أوجه الشبه بين إيران وإسرائيل في العنصرية والتوسع والتكتل الديني :
بقلم : ابو ياسر السوري
1 – كلتاهما دولة عنصرية :
فإسرائيل تتبنى العنصرية العرقية، وتزعم أن أبناء إسحاق بن إسرائيل هم ( شعب الله المختار ) . وأن الدم اليهودي أفضل الدماء وأزكاها . وأن الله لم يخلق بقية البشرية على هذه الصورة المشاركة لليهود في الشكل وحسن التقويم ، إلا ليكونوا خدما مسخرين لخدمة اليهود .
وإيران كذلك تتبنى نفس النظرية العرقية ، وترفع من شأن العنصر الفارسي ، فتجعل للفارسي امتيازا لا يحلم به غيره . وقد لاحظ الدارسون للشأن الإيراني أن الفارسي مفضل على غيره في سائر المجالات ، الدينية والمدنية والعسكرية والدبلوماسية والأمنية .. وأن الفارسي الأدنى رتبة لا يطيع الإيراني غير الفارسي الأعلى رتبة في كافة القطاعات ، لشعوره بأن وراءه دولة لن تعاقبه على ذلك ، لأنه من العرق الفارسي صاحب الامتياز . وكلنا يعلم أن إيران فيها قوميات متعددة ، ففيها العرب والبلوش والتركمان والأكراد ، وفيها الأرمن ، واليهود .. ولكن العنصر الفارسي هو الذي يمارس صلاحية السيد عليها جميعا .
2 – كلتاهما دولة توسعية :
فإسرائيل – كما هو معلوم للجميع - دولة توسعية ، ومنذ قيامها وهي تحلم بأن تصبح دولة كبرى تمتد على رقعة واسعة من البلاد العربية . وهي لا تخفي هذه الرغبة ، ولا تداري عليها ، فقد كتب على باب الكنيست الإسرائيلي : عبارة تقول : ( حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ) . ولهذا لا تجد لإسرائيل خريطة في العالم كله ، فهي لا تريد أن تحدد حولها الحدود ، ليظل باب التوسع أمامها مفتوحا على مصراعيه . فهي تتوسع داخليا وخارجيا . فما زالت تغتصب الأراضي من الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال اليهودي في داخل فلسطين ، وتتذرع إلى هذه الغاية بعدد من الدعاوى ، فتارة تزعم أن هذه المنطقة عسكرية ، ويجب الجلاء عنها ، وتارة تأتي بصكوك مزورة وتدعي أنها اشترت هذه الأرض قبل عشرات السنين . وتارة تفتح الطرق الواسعة ، وتقيم الحدائق العامة ، وتارة .. وتارة .. هذا ما تمارسه في الداخل ، وقد استطاعت أن تقضم غالب التراب الفلسطيني ، وتحول ملكيته إلى يهود .
ثم إن إسرائيل تفتح باب الهجرة ، وتقوم ببناء المستوطنات اليهودية ، لمنحها إلى كل يهودي يوافق على الالتحاق بما يسمى دولة إسرائيل . ومن المعلوم أن اليهود يتوافدون إلى فلسطين من كافة دول العالم الغربي والشرقي ، ويتزايدون بشكل مستمر ..
وكلما ضاقت أرض فلسطين بالعنصر اليهودي ، أوعزت إسرائيل إلى بعض عملائها من حكام الدول المجاورة ، فافتعلت حربا صورية ، متفق على نتيجتها مسبقا ، تحتل بها إسرائيل مزيدا من أراضي الدول العربية المجاورة ، كسوريا والأردن ولبنان ومصر ..
ففي حرب 1967 احتلت إسرائيل الجبهة السورية، وهي في تحصينها أمنع جبهة في العالم ، وقد صرف سوريا على تجهيزها بالمليارات ، فسلمها حافظ الأسد لليهود بدون قتال .
وذهبت الضفة الغربية لنهر الأردن كلها، وصارت تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي . وكانت من قبل تابعة للأردن .
أما مصر فقد ضاعت منها سيناء كلها بسبب هذه الحرب ، وصارت قناة السويس ومدن القناة كلها تحت مرمى السلاح الإسرائيلي . وحين نتحدث عن خسارة سيناء ، فإنما نتحدث عن خسارة مساحة من الأرض المصرية تعادل مساحة سوريا تقريبا .
وكذلك إيران تحلم باستعادة الإمبراطورية الفارسية الكسروية ، أيام كانت تحكم إقليم إيران وعددا من الأقاليم التي تجاوره الآن ، بعضها تابع لروسيا وبعضها تابع لتركيا وبعضها أصبح دولا عربية مستقلة معترف بها عالميا . لذلك تعمل إيران جاهدة لمد نفوذها وتغلغلها في الدول العربية لأنها الخاصرة الأضعف ، وإنها تتطلع إلى فرض هيمنتها على دول الخليج قاطبة ، وأن تكون اليمن إحدى مقاطعاتها كما كانت أيام باذان الفارسي .
3 – كلتاهما دولة دينية :
فإيران وإسرائيل تتبعان نهجا إستراتيجيا واحدا ، فكلتاهما تقيم دولة على أساس ديني ، وكل منهما يزرع في أتباعه فكرة الولاء لدولته دينيا، سواء أكان يعيش على ترابها أم خارجه في أي مكان في الدنيا .
فاليهودي الذي يعيش في أمريكا أو أوربا أو روسيا أو إيران أو في أي مكان ، إن ذلك اليهودي لا يدين بالولاء للدولة التي يعيش على ترابها ، ويحمل جنسيتها ، وإنما يوالي دولة إسرائيل اليهودية ، ويفضل مصلحتها على مصلحة البلد الذي يحمل جنسيته ، ويعيش فيه خارج إسرائيل ... وهذا ما يفسر لنا السبب في تبني اللوبي اليهودي في كل مكان في العالم ، نصرة الكيان الإسرائيلي ، والدفاع عن أمن إسرائيل ، ومصالحها الاستعمارية على كل صعيد ، وتحت أي سماء . وقد استطاع اللوبي اليهودي في أمريكا أن يتحكم بالقرار الأمريكي ، وصار اليهود هم الذين يرسمون لأمريكا سياستها الخارجية والداخلية تقريبا .. وكذلك يفعل اللوبي اليهودي في روسيا وفرنسا وبريطانيا ..
والشيعي : كاليهودي تماما في تعصبه الديني ، فهو أينما وجد ، وحيثما حل في العالم ، ومهما حمل من جنسية وطنية ، يظل ولاؤه لدولة إيران الشيعية ، ومستعد أن يقاتل ضد بلده الذي يعيش فيه ، وينتمي إليه .
وهذا ما يفسر تعاطف الشيعة في العالم كله مع الحراك الشعبي الشيعي في البحرين، في الوقت الذي يؤيدون فيه القمع التعسفي الذي يمارسه النظام العلوي ضد الشعب السوري . ذلك لأن الشيعي كما اليهودي، لا يتعاطف إلا مع شريكه في الدين والمذهب .
وانطلاقا من هذا الولاء الأعمى للتشيع ، كان وقوف حافظ الأسد البعثي القومي العروبي ، مع الخميني الشيعي الفارسي ، ضد صدام حسين البعثي القومي العروبي ، أثناء حرب الثمانينات ، التي استمرت بينهما عشر سنوات .
وانطلاقا من هذا الولاء الأعمى للتشيع ، كان اليوم وقوف حسن نصر الشيطان والهالكي وكل متشيع في الوطن العربي والإسلامي مع العصابة الأسدية العلوية القاتلة، ضد الشعب السوري العربي الإسلامي الذي يباد بدون رحمة ولا هوادة ، ومن غير ذنب ولا جريرة ، سوى أنه خرج يطالب بالحرية والكرامة والعدل والمساواة ...
بقلم : ابو ياسر السوري
1 – كلتاهما دولة عنصرية :
فإسرائيل تتبنى العنصرية العرقية، وتزعم أن أبناء إسحاق بن إسرائيل هم ( شعب الله المختار ) . وأن الدم اليهودي أفضل الدماء وأزكاها . وأن الله لم يخلق بقية البشرية على هذه الصورة المشاركة لليهود في الشكل وحسن التقويم ، إلا ليكونوا خدما مسخرين لخدمة اليهود .
وإيران كذلك تتبنى نفس النظرية العرقية ، وترفع من شأن العنصر الفارسي ، فتجعل للفارسي امتيازا لا يحلم به غيره . وقد لاحظ الدارسون للشأن الإيراني أن الفارسي مفضل على غيره في سائر المجالات ، الدينية والمدنية والعسكرية والدبلوماسية والأمنية .. وأن الفارسي الأدنى رتبة لا يطيع الإيراني غير الفارسي الأعلى رتبة في كافة القطاعات ، لشعوره بأن وراءه دولة لن تعاقبه على ذلك ، لأنه من العرق الفارسي صاحب الامتياز . وكلنا يعلم أن إيران فيها قوميات متعددة ، ففيها العرب والبلوش والتركمان والأكراد ، وفيها الأرمن ، واليهود .. ولكن العنصر الفارسي هو الذي يمارس صلاحية السيد عليها جميعا .
2 – كلتاهما دولة توسعية :
فإسرائيل – كما هو معلوم للجميع - دولة توسعية ، ومنذ قيامها وهي تحلم بأن تصبح دولة كبرى تمتد على رقعة واسعة من البلاد العربية . وهي لا تخفي هذه الرغبة ، ولا تداري عليها ، فقد كتب على باب الكنيست الإسرائيلي : عبارة تقول : ( حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ) . ولهذا لا تجد لإسرائيل خريطة في العالم كله ، فهي لا تريد أن تحدد حولها الحدود ، ليظل باب التوسع أمامها مفتوحا على مصراعيه . فهي تتوسع داخليا وخارجيا . فما زالت تغتصب الأراضي من الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال اليهودي في داخل فلسطين ، وتتذرع إلى هذه الغاية بعدد من الدعاوى ، فتارة تزعم أن هذه المنطقة عسكرية ، ويجب الجلاء عنها ، وتارة تأتي بصكوك مزورة وتدعي أنها اشترت هذه الأرض قبل عشرات السنين . وتارة تفتح الطرق الواسعة ، وتقيم الحدائق العامة ، وتارة .. وتارة .. هذا ما تمارسه في الداخل ، وقد استطاعت أن تقضم غالب التراب الفلسطيني ، وتحول ملكيته إلى يهود .
ثم إن إسرائيل تفتح باب الهجرة ، وتقوم ببناء المستوطنات اليهودية ، لمنحها إلى كل يهودي يوافق على الالتحاق بما يسمى دولة إسرائيل . ومن المعلوم أن اليهود يتوافدون إلى فلسطين من كافة دول العالم الغربي والشرقي ، ويتزايدون بشكل مستمر ..
وكلما ضاقت أرض فلسطين بالعنصر اليهودي ، أوعزت إسرائيل إلى بعض عملائها من حكام الدول المجاورة ، فافتعلت حربا صورية ، متفق على نتيجتها مسبقا ، تحتل بها إسرائيل مزيدا من أراضي الدول العربية المجاورة ، كسوريا والأردن ولبنان ومصر ..
ففي حرب 1967 احتلت إسرائيل الجبهة السورية، وهي في تحصينها أمنع جبهة في العالم ، وقد صرف سوريا على تجهيزها بالمليارات ، فسلمها حافظ الأسد لليهود بدون قتال .
وذهبت الضفة الغربية لنهر الأردن كلها، وصارت تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي . وكانت من قبل تابعة للأردن .
أما مصر فقد ضاعت منها سيناء كلها بسبب هذه الحرب ، وصارت قناة السويس ومدن القناة كلها تحت مرمى السلاح الإسرائيلي . وحين نتحدث عن خسارة سيناء ، فإنما نتحدث عن خسارة مساحة من الأرض المصرية تعادل مساحة سوريا تقريبا .
وكذلك إيران تحلم باستعادة الإمبراطورية الفارسية الكسروية ، أيام كانت تحكم إقليم إيران وعددا من الأقاليم التي تجاوره الآن ، بعضها تابع لروسيا وبعضها تابع لتركيا وبعضها أصبح دولا عربية مستقلة معترف بها عالميا . لذلك تعمل إيران جاهدة لمد نفوذها وتغلغلها في الدول العربية لأنها الخاصرة الأضعف ، وإنها تتطلع إلى فرض هيمنتها على دول الخليج قاطبة ، وأن تكون اليمن إحدى مقاطعاتها كما كانت أيام باذان الفارسي .
3 – كلتاهما دولة دينية :
فإيران وإسرائيل تتبعان نهجا إستراتيجيا واحدا ، فكلتاهما تقيم دولة على أساس ديني ، وكل منهما يزرع في أتباعه فكرة الولاء لدولته دينيا، سواء أكان يعيش على ترابها أم خارجه في أي مكان في الدنيا .
فاليهودي الذي يعيش في أمريكا أو أوربا أو روسيا أو إيران أو في أي مكان ، إن ذلك اليهودي لا يدين بالولاء للدولة التي يعيش على ترابها ، ويحمل جنسيتها ، وإنما يوالي دولة إسرائيل اليهودية ، ويفضل مصلحتها على مصلحة البلد الذي يحمل جنسيته ، ويعيش فيه خارج إسرائيل ... وهذا ما يفسر لنا السبب في تبني اللوبي اليهودي في كل مكان في العالم ، نصرة الكيان الإسرائيلي ، والدفاع عن أمن إسرائيل ، ومصالحها الاستعمارية على كل صعيد ، وتحت أي سماء . وقد استطاع اللوبي اليهودي في أمريكا أن يتحكم بالقرار الأمريكي ، وصار اليهود هم الذين يرسمون لأمريكا سياستها الخارجية والداخلية تقريبا .. وكذلك يفعل اللوبي اليهودي في روسيا وفرنسا وبريطانيا ..
والشيعي : كاليهودي تماما في تعصبه الديني ، فهو أينما وجد ، وحيثما حل في العالم ، ومهما حمل من جنسية وطنية ، يظل ولاؤه لدولة إيران الشيعية ، ومستعد أن يقاتل ضد بلده الذي يعيش فيه ، وينتمي إليه .
وهذا ما يفسر تعاطف الشيعة في العالم كله مع الحراك الشعبي الشيعي في البحرين، في الوقت الذي يؤيدون فيه القمع التعسفي الذي يمارسه النظام العلوي ضد الشعب السوري . ذلك لأن الشيعي كما اليهودي، لا يتعاطف إلا مع شريكه في الدين والمذهب .
وانطلاقا من هذا الولاء الأعمى للتشيع ، كان وقوف حافظ الأسد البعثي القومي العروبي ، مع الخميني الشيعي الفارسي ، ضد صدام حسين البعثي القومي العروبي ، أثناء حرب الثمانينات ، التي استمرت بينهما عشر سنوات .
وانطلاقا من هذا الولاء الأعمى للتشيع ، كان اليوم وقوف حسن نصر الشيطان والهالكي وكل متشيع في الوطن العربي والإسلامي مع العصابة الأسدية العلوية القاتلة، ضد الشعب السوري العربي الإسلامي الذي يباد بدون رحمة ولا هوادة ، ومن غير ذنب ولا جريرة ، سوى أنه خرج يطالب بالحرية والكرامة والعدل والمساواة ...