بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

يندد فيه بمجزرة (القصير) التي يرتكبها النظام السوري ويدعو الأمة
إلى هبّة إسلامية حقيقية لنصرة المستضعفين في سوريا
ودعم الجيش الحر بكل الإمكانات والوسائل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد:

فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يتابع كل يوم تطورات الوضع في سوريا
وما وصل إليه من معاناة خطيرة، والتي كشفت عن الطبيعة الدموية
والوحشية للنظام السوري، والتي فاقت كل التوقعات، فلم يعر النظام
أي اعتبار لكل الأخلاق والأعراف المعروفة في أوقات الحرب، حيث أجهز
على الأخضر واليابس، بقتل الناس، وإن كانوا أطفالا ونساء وشيوخا
حتى الحياوانات والطبيعة لم تسلم هي الأخرى من ظلمه واعتداءاته.

وإن ما وقع ويقع الآن من مجازر خطيرة ورهيبة، وخاصة في بلدة (القصير)
بمحافظة حمص، التي قام بها الجيش السوري الظالم، بدعم من مسلحين
من حزب الله وغيره، يقودهم إيرانيون متعصبون ليوجهنا إلى الدعوة
إلى النفير العام، الواجب على كل مسلم داخل سوريا وخارجها
لنصرة ونجدة إخواننا بكل الوسائل والإمكانات.

وأمام هذا الوضع المؤلم والخطير، فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
يدعو ويؤكد ما يلي:

أولاً: يدين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأقصى عبارات الإدانة الجرائم البشعة،
والممارسات الوحشية، التي يرتكبها النظام السوري ضد شعبه
وخاصة في بلدة القصير، ويعتبر أن هذه الجرائم قد تجاوزت مستوى الجرائم ضد الإنسانية.

ثانياً: يدعو الاتحاد الأمة الإسلامية، إلى القيام بهبّة إسلامية حقيقية
لنصرة إخوانهم في سوريا، وخصوصا في بلدة القصير بمحافظة حمص
وهذا واجب على الأمة جميعا شعوبا وحكومات، والتقاعس في ذلك يعد
إثما مبينا، وجرما كبيرا، يُسأل عنه المرء يوم القيامة
فـ"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه" بل تجب نصرته والدفاع
عنه لقوله تعالى: {وَإِنْ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ} [الأنفال:82]
وأن الفئة الباغية الظالمة يجب التصدي لها بكل ما نملك
حتى تفيء إلى أمر الله، بالكف عن قتل الناس والتنكيل بهم.

ثالثاً: يدعوا الاتحاد الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي
إلى اجتماع طارئ لاتخاذ قرار عربي إسلامي، يوقف المجازر التي تقام
في حق الشعب السوري، والضغط على لبنان لسحب عناصر حزب الله
من الأراضي السورية، ومنعهم من التدخل لدعم النظام الباغي
والظالم، وحث إيران على وقف دعمها ومشاركتها في قتل الشعب السوري.

والله مولانا وحسبنا وناصرنا، وهو نعم المولى ونعم النصير.

أ.د علي القره داغي - الأمين العام
أ.د يوسف القرضاوي-رئيس الاتحاد