للمقارنة والعبرة :
هذا الموقف الإنساني من أردوغان رئيس وزراء تركيا ، يفيض إنسانية ، وهو كفيل بأن يجعل القلوب تنبض بالشكر له ، والحب والتقدير والامتنان ...
ولكن النواب في البرلمان الأردني ، وكثير من العلمانيين المؤيدين لبشار ، خرجوا يطالبون بطرد السوريين من الأردن ، بدعوى أنهم ضيقوا على الأردنيين في الرزق . وزاحموهم على الأعمال الحرة .
أما في العراق ولبنان ، فيختطف السوريون الفارون ويسلمون للنظام ، ليقوم بتصفيتهم .. مع أن العراق ولبنان تزعمان أنهما تتمسكان بمبدأ النأي بالنفس .
وأما في دول الخليج ، فالوضع محير جدا ، ولا تستطيع أن تفهم الموقف ، فبعضهم يضيق على السوريين المقيمين عنده ، ويطرد كل سوري يعمل عند غير كفيله ، ويمزق له إقامته التي اشتراها بأكثر من 15 ألف ريال ، ولم يتمكن بعد من وفاء ديونه بسببها .. وبعضهم يرفض أن يقبل السوري بفيزة عمل أو زيارة .. وبعضهم يلاحق السوريين الذين يتظاهرون أمام سفاراتهم ، احتجاجا على المجازر التي تقع على أهليهم في سوريا .
وليبيا أغلقت حدودها أخيرا في وجه الفارين من السوريين ، وكثير منهم عالق على الحدود بينها وبين مصر ، وترفض الدولتان قبول إقامتهم عندها ...
أما الدول الأوربية وأمريكا ، فقد فر إليها عشرات آلاف الناشطين ، بفيز عبور أو زيارة أو تداوي .. ثم أقاموا هناك ولم يطردهم أحد ، ولا ضيقوا عليهم بشيء ، ومسموح لهم أن يعملوا إن وجدوا عملا عند أي مواطن هناك .
يعني السوري الآن في وطنه ، وفي كافة الوطن العربي ، إنسان مشرد مطارد مضيق عليه مهدد خائف على حياته محروم من الاستقرار أو الشعور بالأمان ...
مع أن الله تعالى قد أذن للمستضعفين بالفرار من أرض الظلم ، إلى أرض أخرى يجد فيها الأمان . قال تعالى ( قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ ؟ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ . قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا ؟ ) وهذا يعني أن للمهاجر الفارِّ من الظلم والموت ، حقَّ الإيواء والاحتضان والتكفل به ، إلى أن يتمكن من العودة إلى أرضه التي خرج منها خائفا مما يتهدده فيها .