محاور الصراع الثلاثة بين النظام والشعب
الصراع بين النظام والشعب على ثلاث محاور كل منها لوحده كفيل باستنزاف كل طرف كل ما يملك في سبيل البقاء والانتصار على الطرف الآخر، فكيف بالثلاثة مجتمعة:
1- المحور الأول للصراع (الحياة نفسها):
بقاء كل طرف حيا يعتمد على إزالة الآخر، أي أن الشعب من أجل أن يبقى فلا بد أن يزيل النظام من طريقه، وإلا فإن النظام هو الذي سيزيل الشعب من طريقه، لأنه – لا قدر الله – إن لم يسقط النظام (وهذا ما نستبعده بحسب معطيات الواقع) فإنه سينتقم من كل من تظاهر ضده، ومن أقربائه، ومن كل من يلوذ به، وقد يأخذ الغير متظاهرين بجريرة المتظاهرين، لأنه نظام ظالم، العقوبة فيه جماعية، وبالتالي لكي ننجو منه فإنه لا بد لنا من القضاء عليه، ولا خيار لنا في هذه النقطة.
وبمعنى آخر: إن انتصر الشعب فسوف يُخضع رأس النظام ورموزه للمحاكمة والقصاص ومن ثم الإعدام للقتلة، وهذا ما يفر منه النظام الآن، وإن حصل العكس فإنه هو من سيعدم المتظاهرين ويلاحقهم ولو اختبؤوا في حض أمهاتهم.
2- المحور الثاني للصراع (المال):
لا شك أن النظام يعيش في رغد من العيش ويمتص ثروات البلد لعقود طويلة، وقد حصل له تخمة لا يستطيع العيش بدونها، فهو يحارب المظاهرات حتى لا يفقد هذا المستوى من المعيشة، لأنه سوف يخسر كل ما حصل عليه وسوف يَسترده الشعب منه.
أما - لا قدر الله – إذا استطاع النظام الخروج من هذه الأزمة التي وضعه الشعب بها، فإن الشعب سيخسر كل شيء، والمطالب كان يسعى لتحقيقها - من رفع الرواتب وتأمين المستلزمات وخفض الأسعار والعيش الرغيد عموما، وما إلى ذلك - لن يحصل منها على شيء، بل على العكس سوف يقوم النظام بخفض الرواتب أكثر مما هي منخفضة وسوف يرفع الأسعار، وسوف يعيد الخمس ليرات المَسْخَرَة التي خفَّضها من سعر المازوت ويجعل سعر المازوت 50 ليرة بدل 20 وووو وهلم جرا، هكذا فيخرج المواطن بهزيمة اقتصادية نكراء تجعله من الشعوب المهددة التي تدخل تحت خط المجاعة، ولن يبالي به النظام ولن يخاف منه لأنه جرب القيام عليه والخروج عليه ولن يفلح، ورامي مخلوف بدل أن يكون قد سرق 111 مليار دولار سوف يسرف ترليون دولار، وهو يبتسم.
3- المحور الثالث: (التاريخ):
فالشعب يريد استرجاع تاريخ السوريين العظماء الذين قاوموا الاستعمار وطردوا الدخلاء، ويريد استرجاع سوريا لأصحابها الشرعيين من الشاميين الأصليين، ومن هم من سلالة الأمويين، ويريدون إعادة سوريا إلى عهدها القديم العهد الذي كان الشعب السوري فيه عزيزا شريفا، فهم يبحثون عن تاريخ له مئات السنين، بل آلافها.
وهم بالمقابل قد ظفروا وهم شرذمة قليلة بحكم أهم بلاد على أرض المعمورة وهي بلاد الشام، وحكم بلاد كهذه ليس بالأمر الهين، فهم لن يتخلوا بسهولة عن هذا المكسب العظيم الذي لم يكونوا يحلمون به ليوم واحد، فوصول حافظ إلى السلطة على بلد مثل سوريا ليس بالأمر الهين، وليس بالمكسب البسيط، ولذلك فسوف يدافعون عنه بكل ما أوتوا من قوة ليحافظوا على مكتسبات أبيهم وعن حقبة حكمهم لتستمر أطول ما يمكن أن تسمر، ولا أدل على ذلك من المقولة التي نشرها المقبور حافظ الجحش "إلى الأبد يا حافظ الأسد" ليوهم الناس، أن حكهم باق إلى الأبد وأن لا أحد يستطيع نزعه منه، فتتسرب هذه المقولة إلى نفوسنا نحن، ومع مرور الزمن تترسخ في أذهاننا إلى درجة ألا نفكر في المقاومة ونعتبره حكما كونيا لا يقبل التعديل، والحمد لقد ثار الشعب في صراع لمنع استمرار هذا السحر، ولإعادة التاريخ السوري إلى عهده الأصيل قبل أن يعرف أحد بيت الأسد، فتكون سوريا كما قالوا سوريا العظيمة (بشعبها بتاريخها ببطولاتها بـ بـ) وليست سوريا كما أراد بعضهم أن يجعلها للأسد.
ومن هذا يتبين مدى خطورة هذا الصراع الآن، إنه صراع على الحياة والمال والتاريخ، إنه صراع بكل ما لهذه الكلمة من خطورة وأبعاد، والمنتصر فيه له كل شيء، والمغلوب فيه سيخسر كل شيء.
وباختصار، إما أن نكون أو لا نكون، والخيار لكم، ومع جزيل الشكر.
حرره أبو الضاد في 23-6-2011م
الصراع بين النظام والشعب على ثلاث محاور كل منها لوحده كفيل باستنزاف كل طرف كل ما يملك في سبيل البقاء والانتصار على الطرف الآخر، فكيف بالثلاثة مجتمعة:
1- المحور الأول للصراع (الحياة نفسها):
بقاء كل طرف حيا يعتمد على إزالة الآخر، أي أن الشعب من أجل أن يبقى فلا بد أن يزيل النظام من طريقه، وإلا فإن النظام هو الذي سيزيل الشعب من طريقه، لأنه – لا قدر الله – إن لم يسقط النظام (وهذا ما نستبعده بحسب معطيات الواقع) فإنه سينتقم من كل من تظاهر ضده، ومن أقربائه، ومن كل من يلوذ به، وقد يأخذ الغير متظاهرين بجريرة المتظاهرين، لأنه نظام ظالم، العقوبة فيه جماعية، وبالتالي لكي ننجو منه فإنه لا بد لنا من القضاء عليه، ولا خيار لنا في هذه النقطة.
وبمعنى آخر: إن انتصر الشعب فسوف يُخضع رأس النظام ورموزه للمحاكمة والقصاص ومن ثم الإعدام للقتلة، وهذا ما يفر منه النظام الآن، وإن حصل العكس فإنه هو من سيعدم المتظاهرين ويلاحقهم ولو اختبؤوا في حض أمهاتهم.
2- المحور الثاني للصراع (المال):
لا شك أن النظام يعيش في رغد من العيش ويمتص ثروات البلد لعقود طويلة، وقد حصل له تخمة لا يستطيع العيش بدونها، فهو يحارب المظاهرات حتى لا يفقد هذا المستوى من المعيشة، لأنه سوف يخسر كل ما حصل عليه وسوف يَسترده الشعب منه.
أما - لا قدر الله – إذا استطاع النظام الخروج من هذه الأزمة التي وضعه الشعب بها، فإن الشعب سيخسر كل شيء، والمطالب كان يسعى لتحقيقها - من رفع الرواتب وتأمين المستلزمات وخفض الأسعار والعيش الرغيد عموما، وما إلى ذلك - لن يحصل منها على شيء، بل على العكس سوف يقوم النظام بخفض الرواتب أكثر مما هي منخفضة وسوف يرفع الأسعار، وسوف يعيد الخمس ليرات المَسْخَرَة التي خفَّضها من سعر المازوت ويجعل سعر المازوت 50 ليرة بدل 20 وووو وهلم جرا، هكذا فيخرج المواطن بهزيمة اقتصادية نكراء تجعله من الشعوب المهددة التي تدخل تحت خط المجاعة، ولن يبالي به النظام ولن يخاف منه لأنه جرب القيام عليه والخروج عليه ولن يفلح، ورامي مخلوف بدل أن يكون قد سرق 111 مليار دولار سوف يسرف ترليون دولار، وهو يبتسم.
3- المحور الثالث: (التاريخ):
فالشعب يريد استرجاع تاريخ السوريين العظماء الذين قاوموا الاستعمار وطردوا الدخلاء، ويريد استرجاع سوريا لأصحابها الشرعيين من الشاميين الأصليين، ومن هم من سلالة الأمويين، ويريدون إعادة سوريا إلى عهدها القديم العهد الذي كان الشعب السوري فيه عزيزا شريفا، فهم يبحثون عن تاريخ له مئات السنين، بل آلافها.
وهم بالمقابل قد ظفروا وهم شرذمة قليلة بحكم أهم بلاد على أرض المعمورة وهي بلاد الشام، وحكم بلاد كهذه ليس بالأمر الهين، فهم لن يتخلوا بسهولة عن هذا المكسب العظيم الذي لم يكونوا يحلمون به ليوم واحد، فوصول حافظ إلى السلطة على بلد مثل سوريا ليس بالأمر الهين، وليس بالمكسب البسيط، ولذلك فسوف يدافعون عنه بكل ما أوتوا من قوة ليحافظوا على مكتسبات أبيهم وعن حقبة حكمهم لتستمر أطول ما يمكن أن تسمر، ولا أدل على ذلك من المقولة التي نشرها المقبور حافظ الجحش "إلى الأبد يا حافظ الأسد" ليوهم الناس، أن حكهم باق إلى الأبد وأن لا أحد يستطيع نزعه منه، فتتسرب هذه المقولة إلى نفوسنا نحن، ومع مرور الزمن تترسخ في أذهاننا إلى درجة ألا نفكر في المقاومة ونعتبره حكما كونيا لا يقبل التعديل، والحمد لقد ثار الشعب في صراع لمنع استمرار هذا السحر، ولإعادة التاريخ السوري إلى عهده الأصيل قبل أن يعرف أحد بيت الأسد، فتكون سوريا كما قالوا سوريا العظيمة (بشعبها بتاريخها ببطولاتها بـ بـ) وليست سوريا كما أراد بعضهم أن يجعلها للأسد.
ومن هذا يتبين مدى خطورة هذا الصراع الآن، إنه صراع على الحياة والمال والتاريخ، إنه صراع بكل ما لهذه الكلمة من خطورة وأبعاد، والمنتصر فيه له كل شيء، والمغلوب فيه سيخسر كل شيء.
وباختصار، إما أن نكون أو لا نكون، والخيار لكم، ومع جزيل الشكر.
حرره أبو الضاد في 23-6-2011م