شبكة شام الإخبارية - قصة شهيد
الشهيد يوسف محمد الأقرع – جوبر –حمص
إنه الرجل البخاخ الذي ثار على جدران مدينته إنه الإعلامي المسلح بكاميرته....
... ولد يوسف في5/10/1991 في حمص، حي جوبر، منحدراً من بيئة ريفية، ومدينة لن ينساها أحدٌ في العالم لكثرة ما قدمت من تضحيات وكثرة ما عانت من ويلات.
إنها (بابا عمرو) المدينة العصية التي لم تكترث لألمها ولم تستسلم لقاتلها بل قدمت زهرات أرضها الواحدة تلو الأخرى ومنهم الشهيد يوسف.
كان طالباً في جامعة خالد بن الوليد قسم الكيمياء لكن أحلامه الشخصية لم تمنعه من الالتحاق بما هو أسمى في نظره.
خرج في أولى المظاهرات في ساحة الحرية في مدينة حمص، وبدأ بكتابة بعض الشعارات على الجدران دون إظهار شخصيته فعرف بالرجل البخاخ، وكان يراعه مفعماً بالإبداع ، وأشهر لافتة رفعها كانت بعد مقتل داوود راجحة إذ كتب : داوود راجحة .. وفاة طبيعية بثلاث طلقات في الرأس، التوقيع: قناة الدنيئة. "
ولا يقولن أحدٌ أن هؤلاء الشباب يرمون أنفسهم الى الموت حتى يتخلصوا من حياتهم فهم من الشباب الواعي المثقف المتعلم الطامح للحياة
وليس أي حياة !! بل الحياة الكريمة العفيفة الحرة .
في مظاهراتنا السلمية كانت عدسته هي مرآة الحقيقة والعين التي تنقل للعالم صورة حية عن الثورة وأهدافها والمطالب المتواضعة للشباب الثائر، استمر في عمله الثوري حتى تصدر قائمة المطلوبين للنظام مما اضطر أهله إلى رجائه المغادرة إلى تركيا فرضخ مكرهاً لطلبهم.
غاب مدة شهرين، كانت كافية لشحذ همته فتوهجت شعلة الإيمان في داخله، فلم يحنث بالقسم الذي قطعه على نفسه بالمضي نحو الحرية أو أن يهلك دونها،
اتجه إلى لبنان وأخذ يساعد الجرحى والمصابين من أخوته، ثم تسلل عبر الحدود اللبنانية السورية إلى داخل سوريا بمساندة كتائب الفاروق، متوجاً عمله الثوري، مُسلحاً بالكاميرا.
فوثق عمليات الجيش الحر في مدينة القصير مع كتيبة سلمان الفارسي بقيادة الملازم الأول عرابي إدريس.
واستمر في تصوير العمليات إلى أن دخل مع المجاهدين إلى قرية السلطانية المجاورة لبابا عمرو في محاولة لتحريرها، فاستهدفته قذيفة مدفعية في 27-9-2012 واستشهد على إثرها ...
بكتْ الأرض عندما لامستها دماؤك، شعرتْ فجأةً بدفءٍ تغلغل إليها للحظات ثم امتزج بدموعٍ وآهات وبعض القبلات، ذهبتَ وبقيتْ صورٌ منك تَـشهد على وفائك وشجاعتك. أورثتَ أهلك جهاز تصوير( كاميرا) فيها آخر ما تبقى من أنفاسك.
يا لهف أمك إذ اشتمت رائحة تلك الدماء تعبق في أرض ذلك المشفى الميداني المتواضع.
لا إله الا الله جهرتَ بها ولقنوكَ بها وستلقى بها ربك باذن الله.
شهدنا لك وشهد قبلنا حي السلطانية بما تملك من جرأةٍ وإقدام
بهرت كل من عرفك بمواهبك فكنت ذكياً متقداً سريع البديهة، فناناً تجيد الرسم والشعر
وللشهيد أبيات منذ 7 سنوات كانت قصة بدايته مع الشعر .. كأنّها تحكي يومنا الحاضر
و لولا إذ تـدعنا الـحرب نأتها **** بـرجـالِ حـربٍ بَـأسُـهُـم خـطيـرُ
.شـَـاهِـري الـبَـوارِق للـعـدى **** كما سيف العدل للظالمين نذير.
نحن فرسان الهيجا والوغى **** و روّاد الــمـوت الغلاظ الـمغـاويــر.
فإن انقلب الزمان فــما لــنـا **** إلا الـذود عـن حـمـانـا أو القبـور
له عدة رسومات معبرة وجميلة
من نهفات الشهيد يوسف ..... رحمه الله
" أنا مشروع شهيد إذا أحد يريد شفاعة يسجل اسمه و يدفع عالصندوق"
ومن كلماته الصادرة من القلب:
" قد علمتني الحياة أن أنتظر... أن أعيَ لعبة الزمن دون أن أتنازل عن عمق ما حصدته.
قل كلمتك قبل أن تموت فإنها ستعرف حتما طريقها.
كلمتك ستشعل عاطفة أو حزنا أو نزوة غافية".
وهذه أبيات مهداة إلى الشهيد الإعلامي البطل، من الشاعر الأدهمي:
عرفــت طريقـي إلـى جنّتــي= فسـرت يضـيء طريقـي الإباء
وأمسكت حبل اليقيـن هــدى= وأحييت في صدري الكبريـــاء
وقــد عــرف العــزّ منـي علـوا= ولـم يعرف المجد مني انحناء
رضـا الله أرجـو يكـون انتهائـي= وقد كان في عمــري الابتـداء
هنيئـا هنيئا لمن سـار بعـدي= وثــار ليـعــرف طعـــم الهنــاء
بقلم عبير الشام، من كتاب سيرة مئة قمر سوري، منشورات تيار العدالة الوطني
[img]https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-prn1/943175_574638149253430_764890710_n.jpg[/img]