اخترت لك (4) .. وعسى أن يعجبك

بقلم : ابو ياسر السوري

سيدفنونه في خيمتنا :

المكان : مخيم الزعتري . الزمان : 2013 المناسبة : موت أحد السوريين من نزلاء الزعتري .

وثم طفل يجلس بجانب والده .. وشيخ يخطب أمام القبر قائلا :

رحمة الله عليك يا فلان .. اليوم يأخذونك إلى بيت لا طعام فيه ولا غذاء ، ولا ضياء ولا ماء ، بيت لا فرش فيه ولا متاع ، بيت ما فيه إلا التراب ، ولا يمثل إلا الخراب ، يلفه الظلام الدامس ، وتملؤه الوحشة ، ولا ترى فيه رفاقا ولا أقارب ، إلا الأفاعي والعقارب ...

فالتفت الطفل إلى والده يقول :

كأنهم سيدفنونه في خيمتنا يا بابا .!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

من قاموس الاستبداد :

كثيرا ما نسمع بعبارة : [ ملكي أكثر من الملك .. وهتلري .. ستاليني .. وبول بوتي ..] وكلها تحوم حول معنى واحد تقريبا ، لأنها تعني أن حياة الحاكم أهم من حياة المحكوم . فأتباع الملك يختزلون الأمة في شخص صاحب الجلالة .. وأتباع الفوهرر هتلر مقتنعون قناعة كاملة أنه لا وجود لألمانيا بدون هتلر ، ولا باس أن يباد العالم كله ليكون هتلر الحاكم الفرد فيه .. وأتباع ستالين كانوا يرون أن من يعارض ستالين يجب أن يغيب عن الأنظار ، فيرحل إلى معسكرات الأشغال الشاقة والتعذيب وأن يموت بعيدا هناك .. والكمبوديون كانوا يصرون على وجوب الطاعة العمياء لبول بوت ، ويرتكبون بأمره أشنع الجرائم ضد الإنسانية .. وها هو التاريخ يعيد نفسه ، فطابور المنحبكجية من النصيريين والانتهازيين والتافهين .. يقولون : الأسد أو نحرق البلد ..

سوف يموت الأسد وتبقى سوريا :

الأسد في قتله للسوريين بقصد كسر إرادتهم ، كمن ينتحر خوفا من الموت .. فالكثرة تغلب الشجاعة . ولن يستطيع دكتاتور واحد ، أن يكسر إرادة 25 مليون سوري ضده . فالنتيجة الحتمية تقول : الأسد مهزوم ، والشعب منتصر .. والأسد زائل ، والشعب باق .. هذه حقيقة لا يماري فيها إلا غافل عن قراءة التاريخ .. لقد أحرق نيرون روما ، وأراد لها أن تزول قبل أن يزول ، فمات نيرون وبقيت روما . لتقول لكل جبار مستبد : إنك زائل ، وشعبك باق، ومحال أن ينتهي الزيتون .