رسالة (منقولة) من حرة داخل مخيم الزعتري ... تقول :
عندما يموت الضمير .. وتنعدم النخوة .. وتتلاشى الإنسانية... فأهلا بكم في مخيم الزعتري .! أهلا بكم في صحراء الأردن.. في مضارب بني يعرب ..
هنا الزعتري .. اكبر واقسى معتقل شهده التاريخ .. حيث الموت يصول ويجول بين الخيام والنساء والاطفال والشيوخ والجرحى .. جوعا وبردا ومرضا وقهرا ..
هنا مقبرة الزعتري ..حيث الحياة أشبه ما تكون بالموت ..
هنا الزعتري : حيث تسرق اللقمة من أفواه اليتامى والجائعين .. ويسرق الدواء من آلام المرضى واللاجئين .. وحيث يترك الجرحى على مهلهم يموتون ..!
هنا معتقل الزعتري .. هنا البرد القارس والصقيع والرياح .. هنا جهنم الصيف والسموم والهجير .. هنا الشعب السوري ..عزيز قوم ذل .. ولم يرحمه أحد .. هنا سجان وجلاد وتاجر بلغ به الجشع منتهاه .. وطبيب جزار ولص يفترس ما تبقى لدينا من عزة نفس وكبرياء.. وإباء .
هنا المشفى الايطالي الاردني . للطب معنى آخر لا علاقة له بالإنسانية أو الاخلاق ..
هنا رمز القسوة والاذلال والاستغلال والافتراء والبهتان المبين ..
هنا تتحول المسميات الطبية الى مصطلحات تمليها مصالح ذوي النفوذ.. وضرورة التغطية والحماية .. فالسل والتهاب الكبد الوبائي أو الانفلونزا والتهاب الأمعاء والتيفوئيد والربو .. و .. و.. أصبح اسمها (ايدز).. ومن مات بسبب الاهمال وسوء العلاج زناة .. ماتوا من الايدز !!!
الله اكبر. الم يجدوا غطاءا أخف وطأة وأقل ألما من هذا !؟ ويل لكم من عذاب أليم .
أيها العرب الموتى الضمائر .. نداء بائس مؤلم من حناجر الحرائر يوقظ من في القبور .. الذئاب البشرية تفترسنا.. لم يرحموا صغيرة ولا أرملة ولا ثكلى ..
هنا الزعتري تختطف النساء وتغتصب وتخدع .. ثم ترمى جثة هامدة خلف الخيام ..
ومن يثور من خلفها من الرجال يضربون ، ويرحلون الى سوريا بحجة إثارة الشغب ، ثم تأتي الرواية الرسمية للإعلام عن أعمال شغب في المخيم من أجل المعونات .!! تبا للظالمين .
أيها النشامى الموتى الضمائر .. في مخيم الزعتري عادت تجارة الرقيق يا أيها العبيد .. يخدعون النساء تحت أستار وساطات الزواج و(السترة) .. يستغلون ضعف الحرائر وقلة حيلتهن وبؤسهن .. فجزى الله هؤلاء (المسلمين)شر الجزاء ..
(الشعب السوري) مصطلح ، يطلق على أناس فتحوا بيوتهم ومستشفياتهم وجيوبهم وقلوبهم .. لكل الشعوب الاخرى في السراء والضراء .. فأغلقت دونهم الأبواب .. أسميناهم ضيوفا ، وأسمونا لاجئين ..!!
أكرمناهم وأهانونا. وكانت أبوابنا مفتوحة دوما. واليوم حتى الزعتري اغلقت ابوابه على من فيه.. ووضع عليها حراسٌ غلاظ شداد .. حتى لا يخرج منه أحد .. فماذا أقول بعد .. وباب الله وحده مفتوح لا يغلق ..!؟
هنا الزعتري ..حيث تصدح الحناجر ليل نهار ..حسبنا الله ونعم الوكيل ..."
أحمد غزة