شبكة شام الإخبارية - قصة شهيد
الشهيدة مها عرفات
ملاك الرحمة تُقتل بلا رحمة!
خرجوا في تشييعها بأعداد هائلة يتحدَّون فيها جلادي الشعب وقاتلي ملائكة الرحمة!
لتأبى أعلام الثورة إلا أن ترفع عالياً وترفرف فوق المشيعين الذين حولوا ذلك الجمع الحاشد إلى مظاهرة..
علم طويل هناك مزين بأشعة الشمس التي نشرت حسنها عليه قبل أن تغيب .. مودّعة معها تلك الشهيدة، كان لها من الشمس شعاع لطيف داعب تربها الذي ستدفن فيه، لتحتضنها الأرض بين ذرّاتها كأحد الأشاوس الشجعان .. ربما لأنها ماتت أكثر من م...رة، نعم فهذه الشهيدة ماتت ست مرات، آخرها كان ببطء لتلحق بمن سبقها، إلى حيث لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ففي عهد الإجرام,, الممرضة ملاك الرحمة تُقتل بلا رحمة ..
فمن هي ملاك الرحمة التي قتلها النظام فعدّد، وسحب منها روحها ببطء معنّد ؟ ..
المكان : مدينة الضمير - دمشق
الزمان : جمعة إضراب الكرامة 9/12/2011
مها عرفات .... ذات الـ 35 عاما, أم لثلاثة أطفال.. لم تستطع أن ترى طفلاً بعمر الزهور لا يتجاوز الـ 15 عاماً, مصاباً بطلق ناري من قبل عصابات الأمن، فطلبت النجدة من أخيها وجيرانها كي يساعدوها بنقله إلى أقرب مشفى في منطقة "الضمير" ...... وأثناء نقلها للطفل المصاب وجدت جندياً مصاباً ملقى على الأرض .. كانت ذنوبها كثيرة فهي (أم وممرضة وإنسانة) بكل ما تحملها الكلمات الثلاث من معنى .... أخذت قرارها أن تنقلهما معها إلى المشفى..... لكنها فوجئت بكمين من قبل الأمن أوقف السيارة التي تقل الجرحى! .......
واجهت الأمن بكلام صادق عندما سألوها:
كيف لها أن تنقل الإرهابيين بسيارتها؟!!
فأجابت بأنهم مصابون وبحالة خطرة ، ومن واجبها نقلهم ومن حقهم العلاج، ثم يحاسبون قانونياً إن كان هناك سبب لذلك.....
حقدهم بدأ يحتال ليغتال فسألوها عن السائق, أجابتهم بأنه أخوها, فلم يمنحوها إلا لحظات وأطلقو النار عليه لتراه أمامها مقتولاً! .... سألوها عن الشخصين بالخلف فأجابت أنهم من جيرانها فقتلوهما أيضاً دون شفقة أو رحمة!
لم تحتمل أن تجرح مرتين وتقتل ثلاثاً فبدأت بالصراخ وتوجيه الشتائم لهذا النظام الهمجي الغادر الذي يقتل الجرحى والأطفال والأبرياء ....وهي تقوم بمحاولة بائسة لحماية الطفل والجندي المصاب، فرد عليها الأمن بقتل الطفل والجندي أمام عينيها، ولم يشفِ غليلهم إلا إصابتها في الخاصرة وبطلقة همجية أخرى في الرأس.
بقيت هي في مشفى دوما حتى تاريخ 3-1-2012 شهيدة حية حتى فاضت روحها إلى بارئها سبحانه وتعالى في تلك الليلة .
مها ضحت بحياتها من أجل أن يعيش من حاولت إسعافهم، فكان ردهم أن جرحوا الإنسانية فيها لما قتلوا الأبرياء قبلها .. النظام المتوحش أبى أن تعيش، أبى أن تبقى لأطفالها، فكلفها ذاك دمها ليكون أمانة في أعناقنا..
هنيئا لك الشهادة يا مها .. ولانقول إلا مايرضي الله "حسبنا الله ونعم الوكيل" .. وسنمضي حتى ينصرنا ربنا على قاتلك ...
بتاريخ 4/1/2012 ومن مدينة الضمير، كانت ملاك الرحمة محمولة فوق الهامات في تشييع مهيب مزلزل للطغيان رافضٍ دفنَ الإنسانية، رافضٍ الظلم والتحكم في حياة البشر، رافضٍ قتل الصدق والبراءة ..
ليقول الآلاف للمستبدين :
حين تذوق الفراشة لذة التحليق بحرية .. حين تعرف نشوة تحريك أجنحتها في الفضاء .. لا يعود بوسع أحد إعادتها إلى شرنقتها ولا إقناعها بأن حالها كدودة أفضل.
شام صافي- سيرة مئة قمر سوري- منشورات تيار العدالة الوطني 2013
الشهيدة مها عرفات
ملاك الرحمة تُقتل بلا رحمة!
خرجوا في تشييعها بأعداد هائلة يتحدَّون فيها جلادي الشعب وقاتلي ملائكة الرحمة!
لتأبى أعلام الثورة إلا أن ترفع عالياً وترفرف فوق المشيعين الذين حولوا ذلك الجمع الحاشد إلى مظاهرة..
علم طويل هناك مزين بأشعة الشمس التي نشرت حسنها عليه قبل أن تغيب .. مودّعة معها تلك الشهيدة، كان لها من الشمس شعاع لطيف داعب تربها الذي ستدفن فيه، لتحتضنها الأرض بين ذرّاتها كأحد الأشاوس الشجعان .. ربما لأنها ماتت أكثر من م...رة، نعم فهذه الشهيدة ماتت ست مرات، آخرها كان ببطء لتلحق بمن سبقها، إلى حيث لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ففي عهد الإجرام,, الممرضة ملاك الرحمة تُقتل بلا رحمة ..
فمن هي ملاك الرحمة التي قتلها النظام فعدّد، وسحب منها روحها ببطء معنّد ؟ ..
المكان : مدينة الضمير - دمشق
الزمان : جمعة إضراب الكرامة 9/12/2011
مها عرفات .... ذات الـ 35 عاما, أم لثلاثة أطفال.. لم تستطع أن ترى طفلاً بعمر الزهور لا يتجاوز الـ 15 عاماً, مصاباً بطلق ناري من قبل عصابات الأمن، فطلبت النجدة من أخيها وجيرانها كي يساعدوها بنقله إلى أقرب مشفى في منطقة "الضمير" ...... وأثناء نقلها للطفل المصاب وجدت جندياً مصاباً ملقى على الأرض .. كانت ذنوبها كثيرة فهي (أم وممرضة وإنسانة) بكل ما تحملها الكلمات الثلاث من معنى .... أخذت قرارها أن تنقلهما معها إلى المشفى..... لكنها فوجئت بكمين من قبل الأمن أوقف السيارة التي تقل الجرحى! .......
واجهت الأمن بكلام صادق عندما سألوها:
كيف لها أن تنقل الإرهابيين بسيارتها؟!!
فأجابت بأنهم مصابون وبحالة خطرة ، ومن واجبها نقلهم ومن حقهم العلاج، ثم يحاسبون قانونياً إن كان هناك سبب لذلك.....
حقدهم بدأ يحتال ليغتال فسألوها عن السائق, أجابتهم بأنه أخوها, فلم يمنحوها إلا لحظات وأطلقو النار عليه لتراه أمامها مقتولاً! .... سألوها عن الشخصين بالخلف فأجابت أنهم من جيرانها فقتلوهما أيضاً دون شفقة أو رحمة!
لم تحتمل أن تجرح مرتين وتقتل ثلاثاً فبدأت بالصراخ وتوجيه الشتائم لهذا النظام الهمجي الغادر الذي يقتل الجرحى والأطفال والأبرياء ....وهي تقوم بمحاولة بائسة لحماية الطفل والجندي المصاب، فرد عليها الأمن بقتل الطفل والجندي أمام عينيها، ولم يشفِ غليلهم إلا إصابتها في الخاصرة وبطلقة همجية أخرى في الرأس.
بقيت هي في مشفى دوما حتى تاريخ 3-1-2012 شهيدة حية حتى فاضت روحها إلى بارئها سبحانه وتعالى في تلك الليلة .
مها ضحت بحياتها من أجل أن يعيش من حاولت إسعافهم، فكان ردهم أن جرحوا الإنسانية فيها لما قتلوا الأبرياء قبلها .. النظام المتوحش أبى أن تعيش، أبى أن تبقى لأطفالها، فكلفها ذاك دمها ليكون أمانة في أعناقنا..
هنيئا لك الشهادة يا مها .. ولانقول إلا مايرضي الله "حسبنا الله ونعم الوكيل" .. وسنمضي حتى ينصرنا ربنا على قاتلك ...
بتاريخ 4/1/2012 ومن مدينة الضمير، كانت ملاك الرحمة محمولة فوق الهامات في تشييع مهيب مزلزل للطغيان رافضٍ دفنَ الإنسانية، رافضٍ الظلم والتحكم في حياة البشر، رافضٍ قتل الصدق والبراءة ..
ليقول الآلاف للمستبدين :
حين تذوق الفراشة لذة التحليق بحرية .. حين تعرف نشوة تحريك أجنحتها في الفضاء .. لا يعود بوسع أحد إعادتها إلى شرنقتها ولا إقناعها بأن حالها كدودة أفضل.
شام صافي- سيرة مئة قمر سوري- منشورات تيار العدالة الوطني 2013