معارك عنيفة تدق أبواب الساحل السوري
سوريا (آسيا): أفاد مصدر عسكري في الجيش السوري الحر، في ريف مدينة اللاذقية، على الساحل السوري، "أنه وبينما ينشغل العالم، بمعركة القصير، التي يتبين يوماً بعد يوم أنها خدعة إعلامية، فتحت القوات الحكومية منذ الصباح الباكر معركة عنيفة، عند محور جبل الأكراد الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة، في محاولة لاقتحامه من خمسة محاور، وخصوصاً من جهة قرية كفريا، بالتزامن مع قصف عنيف يستهدف مناطق تابعة لجبل التركمان من محور الفرلق، وقرى تابعة لجبل النوبة".


معارك عنيفة تدق أبواب الساحل السوري N00050756-b

ويرى المصدر "أن النظام يقوم بفتح هذه الجبهات، بعد أن أضحى أقوى بمساندة من حزب الله وخبراء إيرانيين، في محاولة لحسم الأمور الميدانية قبل التوصل إلى حل سياسي، بحيث يمسك النظام بأوراق قوية للتفاوض، خصوصاً وأن معركة الساحل السوري لها حساسية خاصة بالنسية لهذا النظام".

معركة حاسمة
وكالة أنباء آسيا تحدثت إلى عدد من المقاتلين على المحاور المذكورة، حيث أكد أحد مقاتلي الجيش الحر التابع للواء أحفاد الرسول، والموجود على أحد المحاور بجبل الأكراد، أن القوات النظامية قد حشدت ترسانة ضخمة من الآليات المدرعة والدبابات في محاولة لاقتحام المنطقة، وسط تغطية جوية، إلا أن مقاتلو الحر يقومون بالتصدي للهجوم منذ الصباح، متوقعاً أن تطول المعركة وتزداد شراسة، في ظل إصرار النظام على حسمها بالقوة، وإعلان الجيش الحر أنه سيخوض المعارك إلى النفس الأخير من دون تراجع".

كما حذر المقاتل الميداني، من مصير القرى المحيطة بجبل النوبة، التي تتعرض لقصف عنيف ومستمر، أسفر عن سقوط عشرات المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، حيث يحاول النظام من وراء ذلك الضغط على الأهالي لعدم احتضان الجيش الحر".

تصحيح الصورة
ويضيف: "إن أهمية معركة الساحل بالنسبة لنا، ليست طائفية بل سياسية بحتة، في سبيل انتصار الثورة، وكف يد هذا النظام عن كافة الأراضي السورية وإظهار الحقيقة لأهلنا في الساحل، الذي يعتبروننا إرهابيين وتكفيرين، بينما نعمل نحن لمصلحة كل السوريين. إن هذا النظام لن يدوم للمؤيدين له، الفاسدين أو البسطاء منهم، ونحن نريد من الطائفة العلوية أن ترفع الصوت ضد هذا النظام الذي حولها إلى ضحية، وأن نطمأنها أن بين صفوفنا مقاتلين من كل المذاهب والأطراف، ولكنهم لن يعرفوا الحقيقة اذا استمروا بمشاهدة قناة الدنيا".

ويضيف: "لدى الجيش الحر إمكانيات وإرادة لخوض هذه المعركة، ولكن في حال طالت وامتدت دون وصول إمدادت للمقاتلين، فالأمر لن يبشر بالخير، سيتم استنزافنا".

النظام يعتمد على حزب الله
مقاتل ميداني آخر من كتيبة عز الدين القسام أكد في حديث لـ"آسيا"، أن المعركة محتدمة، حيث كان يخطط لها النظام منذ حوالي الشهر، وقد أشعلها اليوم نتيجة انضمام مقاتلي حزب الله إلى صفوفه، ظناً منه انه سيحسمها لصالحه سريعاً، مشيراً إلى أنه على الرغم من الضغط من عدة محاور على الثوار منذ الفجر، إلا أن القوات النظامية، لم تتمكن من التقدم ابداً في أي من المحاور.

مصير النظام في الساحل
ويضيف: "إن هذه المعركة مهمة جداً خصوصاً وأن اوتستراد اللاذقية الذي يصل بحلب يقع بين جبلي التركمان والأكراد، وهو جغرافياً موقع حساس، ولكن حقيقة المعركة بالنسية للنظام تتعلق بمصير "الدويلة العلوية" التي يطمح لها، ويريدها ان تكون تحت سيرته بالكامل، ليثبت للطائفة العلوية أنه يحميهم، ولكن الواقع أن هذا النظام يجني على الطائفة العلوية بممارساته".

ويضيف: "لقد انخدع العالم بمعركة القصير، التي جاءت لتشيح الاعين عن معارك أخرى ربما اكثر حساسية، ونحن نوجه رسالة للثوار أن النظام لن يسقط بمعركة القصير ولا بمعركة دمشق، بل سيسقط بمعركة الساحل اذا انتصرنا فيها، وعند ذلك سيفهم أهلنا بالساحل أننا نقاتل هذا النظام لأجلهم، كما لأجل أبناء حمص ودير الزور وكل السوريين".

نقاتل لأجل العلويين
وحول التخوف على مصير العلويين في حال سيطر الثوار على سوريا يقول المقاتل الميداني: "إن هذا النظام هو مصدر الإجرام في سوريا، وإن ديننا الحنيف لا يسمح لنا بقتل من لم يقاتلنا، ولن نسمح لأحد بالاعتداء على أهلنا العلويين وسندافع عنهم حتى الموت، ولكن سنقاتل من يقاتلنا".
"نحن طلاب حرية ودمقراطية لابناء شعبنا الحبيب ولسنا طلاب موت لأبناء الطوائف الأخرى، نحن نفتخر بلوحة الفسيفساء السورية التي يحاول النظام تشويهها، عبر افتعال الفتنة الطائفية، وتصوير ثورتنا على أنها ثورة ضد طائفة، فليسمع الجميع ذلك".

"غداً سيقولون أن هناك إرهابيين متشددين يريدون تخريب الساحل السوري، لذلك نحن بحاجة لدعم إعلامي يظهر الحقيقة، لأننا نتعرض لمؤامرات من النظام ومن الغرب ومن العرب ومن الائتلاف المعارض نفسه، لقد أثبتت قيادات المعارضة أنها تابعة ومأمورة ولم يعد الشعب السوري يثق بها، نحن بحاجة لقيادات سياسية جديدة".

وكان الإعلام الرسمي قد اكتفى بنشر خبر حول قيام الجيش السوري بتدمير أوكار لمسلحي المعارضة في قريتي الريانة والريحانية بريف اللاذقية الشمالي، ولم يأت على ذكر أي معارك أخرى.

زكيه قرنفل
رمز الوثيقة: 50756
المصدر : وكالة أنباء آسيا