يتأخر: هل حقاً من وصل الى الحكم في مصر هم الإخوان المسلمون؟؟؟ هل حقاً أن رئيس مصر الحالي هو حافظ لكتاب الله وابن الحركة الاسلامية؟ ؟؟؟ هل حقاً ما زالت مصر على خارطة القضايا العربية ويعنيها ما يعنيهم؟؟؟ اذن فلماذا التخاذل والسكوت والوهن على ما يحصل في سوريا من مصر التي كانت أم العروبة؟؟؟ ألا ينبغي ان تهتم ببنيها أم أنها تبرأت منهم؟؟؟؟ بالله عليكم أجيبوني ماذا جرى للمسلمين في مصر؟؟؟؟ أسئلة من مسلم جريح!!!! ) .
الرابط : http://www.syria2011.net/t61858-topic
رسالة جوابية لفضيلة الشيخ أبي بكر الذهبي .. :
بقلم : أبو ياسر السوري
أيها الشيخ الكريم ، لقد سألت عن أمورٍ ، هي في منتهى الأهمية ، وسوف أجيبك عنها بمنتهى الدقة والأمانة .. ولكن اسمح لي أن أجيبك على أسئلتك بأسئلة :
1 – كل الشعب المصري يرى أن الإخوان كانوا لاعبين أساسيين بعد مبارك . وأنهم أحرزوا أكثر الأصوات في مجلس الشعب .. وأن عددا من قيادييهم ما زالوا يظهرون على القنوات الفضائية ، ويتحدثون ، ويناقشون ، ويدافعون عن أنفسهم أمام منافسيهم .. ألا يعني ذلك كله أن الإخوان فعلا قد وصلوا إلى امتلاك أزمَّة الحكم في مصر .؟؟؟
2 - مرسي كان سجينا على اعتبار أنه من قياديي الإخوان ، وقد أخرج من السجن بعد استقالة مبارك ، بليلة أو ليلتين .. ثم رشحه الإخوان لمنصب رئاسة الجمهورية ، وضمنوا له النجاح ... فهل تعتقد أن الإخوان يجيئون بمرشح ليس منهم ، ويجعلوه رئيسا على مصر .؟؟؟
3 – مرسي يقال : إنه حافظ قرآن . ولكننا لم نلمس منه أنه كذلك ، فحافظ القرآن يكرمه الله ببركة القرآن الكريم ، بزلاقة في اللسان ، وفصاحة في مخارج الحروف ، ونصاعة في البيان ... فهل ترى لمرسي نصيبا من هذه المكرمات .؟؟ ثم إن حافظ القرآن لا يستغني في خطبه عن الاستشهاد بشيء من القرآن الكريم .. فهل لاحظت أن مرسي استشهد بآية قرآنية واحدة منذ أن أصبح رئيسا وحتى الآن .؟؟
أما أنا فلا أذكر أن مرسي يستشهد بشيء من كتاب الله .. لهذا أشك وبشدة ، فيما أشاعوه من حفظه للقرآن . وأظنها دعاية كاذبة ، أطلقت لغرض غير نبيل ..
4 – كيف يكون مرسي حافظا للقرآن ، ويدير ظهره للعرب قاطبة ، ويولي وجهه شطر الدول المجوسية والبوذية والشيوعية .؟؟ فمرسي الآن حليف لإيران وحليف لروسيا وحليف للصين وحليف للهند ، وفي واقع الحال ، هو موال لكل دولة تكيد للإسلام والمسلمين . لو كان فعلا حافظا لكتاب الله لما ارتمى في أحضان إيران ، ولما سار في ركابها ...
5 – أما أن مرسي ابن الحركة الإسلامية ، التي تسمى " الإخوان المسلمون " فنعم إنه ابن هذه الحركة ... ولكن السؤال الأولى بأن يثار في هذا المضمار : هل حركة " الإخوان المسلمون " في مصر اليوم ، هي نفسها الحركة الإصلاحية التجديدية ، التي نادى بها الشهيد حسن البنا منذ 65عاما، أم أنها تغير اليوم رسمها، ولم يبق منها إلا اسمها؟
لو كان حسن البنا حيا لتبرأ من جماعة الإخوان اليوم ، وحكم عليهم بالردة ونقض العهد .. فحسن البنا كان مجاهدا في سبيل الله ، وهم مجاهدون في سبيل الدنيا.. وحسن البنا لم يكترث برضى أعداء الإسلام ولا سخطهم ، وهؤلاء لم يعد يهمهم سوى رضى اليهود والمجوس والشيوعيين .. وحسن البنا لم يكن يلهث وراء مكاسب دنيوية ، ولا مصالح حزبية ، وما كان من دعاة الإقليمية ولا الفرعونية ... وهؤلاء لا يتحركون إلا وفق مصالح الدنيا الخاصة بهم كحزب أولا ، ثم المصالح الخاصة بمصر ثانيا ، ولا يهمهم شيء من أمر العرب ولا المسلمين .. ورسولنا الكريم صلوات الله عليه يقول : من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ... فما رأيك ؟ هل هؤلاء الإخوان هم أبناء حسن البنا وأحفاده .؟؟ أم هو بريء منهم ، وهم منه براء .؟؟؟
6 – أما سؤالك عن مكان مصر من الأمة العربية .؟ فأطمئنك إلى أن مصر اليوم فرعونية ، تفتح ذراعيها لاحتضان الفاطمية من جديد ، فهي ترفع لواء مصر أولا ، ومصر ثانيا ... ومصر عاشرا .. ولا علاقة لها بالأمة العربية.. وإمعانا منها في التنصل من العروبة ، نجدها تختار توثيق علاقاتها مع أعداء الأمة العربية "إيران الفارسية" ،
يمكن القول أنه لم يعد لمصر علاقة بالإسلام ، بعدما فتحت أبوابها للمد الشيعي الإيراني الفارسي ، الذي ليس بيننا وبين اصحابه جامعة من نسب ولا دين .. فهم فرس وليسوا عربا ، وهم يعتقدون اعتقادات تخرجهم من الإسلام ، فهم يخونون الأمين جبريل عليه السلام ، ويزعمون أنه حابى محمدا بالرسالة ، وكان ينبغي أن يبلغها لعلي . ويقولون بأن القرآن محرف ، ويكفرون أصحاب نبينا ، ونقلة الدين إلينا ، ويرمون أمهات المؤمنين بالفاحشة .. ولا يصلون كما نصلي ولا يصومون كما نصوم ، ولا يزكون كما نزكي ، ويستحلون الزنا باسم المتعة ، ويشرعون الكذب باسم التقية .... إلى آخر هذه الطامات .
ومختصر القول أن الإخوان قد نفضوا أيديهم من الأمة العربية .. وقبلهم القذافي عدل عن الدعوة إلى الوحدة العربية ، وصار يدعو إلى الوحدة الأفريقية .. واشترى لنفسه منصب ملوك أفريقيا بالمال... وكان في ذلك خيرا من الإخوان الذين تنكروا للأمة العربية ، وجعلوا مصر العربية ذيلا لإيران الفارسية ...
7 - مصر يا شيخنا الفاضل ، كبِّر عليها أربعا .. فقد ماتت مصر .. كبر عليها أربعا وقل : على الله العوض ومنه العوض فيك يا مصر الإخوان المسلمين .. لقد طهرك صلاح الدين من الشيعة الفاطميين ، فأبى هؤلاء الإخوان إلا أن يفتحوا أبواب مصر للتشيع من جديد .. فلا تستغرب يا سيدي إن سمعت بعد سنوات أن يشتم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في أرض الكنانة ..!!
ألم يأتك نبأ سليم العوا .؟ الذي يعمل الآن مستشارا للرئيس مرسي .. وكان من قبل أحد المرشحين لمنصب الرئاسة في مصر .. قال العوَّا في برنامجه الانتخابي : إن أول خطوة سيخطوها إذا فاز بالرئاسة ، هي تطبيع العلاقات ما بين مصر وإيران .. ولست أدري ماذا كان يريد العوا من ذلك .!؟ لعله كان يريد أن تُفتَحَ الأبواب لنكاح المتعة ، لتُحَلَّ به مشاكلُ الشباب المصري في الزواج .؟ هذا العوا هو من أقوى أعمدة المجوس الإيرانيين في مصر الآن .
ثم ألم تسمع يا شخنا الكريم ما قال حمدين صباحي .؟ وهو مرشح آخر للرئاسة في مصر .؟؟ فهذا أيضا يرى أن التقارب مع إيران أفضل من التقارب مع دول الخليج .. وأنه خير من التقارب مع أي دولة عربية أو إسلامية في منطقة الشرق الأوسط .!
ألم تسمع أن مرسي قد أبرم عقدا مع إيران على السماح ببناء 15 ألف حسينية ، لنشر المذهب الشيعي ، وأن بعض هذه الحسينيات بدأ تشييدها في القاهرة منذ شهور .؟؟ ولكن ذلك يتم بسرية كاملة ، وإذا سئل أحد الإخوان المسلمين عن شيء من ذلك ، سارع إلى الإنكار والتكذيب ، خوفا من ثورة الشعب المصري ، على هذا التقارب المشبوه ما بين مصر ومجوس إيران .؟؟
8 – لعلك تذكر يا أخي أن مرسي قال في أول خطاباته بعد فوزه بالرئاسة : لن أدع السوريين وحدهم في الميدان يُقتَلون .. وصرح أكثر من مرة ، أن على بشار الأسد أن يرحل عن سوريا بعدما تلطخت يداه بدماء السوريين الزكية .. وقال الرئيس مرسي : إنه لن يزور أي دولة تتعاطف مع بشار الأسد .. وبعد كل هذه التصريحات ، ماذا كان .؟ هل وفى مرسي للسوريين بما وعد .؟ لا والله لم يفعل .. وإنما ترك السوريين يقتلون وبوتيرة أعلى من ذي قبل .. وكفَّ أخيرا عن المطالبة برحيل الأسد .. ولم يترك دولة معادية للشعب السوري إلا وزارها .. زار إيران وروسيا والصين .. وصرح في تلك الدول أن وجهة نظره في الشأن السوري ، متطابقة مع وجهة النظر الإيرانية ، والصينية ، والروسية ... ثم لم يعد لديه أخيرا أي مانع من بقاء الأسد رئيسا على السوريين ، بعدما قتل منهم أكثر من 700 ألف سوري .. وشرد أكثر من سبعة ملايين سوري ، وهدم أكثر من 3 ملايين منزل ، ودمر كل مساجد المسلمين ومدارسهم ودوائرهم الرسمية ، ودمر حمص ودير الزور دمارا كاملا ، ودمر نصف حلب ، ونصف دمشق العاصمة .. ودمر ريف حلب وريف دمشق وريف إدلب ، وجسر الشغور وحماه .. وقضى على البنية التحتية قضاء شبه كامل ....
9 – ولعلك تذكر يا صديقي أن مرسي زار إيران ، وخطب وترضى عن أبي بكر وعمر ، وتحدث عن سوريا والبحرين بما يسرُّ العرب في هذين البلدين ، وأنه طالب برحيل بشار صراحة ، وأعلن وقوفه مع الشعب السوري في قلب إيران ، ووقوفه مع حكومة البحرين ... وبعدما كنا معترضين على زيارته لإيران ، أصبحنا بعد سماعنا لخطبته هناك ، راضين بعض الرضا عن هذه الزيارة المشبوهة ... ولكن إيران قامت يومها بتزوير ترجمة خطاب مرسي ، وفسرته على النقيض مما قال .. واللافت للنظر ، أن مرسي لم يعترض على قيام إيران بتزوير خطابه .. مما يؤكد أن هنالك اتفاقا سريا بين مرسي وإيران على نحوٍ ما .. يقضي بأن يقول مرسي ما يريد ، وتترجمه إيران كما تريد ... ومما يقوي هذا الظن ، أن الرئيس مرسي اخترع بعد ذلك فكرة اللجنة الرباعية ، لحل القضية السورية ، فجعل إيران طرفا فيها، واعترف لها بأنها جزء من الحل في الشأن السوري. ولست أدري كيف وفق مرسي بين أن تكون إيران مشاركة في القتل ، وأن تكون في نفس الوقت مشاركة في الحل .؟ وهذا جمع بين النقيضين ، لا يقره العقلاء .؟
10 – كنا يا شيخنا الكريم ، نشتم عبد الناصر لأنه أعدم السيد قطب .. فمن الآن فصاعدا سوف نترضى عن عبد الناصر .. في الوقت الذي نترحم فيه على السيد قطب .. وندع الرجلين لأمر الله ، يفصل بينهما بالحق ، وهو أحكم الحاكمين ...
ولكننا سوف نتبرأ أيضا من هؤلاء الدخلاء على الإخوان المسلمين في مصر ، وليسوا منهم . بأمارةِ أنه لو كانوا إخوانا حقا ، لما اختاروا أوكس الصفقتين في الوقت الذي اختار فيه خصمهم عبد الناصر أعلاهما في الشأن السوري ... فالموقف الحالي للإخوان ، يوحي بأنهم موافقون على تقسيم سوريا ، ودمارها وخرابها وتشريد أهلها على غرار تشريد الفلسطينيين . ولو كان عبد الناصر حيا لما سمح بذلك ... وكلنا يذكر أن خسارة مصر لحرب 1967 كانت بسبب موقف مشرف لعبد الناصر مع سوريا . فقد حشدت إسرائيل يومها حشودا على الجبهة السورية ، وتخوفت سوريا من ضربة إسرائيلية .. فخطب عبد الناصر وقال : أمنُ سوريا منْ أمنِ مصر ، والاعتداءُ عليها اعتداء على مصر ، ثم قام عبد الناصر بإغلاق ممرات تيران ، ولوَّح لإسرائيل باستعداده لأن يخوض حرباً دفاعا عن سوريا .. وبعد ايام يسيرة من هذه التصريحات ، قامت إسرائيل بالغارة على الطيران المصري فدمرته في أماكن توضعه على الأرض ، وكانت هزيمة 1967... ولسنا بصدد الحديث عن تلك النكبة أو النكسة ، التي لم يكن لعبد الناصر يدٌ فيها ، وإنما كانت بخيانة من بعض ضباطه . وإبلاغ كاذب عن الجاهزية القتالية المصرية ، مما تسبب في تلك الخسارة آنذاك ..
شيخنا أبا بكر الذهبي :
اسمح لي - على غير معرفة بيننا - أن أحييك .. وأحيي شعورك بضرورة الوقوف مع السوريين .. وإن دل هذا على شيء ، فإنما يدل على أصالة نبلك ، وكرم محتدك . وإنه لا يستغرب الجوهر من معدنه ، ولا يستنكر أن يتضوع المسك من أردان الطيبين ...