شبكة شام الإخبارية - قصة شهيد

عبد العظيم عبد السلام سيف الدين –حمص–

ولد البطل عبد العظيم بتاريخ 25/8/1992 في منطقة الغوطة في مدينة حمص، وهو الولد الثاني في العائلة بعد الولد البكر، وكانت عائلته تتألف من خمسة أشخاص 4 ذكور وأنثى واحدة وله شقيقة متوفاة قبل ولادته بعام واحد.
...
درس عبد العظيم مرحلته الابتدائية في مدرسة الغوطة (شاكر الفحّام حاليا) وحين بلوغه الصف الرابع الابتدائي قررت عائلته الانتقال لمنطقة (القصور) بيد أن مدرسته لم تتغير.
وفي مرحلته الإعدادية من الدراسة دخل مدرسة _حوري رجّوب_ (منطقة الغوطة) ودخل في دورات تعليمية في معهد _ عمر بن الخطاب _ (منطقة الدبلان) وكان في دراسته ضعيفا نسبيا إذ لم يحصل في الشهادة الإعدادية على درجة تؤهّله لدخول المدارس الثانوية العامّة فاضطر لدخول المدرسة الثانوية للصناعة (طريق حماة) وأنهى مشواره الدراسيّ في الصف العاشر إذ لم يكن يحب الدراسة حباً كبيراً.
وبدأ البطل طريق عمله مهتمّاً ببناء مستقبله وفي الوقت نفسه كان معيناً لأهله بالمشاركة مع أخيه الأكبر ،وكانت بداية عمله مؤسسة للنشر والطباعة.
كان مرحاً لطيفاً منذ صغره، ودوداً مع جميع أصدقائه عاشقاً لأجواء الصداقة وما أن ينتهي دوام عمله حتى نراه ذاهباً لرفاقه أو أقربائه الشبان في مثل سنّه.
وفي 15/3/2011م بدأت الثورة السوريّة ضد نظام الطاغية بشار الأسد, وعبد العظيم كان كما فرضت عليه أخلاقه ومبادئه الإسلامية والعربية معارضاً للقتل والظلم والتنكيل بالناس العزّل وجميع ممارسات النظام اللاإنسانية .
وبعد شهرين من اندلاع الثورة حان موعد التحاق عبد العظيم بخدمة العلم الإلزامية, وكانت نصائح أهله له بعدم الالتحاق بالخدمة حالياً وتأجيلها ولو لعام فقط خوفاً من إجباره على إطلاق الرصاص على المظاهرات السلمية والمدنيين العزّل، ولكن ما كان من عبد العظيم إلا الرفض بحجة أنه يريد التخلص من هذا الهمّ الجسيم وإكمال حياته دون التفكير فيه .
والتحق عبد العظيم بخدمة العلم متوكلاً على الله، وكما عهدناه دائماً قاصداً وجه ربّه في كل ما يفعل .
كان عبد العظيم برتبة عريف في كتيبة الدبابات والمدرعات وكان على علم بكل ما يفعله الجيش الخائن بالشعب، ولكنه كان عاجزاً عن فعل أي شيء وذلك خوفاً على أهله وأقربائه من جريمة انشقاقه عن النظام المجرم, ولكن حين اشتدت المصائب و المصاعب على أهل سوريا وهُجّروا من بيوتهم وانهال القصف عليهم من كل حدبٍ وصوب وبخاصة في بابا عمرو؛ طلب عبد العظيم من الضابط المسؤول إجازة ليطمئنّ على أهله وكان ينوي بداخله أن لا عودة مرة ثانية إلى صفوف الجيش العقائديّ، ولا رجوع عن قرار الانشقاق والانضمام إلى الشعب في ثورته المباركة.
وانشق البطل عبد العظيم عن الجيش السوري بتاريخ 31/3/2012 و أقام مع أهله لمدّه شهر قام خلاله بمساعدة الجمعيات في تقديم المعونات والمساعدات للنازحين والمهجّرين, ومن ثم قرر عبد العظيم الانضمام لصفوف الجيش السوري الحرّ بتاريخ 10/5/2012 لمعرفته بقواعد الحرب و تفاصيل السلاح وكيفية استخدامه، وأخذ من خدمته في الجيش العقائديّ أدق التفاصيل ليستخدمها فيما بعد ضدّهم. و التحق البطل بكتيبة الأنصار التي هي من الكتائب التي تدافع عن أهلنا في منطقة (جورة الشيّاح) وبعد أربعين يوماً من الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الأرض والعرض و الاستبسال في حماية الشعب الأعزل؛ قضى البطل عبد العظيم سيف الدين شهيداً في سبيل الله والوطن مجسداً أروع مشاهد البطولة والتضحية والتي لم ولن ننساها ماحيينا، ولن ننسى من ضحى بأغلى شيء يملكه ألا وهي روحه الطاهرة لكي يدافع عنا من بطش النظام المستبدّ. ليستشهد الشاب المتديّن ذو الخلق في 15/6/2012م
أيها الحبيب الراحل: لعل لدي الكثير مما أخبرك به، لكن أقول لك... لقد وصلت مصاحف القرآن الكريم التي طلبتها قبل استشهادك لتوزعها على النازحين، وصلتهم يوم استشهادك وهم يقرؤون فيها قوله سبحانه" من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدّلوا تبديلا".
و في سورية التي يصبح أسمى حلم للأب المفجوع فيها أن يحظى بحضور جنازة ولده .. وحين تغدو لحظة الوداع ممنوعة ... وحين تبحث أم عن نافذة للصبر حين تسمع نبأ الرحيل فتسأل: أمات وهو يحارب؟ هناك في جورة الشياح حيث روى الدم الطهور التراب؛ ستعانقك يا عبد العظيم أرضك لتضمَّك بين جنباتها أماً وأباً وأحبة.
حين يعزّ أن تراك أمك وأبوك وأحبتك صبيحة عرسك أو أن تقول لك عن قرب: أيها الحبيب وداعاً..!
 قصة الشهيد (( عبد العظيم عبد السلام سيف الدين –حمص–)) 374218_566310810086164_1659015121_n