زبدة القول في ( الموقف التركي والأمريكي والإيراني والعربي من الشأن السوري )
بقلم : أبو ياسر السوري
أولا : زبدة القول في ( الموقف التركي ) :
تركيا دولة ذات توجه إسلامي وسطي ، فهي لا ترضى عما يتعرض له الشعب السوري ، ولهذا قطعت كل حبال التواصل بينها وبين النظام السوري ، وفتحت حدودها أمام الفارين من الموت على يد النظام السوري ، فأقامت مخيمات ممتازة للسوريين اللاجئين إليها ، وسمحت للمعارضة السياسية بكافة أطيافها أن تمارس فعالياتها في اسطنبول ، وكان بود تركيا إسقاط النظام السوري القاتل بضربة عسكرية خاطفة ، ولكنها لا تستطيع ذلك بمفردها ، مخافة التآمر الغربي والأمريكي والروسي عليها ، وإدخالها في دوامة حرب لا تنتهي إلا بعد القضاء عليها وعلى سوريا أيضا . فتركيا تعلم أن نهوضها لا يريح الغرب ، ولا يريح روسيا ولا إيران كذلك . وتدرك أن قيامها وحده بتوجيه ضربة لسوريا ينطوي على مخاطر أكبر من كل أذى ينالها جراء هذه الأزمة .. لهذا رغبت تركيا إلى بعض الدول العربية ، أن تشاركها في توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري ، ولكن هذه الدول العربية ، لم توافق على إسقاط نظام الأسد بالقوة . فظهر بذلك أن لبعض الدول العربية مصلحة في تدمير تركيا الإسلامية أيضا .. هذه حقيقة ، وهي حقيقة مؤلمة بكل المعايير .
ومما يؤكد تخوفات تركيا ، ويبرر حذرها من الوقوع في شرك التآمر عليها ، ما تراه من اعتداءات النظام السوري المتكررة عليها . واكتفاء الناتو باستنكار الاعتداء ، دون القيام بأي عمل عسكري ، يوقف الأسد عند حده ... وقد ظهر ذلك جليا يوم إسقاط الطائرة التركية منذ شهور ، وقصف إحدى القرى التركية ، ثم تفجيرات الريحانية منذ أيام ، ثم إسقاط طائرة تركية إف 16 منذ يومين فقط ، ضمن تعتيم إعلامي مريب .. كل هذا ، والناتو صامت يكتفي بالاستنكار ولا يقوم بأي إجراء عسكري ، إرضاء لإيران وإسرائيل .
لهذا ، تتلقى تركيا الصفعة بعد الصفعة من النظام السوري ، ثم تتعامل مع الحدث بضبط النفس ، والتمسك بالحكمة في حل المشكلات البينية مع النظام السوري .
لقد اكتشفت تركيا أخيرا أن منفذي تفجيرات الريحانية ، هم شبكة إجرامية من نصيرية أنطاكية ، وأنهم على صلة وثيقة مع النظام السوري . ومع هذا فليس بمقدورها أن ترد بضربة عسكرية على سوريا ، خوفا من غدر الغرب لها ، وليس خوفا من النظام السوري .. فتركيا أقوى من سوريا بخمسين ضعفا على أقل تقدير .
ثانيا: زبدة القول في (الموقف الأمريكي من النظام والثورة ):
أمريكا موقنة بأن النظام ساقط ، ولكنها تتعامل مع أطراف النزاع كما يلي :
& - مع النظام بطريقة لا تغضب إيران ولا إسرائيل :
1 – مراعاة التدرج في إسقاط الأسد ، بالإبقاء على العلاقة الدبلوماسية .
2 – أن لا تعقد صفقة لإسقاطه من وراء ظهره . تجنبا لغضب إيران وإسرائيل .
3 – أن تسمح للأسد بحل مشكلته بطريقته الخاصة . وذلك بالسماح له باستخدام العنف المفرط ، وبأن يستعين بإيران وحزب الله وبمن شاء للبقاء في كرسيه .
4 – أن لا تدعم تسليح المعارضة وتقنع أصدقاءها بذلك . لئلا يسقط النظام بسرعة ، وليؤدي هذا التباطؤ إلى إضعاف سوريا إرضاء لإسرائيل .
& - مع المعارضة كأمر واقع مع مراعاة ما يلي :
1- حرية التعبير
2- الديمقراطية
3- حماية حقوق الأقليات
4- عملية السلام مع إسرائيل
5- مكافحة الإرهاب
ثالثا : زبدة القول في ( الموقف الإيراني ) :
إيران تتبنى مشروعا صفويا من وراء قناع شيعي والعرب نائمون ، فهي ترمي إلى استعادة مجدها الفارسي القديم ، وتزاحم لتصبح قوة نووية ، يمكنها أن تسيطر لاحقا على المنطقة العربية . وقد سلكت إلى غايتها طريقين :
أ – تحسين علاقاتها سريا مع إسرائيل وأمريكا والغرب . ولهذا نرى نعومة تعامل الغرب مع إيران ، والحرص على أن لا يغضبوها .
ب – العمل الدؤوب على إثارة القلاقل في الدول العربية ، وشراء ذمم السياسيين بالمال تارة ، وباسم نصرة أهل البيت تارة أخرى . وهي في الحقيقة تريد إضعاف العرب ، وجعلهم تحت جناحها .
رابعا : زبدة القول في ( الموقف العربي ) :
كما هو ملاحظ : العرب حيال الشأن السوري ثلاثة أقسام :
1 - قسم مع النظام ، وهم العلمانيون ، والقومجيون ، والمستبدون والفاسدون المفسدون . أصحاب الشعارات الكذابة ، والنفاق المستمر ، والعملاء المغرضون .
2 - وقسم ضد النظام ، وهم الذين يتمتعون بقدر من المشاعر الإنسانية ، والنخوة العربية ، والمروءة الخلقية .. ولكنهم لا يسمح لهم بتجاوز الخطوط الحمراء ، التي رسمتها أمريكا لهم .
3 - وقسم ينأى بنفسه ، أو غير مبال بما يحدث . وهؤلاء منافقون ، هم مع النظام ، ويتظاهرون بأنهم على الحياد .
وهؤلاء العرب بكل أصنافهم غافلون عما تخطط له إيران ، فهي تريد أن تنتزعهم من عروشهم ، وتذلهم وتذل شعوبهم معهم . وهم غير مكترثين بالموضوع . وكأن الأمر لا يعنيهم .. والحقيقة ، إن الذي يجري في سوريا حرب إبادة عرقية مذهبية ، وهي كالنار التي سوف تنتشر ، ويتطاير شررها حتى تحرق ما حولها من الدول الضعيفة ، وتطيح بعروشها . أو تزلزلها وتجشمها كثيرا من الخسائر . وضريبة التخاذل أمام إيران ، أكبر من ضريبة مواجهتها بعشرات المرات .
وخلاصة القول :
لن تتمكن إيران من تنفيذ مخططها الاستعماري الصفوي المجوسي . وسوف تنهار في الشام ، وسوف يدفن مشروعها ، وعملاؤها تحت أقدام السوريين الأحرار ... ولكن شرر النار قد يطال كثيرا من الدول العربية ، قبل أن تنهار إيران وذيلها النصيري بشار ..
بقلم : أبو ياسر السوري
أولا : زبدة القول في ( الموقف التركي ) :
تركيا دولة ذات توجه إسلامي وسطي ، فهي لا ترضى عما يتعرض له الشعب السوري ، ولهذا قطعت كل حبال التواصل بينها وبين النظام السوري ، وفتحت حدودها أمام الفارين من الموت على يد النظام السوري ، فأقامت مخيمات ممتازة للسوريين اللاجئين إليها ، وسمحت للمعارضة السياسية بكافة أطيافها أن تمارس فعالياتها في اسطنبول ، وكان بود تركيا إسقاط النظام السوري القاتل بضربة عسكرية خاطفة ، ولكنها لا تستطيع ذلك بمفردها ، مخافة التآمر الغربي والأمريكي والروسي عليها ، وإدخالها في دوامة حرب لا تنتهي إلا بعد القضاء عليها وعلى سوريا أيضا . فتركيا تعلم أن نهوضها لا يريح الغرب ، ولا يريح روسيا ولا إيران كذلك . وتدرك أن قيامها وحده بتوجيه ضربة لسوريا ينطوي على مخاطر أكبر من كل أذى ينالها جراء هذه الأزمة .. لهذا رغبت تركيا إلى بعض الدول العربية ، أن تشاركها في توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري ، ولكن هذه الدول العربية ، لم توافق على إسقاط نظام الأسد بالقوة . فظهر بذلك أن لبعض الدول العربية مصلحة في تدمير تركيا الإسلامية أيضا .. هذه حقيقة ، وهي حقيقة مؤلمة بكل المعايير .
ومما يؤكد تخوفات تركيا ، ويبرر حذرها من الوقوع في شرك التآمر عليها ، ما تراه من اعتداءات النظام السوري المتكررة عليها . واكتفاء الناتو باستنكار الاعتداء ، دون القيام بأي عمل عسكري ، يوقف الأسد عند حده ... وقد ظهر ذلك جليا يوم إسقاط الطائرة التركية منذ شهور ، وقصف إحدى القرى التركية ، ثم تفجيرات الريحانية منذ أيام ، ثم إسقاط طائرة تركية إف 16 منذ يومين فقط ، ضمن تعتيم إعلامي مريب .. كل هذا ، والناتو صامت يكتفي بالاستنكار ولا يقوم بأي إجراء عسكري ، إرضاء لإيران وإسرائيل .
لهذا ، تتلقى تركيا الصفعة بعد الصفعة من النظام السوري ، ثم تتعامل مع الحدث بضبط النفس ، والتمسك بالحكمة في حل المشكلات البينية مع النظام السوري .
لقد اكتشفت تركيا أخيرا أن منفذي تفجيرات الريحانية ، هم شبكة إجرامية من نصيرية أنطاكية ، وأنهم على صلة وثيقة مع النظام السوري . ومع هذا فليس بمقدورها أن ترد بضربة عسكرية على سوريا ، خوفا من غدر الغرب لها ، وليس خوفا من النظام السوري .. فتركيا أقوى من سوريا بخمسين ضعفا على أقل تقدير .
ثانيا: زبدة القول في (الموقف الأمريكي من النظام والثورة ):
أمريكا موقنة بأن النظام ساقط ، ولكنها تتعامل مع أطراف النزاع كما يلي :
& - مع النظام بطريقة لا تغضب إيران ولا إسرائيل :
1 – مراعاة التدرج في إسقاط الأسد ، بالإبقاء على العلاقة الدبلوماسية .
2 – أن لا تعقد صفقة لإسقاطه من وراء ظهره . تجنبا لغضب إيران وإسرائيل .
3 – أن تسمح للأسد بحل مشكلته بطريقته الخاصة . وذلك بالسماح له باستخدام العنف المفرط ، وبأن يستعين بإيران وحزب الله وبمن شاء للبقاء في كرسيه .
4 – أن لا تدعم تسليح المعارضة وتقنع أصدقاءها بذلك . لئلا يسقط النظام بسرعة ، وليؤدي هذا التباطؤ إلى إضعاف سوريا إرضاء لإسرائيل .
& - مع المعارضة كأمر واقع مع مراعاة ما يلي :
1- حرية التعبير
2- الديمقراطية
3- حماية حقوق الأقليات
4- عملية السلام مع إسرائيل
5- مكافحة الإرهاب
ثالثا : زبدة القول في ( الموقف الإيراني ) :
إيران تتبنى مشروعا صفويا من وراء قناع شيعي والعرب نائمون ، فهي ترمي إلى استعادة مجدها الفارسي القديم ، وتزاحم لتصبح قوة نووية ، يمكنها أن تسيطر لاحقا على المنطقة العربية . وقد سلكت إلى غايتها طريقين :
أ – تحسين علاقاتها سريا مع إسرائيل وأمريكا والغرب . ولهذا نرى نعومة تعامل الغرب مع إيران ، والحرص على أن لا يغضبوها .
ب – العمل الدؤوب على إثارة القلاقل في الدول العربية ، وشراء ذمم السياسيين بالمال تارة ، وباسم نصرة أهل البيت تارة أخرى . وهي في الحقيقة تريد إضعاف العرب ، وجعلهم تحت جناحها .
رابعا : زبدة القول في ( الموقف العربي ) :
كما هو ملاحظ : العرب حيال الشأن السوري ثلاثة أقسام :
1 - قسم مع النظام ، وهم العلمانيون ، والقومجيون ، والمستبدون والفاسدون المفسدون . أصحاب الشعارات الكذابة ، والنفاق المستمر ، والعملاء المغرضون .
2 - وقسم ضد النظام ، وهم الذين يتمتعون بقدر من المشاعر الإنسانية ، والنخوة العربية ، والمروءة الخلقية .. ولكنهم لا يسمح لهم بتجاوز الخطوط الحمراء ، التي رسمتها أمريكا لهم .
3 - وقسم ينأى بنفسه ، أو غير مبال بما يحدث . وهؤلاء منافقون ، هم مع النظام ، ويتظاهرون بأنهم على الحياد .
وهؤلاء العرب بكل أصنافهم غافلون عما تخطط له إيران ، فهي تريد أن تنتزعهم من عروشهم ، وتذلهم وتذل شعوبهم معهم . وهم غير مكترثين بالموضوع . وكأن الأمر لا يعنيهم .. والحقيقة ، إن الذي يجري في سوريا حرب إبادة عرقية مذهبية ، وهي كالنار التي سوف تنتشر ، ويتطاير شررها حتى تحرق ما حولها من الدول الضعيفة ، وتطيح بعروشها . أو تزلزلها وتجشمها كثيرا من الخسائر . وضريبة التخاذل أمام إيران ، أكبر من ضريبة مواجهتها بعشرات المرات .
وخلاصة القول :
لن تتمكن إيران من تنفيذ مخططها الاستعماري الصفوي المجوسي . وسوف تنهار في الشام ، وسوف يدفن مشروعها ، وعملاؤها تحت أقدام السوريين الأحرار ... ولكن شرر النار قد يطال كثيرا من الدول العربية ، قبل أن تنهار إيران وذيلها النصيري بشار ..