بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لا شك أن احتلال القصير هو مؤلم جدا،

لكن المهم هو الإتجاه العام لحرب التحرير السورية، أو الأصح حروب التحرير في سوريا، حرب تحرير أرض سوريا، حرب تحرير تاريخ سوريا من العهد المجوسي النصيري و الجاهلي البعثي، و التبعية لإيران و ربطها بمعسكر الشيعة الأنجاس أدعياء مقاومة المشروع الصهيوني، و أدعياء التشيع لآن البيت صلوات الله عليهم و سلامه و هي الحرب القائمة الآن،

الحرب المستقبلية لتحرير هوية سوريا لاسترجاع حقيقتها العروبية الإسلامية، و تبدأ بعد التخلص من العهد المجوسي و تأسيس الدولة السورية الجديدة، و هي تشبة الحرب القائمة في مصر الآن، لا تزال تبدو مصر غريبة شاذة لا عروبة و لا إسلام، في الإسلام يحكم الدولة خليفة استمرار عهده معلق على استمرار صلاحيته للحكم لا ملك يرث الحكم بعد وفاة والده أو شقيقه، و يستمر عهده سواء ساء أو أحسن، و لا رئيس جمهورية عهده مؤجل لسنوات معدودة، يجرد من سلطة بعد اكتساب الخبرة و ازدياد صلاحيته للحكم.

لا تزال معظم الأرض السورية تحت سيطرة المجاهدين،

المهم أن القصير قاومت و بأسلحة متواضعة جدا، ليس من جملتها مضادات طائرات و لا مضادات دروع،

و لمدة تزيد عن أسبوعين ضد أشد جيش قوة تسليح و كثرة عديد، في الوطن العربي بعد الجيش المصري، مدعوم بالمجرمين الشيعة من لبنان و العراق و إيران.بعد أن كانت القرى و أحياء المسلمين مفتوحة عسكريا لا تستعصي على مفارز الشرطة.

حرب تحرير تاريخ سورية نظير كل حرب تبدأ بتذويب السلبية ثم تنمية الإيجابية، و تختتم بالتكيف مع الواقع.

السلبية التي يصير تذويبها الآن هي الضعف الكبير في محصلة مفردات القوة العسكرية من تسليح و تدريب و تنظيم و تخطيط، و إدارة المعارك.

بس الله الرحمن الرحيم

القصير انتصرت عسكريا،

و انتصرت أيضا معنويا،

كيف؟

لم ينهزم الثوار عسسكريا، كانوا على استعداد لمواصلة القتال، رغم الفارق الكبير في العدد و السلاح،

مثلا لو اتبعوا الطريقة الإفريقية في القتال، على الأقل كان القتال ليستمر مدة أطول، ربما حتى يصاب مجرمي حزب الشيطان بالضجر،ق و يستكثروا قتلاهم حتى يندحروا،

القبيلة الإفريقية في الميدان يقوم جنودها بقتل أهليهم، حتى ينفوا نقطة الضعف الوحيدة المتبقية و المعيقة لاستمرارهم في القتال حتى النصر.

طبعا أن لا أدعو لاتباع هذا الإسلوب الإفريقي في القتال، فهو غير شرعي، و لا يناسب الطبيعة العربية.

الثوار اضطروا إلى الاتفاق مع حزب الشيطان، يتركهم يجلون جرحاهم، مقابل أن يتوقفوا عن موصلة القتال بعبارة أصح مقابل هدية النصر.

لم ينتصر حزب الشيطان عسكريا، بل النصر كان ثمنا للإنسانية التي اشتراها الثوار منهم.

ثم غدر حزب الشيطان بالثوار و هم ينسحبون و يجلون الجرحى فقتل على الطرقات ما يزيد على المائة.

يمكن أن تعني هذه الوقاع انتصار في قاموس الأوغاد مرضى العقول و الانفاس، لكن في قاموس الناس الأصحاء و الإسلام هو الهزيمة بعينها، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "الغالب بالشر مغلوب".

على الثوار إذا أمكنتهم الفرصة من حزب الشيطان و عاهدوه عهدا أن يغدروا به، كما غدر بهم، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "الوفاء لآهل الغدر غدر عند الله، و الغدر بأهل الغدر وفاء عند الله".

لكن لا بد م التركيز على الملحوظة الكبيرة في طريقة انتهاء معركة القصير، فهي تكشف المشروع الإيراني الإسرئيلي المشترك الذي يتورط حزب الشيطان عن وعي في تنفيذه،

الثوار اتفقوا مع حزب الشيطان على طريقة إنهاء معركة القصير، و كان للنظام النصيري البعثي موقف مختلف، كان قيادة جيش النظام مصرة على مواصلة القتال و عدم السماح بإخراج الجرجى، أيضا كان الجيش و الشبيحة النصيرية يريدون القضاء على الثوار و الجرجى و دفنهم في القصير ليكونوا عبرة مرعبة للقرى و المدن التالية. و هو تصرف اليائس من النصر، والمغامر المستعجل قصير النفس.

ما يعنى أن حزب الشيطان أو بعبارة اصح إيران هو تستخدم نظام النصيرية و البعث أداة في مشروعها، و ليس أنها تدعم النظام المتهالك كما يتوهم بشار و بطانته.

حزب الشيطان هو في الأصل حزب مقاوم لكنه بفضل إيران صار مسخا لعينا، لكنه على الأقل هو يتذكر و يعرف أن إرادة الثوار لا تقهر، و أنه يستحيل على القوة ترويض شعب الثورة.

و ما يؤكد أن النظام النصيري البعثي هو مستغل و أنه أداة لتنفيذ المشروع المجوسي الصهيوني، و ليس أنه مدعوم منصور، هو أن النظام كان يريد تقديم معركة حلب على معركة القصير، لكن إيران و حزب الشيطان أصرا على البدء بمعركة القصير، باعتبار أنها أهم من حلب بالنسبة لهم، إذ أن مقياس أهمية القرية أو المدينة بالنسبة لإيران مدى بالأرخبيل الشيعي الممتد من العراق إلى لبنان و التي يصير وصله بشبكة طرقات جيدة، القصير تصل جبل العلويين و اللاذقية بالبقاع، لكن حلب تقع خارج دولة تحالف الأقليات لتي تريد إيران تأسيسها و احتضانها بمشاركة إسرئيل، فهذه الدولة القاطعة للدول القائمة في بلاد الفرات، هي في الأصل مشروع صهيوني، تنفذه إيران بمساعدة حزب الشيطان اللبناني، الذي يسعى إلى جعل سوريا على صورة لبنان، أي هو لا يمانع في قيام دولة للسنة في سوريا، شرط أن تكون دولة مزروة كاذبة مسخرة مهزأة مثل دولة الواجهة في لبنان المسكونة بالشيطان المجوسي، و يكون جيب جبال العلويين و الساحل مثل الضاحية الجنوبية لبيروت هي الدولة الحقيقية من الباطن.