Syria #أخبار_سوريا #قصة_مؤلمة
بقلم ابوداوود:
حصاد الصمت :
_ هذا ما قد حصل البارحة ، لا تسألوا كيف ولماذا ؟ فقد وقع الحدث ، اتمنى لو أنني كنت موجودا ، سمعت بالخبر فخرجت مسرعا إليهم والأصوات ترتفع باقترابي ، حاولت مشاهدة أي شيئ لكنني لم أستطع الرؤية ، دخان ولهب ملأ المكان ، فألزمت نفسي بالحفاظ على الصمت و البقاء على مسافة لأحاول فهم أي شيئ ، انتظر راجلا لاستفهم عما يحدث ، فلم يكن من شيئ يصلني سوى ...الصراخ والبكاء ، صراخ الرجال والنساء والأطفال ، فلم أعلم ماذا أفعل لحيرة الهبت في قلبي ، فذهبت مسرعا نحو نهر قريب خارجا من قريتي ، للتسلل نحوها مواسيا نفسي بالتفاؤل لابعد عن مخيلتي صور مشاهد شاهدتها سابقا فلم اكترث لها لأنها لم تصيب مكانها الصحيح في صدري ، ارتميت اليه مسرعا للوصول إلى المنزل لأطمأن على عائلتي ، فما كان إلا أن وجدت نفسي في بحر من الدماء غمس بمياهه ، فأصاب الذعر مني مصابه بعد مشاهدتي لأجساد ارتمت مقطعة ..... متناثرة على أطرافه ، فعندها أدركت ما حصل ، وصلت المنزل وجدت أمي ممددة غارقة بدمائها وأخي الصغير ذو العامين بجانبها فاقدا عيناه مجزوزة عنقه ، فأسرعت لأتفقد والدي الذي دلتني عليه رائحة جسده المحروق بجميع أنواع الحقد واللؤم ، هذا ما قد حصل ، في بلدتي قتل كل من فيها، هذا جزاء صمتي وخنوعي ، ارغمت نفسي على السكوت والأنعكاف عما يحصل في بلدي ، جاءه الحقود الغريب ففعل بنا ما فعل ونحن هاربون خارجة ، وصامتون ذليلون داخله ، فما حدث ويحدث جزاء لكل متخاذل جبان ، فحدثوا عني هذا الحدث ، لينتظر كل فرد من هم مثلي، لإتصال يأتيه ، أو صراخ يسمعه ، أو مقدمة من شخص ليخبره ويواسيه عن هدم بيته وقتل كل من فيه، أمه وابيه وأخيه ، ومن أراد غير ذلك فعليه من العمل لنصرة بلدن هو ملاذه وأرضه التي تأويه ، هذه حكاية من مخيلتي لواقع كل ما ذكر حصل فيه ، فويل للجبان الصامت مما هو ملاقيه ، وهنيأ لمن قتل دفاعا عن دينا وعرضا يحميه
بقلم ابوداوود:
حصاد الصمت :
_ هذا ما قد حصل البارحة ، لا تسألوا كيف ولماذا ؟ فقد وقع الحدث ، اتمنى لو أنني كنت موجودا ، سمعت بالخبر فخرجت مسرعا إليهم والأصوات ترتفع باقترابي ، حاولت مشاهدة أي شيئ لكنني لم أستطع الرؤية ، دخان ولهب ملأ المكان ، فألزمت نفسي بالحفاظ على الصمت و البقاء على مسافة لأحاول فهم أي شيئ ، انتظر راجلا لاستفهم عما يحدث ، فلم يكن من شيئ يصلني سوى ...الصراخ والبكاء ، صراخ الرجال والنساء والأطفال ، فلم أعلم ماذا أفعل لحيرة الهبت في قلبي ، فذهبت مسرعا نحو نهر قريب خارجا من قريتي ، للتسلل نحوها مواسيا نفسي بالتفاؤل لابعد عن مخيلتي صور مشاهد شاهدتها سابقا فلم اكترث لها لأنها لم تصيب مكانها الصحيح في صدري ، ارتميت اليه مسرعا للوصول إلى المنزل لأطمأن على عائلتي ، فما كان إلا أن وجدت نفسي في بحر من الدماء غمس بمياهه ، فأصاب الذعر مني مصابه بعد مشاهدتي لأجساد ارتمت مقطعة ..... متناثرة على أطرافه ، فعندها أدركت ما حصل ، وصلت المنزل وجدت أمي ممددة غارقة بدمائها وأخي الصغير ذو العامين بجانبها فاقدا عيناه مجزوزة عنقه ، فأسرعت لأتفقد والدي الذي دلتني عليه رائحة جسده المحروق بجميع أنواع الحقد واللؤم ، هذا ما قد حصل ، في بلدتي قتل كل من فيها، هذا جزاء صمتي وخنوعي ، ارغمت نفسي على السكوت والأنعكاف عما يحصل في بلدي ، جاءه الحقود الغريب ففعل بنا ما فعل ونحن هاربون خارجة ، وصامتون ذليلون داخله ، فما حدث ويحدث جزاء لكل متخاذل جبان ، فحدثوا عني هذا الحدث ، لينتظر كل فرد من هم مثلي، لإتصال يأتيه ، أو صراخ يسمعه ، أو مقدمة من شخص ليخبره ويواسيه عن هدم بيته وقتل كل من فيه، أمه وابيه وأخيه ، ومن أراد غير ذلك فعليه من العمل لنصرة بلدن هو ملاذه وأرضه التي تأويه ، هذه حكاية من مخيلتي لواقع كل ما ذكر حصل فيه ، فويل للجبان الصامت مما هو ملاقيه ، وهنيأ لمن قتل دفاعا عن دينا وعرضا يحميه