شبكة شام الإخبارية - قصة شهيد
الشهيد الطبيب خلدون السواح (أبو حسان)
عندما يحل صوت القصف والانفجارات مكان أصوات الأجهزة الطبية وصوت جهاز الرنين!
وعندما يكون ضوء الشمعة و"الشواحن" الصغيرة مكان أضواء غرفة العمليات!
وعندما يكون الماء والملح بديل المعقمات!
وعندما تكون أكياس القثطرة البولية عوضاً عن أكياس الدم! وأنبوب محرك سيارة مكان مفجر الصدر!..
فاعلم أنك حالياً في غرفة عمليات طبية بحمص العدية وبين يدي الجندي المجهول ..
استشهد أحد أولئك الجنود المجهولين، الدكتور خلدون حسان... السواح الملقب "بأبو حسان الحمصي" يوم الخميس بتاريخ 5-4-2012 وهو أحد أطباء المشافي الميدانية في حمص. متزوج ولديه طفلة. توفي جراء طلق ناري برصاص الأمن في حي الخالدية.
اشتهر صوت أبي حسان قبل وجهه، إذ سمع في فيديو الطفلة المصابة من الرستن التي تطلب دواء بطعم مربى الليمون، ويطمئنها أبو حسان عن ابن عمها حسن وأنه لا يوجد حولهم إطلاق رصاص..
وخرج الدكتور" خلدون السواح" عدة مرات على قنوات الإعلام للحديث عن الوضع الميداني الطبي،
ورغم جهوده واتصالاته لم يستطع أبوحسان تأمين "نت فضائي"، لبث العمليات مباشرة، وللتحدث إلى القنوات الفضائية عبر السكايب.. وقال أحدهم وكان على اتصال بالدكتور.. "مات وبقلبه حسرة.. بدو نت فضائي".
انتشر خبر وفاته بين الناس ففاضت أعينهم لسماعهم النبأ: تقول واحدة ممن سمعوا بذاك الخبر والرواية بلسانها: "كنت بواحد من مشافي الشام وكان في طفلة صغيرة جنبي عم تبكي والدكتور بدو يعطيها إبرة ... وهي تبكي وتصرخ وصوتها واصل آخر المشفى، اطّلعت عليها .... وصرت أبكي بنص المشفى وما عاد أعرف خبي دموعي وقلت وينك يا دكتور أبو حسان تقلها لا تخافي الإبرة ما بتوجع ... ورح أعطيكي دوا على ليمون بس اوعديني ما تخافي. رحمة الله عليك يا دكتور خلدون"
ومما عرف عنه من أعمال في خدمة الثورة أنه وفق قول أحدهم: " بتاريخ 18-4-2011 حدثت مجزرة ساحة الحرية بحمص، و يقال أن حوالي 100- 300 شخص استشهدوا فيها، وفي هذا اليوم قام الشهيد البطل خلدون أبو حسان بإسعاف حوالي 12 شخص مصاب على دفعات متتالية و خلال الليلة المشؤومة كلها. الرحمة و المجد للشهيد البطل ..."
واشتهر عن الطبيب فيديو يصور عملية جراحية في الرستن بأدوات جراحية بدائية جداً وهو يشرح معاناة نقص الأدوات الطبية في المشافي الميدانية..
وضع الطبيب على صفحته صورة له ولبعض إخوانه وكتب الآتي:
"مبارح بعيد الثورة السورية كنا كتير فرحانين بالعيد وكانوا اطفال عم يستنوا الهدية و عم نجهز للمظاهرات و عم نعمل لافتات و عم نعبي بواريدنا ونجهزون لبكرة لنحمي المظاهرات و فجأة طلع براسنا انا و الساروت وابو الفداء وخالد ابو صلاح انصور سهرة النا بمناسبة هل اليوم و ابو صلاح صار ينشد قصيدة اسمة في حمصنا و الساروت صار يغني جنة جنة جنة وحفلة للعمر بهديكون اياها بهل المناسبة بهني حالي و اهلي ورفقاتي و حارتي وبلدي و بقول لشهدائنا ما حيروح دمكون هدر ونحنا على العهد ما منحيد وماضون حتى إسقاط النظام بعون الله".
يقول صديق:
قصة حكاها لي الدكتور أبو حسان خلدون السواح ..أنه في أحد المرات وأثناء عملية لإخراج رصاصة من الصدر احتاج لأنبوب يبقيه في صدر المصاب لإخراج المفرزات وهو ما يدعى بأنبوب تفجير صدر ولما لم يجد نتيجة نقص المواد الطبية ما كان منه إلا أن قام باستعمال أنبوب الفضال المستعمل في الدراجة النارية لتمرير البنزين.
القصة أذكرها للتاريخ ..لأبين كيف كان يعمل الأطباء الميدانيون في سوريا تحت القصف وبدون أي معدات ولكن كل ذلك لم يمنعهم من أداء واجبهم الانساني.
الشاب الذي لم يحظ بشهادة طبيب يعلقها على الجدران، بل حاز شرف مزاولة المهنة وطبق قسم أبقراط فعالج الجريح وأسعف المصاب وهدأ من روع الأطفال ... أقسم أن يداوي بما تيسر وكان للقسم وفيّاً، فعالج بما تيسر من وسائل وأدوات، فأبدع وأعان وخفف وطأة الألم.
الطبيب الإعلامي وسفير الإنسانية في أحياء حمص وريفها (في الرستن و الزعفرانة وكرم الزيتون والخالدية..) الطبيب الحكيم ...عالج المئات و خفف آلام الجراح عن العشرات بأدوات بسيطة لا يمكن معها تخيل الشفاء ....أنبوب في محرك سيارة يستخدم كمفجر صدر! ....أكياس قثطرة بولية تستخدم كأكياس دم! ....عمليات جراحية بلا تخدير ولا تعقيم!
أصوات القصف تسمع من حوله وأشباه أدوات طبية يعالج بها من كتب له الحياة ... وحنجرته تصدح بالمناشدة ...لعلها تهز عروش الصامتين ..
شام صافي – من كتاب مئة قمر سوري – منشورات تيار العدالة الوطني
2013
الشهيد الطبيب خلدون السواح (أبو حسان)
عندما يحل صوت القصف والانفجارات مكان أصوات الأجهزة الطبية وصوت جهاز الرنين!
وعندما يكون ضوء الشمعة و"الشواحن" الصغيرة مكان أضواء غرفة العمليات!
وعندما يكون الماء والملح بديل المعقمات!
وعندما تكون أكياس القثطرة البولية عوضاً عن أكياس الدم! وأنبوب محرك سيارة مكان مفجر الصدر!..
فاعلم أنك حالياً في غرفة عمليات طبية بحمص العدية وبين يدي الجندي المجهول ..
استشهد أحد أولئك الجنود المجهولين، الدكتور خلدون حسان... السواح الملقب "بأبو حسان الحمصي" يوم الخميس بتاريخ 5-4-2012 وهو أحد أطباء المشافي الميدانية في حمص. متزوج ولديه طفلة. توفي جراء طلق ناري برصاص الأمن في حي الخالدية.
اشتهر صوت أبي حسان قبل وجهه، إذ سمع في فيديو الطفلة المصابة من الرستن التي تطلب دواء بطعم مربى الليمون، ويطمئنها أبو حسان عن ابن عمها حسن وأنه لا يوجد حولهم إطلاق رصاص..
وخرج الدكتور" خلدون السواح" عدة مرات على قنوات الإعلام للحديث عن الوضع الميداني الطبي،
ورغم جهوده واتصالاته لم يستطع أبوحسان تأمين "نت فضائي"، لبث العمليات مباشرة، وللتحدث إلى القنوات الفضائية عبر السكايب.. وقال أحدهم وكان على اتصال بالدكتور.. "مات وبقلبه حسرة.. بدو نت فضائي".
انتشر خبر وفاته بين الناس ففاضت أعينهم لسماعهم النبأ: تقول واحدة ممن سمعوا بذاك الخبر والرواية بلسانها: "كنت بواحد من مشافي الشام وكان في طفلة صغيرة جنبي عم تبكي والدكتور بدو يعطيها إبرة ... وهي تبكي وتصرخ وصوتها واصل آخر المشفى، اطّلعت عليها .... وصرت أبكي بنص المشفى وما عاد أعرف خبي دموعي وقلت وينك يا دكتور أبو حسان تقلها لا تخافي الإبرة ما بتوجع ... ورح أعطيكي دوا على ليمون بس اوعديني ما تخافي. رحمة الله عليك يا دكتور خلدون"
ومما عرف عنه من أعمال في خدمة الثورة أنه وفق قول أحدهم: " بتاريخ 18-4-2011 حدثت مجزرة ساحة الحرية بحمص، و يقال أن حوالي 100- 300 شخص استشهدوا فيها، وفي هذا اليوم قام الشهيد البطل خلدون أبو حسان بإسعاف حوالي 12 شخص مصاب على دفعات متتالية و خلال الليلة المشؤومة كلها. الرحمة و المجد للشهيد البطل ..."
واشتهر عن الطبيب فيديو يصور عملية جراحية في الرستن بأدوات جراحية بدائية جداً وهو يشرح معاناة نقص الأدوات الطبية في المشافي الميدانية..
وضع الطبيب على صفحته صورة له ولبعض إخوانه وكتب الآتي:
"مبارح بعيد الثورة السورية كنا كتير فرحانين بالعيد وكانوا اطفال عم يستنوا الهدية و عم نجهز للمظاهرات و عم نعمل لافتات و عم نعبي بواريدنا ونجهزون لبكرة لنحمي المظاهرات و فجأة طلع براسنا انا و الساروت وابو الفداء وخالد ابو صلاح انصور سهرة النا بمناسبة هل اليوم و ابو صلاح صار ينشد قصيدة اسمة في حمصنا و الساروت صار يغني جنة جنة جنة وحفلة للعمر بهديكون اياها بهل المناسبة بهني حالي و اهلي ورفقاتي و حارتي وبلدي و بقول لشهدائنا ما حيروح دمكون هدر ونحنا على العهد ما منحيد وماضون حتى إسقاط النظام بعون الله".
يقول صديق:
قصة حكاها لي الدكتور أبو حسان خلدون السواح ..أنه في أحد المرات وأثناء عملية لإخراج رصاصة من الصدر احتاج لأنبوب يبقيه في صدر المصاب لإخراج المفرزات وهو ما يدعى بأنبوب تفجير صدر ولما لم يجد نتيجة نقص المواد الطبية ما كان منه إلا أن قام باستعمال أنبوب الفضال المستعمل في الدراجة النارية لتمرير البنزين.
القصة أذكرها للتاريخ ..لأبين كيف كان يعمل الأطباء الميدانيون في سوريا تحت القصف وبدون أي معدات ولكن كل ذلك لم يمنعهم من أداء واجبهم الانساني.
الشاب الذي لم يحظ بشهادة طبيب يعلقها على الجدران، بل حاز شرف مزاولة المهنة وطبق قسم أبقراط فعالج الجريح وأسعف المصاب وهدأ من روع الأطفال ... أقسم أن يداوي بما تيسر وكان للقسم وفيّاً، فعالج بما تيسر من وسائل وأدوات، فأبدع وأعان وخفف وطأة الألم.
الطبيب الإعلامي وسفير الإنسانية في أحياء حمص وريفها (في الرستن و الزعفرانة وكرم الزيتون والخالدية..) الطبيب الحكيم ...عالج المئات و خفف آلام الجراح عن العشرات بأدوات بسيطة لا يمكن معها تخيل الشفاء ....أنبوب في محرك سيارة يستخدم كمفجر صدر! ....أكياس قثطرة بولية تستخدم كأكياس دم! ....عمليات جراحية بلا تخدير ولا تعقيم!
أصوات القصف تسمع من حوله وأشباه أدوات طبية يعالج بها من كتب له الحياة ... وحنجرته تصدح بالمناشدة ...لعلها تهز عروش الصامتين ..
شام صافي – من كتاب مئة قمر سوري – منشورات تيار العدالة الوطني
2013