يا علماء السلطان سوريا في عهد الأسد ليست بدار خلافة ولا بشار أميرا للمؤمنين
بقلم أبو ياسر السوري
أولا : تقسيم العالم نظرا لعدة اعتبارات :
هذا الكوكب الذي تعيش عليه اليوم أكثر من 7 مليارات من البشر ، مر بصراعات وحروب ، قسمته بشريا وجغرافيا عدة انقسامات :
1 - تقسيم باعتبار العداء الديني ، إلى دار حرب ودار إسلام :
يقسم العالم بالنظر إلى الصراع الديني القائم بين الكفار والمسلمين . إلى ( دار الإسلام ) وهي الدار التي تطبق فيها أحكام الإسلام ، وتخضع للسيادة الإسلامية . وإلى ( دار حرب ) وهي الدار التي لا تطبق فيها أحكام الإسلام ، ولا تخضع للسيادة الإسلامية . وتنظر إلى المسلمين نظرة عدائية ، ولا تزال تتربص بهم الدوائر.
2 - وتقسيم باعتبار العداء السياسي ، إلى دار بغي ودار عدل :
ويمثل لـ ( دار البغي ) بجماعة من المسلمين انخزلت عن طاعة الإمام الأعظم ، وصار لهم جيش ومنعة ، وموطن يتحصنون فيه .. فهؤلاء يطلق على دارهم " دار البغي " ومن هذا القبيل فرقة الخوارج . ويقابل هذه الدار " دار العدل " نظرا لإقامة العدل فيها .
3 - وتقسيم باعتبار اتفاقيات بين المسلمين والكفار :
ذهب الحنفية : إلى أن المعاهدة إن كانت مؤبدة ، فالدار دار إسلام ، والكفار أهل ذمة ، ولا يقرون على بقاء أرضهم في أيديهم ، إلا بخراج من الأرض يدفعونه للمسلمين ، جزية عن رؤوسهم وحمايتهم .
وإن كانت المعاهدة مؤقتة ، فالدار دار حرب ، والمعاهدة بيننا وبين الكفار تسمى موادعة إلى أجل محدود . وهم بهذه الموادعة لا يلتزمون بأحكام المسلمين ، ولا يخرجون عن كونهم أهل حرب . وخالف الحنابلة والشافعية في هذا ، فقالوا : إن المعاهدة ولو كانت مؤقتة تجعل الدار دار إسلام ، لأنهم صاروا بها أهل ذمة تؤخذ جزية رقابهم . وهذا الرأي الأخير ، يصلح أن يكون أساسا للعلاقات الدولية الحاضرة بين المسلمين وغيرهم ، حتى تؤمن مصلحة المعاملات التجارية ، وجميع المصالح الاقتصادية والسياسية وغيرها ، حيث تعتبر حالة السلم لا الحرب هي الأساس في العلاقات الدولية مع الأمم والدول الأخرى . وهذه النظرة تلتقي مع القانون الدولي في اعتبار أن الدنيا دار واحدة ، وأن الحرب أمر عارض يقيم حالة عداء مؤقت بين بلدين ، فإذا زال العارض عادت الدار دار إسلام وسلام .
ثانيا : من أحكام دار الإسلام ودار الحرب :
ذهب أبو حنيفة ومن معه : إلى أن دار الإسلام هي الدار التي نزلها المسلمون وتحققت فيها ثلاثة شروط :
1 – أن تكون متاخمة لديار الإسلام ، ولم يعد لهذا القيد اعتبار بعد وجود الطيران والصواريخ العابرة للقارات .
2 – أن يكون المسلمون فيها آمنين على الدين والنفس والعرض والعقل والمال .
3 – أن لا تسيطر عليها الأحكام والأعراف غير الإسلامية
وقال الجمهور : دار الإسلام هي التي نزلها المسلمون ، وجرت عليها أحكام الإسلام ، وأي دار لا تحكم بالإسلام فليست بدار إسلام ، وإن لاصقتها في الحدود . فدار الإسلام هي المنطقة التي تحميها جيوش المسلمين ، وتقام فيها شريعة الله ... فإذا لم تحكم بشريعة الله فهي " دار حرب " حتى ولو كان أهلها من المسلمين .. وهذا يعني أن المدار في تعريف الدار " ظهور الكلمة " فإن كانت كلمة الله هي العليا كانت الدار دار إسلام ، وإن كانت كلمة الكفر هي العليا فالدار دار كفر .
وهناك من يقول : متى صدق على الدار وصفها بدار إسلام ، لا يزول عنها هذا الوصف ، حتى ولو حكمت بغير شريعة الإسلام ، كما هو الشأن في أغلب الدول العربية .. وقالوا أيضا : تبقى الدار دار إسلام حتى ولو أخرج منها المسلمون ، وتغلب عليها الكفار ، كما هو الحال في " الأندلس وفلسطين والقوقاز " وفي كلا الحالين يجب على المسلمين العمل على استرداد الحكم بالشريعة الإسلامية ، وعليهم كذلك استرداد البلاد المغتصبة من أيدي الكفار الذين أخرجوهم منها ، وإن طال الزمن .
ثالثا : هل سوريا الآن دار إسلام ؟ أم دار حرب ؟ أم دار عهد وموادعة ؟
ولا يمكن القول بأن حافظ الأسد وابنه بشار ممن يندرج تحت مسمى أمير المؤمنين .؟ ولهذا لا يمكن أن تكون النصوص التي تنهى عن الخروج على الحاكم المسلم ، مما يستدل به على تحريم الخروج على بشار الأسد ، لأن تلك النصوص نزلت لضبط علاقة الرعية بالحاكم المسلم في دولة الإسلام ، وليس لضبط علاقة الشعب بالحاكم النصيري في دولة الكفر .
سوريا يا سادة ، ليست اليوم بدار إسلام ، ولا سبيل إلى القول بأنها في عهد آل الأسد يمكن أن تسمى " دار إسلام " لأنهم حولوها إلى دار كفر وزندقة وإلحاد . ومما سبق علمنا أن مواصفات دار الإسلام ، تقضي بأن تكون كلمة الإسلام هي الظاهرة المسيطرة على ما عداها . ولكن الواقع المنظور ، أن كلمة الإلحاد هي السائدة والمسيطرة في عهد آل الأسد ، الذين يرون التمسك بتعاليم الإسلام جريمة تستوجب الاعتقال والسجن ، والتعذيب والقتل ، وحرمان المعتقل بعد ذلك من كل الحقوق المدنية والدينية ... فصلاة الصبح في جماعة عندهم جريمة لا تغتفر ، وربما كانت مبررا لديهم بملاحقة هذا المصلي ، وقيادته إلى المعتقل ، وتعريضه إلى الإهانة والتعذيب ، ثم الحرمان بعد اعتقاله من حق الحياة الكريمة ، فليس له الحق بأن يطالب بحق ، وليس له الحق أن يشكو من ضياع حق ... بينما أوحوا إلى الناس بتمجيد الرذيلة ، حتى باتت المجاهرة بمعاقرة الخمور ، ومصاحبة المومسات ، مما يعطي لصاحبها حصانة قوية ، و شهادة حسن سلوك لا تضاهيها شهادة . لأن كبيرهم المقبور حافظ الوحش ، قد رفع شعارا يقول فيه " نحن في مرحلة قذرة ، لا يستعان فيها إلا بالقذرين " .
رابعا : علماء السلطان وفتاواهم التي تقر بها عين الشيطان :
إذا كان هذا هو كلام المقبور حافظ الوحش ، فلماذا يصر علماء السلطان من السوريين ، على استنباط الفتاوى ، التي تخدم آل الأسد وتكون وبالا على المسلمين .؟؟ آل الأسد لا يؤمنون بتعاليم الإسلام إلا إذا كانت تخدم بقاءهم في الحكم ، وتبقيهم سيفا مصلتا على رقاب المسلمين . آل الأسد لا يغضبهم أن تنافق لهم كل الحثالات ، وأن يثني عليهم كل من هبَّ ودبَّ ، وعَلِمَ وجَهِلَ ، واكتهلَ وشبَّ . ولا مانع لديهم أن يصبح كل الشعب السوري ما بين رداح ومداح ، أو بوق من أبواق العار ، أو مطبل لهم ونافخ في مزمار ..
فلا مانع لديهم من فتوى الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ( بتحريم الخروج على الحاكم .. وقوله للناس إن حافظ الأسد أفضل رئيس دولة على وجه الأرض ، وأن ولده باسل حين مات قد انتقل إلى الفردوس الأعلى .. وأن بشار الأسد يمثل أمير المؤمنين ، وحامي حمى الدين ، وأن الخروج عليه ، بمثابة انقلابٍ على تعاليم الإسلام ومحاربة لله ورسوله والمؤمنين ) . ولا والله ما رأينا أحدا تجرأ على الله كما تجرأ البوطي إرضاء للسلطان والشيطان .
ولا مانع لدى آل الأسد أن يفتي الدكتور أبو الفتح البيانوني ( بأن الجيش الحر عصابة مارقة ، ومجموعة من القتلة المجرمين ، ولا يجوز التبرع لهم بالمال ولا مدهم بالسلاح والعتاد والذخيرة ، ولا يجوز إيواؤهم أو التستر عليهم أو التعاون معهم ، ولا يجوز تسميتهم بالمجاهدين ، لأن في هذه التسمية تشويه لصورة الجهاد الإسلامي الحنيف) . هل هنالك فتوى ترضي أبالسة الإنس والجن كهذه الفتوى ؟
ولا مانع لدى بشار الأسد أن يفتي الشيخ محمود الحوت من خطباء حلب ورئيس عصابة من الصوفية يتبعه (120 ) مسجد في حلب ، لا مانع لدى بشار أن يصعد الحوت وأذنابه على أخشاب المنابر ، يصطرخون من فوقها : بأن هذه الثورة " فتنة " والفتنة نائمة واللعنة على من أيقظها " ، ويضيف الحوت : إن كل من يخرج ويشارك في التظاهر ديوث ، ويصوغ فتواه بالعبارات المنمقة التالية : من يخرج يعرض نفسه للهلاك ، ويعرض عرضه للانتهاك ، فتغتصب بسبب ذلك زوجته وبناته وأخواته ، والأمور بمآلاتها ومقاصدها ، فما أدى منها إلى محرم فهو محرم ، وما أدى إلى اغتصاب العرض فهو إقرار ضمنيٌّ بعدم الحرص على العرض ، ومن لا يغار على عرضه فهو ديوث . والديوث لا يشم رائحة الجنة ، وإن ريحها ليشم من مسيرة خمسمائة عام ) هل يستطيع الشيطان أن يتقوَّلَ أكذب من هذا الهراء .
ولا مانع لدى بشار الأسد ، أن يتكلم المفتي أحمد حسون على كل فضائيات الدنيا ، ويعلن للملأ بأن السيد الرئيس بشار الأسد أطهر شباب الدنيا ، وأعدل حكام الأرض ، وأصدق وطنية من كل مقاوم ممانع ، وأنه بطل الصمود والتصدي .. وأنه فخر للسوريين ، وأنه لا ينام الليل لشدة اهتمامه بأمور السوريين ..!! ثم يخاطب العالم الإسلامي داعيا إلى النفير العام ، والقدوم إلى سوريا لحماية أمير المؤمنين بشار الأسد الذي يتعرض لهجمة امبريالية إسرائيلية ، ومؤامرة كونية تحاول الإطاحة به ، وإذا سقط الأسد سقطت سوريا ، وإذا سقطت سوريا ، سقطت دولة المدينة الفاضلة ، وسقط أفلاطون ، واندثرت القيم الإنسانية ...) لا ما نع لدى بشار الأسد أن يقول الحسون هذا وأكثر من هذا .. طالما أنه يكيل له المديح والثناء . ويكذب على الله والناس في كل حرف من هذا الثناء والتمجيد ..!!
أيها السادة ، ليست سوريا في ظل آل الأسد دار خلافة ، وليس آل الأسد فيها أمراء المؤمنين . فمنذ أكثر من أربعين عاما ، وحتى قيام الثورة السورية ، والسوريون يحكمون حكما دكتاتوريا علمانيا إلحاديا ، يمجد الرذيلة ، ويحارب الفضيلة ، ويُشرّع السرقة واللصوصية والسلب والنهب واغتصاب الممتلكات والأعراض .. منذ أربعين عاما والسوريون تداس كرامتهم ، ومقدساتهم ، وحرياتهم . ويعاملون كما تعامل العبيد .. منذ أربعين عاما والسجون تمتلئ بالأبرياء الشرفاء ، فيتعرضون لأسوأ أنواع العذاب ، ثم يفرج عن بعضهم ، فإن خرج من البلد سلم من الموت ، وكتب عليه أن يعيش بقية حياته في الشتات .. فإذا خرج من المعتقل ولم يهرب كان جزاؤه أن يعتقل مرة ثانية ، ليمكث في السجن عشرين أو ثلاثين أو أربعين عاما ، فإما أن يوافيه أجله في سجنه ، فيدس في التراب ، ولا يخبر به أهله . وإما أن يستمر في معتقله إلى ما شاء الله ...
سوريا يا سادة منذ نصف قرن وحتى اليوم يحكمها فرعون أو نمروذ أو نيرون .. سوريا يحكمها عملاء لإسرائيل ، يبيعون لإرضائها الأرض والعرض ، والكرامة والشرف ، ويتاجرون ببيع الوطن بلا رجولة ولا نخوة ولا دين .
ولكن علماء السلطان ، البوطي والبيانوني والحوت والحسون وشركاءهم ، يصرون على أن كل حاكم من آل الوحش ، شبيه بخليفة بني أمية العادل عمر بن عبد العزيز ، أو نظير للخليفة العباسي قاهر الروم هارون الرشيد ، أو قرين لقاهر الفرنجة السلطان الأيوبي صلاح الدين ، أو أشد بطولة من الأسد الضاري بيبرس البندقداري قاهر التتار .
وفروا فتاواكم يا علماء السلطان . وفروا على أنفسكم العناء ، فقد فضحكم الله على رؤوس الأشهاد ، وأجمع على احتقاركم العباد ، حسبكم يا علماء السلطان كذبا على الدين والمسلمين . فليست سوريا دار إسلام في ظل آل الأسد اللئام . إنها دار إسلام مغتصبة ، يجب على المسلمين تحريرها من مغتصبيها . هذه هي الفتيا . وهذا هو الدين .
يا علماء السلطان إن تعاونكم مع المقبور حافظ الوحش ، وولده بشار الجحش ، أثبت أنكم ممن عناهم المقبور بقوله : " نحن في مرحلة قذرة ، لا يستعان فيها إلا بالقذرين "
بقلم أبو ياسر السوري
أولا : تقسيم العالم نظرا لعدة اعتبارات :
هذا الكوكب الذي تعيش عليه اليوم أكثر من 7 مليارات من البشر ، مر بصراعات وحروب ، قسمته بشريا وجغرافيا عدة انقسامات :
1 - تقسيم باعتبار العداء الديني ، إلى دار حرب ودار إسلام :
يقسم العالم بالنظر إلى الصراع الديني القائم بين الكفار والمسلمين . إلى ( دار الإسلام ) وهي الدار التي تطبق فيها أحكام الإسلام ، وتخضع للسيادة الإسلامية . وإلى ( دار حرب ) وهي الدار التي لا تطبق فيها أحكام الإسلام ، ولا تخضع للسيادة الإسلامية . وتنظر إلى المسلمين نظرة عدائية ، ولا تزال تتربص بهم الدوائر.
2 - وتقسيم باعتبار العداء السياسي ، إلى دار بغي ودار عدل :
ويمثل لـ ( دار البغي ) بجماعة من المسلمين انخزلت عن طاعة الإمام الأعظم ، وصار لهم جيش ومنعة ، وموطن يتحصنون فيه .. فهؤلاء يطلق على دارهم " دار البغي " ومن هذا القبيل فرقة الخوارج . ويقابل هذه الدار " دار العدل " نظرا لإقامة العدل فيها .
3 - وتقسيم باعتبار اتفاقيات بين المسلمين والكفار :
ذهب الحنفية : إلى أن المعاهدة إن كانت مؤبدة ، فالدار دار إسلام ، والكفار أهل ذمة ، ولا يقرون على بقاء أرضهم في أيديهم ، إلا بخراج من الأرض يدفعونه للمسلمين ، جزية عن رؤوسهم وحمايتهم .
وإن كانت المعاهدة مؤقتة ، فالدار دار حرب ، والمعاهدة بيننا وبين الكفار تسمى موادعة إلى أجل محدود . وهم بهذه الموادعة لا يلتزمون بأحكام المسلمين ، ولا يخرجون عن كونهم أهل حرب . وخالف الحنابلة والشافعية في هذا ، فقالوا : إن المعاهدة ولو كانت مؤقتة تجعل الدار دار إسلام ، لأنهم صاروا بها أهل ذمة تؤخذ جزية رقابهم . وهذا الرأي الأخير ، يصلح أن يكون أساسا للعلاقات الدولية الحاضرة بين المسلمين وغيرهم ، حتى تؤمن مصلحة المعاملات التجارية ، وجميع المصالح الاقتصادية والسياسية وغيرها ، حيث تعتبر حالة السلم لا الحرب هي الأساس في العلاقات الدولية مع الأمم والدول الأخرى . وهذه النظرة تلتقي مع القانون الدولي في اعتبار أن الدنيا دار واحدة ، وأن الحرب أمر عارض يقيم حالة عداء مؤقت بين بلدين ، فإذا زال العارض عادت الدار دار إسلام وسلام .
ثانيا : من أحكام دار الإسلام ودار الحرب :
ذهب أبو حنيفة ومن معه : إلى أن دار الإسلام هي الدار التي نزلها المسلمون وتحققت فيها ثلاثة شروط :
1 – أن تكون متاخمة لديار الإسلام ، ولم يعد لهذا القيد اعتبار بعد وجود الطيران والصواريخ العابرة للقارات .
2 – أن يكون المسلمون فيها آمنين على الدين والنفس والعرض والعقل والمال .
3 – أن لا تسيطر عليها الأحكام والأعراف غير الإسلامية
وقال الجمهور : دار الإسلام هي التي نزلها المسلمون ، وجرت عليها أحكام الإسلام ، وأي دار لا تحكم بالإسلام فليست بدار إسلام ، وإن لاصقتها في الحدود . فدار الإسلام هي المنطقة التي تحميها جيوش المسلمين ، وتقام فيها شريعة الله ... فإذا لم تحكم بشريعة الله فهي " دار حرب " حتى ولو كان أهلها من المسلمين .. وهذا يعني أن المدار في تعريف الدار " ظهور الكلمة " فإن كانت كلمة الله هي العليا كانت الدار دار إسلام ، وإن كانت كلمة الكفر هي العليا فالدار دار كفر .
وهناك من يقول : متى صدق على الدار وصفها بدار إسلام ، لا يزول عنها هذا الوصف ، حتى ولو حكمت بغير شريعة الإسلام ، كما هو الشأن في أغلب الدول العربية .. وقالوا أيضا : تبقى الدار دار إسلام حتى ولو أخرج منها المسلمون ، وتغلب عليها الكفار ، كما هو الحال في " الأندلس وفلسطين والقوقاز " وفي كلا الحالين يجب على المسلمين العمل على استرداد الحكم بالشريعة الإسلامية ، وعليهم كذلك استرداد البلاد المغتصبة من أيدي الكفار الذين أخرجوهم منها ، وإن طال الزمن .
ثالثا : هل سوريا الآن دار إسلام ؟ أم دار حرب ؟ أم دار عهد وموادعة ؟
ولا يمكن القول بأن حافظ الأسد وابنه بشار ممن يندرج تحت مسمى أمير المؤمنين .؟ ولهذا لا يمكن أن تكون النصوص التي تنهى عن الخروج على الحاكم المسلم ، مما يستدل به على تحريم الخروج على بشار الأسد ، لأن تلك النصوص نزلت لضبط علاقة الرعية بالحاكم المسلم في دولة الإسلام ، وليس لضبط علاقة الشعب بالحاكم النصيري في دولة الكفر .
سوريا يا سادة ، ليست اليوم بدار إسلام ، ولا سبيل إلى القول بأنها في عهد آل الأسد يمكن أن تسمى " دار إسلام " لأنهم حولوها إلى دار كفر وزندقة وإلحاد . ومما سبق علمنا أن مواصفات دار الإسلام ، تقضي بأن تكون كلمة الإسلام هي الظاهرة المسيطرة على ما عداها . ولكن الواقع المنظور ، أن كلمة الإلحاد هي السائدة والمسيطرة في عهد آل الأسد ، الذين يرون التمسك بتعاليم الإسلام جريمة تستوجب الاعتقال والسجن ، والتعذيب والقتل ، وحرمان المعتقل بعد ذلك من كل الحقوق المدنية والدينية ... فصلاة الصبح في جماعة عندهم جريمة لا تغتفر ، وربما كانت مبررا لديهم بملاحقة هذا المصلي ، وقيادته إلى المعتقل ، وتعريضه إلى الإهانة والتعذيب ، ثم الحرمان بعد اعتقاله من حق الحياة الكريمة ، فليس له الحق بأن يطالب بحق ، وليس له الحق أن يشكو من ضياع حق ... بينما أوحوا إلى الناس بتمجيد الرذيلة ، حتى باتت المجاهرة بمعاقرة الخمور ، ومصاحبة المومسات ، مما يعطي لصاحبها حصانة قوية ، و شهادة حسن سلوك لا تضاهيها شهادة . لأن كبيرهم المقبور حافظ الوحش ، قد رفع شعارا يقول فيه " نحن في مرحلة قذرة ، لا يستعان فيها إلا بالقذرين " .
رابعا : علماء السلطان وفتاواهم التي تقر بها عين الشيطان :
إذا كان هذا هو كلام المقبور حافظ الوحش ، فلماذا يصر علماء السلطان من السوريين ، على استنباط الفتاوى ، التي تخدم آل الأسد وتكون وبالا على المسلمين .؟؟ آل الأسد لا يؤمنون بتعاليم الإسلام إلا إذا كانت تخدم بقاءهم في الحكم ، وتبقيهم سيفا مصلتا على رقاب المسلمين . آل الأسد لا يغضبهم أن تنافق لهم كل الحثالات ، وأن يثني عليهم كل من هبَّ ودبَّ ، وعَلِمَ وجَهِلَ ، واكتهلَ وشبَّ . ولا مانع لديهم أن يصبح كل الشعب السوري ما بين رداح ومداح ، أو بوق من أبواق العار ، أو مطبل لهم ونافخ في مزمار ..
فلا مانع لديهم من فتوى الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ( بتحريم الخروج على الحاكم .. وقوله للناس إن حافظ الأسد أفضل رئيس دولة على وجه الأرض ، وأن ولده باسل حين مات قد انتقل إلى الفردوس الأعلى .. وأن بشار الأسد يمثل أمير المؤمنين ، وحامي حمى الدين ، وأن الخروج عليه ، بمثابة انقلابٍ على تعاليم الإسلام ومحاربة لله ورسوله والمؤمنين ) . ولا والله ما رأينا أحدا تجرأ على الله كما تجرأ البوطي إرضاء للسلطان والشيطان .
ولا مانع لدى آل الأسد أن يفتي الدكتور أبو الفتح البيانوني ( بأن الجيش الحر عصابة مارقة ، ومجموعة من القتلة المجرمين ، ولا يجوز التبرع لهم بالمال ولا مدهم بالسلاح والعتاد والذخيرة ، ولا يجوز إيواؤهم أو التستر عليهم أو التعاون معهم ، ولا يجوز تسميتهم بالمجاهدين ، لأن في هذه التسمية تشويه لصورة الجهاد الإسلامي الحنيف) . هل هنالك فتوى ترضي أبالسة الإنس والجن كهذه الفتوى ؟
ولا مانع لدى بشار الأسد أن يفتي الشيخ محمود الحوت من خطباء حلب ورئيس عصابة من الصوفية يتبعه (120 ) مسجد في حلب ، لا مانع لدى بشار أن يصعد الحوت وأذنابه على أخشاب المنابر ، يصطرخون من فوقها : بأن هذه الثورة " فتنة " والفتنة نائمة واللعنة على من أيقظها " ، ويضيف الحوت : إن كل من يخرج ويشارك في التظاهر ديوث ، ويصوغ فتواه بالعبارات المنمقة التالية : من يخرج يعرض نفسه للهلاك ، ويعرض عرضه للانتهاك ، فتغتصب بسبب ذلك زوجته وبناته وأخواته ، والأمور بمآلاتها ومقاصدها ، فما أدى منها إلى محرم فهو محرم ، وما أدى إلى اغتصاب العرض فهو إقرار ضمنيٌّ بعدم الحرص على العرض ، ومن لا يغار على عرضه فهو ديوث . والديوث لا يشم رائحة الجنة ، وإن ريحها ليشم من مسيرة خمسمائة عام ) هل يستطيع الشيطان أن يتقوَّلَ أكذب من هذا الهراء .
ولا مانع لدى بشار الأسد ، أن يتكلم المفتي أحمد حسون على كل فضائيات الدنيا ، ويعلن للملأ بأن السيد الرئيس بشار الأسد أطهر شباب الدنيا ، وأعدل حكام الأرض ، وأصدق وطنية من كل مقاوم ممانع ، وأنه بطل الصمود والتصدي .. وأنه فخر للسوريين ، وأنه لا ينام الليل لشدة اهتمامه بأمور السوريين ..!! ثم يخاطب العالم الإسلامي داعيا إلى النفير العام ، والقدوم إلى سوريا لحماية أمير المؤمنين بشار الأسد الذي يتعرض لهجمة امبريالية إسرائيلية ، ومؤامرة كونية تحاول الإطاحة به ، وإذا سقط الأسد سقطت سوريا ، وإذا سقطت سوريا ، سقطت دولة المدينة الفاضلة ، وسقط أفلاطون ، واندثرت القيم الإنسانية ...) لا ما نع لدى بشار الأسد أن يقول الحسون هذا وأكثر من هذا .. طالما أنه يكيل له المديح والثناء . ويكذب على الله والناس في كل حرف من هذا الثناء والتمجيد ..!!
أيها السادة ، ليست سوريا في ظل آل الأسد دار خلافة ، وليس آل الأسد فيها أمراء المؤمنين . فمنذ أكثر من أربعين عاما ، وحتى قيام الثورة السورية ، والسوريون يحكمون حكما دكتاتوريا علمانيا إلحاديا ، يمجد الرذيلة ، ويحارب الفضيلة ، ويُشرّع السرقة واللصوصية والسلب والنهب واغتصاب الممتلكات والأعراض .. منذ أربعين عاما والسوريون تداس كرامتهم ، ومقدساتهم ، وحرياتهم . ويعاملون كما تعامل العبيد .. منذ أربعين عاما والسجون تمتلئ بالأبرياء الشرفاء ، فيتعرضون لأسوأ أنواع العذاب ، ثم يفرج عن بعضهم ، فإن خرج من البلد سلم من الموت ، وكتب عليه أن يعيش بقية حياته في الشتات .. فإذا خرج من المعتقل ولم يهرب كان جزاؤه أن يعتقل مرة ثانية ، ليمكث في السجن عشرين أو ثلاثين أو أربعين عاما ، فإما أن يوافيه أجله في سجنه ، فيدس في التراب ، ولا يخبر به أهله . وإما أن يستمر في معتقله إلى ما شاء الله ...
سوريا يا سادة منذ نصف قرن وحتى اليوم يحكمها فرعون أو نمروذ أو نيرون .. سوريا يحكمها عملاء لإسرائيل ، يبيعون لإرضائها الأرض والعرض ، والكرامة والشرف ، ويتاجرون ببيع الوطن بلا رجولة ولا نخوة ولا دين .
ولكن علماء السلطان ، البوطي والبيانوني والحوت والحسون وشركاءهم ، يصرون على أن كل حاكم من آل الوحش ، شبيه بخليفة بني أمية العادل عمر بن عبد العزيز ، أو نظير للخليفة العباسي قاهر الروم هارون الرشيد ، أو قرين لقاهر الفرنجة السلطان الأيوبي صلاح الدين ، أو أشد بطولة من الأسد الضاري بيبرس البندقداري قاهر التتار .
وفروا فتاواكم يا علماء السلطان . وفروا على أنفسكم العناء ، فقد فضحكم الله على رؤوس الأشهاد ، وأجمع على احتقاركم العباد ، حسبكم يا علماء السلطان كذبا على الدين والمسلمين . فليست سوريا دار إسلام في ظل آل الأسد اللئام . إنها دار إسلام مغتصبة ، يجب على المسلمين تحريرها من مغتصبيها . هذه هي الفتيا . وهذا هو الدين .
يا علماء السلطان إن تعاونكم مع المقبور حافظ الوحش ، وولده بشار الجحش ، أثبت أنكم ممن عناهم المقبور بقوله : " نحن في مرحلة قذرة ، لا يستعان فيها إلا بالقذرين "