ميشيل كيلو.. أصبح رقمًا صعبًا في المعارضة، يحمل إلى أسطنبول قائمة طويلة يريد ضمّها لما يسمى الائتلاف. تقف وراءه دولة إقليمية كبرى ربما تريد أن تدفع عن نفسها صفة الإرهاب أو التطرف من خلال دعمها الكبير والكاسح لعلماني ومسيحي ليتقدم صفوف ثورة يتهمها الغرب بالجنوح نحو الأسلمة.
ميشيل كيلو معارض له تاريخ طويل في التصدي لنظام الأسد وكان من نزلاء سجونه، هذا أمر يحسب له ويتفوق فيه على غيره. غير أن كيلو ارتكب من الأخطاء وأطلق من التصريحات ما تنزع عن صفات تؤهله ليكون سياسيًا قياديًا في الثورة السورية النازفة.
ففي مطلع 2012 انتقد كيلو في تصريحات لصحيفة لوفيجارو الفرنسية الجيش السوري الحر بشدة قائلاً إنه يخاطر بسوريا ويدخلها في فوضى لا نهاية لها.
وفي منتصف العام الماضي ومن موسكو الحليف الأوثق لبشار وجرائمه والتي زارها الرجل عدة مرات، اقترح ميشيل كيلو أن يقود مناف طلاس المرحلة الانتقالية في سوريا معتبرًا في تصريح لإذاعة “صوت روسيا”، إن طلاس قد يضطلع بدور أساسي في سوريا.
وفي مقال له نشره في السفير اللبنانية بعنوان “البديل الإسلامي لن يكون ديموقراطيًا”، هاجم كيلو التيار الإسلامي بضرواة وهذا شأنه وخياره، إلا أنه تعدى الحدود حين كتب: “واقعة فارقة هي عدم وجود امرأة واحدة بين من انتخبوا في هزليات المجلس الوطني اللاديموقراطية الأخيرة، ثم ما زفه إلينا أحد المجلسيين من بشائر على صفحته في “الفيسبوك” من تعيين ثلاث نسوة فيه، ينتمين جميعهن إلى العصر الحجري”. وفي هذا تعدّ صريح وصفيق على المرأة المسلمة وحقها في اختيار لباسها وفيه انتقاص أيضًا من ثوابت ومفاهيم الغالبية العظمى من الشعب السوري.
وقبيل مؤتمر القمة العربية وجه كيلو انتقادات لاذعة لدول عربية من الدول “الداعمة” بشدة للثورة السورية وأطلق تصريحات لاذعة بحق أحد كبار مسؤوليها، وإذا كان هذا الأمر يعنيه أيضًا وإن كان يظهر افتقاره للدبلوماسية واللياقة فإن قوله ساخرًا “فالزعبرات تمشي على شوية جهلة وبدو”، أمر يسيء فيه كيلو أيضًا إلى البدو والعشائر والذين يشكلون جزءًا مهمًا من مكونات الشعب السوري.
هذه المواقف -وهي أمثلة محدودة- تظهر أن الرجل يفتقد ويفتقر لمؤهلات السياسي والدبلوماسي كما أنه بعيد عن تطلعات وتوجهات عموم الشارع السوري، فهل يستقيم أن يقدم لنا فجأة كقائد بارز وزعيم فريد؟
ياسر سعد الدي