يا مانح العفوِ و أنت تنشده
عجيبٌ منك كل ما صدرا
تكررُ الكذب حتى تصدقه
بأنك مُنزل الغيثَ و المطرا
هل ألّهوك فصرت لهم صنماً
تُعبَد بينهم و تُسير القدرا
أو طأطأو لك فصرتَ تحسبهم
خرافُ والدكَ أو أنهم بقرا
أو سجدوا لصورةٍ أنت صاحبها
أو صفقوا لك فصرت مفتخرا
نقول قولاً لا رجوعَ بهِ
عفوكَ مردودٌ عليك و مندحرا
اذهب و التمسْ عفوَ من ظُلموا
و أجهش بُكاء أو حُجَّ معتمرا
أو اسجدْ بين أقدامِ من ثاروا
أو قبِّل نعالاً و العقِ القذرا
أو أغدق عطاء من أسلابِ والدك
فكلها لن تشفع لفعالك النكرا
القصاصُ آتٍ ليس يمنعه
لا أنت و لا أجنادك الفجرة
تجود بعفوٍ و أنت فاقده
أغرك مقدار ما شعبنا صبرا
العقل يقولُ والكل قد علموا
العفو يمنحهُ من كان منتصرا
و حكمك اليوم بالخزي منهزم
و على أشلاء الطفولة انكسرا
ما عاد ينفعه عفوا و لا صلح
حالك كفرعون للبحر إذ عبرا
و لما رأى موج البحر يخطفه
آمن برب موسى بعد ما كفرا
عار على شعب أنت سيده
و إني من الشعب لمعتذرا
الاسد الذي لعقود كان يحكمكم
بانت اليوم حقيقة ... بأنه حشرة
بانت اليوم حقيقة... بأنه حشرة