د. عبدالله النفيسي، المحلل السياسي الكويتي المعروف يقول:
كنت في زيارة لمصر من 20 يوما تقريبا، مكثت فيها فترة والتقيت بكبار المسؤولين هناك، دون أن أسمي أي شخص، وجدت نشاطا لإيران داخل مصر يفوق نشاطهم حتى في دول الخليج، يريدون كسب مصر وأخذها من العرب.
ومصر اليوم تعاني ظروفا متشابكة وخطرة. قال لي أحد المسؤولين الكبار في القصر الجمهوري في مصر، وتزامن، صدفة، وصولنا مع زيارة صالحي، وزير خارجية إيران، إلى مصر: (قال لي هذا المسؤول): أنا كنت موجودا عندما دخل صالحي (وزير خارجية إيران) ليقدم عرض إيران على مصر..
صالحي يقول للرئيس محمد مرسي الآتي: نحن نصع على طاولتكم 30 مليار دولار الآن نقدا إذا فتحتم سفارة في ظهران ونحن فتحنا سفارة عندكم، بالإضافة إلى أننا نضمن لكم سنويا 5 مليون سائحا إيرانيا، يأتون إليكم سنويا، إلى جانب هذا، سنحضر لكم خبراء فنيين لإعادة تشغيل مصانعكم المتوقفة، والتي تزيد على ألفي (2000) مصنع عاطل في مصر.
فيسأله الرئيس مرسي: وماذا تريدون مقابل هذا؟ (اسمع هذا الكلام، وانظر وقارن بين ماذا قدم وماذا يريد من مصر). فيجيبه وزير خارجية إيران "صالحي": نحن نريد منكم الآتي:
1ـ نريد منكم أن تسلمونا كل المساجد التي بناها الفاطميون في مصر خلال العهد الفاطمي (وهي مساجد عظيمة وكبيرة وكثيرة)، سنعيد ترميمها ونحن نتحمل مسؤولية إدارتها.
2ـ نريد صحيفتين تنطق بلساننا داخل مصر.
3 ـ ونريد أن نأخذ من مصر سنويا 20 ألف طالب للدراسة في قم".
انظر ماذا يريد وماذا أعطى، أعطى المال وأخذ الفكر والعقول..فهذه دولة عندها مشروع خطير لا ينبغي أن يغيب عن بالنا ونحن نتأمل الحال في الكويت.
ولذلك يجب أن نضع في الاعتبار دائما هذا التزاحم الإقليمي من العراق وسوريا وإيران وحزب الله في لبنان والحوثيون في الجنوب، وهناك شباب الآن من البحرين والكويت والإمارات ومن القطيف (شرق المملكة السعودية) يركبون سيارتهم ويتجهون برا إلى منطقة "صعدة" في شمال اليمن، ومن هناك يقصدون ميناء صغيرا على البحر الأحمر اسمه "ميدي"..
ويستقبلهم الحرس الثوري هناك، ويأخذهم إلى ثلاث جزر استأجرها الحرس الثوري وحولها إلى معسكرات تدريب، وهي جزر "دهلك" على البحر الأحمر، فيتلقون تدريبات لأشهر على السلاح والتنظيم السياسي والإعلامي والفكري ثم يعودون إلينا استعدادا ليوم الفصل..