يوميات الثائر المتفائل
كفانا بحث عن من يكفل ثورتنا.... فهي لله
هل صحيح أن العرب لا يستطيعون حكم أنفسهم؟ ولابد لهم من طرف خارجي يملي عليهم؟
فمن الصليبين, استنجدوا بالمماليك, ومن المماليك استنجدوا بالعثمانيين, من العثمانيين استنجدوا بالصليبين مرة أخرى, ودفعوا وما زالوا يدفعون ثمن هذه التدخلات الغربية من ترسيخ طائفي لأعوان هؤلاء الصليبيين, فما كان هؤلاء ليتركوا البلاد من دون موطئ قدم عبر مجرمين رفعوا رايات العروبة والوحدة والحرية. وهاهو التاريخ يعيد نفسه, نتسكع على أبواب من يكفلنا ونشتمه إن رفض, من أردوغان لأوباما لأولاند, وكأن الثمن سيكون أقل من منتدبين جدد وحافظ أسد جديد, ربما مع تغيير الطائفة فقط.
بارك الله بجهود مقاتلي جبهة النصرة, وأنا من الذين لا أبخسهم حقهم, وخصوصا أنه كان لي تجربة شخصية مع أخلاقهم العالية. أنا من القلائل الغير متفاجئين بالتطورات الحاصلة. علاقتنا مع الإخوة في جبهة النصرة هي تماما ما أعلنوه, أنهم هنا لنصرتنا, وهذا واجب شرعي على كل مسلم, وليس فقط جبهة النصرة. مكافحة الفساد هو الواجب الشرعي على كل مسلم وليس فقط جبهة النصرة. عدم استغلال السلاح لمآرب شخصية هو الواجب الشرعي على كل مسلم وليس فقط على جبهة النصرة. عدم نهب المناطق المحررة وتقسيمها بين أمراء حرب هو واجب شرعي على كل مسلم وليس فقط على جبهة النصرة. نصرة الضعيف لا استغلاله هو واجب شرعي على كل مسلم وليس فقط على جبهة النصرة. عدم الاتجار بالحرب لمكاسب فردية هو واجب شرعي على كل مسلم وليس فقط على جبهة النصرة. الاجتماع تحت راية واحدة هو واجب شرعي على كل مسلم وليس فقط على جبهة النصرة.
أما إن كنا تخاذلنا عن جميع تلك الواجبات الشرعية, وبقيت النصرة الأميز بالتزامها بها, ولم يبق واحد فينا (أكرر ولا واحد) لم يستنجد بهم, بل على العكس طالبنا بهم لكل بقعة استعصى علينا القتال بها, فاستنجدنا بهم في كل محافظة, من حمص لدمشق للشرق والغرب, وطالبنا بهم ليواجهوا حزب الشيطان, و لائحة الاستنجاد بهم تكبر ولا تصغر..... أليس كل هذا تمكيناً لجبهة النصرة ككفلاء للثورة؟
أين الغريب في نيتهم أن تكون لهم اليد العليا؟ ألم تكن أية دولة تدخلت لتساعدنا لتفعل هذا؟ ألم يكن أي فصيل (فلنفرض علماني) ليفرض نفسه لو كانت له اليد العليا في الجبهات؟ فما بالكم بمن يؤمن أنها رسالة سماوية بأن يفرض طريقة الحكم؟
بالنهاية, هذه هي اللعبة السياسية, الكلمة الفصل هي للأقوى. فلا تلوموا جبهة النصرة, بل فلنلم أنفسنا أننا لم نبرهن على قدراتنا على إدارة المعركة وإدارة الثورة. النصرة لم تفرض نفسها على جبهات القتال. وحتى هذه اللحظة, هي تطلب الإذن قبل الدخول لمنطقة ما. وإن رفض الأهالي, تلتزم الجبهة. الجبهة لم تصبح شيطان رجيما بإعلانها هذا (إن صح). ولكن رفض ما قد يفرضون علينا لا يأتي بتسجيل تذمر شعبي, فنحن أمام جبهة حرب تعمها الفوضى, وكتائب أصابها التشتت, وألوية تعاني من الفرقة, واستشرى الفساد بين الكثير من فرق الجيش الحر, من تخزين سلاح, لبيعه, لعقد صفقات فردية, الخ. وهذا الفراغ الأمني هو دعوة مجانية لتدخل ليس فقط من قبل جبهة النصرة, بل من قبل كل فصيل ومنظمة وإدارة مخابرات بالعالم. فهذه أرض خصبة لمكاسب سياسية ومادية وسلطوية, بغض النظر عن الرايات والنوايا, التي منها خير وكثيرها ليس كذلك.
بالنهاية, نحن (بالمجمل) نتحمل مسؤولية هذا الفراغ الأمني الثوري.... ومازلنا ننتظر أن يأتي خلاصنا من الخارج..... ونشتم ونخون الجميع, إن تخاذل أم لم يتخاذل عن نصرتنا... نخون ونتهم الجميع بالتقصير إلا أنفسنا.
والله العظيم لن ننتصر إلا بسواعدنا... أما ما تبقى فلم ولن يكن نصراً, وإنما ارتهاناً لطرف دون الآخر. وهي لله.
كفانا بحث عن من يكفل ثورتنا.... فهي لله
هل صحيح أن العرب لا يستطيعون حكم أنفسهم؟ ولابد لهم من طرف خارجي يملي عليهم؟
فمن الصليبين, استنجدوا بالمماليك, ومن المماليك استنجدوا بالعثمانيين, من العثمانيين استنجدوا بالصليبين مرة أخرى, ودفعوا وما زالوا يدفعون ثمن هذه التدخلات الغربية من ترسيخ طائفي لأعوان هؤلاء الصليبيين, فما كان هؤلاء ليتركوا البلاد من دون موطئ قدم عبر مجرمين رفعوا رايات العروبة والوحدة والحرية. وهاهو التاريخ يعيد نفسه, نتسكع على أبواب من يكفلنا ونشتمه إن رفض, من أردوغان لأوباما لأولاند, وكأن الثمن سيكون أقل من منتدبين جدد وحافظ أسد جديد, ربما مع تغيير الطائفة فقط.
بارك الله بجهود مقاتلي جبهة النصرة, وأنا من الذين لا أبخسهم حقهم, وخصوصا أنه كان لي تجربة شخصية مع أخلاقهم العالية. أنا من القلائل الغير متفاجئين بالتطورات الحاصلة. علاقتنا مع الإخوة في جبهة النصرة هي تماما ما أعلنوه, أنهم هنا لنصرتنا, وهذا واجب شرعي على كل مسلم, وليس فقط جبهة النصرة. مكافحة الفساد هو الواجب الشرعي على كل مسلم وليس فقط جبهة النصرة. عدم استغلال السلاح لمآرب شخصية هو الواجب الشرعي على كل مسلم وليس فقط على جبهة النصرة. عدم نهب المناطق المحررة وتقسيمها بين أمراء حرب هو واجب شرعي على كل مسلم وليس فقط على جبهة النصرة. نصرة الضعيف لا استغلاله هو واجب شرعي على كل مسلم وليس فقط على جبهة النصرة. عدم الاتجار بالحرب لمكاسب فردية هو واجب شرعي على كل مسلم وليس فقط على جبهة النصرة. الاجتماع تحت راية واحدة هو واجب شرعي على كل مسلم وليس فقط على جبهة النصرة.
أما إن كنا تخاذلنا عن جميع تلك الواجبات الشرعية, وبقيت النصرة الأميز بالتزامها بها, ولم يبق واحد فينا (أكرر ولا واحد) لم يستنجد بهم, بل على العكس طالبنا بهم لكل بقعة استعصى علينا القتال بها, فاستنجدنا بهم في كل محافظة, من حمص لدمشق للشرق والغرب, وطالبنا بهم ليواجهوا حزب الشيطان, و لائحة الاستنجاد بهم تكبر ولا تصغر..... أليس كل هذا تمكيناً لجبهة النصرة ككفلاء للثورة؟
أين الغريب في نيتهم أن تكون لهم اليد العليا؟ ألم تكن أية دولة تدخلت لتساعدنا لتفعل هذا؟ ألم يكن أي فصيل (فلنفرض علماني) ليفرض نفسه لو كانت له اليد العليا في الجبهات؟ فما بالكم بمن يؤمن أنها رسالة سماوية بأن يفرض طريقة الحكم؟
بالنهاية, هذه هي اللعبة السياسية, الكلمة الفصل هي للأقوى. فلا تلوموا جبهة النصرة, بل فلنلم أنفسنا أننا لم نبرهن على قدراتنا على إدارة المعركة وإدارة الثورة. النصرة لم تفرض نفسها على جبهات القتال. وحتى هذه اللحظة, هي تطلب الإذن قبل الدخول لمنطقة ما. وإن رفض الأهالي, تلتزم الجبهة. الجبهة لم تصبح شيطان رجيما بإعلانها هذا (إن صح). ولكن رفض ما قد يفرضون علينا لا يأتي بتسجيل تذمر شعبي, فنحن أمام جبهة حرب تعمها الفوضى, وكتائب أصابها التشتت, وألوية تعاني من الفرقة, واستشرى الفساد بين الكثير من فرق الجيش الحر, من تخزين سلاح, لبيعه, لعقد صفقات فردية, الخ. وهذا الفراغ الأمني هو دعوة مجانية لتدخل ليس فقط من قبل جبهة النصرة, بل من قبل كل فصيل ومنظمة وإدارة مخابرات بالعالم. فهذه أرض خصبة لمكاسب سياسية ومادية وسلطوية, بغض النظر عن الرايات والنوايا, التي منها خير وكثيرها ليس كذلك.
بالنهاية, نحن (بالمجمل) نتحمل مسؤولية هذا الفراغ الأمني الثوري.... ومازلنا ننتظر أن يأتي خلاصنا من الخارج..... ونشتم ونخون الجميع, إن تخاذل أم لم يتخاذل عن نصرتنا... نخون ونتهم الجميع بالتقصير إلا أنفسنا.
والله العظيم لن ننتصر إلا بسواعدنا... أما ما تبقى فلم ولن يكن نصراً, وإنما ارتهاناً لطرف دون الآخر. وهي لله.