شبكة شام الإخبارية - قصة شهيد
الشهيد عدنان وهبة
طبيب الثورة
طبيب وناشط سياسي وحقوقي، مهن راقية ومجد بين الناس أضاف صاحبها إلى شرفها شرف كلمة الحق، وشرف العمل بحق، وشرف الرسوخ بين الناس بحق، ثم ختم حياته تلك بشهادة حق بفضل من الله وانتقاء لمن تستحق حياته ختام المسك وهو الأعلم بعباده ولا نزكي عليه أحداً..
من لم يسمع بالدكتور عدنان وهبي.. من لم يعلم ما فعله منذ أول يوم بالثورة، أو يره في مقدمة الحراك في مدينة دوما، في سعيه الدؤوب كي تبقى الثورة على مسارها... أو يتعرفْ على سيرت...ه، فقد فاته شخص مميز من رجالات ثورتنا..
اعتصام مدينة دوما الأول، الطابع السلمي للمظاهرات، مطالب الشعب السوري التي نزلت لأول مرة في دوما، شعارات: بدنا دولة مدنية، لا لقانون الطوارئ، الوحدة الوطنية.. كلها تحمل بصمته..
الدكتور عدنان وهبي: لم يكن يوماً إلا ابن دوما الأبي، المكافح، المناضل في سبيل فكره.. هكذا هي شهادات من عرفوه ..
قد سُلبنا من بين من سُلبنا رجلاً شريفاً، ومناضلاً لا يكل ولا يمل... وطبيباً قدم لمدينته ولبلده الكثير ..
كيف لو قرأنا عنه كمتظاهر يحمل في جسده النحيل همة الشباب وهو في عمر الستين:
حين كان يخلع عنه الطقم الرسمي وربطة العنق في يوم الجمعة، ويلبس لباساً خفيفاً (بيجامة رياضية) وحذاء رياضياً وطاقية صيفية، وينزل مع الشباب إلى الشوراع، كان يتقدم صفوف المتظاهرين ويوجههم إلى الشوراع الآمنة البعيدة عن مرمى نيران الشبيحة والجيش، أكبر همه كان سلامة الشباب.
وفي آخر أيام الحصار الأول على مدينة دوما في شهر نيسان 2011، حين اختفت المظاهرات في تلك الفترة بسبب الحصار الخانق للأمن على شوراع و مساجد دوما؛ كان الدكتور يخرج من مسجد إلى مسجد و يبحث عن الشباب وينظم حِرَاكَهم، كان يتجاوز حواجز الأمن والجيش بكل ثقة و بدون خوف ... وهكذا ... حتى عادت الحياة إلى شوراع المدينة من جديد ... وعادت دوما إلى الواجهة كما كانت.
جرى اغتياله من قبل عصابات الأسد أثناء إلقاء السفاح لخطابه بتاريخ 3-6-2012 بطلقة في الرأس وطلقة في الصدر، تم اغتياله في عيادته أثناء أداء واجبه، في منطقة دوما.
سيرته :
من مواليد دوما - دمشق (٧-٣-١٩٥٢) ، طبيب جراحة عظمية، درس في جامعة حلب واختص في مشفى المجتهد بدمشق، ومن ثم تابع اختصاصه في الجامعة الأمريكية ببيروت وعمل بعيادته الخاصة بالإضافة لعمله في مشفى حمدان الخاصة والمشفى الوطني بدوما. متزوج ولديه أربعة أولاد . عضو بالاتحاد الاشتراكي ومنظمة حقوق الإنسان ومنظمة الهلال الأحمر في المجال الإغاثي والطبي، معارض معروف بكل مراكز الأمن قبل الثورة منذ ريعان شبابه. اعتقل أكثر من مرة .
كان أول شخص في دوما حمل على الأكتاف وهتف بالحرية. كما كان أول من اعتقل في مدينة دوما، كان دائماً يتقدم صفوف المتظاهرين، سعى جاهداً لتبقى الثورة على مسارها السلمي. هو أول من دعا للاعتصام السلمي بمدينته وحافظ على الطابَع السلميً للمظاهرات، كان من أهم شعاراته: بدنا دولة مدنية - لا لقانون الطوارئ، نادى للوحدة الوطنية، وبعد أول مجزرة بدوما دعته الوساطة من القصرً الجمهوري لتخفيف حقد الأهالي فكان من أعضاء اللجنة الذين طلب السفاح مقابلتهم، وقد فعل ذلك أملاً بحقن دماء الشعب . وفي إحدى المرات تم أعتقاله من سيارته قبل وصوله لمنزله بكمين بشع نصبه له السفاح بعد لقائه به لأنه لم يستكن لرغباتهم، وكانت هذه المرة الثانية لاعتقاله، فرفض بعدها أي مفاوضة في القصر الجمهوري.
كان أول من نادى بتشكيل اللجان الشعبية وقام بذلك. وكان على اتصال مباشر مع تنسيقات العديد من المناطق وفي تعاون مستمر معهم، اعتقل للمرة الثالثة من مدينة دمشق في اجتماع لمنظمة حقوق الإنسان وكانت هذه المرة الأسوأ والأطول حيث قبع ستين يوماً في زنزانة منفردة، في يوم خروجه من المعتقل فاجأ الجميع بحضوره في المظاهرة المسائية التي كانت تقام في المدينة عند حديقة الناعورة، سلّم عليه الناس وهنّؤوه بالسلامة، فقال للمتظاهرين: "إنتو الأبطال .. الحمد لله عسلامتكن .. لحنا كنّا جوا .. و ما كنّا عم ننضرب بالرصاص".
اغتياله
بعد خروج الدكتور وهبي من المعتقل للمرة الثالثة انضم لهيئه التنسيق الوطنية، وقد ذهب لمصر للقاءات تمت بين وزراء الخارجية وهيئة التنسيق والمجلس الوطني وبعد عودته مباشرة استقال من الهيئة لانحرافها عن مسارها، وتابع نضاله الثوري والإغاثي بالإضافة لأيام يقضيها في مشفى حمدان لمعالجة المصابين، وهذه المشفى تعرضت أكثر من مرة للاقتحام والتكسير واعتقل العديد من الأطباء العاملين فيها.
تعرض للتهديد بالقتل أكثر من مرة باتصال مباشر من القصرً الجمهوري . وآخرها قبل اغتياله بما يقارب الأسبوعين إذ اتصل بعلي مملوك يسأله عن ابن أخيه المعتقل منذ شهرين وعندها سأله مملوك: "شو أنت مالك فارر" وبكل ثقه كعادته وبدون خوف أو تردد قال: "أنا في بلدي لن أغادرها وأمارس عملي بشكل طبيعي" فرد عليه: "لكان دير بالك على حالك" .. وبعدها وضع حاجز على الطريق من منزله للعيادة وكان عناصر الحاجز كلما مر يرحبون به (أهلا حجي) وفي يوم اغتياله دخل شخص على أنه مريض ويحمل بيده صورة شعاعية وكان الدكتور في غرفة المعالجة يعالج، فسأل الممرضة كم من الوقت يحتاج الطبيب .. ثم قال: أنا سأذهب وأعود بعد نصف ساعة، وعندما عاد قال للممرضة: ليش الجيش الحر متجمع حول العيادة؟ فخرجت ولم تجد أحداً وعادت وسمعت صوتاً غريباً وهو طلقتين من فرد كاتم للصوت، وصوت الرجل يشتم الدكتور ففتحت باب غرفة المعالجة حينها أطلق القاتل الثالثة في رأس الدكتور الذي كان يستغيث بسكرتيرته، ثم التفت إلى الممرضة وأطلق عليها رصاصة لم تصبها، فخرجت واستغاثت بالجيران الذين صادف أحدهم القاتل وحاول إمساكه إلا أنه حاول إطلاق النار عليه فتركه وفرّ هارباً، لحق به بعض الأشخاص إلا أن الحاجز مرر القاتل وأوقفهم، ما يؤكد أن القاتل من عناصر الحاجز الموضوع خصيصاً لمراقبة الدكتور.
ولم يكتفو باغتياله إنما قاموا بملاحقة أهله وذويه، يريدون اختطاف جثمانه الطاهر.
رحمه الله واسكنه فسيح جناته .
بيانات وكلمات وشهادات
- كلمة الدكتور عزمي بشارة:
"لكل شهيد حياة، كل شهيد رواية, وسأروي لكم شيئاً عن الشهيد عدنان وهبي. طبيب مناضل عروبي ديمقراطي، من وجهاء مدينة دوما في الوقت ذاته. مثّل نمطاً من العمل الشعبي النضالي الذي جمع العروبيين والإسلاميين في دوما واعتقل عدة مرات في ظل النظام. وقد شكل واحدة من أولى اللجان الشعبية في سوريا بعد الثورة. ولولا فتك النظام لكانت الثورة قد اتخذت هذا المنحى المدني الذي تمثل باللجان الشعبية والتنسيقيات. ولكن النظام داس كل شيء بجنازير الدبابات. ودوما تصدت، والدكتور عدنان فيها ومنها. واغتيل الطبيب عدنان وهبي في عيادته برصاصة في رأسه".
- المرصد السوري لحقوق الإنسان:
- أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن نقلاً عن شهود عيان في دوما أن "رجل أمن سوري بلباس مدني ترجل من سيارة عسكرية ودخل عيادة الطبيب عدنان وهبي حيث قام بتصفيته عبر إطلاق النار على رأسه، بالإضافة إلى طلقات عدة في أنحاء متفرقة من جسده".
وأظهر شريط فيديو وزعه المرصد جثة وهبي وهي مصابة بطلقات في الرأس والصدر.
وأدان المرصد "بأشد العبارات" اغتيال وهبي الناشط في الحراك ضد النظام، معتبراً أن ما حصل "دليل على الضعف الذي وصلت إليه أجهزة النظام السوري التي لم تعد تحتمل حتى الكلمة".
وطالب "بمحاكمة القتلة ومن أعطاهم أوامر القتل".
- بيان مشترك :
اغتيال الزميل الدكتور عدنان وهبي عضو المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا.
ببالغ الإدانة والاستنكار, تلقت المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية النبأ المفجع, عن وقوع محاولة اغتيال آثمة, أودت بحياة زميلنا عضو المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا: الدكتور عدنان وهبة .
حيث طالته يد الغدر الجبانة بتاريخ 3-6-2012 عبر قيام مسلحين محهولين بإطلاق النار عليه وهو في عيادته بمدينة دوما-ريف دمشق.
والطبيب عدنان وهبة ,يبلغ من العمر 60 عاماً ,وهو أخصائي بجراحة العظام والمفاصل، وهو عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سورية في الدورة السابقة، وعضو قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي, وعضو في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية.
والدكتور عدنان وهبة تعرض للاعتقال التعسفي ثلاث مرات وهو ناشط في مجال الإغاثي الطبي وساهم في علاج الكثير من المصابين والجرحى ولم يتوان يوماً عن مد يد العون والمساندة للجميع.
إننا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية , وباسم جميع المدافعين عن حقوق الإنسان في سورية وفي العالم أجمع, إذ ندين ونستنكر هذه العملية الغادرة ,فإننا نعزي أنفسنا ونتوجه الى آل المغدور وزوجته وأولاده وعموم آل وهبة وإخوته وزملائه وأصدقائه بأحر التعازي القلبية.
راجين من الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد برحمته.
ولنا ولأهله وأصدقائه وذويه الصبر والسلوان
وإننا لله وإنا إليه راجعون
دمشق 3/6/2012
المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية :
1) لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية ( ل.د.ح ).
2) منظمة حقوق الإنسان في سورية – ماف.
3) المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية.
4) المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سورية ( DAD ) .
5) المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية
6) اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (الراصد).
شام صافي– من كتاب مئة قمر سوري – منشورات تيار العدالة الوطني 2013
الشهيد عدنان وهبة
طبيب الثورة
طبيب وناشط سياسي وحقوقي، مهن راقية ومجد بين الناس أضاف صاحبها إلى شرفها شرف كلمة الحق، وشرف العمل بحق، وشرف الرسوخ بين الناس بحق، ثم ختم حياته تلك بشهادة حق بفضل من الله وانتقاء لمن تستحق حياته ختام المسك وهو الأعلم بعباده ولا نزكي عليه أحداً..
من لم يسمع بالدكتور عدنان وهبي.. من لم يعلم ما فعله منذ أول يوم بالثورة، أو يره في مقدمة الحراك في مدينة دوما، في سعيه الدؤوب كي تبقى الثورة على مسارها... أو يتعرفْ على سيرت...ه، فقد فاته شخص مميز من رجالات ثورتنا..
اعتصام مدينة دوما الأول، الطابع السلمي للمظاهرات، مطالب الشعب السوري التي نزلت لأول مرة في دوما، شعارات: بدنا دولة مدنية، لا لقانون الطوارئ، الوحدة الوطنية.. كلها تحمل بصمته..
الدكتور عدنان وهبي: لم يكن يوماً إلا ابن دوما الأبي، المكافح، المناضل في سبيل فكره.. هكذا هي شهادات من عرفوه ..
قد سُلبنا من بين من سُلبنا رجلاً شريفاً، ومناضلاً لا يكل ولا يمل... وطبيباً قدم لمدينته ولبلده الكثير ..
كيف لو قرأنا عنه كمتظاهر يحمل في جسده النحيل همة الشباب وهو في عمر الستين:
حين كان يخلع عنه الطقم الرسمي وربطة العنق في يوم الجمعة، ويلبس لباساً خفيفاً (بيجامة رياضية) وحذاء رياضياً وطاقية صيفية، وينزل مع الشباب إلى الشوراع، كان يتقدم صفوف المتظاهرين ويوجههم إلى الشوراع الآمنة البعيدة عن مرمى نيران الشبيحة والجيش، أكبر همه كان سلامة الشباب.
وفي آخر أيام الحصار الأول على مدينة دوما في شهر نيسان 2011، حين اختفت المظاهرات في تلك الفترة بسبب الحصار الخانق للأمن على شوراع و مساجد دوما؛ كان الدكتور يخرج من مسجد إلى مسجد و يبحث عن الشباب وينظم حِرَاكَهم، كان يتجاوز حواجز الأمن والجيش بكل ثقة و بدون خوف ... وهكذا ... حتى عادت الحياة إلى شوراع المدينة من جديد ... وعادت دوما إلى الواجهة كما كانت.
جرى اغتياله من قبل عصابات الأسد أثناء إلقاء السفاح لخطابه بتاريخ 3-6-2012 بطلقة في الرأس وطلقة في الصدر، تم اغتياله في عيادته أثناء أداء واجبه، في منطقة دوما.
سيرته :
من مواليد دوما - دمشق (٧-٣-١٩٥٢) ، طبيب جراحة عظمية، درس في جامعة حلب واختص في مشفى المجتهد بدمشق، ومن ثم تابع اختصاصه في الجامعة الأمريكية ببيروت وعمل بعيادته الخاصة بالإضافة لعمله في مشفى حمدان الخاصة والمشفى الوطني بدوما. متزوج ولديه أربعة أولاد . عضو بالاتحاد الاشتراكي ومنظمة حقوق الإنسان ومنظمة الهلال الأحمر في المجال الإغاثي والطبي، معارض معروف بكل مراكز الأمن قبل الثورة منذ ريعان شبابه. اعتقل أكثر من مرة .
كان أول شخص في دوما حمل على الأكتاف وهتف بالحرية. كما كان أول من اعتقل في مدينة دوما، كان دائماً يتقدم صفوف المتظاهرين، سعى جاهداً لتبقى الثورة على مسارها السلمي. هو أول من دعا للاعتصام السلمي بمدينته وحافظ على الطابَع السلميً للمظاهرات، كان من أهم شعاراته: بدنا دولة مدنية - لا لقانون الطوارئ، نادى للوحدة الوطنية، وبعد أول مجزرة بدوما دعته الوساطة من القصرً الجمهوري لتخفيف حقد الأهالي فكان من أعضاء اللجنة الذين طلب السفاح مقابلتهم، وقد فعل ذلك أملاً بحقن دماء الشعب . وفي إحدى المرات تم أعتقاله من سيارته قبل وصوله لمنزله بكمين بشع نصبه له السفاح بعد لقائه به لأنه لم يستكن لرغباتهم، وكانت هذه المرة الثانية لاعتقاله، فرفض بعدها أي مفاوضة في القصر الجمهوري.
كان أول من نادى بتشكيل اللجان الشعبية وقام بذلك. وكان على اتصال مباشر مع تنسيقات العديد من المناطق وفي تعاون مستمر معهم، اعتقل للمرة الثالثة من مدينة دمشق في اجتماع لمنظمة حقوق الإنسان وكانت هذه المرة الأسوأ والأطول حيث قبع ستين يوماً في زنزانة منفردة، في يوم خروجه من المعتقل فاجأ الجميع بحضوره في المظاهرة المسائية التي كانت تقام في المدينة عند حديقة الناعورة، سلّم عليه الناس وهنّؤوه بالسلامة، فقال للمتظاهرين: "إنتو الأبطال .. الحمد لله عسلامتكن .. لحنا كنّا جوا .. و ما كنّا عم ننضرب بالرصاص".
اغتياله
بعد خروج الدكتور وهبي من المعتقل للمرة الثالثة انضم لهيئه التنسيق الوطنية، وقد ذهب لمصر للقاءات تمت بين وزراء الخارجية وهيئة التنسيق والمجلس الوطني وبعد عودته مباشرة استقال من الهيئة لانحرافها عن مسارها، وتابع نضاله الثوري والإغاثي بالإضافة لأيام يقضيها في مشفى حمدان لمعالجة المصابين، وهذه المشفى تعرضت أكثر من مرة للاقتحام والتكسير واعتقل العديد من الأطباء العاملين فيها.
تعرض للتهديد بالقتل أكثر من مرة باتصال مباشر من القصرً الجمهوري . وآخرها قبل اغتياله بما يقارب الأسبوعين إذ اتصل بعلي مملوك يسأله عن ابن أخيه المعتقل منذ شهرين وعندها سأله مملوك: "شو أنت مالك فارر" وبكل ثقه كعادته وبدون خوف أو تردد قال: "أنا في بلدي لن أغادرها وأمارس عملي بشكل طبيعي" فرد عليه: "لكان دير بالك على حالك" .. وبعدها وضع حاجز على الطريق من منزله للعيادة وكان عناصر الحاجز كلما مر يرحبون به (أهلا حجي) وفي يوم اغتياله دخل شخص على أنه مريض ويحمل بيده صورة شعاعية وكان الدكتور في غرفة المعالجة يعالج، فسأل الممرضة كم من الوقت يحتاج الطبيب .. ثم قال: أنا سأذهب وأعود بعد نصف ساعة، وعندما عاد قال للممرضة: ليش الجيش الحر متجمع حول العيادة؟ فخرجت ولم تجد أحداً وعادت وسمعت صوتاً غريباً وهو طلقتين من فرد كاتم للصوت، وصوت الرجل يشتم الدكتور ففتحت باب غرفة المعالجة حينها أطلق القاتل الثالثة في رأس الدكتور الذي كان يستغيث بسكرتيرته، ثم التفت إلى الممرضة وأطلق عليها رصاصة لم تصبها، فخرجت واستغاثت بالجيران الذين صادف أحدهم القاتل وحاول إمساكه إلا أنه حاول إطلاق النار عليه فتركه وفرّ هارباً، لحق به بعض الأشخاص إلا أن الحاجز مرر القاتل وأوقفهم، ما يؤكد أن القاتل من عناصر الحاجز الموضوع خصيصاً لمراقبة الدكتور.
ولم يكتفو باغتياله إنما قاموا بملاحقة أهله وذويه، يريدون اختطاف جثمانه الطاهر.
رحمه الله واسكنه فسيح جناته .
بيانات وكلمات وشهادات
- كلمة الدكتور عزمي بشارة:
"لكل شهيد حياة، كل شهيد رواية, وسأروي لكم شيئاً عن الشهيد عدنان وهبي. طبيب مناضل عروبي ديمقراطي، من وجهاء مدينة دوما في الوقت ذاته. مثّل نمطاً من العمل الشعبي النضالي الذي جمع العروبيين والإسلاميين في دوما واعتقل عدة مرات في ظل النظام. وقد شكل واحدة من أولى اللجان الشعبية في سوريا بعد الثورة. ولولا فتك النظام لكانت الثورة قد اتخذت هذا المنحى المدني الذي تمثل باللجان الشعبية والتنسيقيات. ولكن النظام داس كل شيء بجنازير الدبابات. ودوما تصدت، والدكتور عدنان فيها ومنها. واغتيل الطبيب عدنان وهبي في عيادته برصاصة في رأسه".
- المرصد السوري لحقوق الإنسان:
- أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن نقلاً عن شهود عيان في دوما أن "رجل أمن سوري بلباس مدني ترجل من سيارة عسكرية ودخل عيادة الطبيب عدنان وهبي حيث قام بتصفيته عبر إطلاق النار على رأسه، بالإضافة إلى طلقات عدة في أنحاء متفرقة من جسده".
وأظهر شريط فيديو وزعه المرصد جثة وهبي وهي مصابة بطلقات في الرأس والصدر.
وأدان المرصد "بأشد العبارات" اغتيال وهبي الناشط في الحراك ضد النظام، معتبراً أن ما حصل "دليل على الضعف الذي وصلت إليه أجهزة النظام السوري التي لم تعد تحتمل حتى الكلمة".
وطالب "بمحاكمة القتلة ومن أعطاهم أوامر القتل".
- بيان مشترك :
اغتيال الزميل الدكتور عدنان وهبي عضو المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا.
ببالغ الإدانة والاستنكار, تلقت المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية النبأ المفجع, عن وقوع محاولة اغتيال آثمة, أودت بحياة زميلنا عضو المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريا: الدكتور عدنان وهبة .
حيث طالته يد الغدر الجبانة بتاريخ 3-6-2012 عبر قيام مسلحين محهولين بإطلاق النار عليه وهو في عيادته بمدينة دوما-ريف دمشق.
والطبيب عدنان وهبة ,يبلغ من العمر 60 عاماً ,وهو أخصائي بجراحة العظام والمفاصل، وهو عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديمقراطي في سورية في الدورة السابقة، وعضو قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي, وعضو في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية.
والدكتور عدنان وهبة تعرض للاعتقال التعسفي ثلاث مرات وهو ناشط في مجال الإغاثي الطبي وساهم في علاج الكثير من المصابين والجرحى ولم يتوان يوماً عن مد يد العون والمساندة للجميع.
إننا في المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية , وباسم جميع المدافعين عن حقوق الإنسان في سورية وفي العالم أجمع, إذ ندين ونستنكر هذه العملية الغادرة ,فإننا نعزي أنفسنا ونتوجه الى آل المغدور وزوجته وأولاده وعموم آل وهبة وإخوته وزملائه وأصدقائه بأحر التعازي القلبية.
راجين من الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد برحمته.
ولنا ولأهله وأصدقائه وذويه الصبر والسلوان
وإننا لله وإنا إليه راجعون
دمشق 3/6/2012
المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية :
1) لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية ( ل.د.ح ).
2) منظمة حقوق الإنسان في سورية – ماف.
3) المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية.
4) المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سورية ( DAD ) .
5) المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية
6) اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (الراصد).
شام صافي– من كتاب مئة قمر سوري – منشورات تيار العدالة الوطني 2013