شبكة شام الإخبارية - قصة شهيد
الشهيد مرفق السليمان
مهندس زراعي بارّ
لأوراق الشجر امتنان، وللبساتين والأراضي التي ما فارقت بجمالها الطبيعي وروعة كونها جزءاً من الوطن؛ طفولتَه ولا أيامَ الشباب .. حتى كان لتربة دير الزور حصص من عرق جبينه حينما بدأ أبحاثه على أرض وطنه الغالي لينفع بلاده ويخصَّ محافظتَه بشرف استثمار ما فيها، والاستفادة من كنوزها للارتقاء بالعلم والإنسان عله يمكِّنها من النهوض إلى العلالي ..
إنه الشهيد المهندس الزراعي" مرفق حسن الحمادي السليمان" الملقب /عبود/ من ...أهالي ديرالزور _ الجورة من قبيلة البقارة البورحمة من مواليد 1 يناير/ كانون الثاني 1978، كان يعمل في هيئة البحوث العلمية - جامعة دمشق - كلية الزراعة - اختصاص علوم الأغذية .
درس الثانوية بدير الزور في ثانوية الفرات، وهو أول شهيد من مدينة دير الزور كما أنه أول شهيد سقط في مدينة دمشق، فأحيا بدمه دير الزور وأشعلها بجذوة مطالب الثورة الحقة، حين سال في حي برزة بدمشق.
كان يحضر لأطروحة دكتوراه في تغذية الإنسان، وقد عمل على بكتيرية تستخلص من التربة المالحة للاستفادة منها في مجال صحة الإنسان، وحصل على منحة مموَّلة من بلجيكا وبنك التنمية الإسلامي السعودي بجدة على شكل راتب شهري لمدة ثلاث سنوات لتفوقه، وكان من المقرر أن يسافر سفره بلجيكا بتاريخ ١/٧/٢٠١١ بناء على فكرة قدمها تعتبر مقدمة لأبحاث مستقبلية كان يتوقع منها نتائج مميزة، وكان قد سعى لإتمام بحث الدكتوراه في نفس هذا المجال الذي قرر البدء به؛ عند حصوله على هذه المنحة.
كان من تلامذة الشيخ العلامة أسامة عبدالكريم الرفاعي، يداوم على حضور خطب ودروس الشيخ أسامة طوال فترة إقامته في دمشق للعمل والدراسة، والتي امتدت عشر سنوات، متنقلاً بينها وبين مسقط رأسه دير الزور التي كان وفياً لها ويتمنى أن يحضن جسدَه ترابُها ..
كانت حياته حياة اجتهاد وعمل وكد وبناء لنفسه ولمن حوله، وللوطن وللمبادئ التي يؤمن بها .. أقام فترة وجوده بدمشق في سكن الدراسات العليا بالمزة.
جريٌ نحو الشهادة
وبعد أن تم إغلاق مسجد الرفاعي في كفرسوسة، والذي كان الشهيد مرفق ورفاقه يخرجون منه بالمظاهرات الأولى: ما ترك مظاهرة علم بها إلا وشارك فيها، كما فعل منذ سويعات الثورة الأولى، حتى أتى يوم الجمعة العظيمة (22 نيسان 2011) التي قرر فيها هو وصديقه المقيم في برزة البلد أن يشاركوا أحرار برزة في مظاهراتهم، وقبل خروجه من منزل صديقه طلب من أم صديقه- وهو يربط حذاءه- أن تدعو لهما أن يمدهما الله بالسرعة في الجري.
وبعد خروجهم من مسجد السلام بدأت المظاهرة، وما لبثت سيارات الأمن والشبيحة أن توافدت أرتالاً، ليبدأ إطلاق النار الكثيف على المتظاهرين بشكل همجي فتفرقت، وأثناء ركض الشهيد مرفق وصديقه لاحظ جماعة من الشباب يحاصرها الأمن ويطلق عليها النار.
يتوقف مرفق فجأة عن الجري ويقول لصديقه: سيقضي الأمن على كل الجماعة المحاصرة إذا لم نفعل شيئاً، تعال لنركض من أمامهم لنلهيهم عن الشباب المحاصرين فيتمكنون من الإفلات ..
وبالفعل بدأ هو وصديقه بالجري بالقرب من الأمن لتبدأ قطعانه المتوحشة بإطلاق الرصاص عليهما، فطالت الشهيد طلقة في فخذه الأيسر وسقط مرمياً على الأرض، واستقرت بعض الأعيرة النارية على نافذة قريبة منه، ثم قام رجال الأمن الجوي بجرّ الشهيد إلى الشارع العام، وهو مصاب في ساقه اليسرى فقط كما روى أهل المنطقة، فتابعه بعضهم من نوافذ الأبنية بعدما دهشوا لشجاعته واستبساله واقتحامه هذا الخطر الرهيب في تلك الظروف والوحشية والهمجية التي عرف الأمن بها.
اختفى الشهيد لمدة أسبوع وقد كان جريحاً فحسب، دون أن يعلم أحد عنه أي شيء أو في أي فرع يوجد .. وبعد هذه المدة إذا برجل غريب يتصل من جواله بأحد المقربين منه، ويخبرهم بأن يأتوا لرؤيته في المشفى دون إضافة أي تفاصيل .. وإذا بهم يجدونه جثة هامدة في مشفى المواساة مصادفة، بعد بحثهم المكثف عنه، وقد نالت منه ثلاث طلقات نارية إحداها في خده الأيمن، وعلى جسده آثار تعذيب.. ما يدل على أنه قد تمت تصفيته داخل فرع الأمن الجوي بدمشق بعد أن تم اعتقاله جريحاً، دون أن يأبهوا لمكانته العلمية والعملية.
من أخباره وصفاته
يذكر أصدقاء الشهيد موقفاً من مواقفه الشجاعة واصفين جرأته، أنه قبل أسبوعين من استشهاده؛ حاصر رجال الأمن المصلين داخل مسجد الرفاعي، وبعد المفاوضات مع الشيخ أسامة سمح الأمن بخروج المصلين شريطة عدم التظاهر ، فأصر مرفق على أن يكون آخر من يخرج، وركل رجل أمن برتبة مقدم بحذائه، وأسرع راكضاً بحيث لم يتمكنوا من الإمساك به.
كان الشهيد مرفق يتصل بأقاربه بعد كل صلاة جمعة ليسأل: هل تحرك أبناء دير الزور؟ فنقول له: لا فكان يقول (اتركهم نايمين.. يا جبناء جاييكم الدور) وفي الجمعة التي تحرك بها أبناء دير الزور كان رحمه الله قد استشهد.
كان مرفق صاحب خلق وأدب ودين، كان دائماً يطلب الدعاء له بأن يرزقه الله الشهادة، وكان معروفاً بالشهامة والنجدة وإغاثة الملهوف والشجاعة والإقدام والمروءة والطموح والالتزام ودفاعه عن الحق والانتصار للضعيف والمظلوم، دون أن يفرق بين الناس حسب انتماءاتهم. كان واسع الثقافة متعدد الاهتمامات والمزايا، يملك الحجة، لطيف الحوار منطقي الكلام حسن البلاغة دائم الابتسامة لطيف المعشر، يألم لمصاب أي إنسان حوله، ولو لم يكن يخصه بشيء، طيب القلب ما جعل منه صديقاً للكثيرين حتى من عدة بلدان غربية وعربية بحكم دراسته وعمله ..
كان يقدم خدماته للناس دون أن يسأل مقابلاً أو أجراً .. كل تلك الصفات جعلت منه الإنسان المحبوب من الجميع وشخصاً مؤثراً فيمن حوله، عرف بأهدافه السامية وقد كان خسارة علمية كبيرة للبلاد بشهادة من حوله.
التشييع وبكاء الأم
تم نقل جثمان الشهيد، الذي سقط يوم 22- 4- 2011، الذي سمي( يوم الجمعة العظيمة) إلى دير الزور مسقط رأسه حيث كان تشييعه بمشاركة أهل بلدته وأصحابه، في الجمعة التالية (جمعة الغضب).
وقد نشرت نبأ وفاته "ديرالزور برس" .. فبكته أمه بقصيدة على لسانها حتى أبكت من حولها، ومن أبياتها :
دمك مرفق روى الشام ٠٠٠٠٠وعيون الأعادي ماتنام
يا وليدي يلي متت ابّرزة٠٠٠٠٠٠٠٠٠قتلوك اوغاد النظام
قتلوك وماحسوا بناري ٠٠٠٠٠٠٠٠٠ام وسهرتلك ايام
اسمع ياوليدي يامرفق ٠٠٠٠٠هاي عيوني تخاف تنام
تخاف تنام تشوف طيوفك٠٠٠٠٠٠بلدم مجلل بحرام
دمك عبودي عذبهم ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠دمك لليحكون لجام
اسمع يامرفق تحكيلك ٠٠٠٠٠٠٠ تنسيني تخسى الايام
وش ماطول حكم الطاغي ٠٠٠ساقط ترى هذا النظام
وما يرضيني لاياوليدي ٠٠٠٠٠٠٠غير احكم بشار اعدام
وميبرد قلبي ياوليدي ٠٠٠٠٠٠٠٠غير احكم ماهر اعدام
ويوم اعدام الطاغي ٠٠٠٠٠٠٠٠حنة بايدي طول العام
وريقات مرفق
وحينما نُفض غبار الأيام السالفة عن بضع وريقات تركها مرفق، إذا بها رطبة تخلد أثره، وتترك ذكره حياً بين سطور التاريخ.
لقد كتب فيها كلمات لعلها تفهم القارئ سر مسارعته للّحاق بركب الثورة ونيل أولى المراتب في ميدان الشرف والمجد..
يقول بخط يده- وهذا قبل أن تنطلق الثورة-:
" لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنياً "
" ما بال الزمان يضنّ علينا برجال ينبهون الناس ويرفعون الالتباس، يفكرون بحزم ويعملون بعزم، ولا ينفكون حتى ينالوا ما يقصدون "
ومما كان يردده أيضاً:
إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم.
لعله شرف الشهادة ما كنت تقصد يا شهيد، أو لعلها الحرية!! فكلاهما قد نلتَ، فضلاً عن عناق النجوم..
شام صافي – من كتاب مئة قمر سوري – منشورات تيار العدالة الوطني 2013
الشهيد مرفق السليمان
مهندس زراعي بارّ
لأوراق الشجر امتنان، وللبساتين والأراضي التي ما فارقت بجمالها الطبيعي وروعة كونها جزءاً من الوطن؛ طفولتَه ولا أيامَ الشباب .. حتى كان لتربة دير الزور حصص من عرق جبينه حينما بدأ أبحاثه على أرض وطنه الغالي لينفع بلاده ويخصَّ محافظتَه بشرف استثمار ما فيها، والاستفادة من كنوزها للارتقاء بالعلم والإنسان عله يمكِّنها من النهوض إلى العلالي ..
إنه الشهيد المهندس الزراعي" مرفق حسن الحمادي السليمان" الملقب /عبود/ من ...أهالي ديرالزور _ الجورة من قبيلة البقارة البورحمة من مواليد 1 يناير/ كانون الثاني 1978، كان يعمل في هيئة البحوث العلمية - جامعة دمشق - كلية الزراعة - اختصاص علوم الأغذية .
درس الثانوية بدير الزور في ثانوية الفرات، وهو أول شهيد من مدينة دير الزور كما أنه أول شهيد سقط في مدينة دمشق، فأحيا بدمه دير الزور وأشعلها بجذوة مطالب الثورة الحقة، حين سال في حي برزة بدمشق.
كان يحضر لأطروحة دكتوراه في تغذية الإنسان، وقد عمل على بكتيرية تستخلص من التربة المالحة للاستفادة منها في مجال صحة الإنسان، وحصل على منحة مموَّلة من بلجيكا وبنك التنمية الإسلامي السعودي بجدة على شكل راتب شهري لمدة ثلاث سنوات لتفوقه، وكان من المقرر أن يسافر سفره بلجيكا بتاريخ ١/٧/٢٠١١ بناء على فكرة قدمها تعتبر مقدمة لأبحاث مستقبلية كان يتوقع منها نتائج مميزة، وكان قد سعى لإتمام بحث الدكتوراه في نفس هذا المجال الذي قرر البدء به؛ عند حصوله على هذه المنحة.
كان من تلامذة الشيخ العلامة أسامة عبدالكريم الرفاعي، يداوم على حضور خطب ودروس الشيخ أسامة طوال فترة إقامته في دمشق للعمل والدراسة، والتي امتدت عشر سنوات، متنقلاً بينها وبين مسقط رأسه دير الزور التي كان وفياً لها ويتمنى أن يحضن جسدَه ترابُها ..
كانت حياته حياة اجتهاد وعمل وكد وبناء لنفسه ولمن حوله، وللوطن وللمبادئ التي يؤمن بها .. أقام فترة وجوده بدمشق في سكن الدراسات العليا بالمزة.
جريٌ نحو الشهادة
وبعد أن تم إغلاق مسجد الرفاعي في كفرسوسة، والذي كان الشهيد مرفق ورفاقه يخرجون منه بالمظاهرات الأولى: ما ترك مظاهرة علم بها إلا وشارك فيها، كما فعل منذ سويعات الثورة الأولى، حتى أتى يوم الجمعة العظيمة (22 نيسان 2011) التي قرر فيها هو وصديقه المقيم في برزة البلد أن يشاركوا أحرار برزة في مظاهراتهم، وقبل خروجه من منزل صديقه طلب من أم صديقه- وهو يربط حذاءه- أن تدعو لهما أن يمدهما الله بالسرعة في الجري.
وبعد خروجهم من مسجد السلام بدأت المظاهرة، وما لبثت سيارات الأمن والشبيحة أن توافدت أرتالاً، ليبدأ إطلاق النار الكثيف على المتظاهرين بشكل همجي فتفرقت، وأثناء ركض الشهيد مرفق وصديقه لاحظ جماعة من الشباب يحاصرها الأمن ويطلق عليها النار.
يتوقف مرفق فجأة عن الجري ويقول لصديقه: سيقضي الأمن على كل الجماعة المحاصرة إذا لم نفعل شيئاً، تعال لنركض من أمامهم لنلهيهم عن الشباب المحاصرين فيتمكنون من الإفلات ..
وبالفعل بدأ هو وصديقه بالجري بالقرب من الأمن لتبدأ قطعانه المتوحشة بإطلاق الرصاص عليهما، فطالت الشهيد طلقة في فخذه الأيسر وسقط مرمياً على الأرض، واستقرت بعض الأعيرة النارية على نافذة قريبة منه، ثم قام رجال الأمن الجوي بجرّ الشهيد إلى الشارع العام، وهو مصاب في ساقه اليسرى فقط كما روى أهل المنطقة، فتابعه بعضهم من نوافذ الأبنية بعدما دهشوا لشجاعته واستبساله واقتحامه هذا الخطر الرهيب في تلك الظروف والوحشية والهمجية التي عرف الأمن بها.
اختفى الشهيد لمدة أسبوع وقد كان جريحاً فحسب، دون أن يعلم أحد عنه أي شيء أو في أي فرع يوجد .. وبعد هذه المدة إذا برجل غريب يتصل من جواله بأحد المقربين منه، ويخبرهم بأن يأتوا لرؤيته في المشفى دون إضافة أي تفاصيل .. وإذا بهم يجدونه جثة هامدة في مشفى المواساة مصادفة، بعد بحثهم المكثف عنه، وقد نالت منه ثلاث طلقات نارية إحداها في خده الأيمن، وعلى جسده آثار تعذيب.. ما يدل على أنه قد تمت تصفيته داخل فرع الأمن الجوي بدمشق بعد أن تم اعتقاله جريحاً، دون أن يأبهوا لمكانته العلمية والعملية.
من أخباره وصفاته
يذكر أصدقاء الشهيد موقفاً من مواقفه الشجاعة واصفين جرأته، أنه قبل أسبوعين من استشهاده؛ حاصر رجال الأمن المصلين داخل مسجد الرفاعي، وبعد المفاوضات مع الشيخ أسامة سمح الأمن بخروج المصلين شريطة عدم التظاهر ، فأصر مرفق على أن يكون آخر من يخرج، وركل رجل أمن برتبة مقدم بحذائه، وأسرع راكضاً بحيث لم يتمكنوا من الإمساك به.
كان الشهيد مرفق يتصل بأقاربه بعد كل صلاة جمعة ليسأل: هل تحرك أبناء دير الزور؟ فنقول له: لا فكان يقول (اتركهم نايمين.. يا جبناء جاييكم الدور) وفي الجمعة التي تحرك بها أبناء دير الزور كان رحمه الله قد استشهد.
كان مرفق صاحب خلق وأدب ودين، كان دائماً يطلب الدعاء له بأن يرزقه الله الشهادة، وكان معروفاً بالشهامة والنجدة وإغاثة الملهوف والشجاعة والإقدام والمروءة والطموح والالتزام ودفاعه عن الحق والانتصار للضعيف والمظلوم، دون أن يفرق بين الناس حسب انتماءاتهم. كان واسع الثقافة متعدد الاهتمامات والمزايا، يملك الحجة، لطيف الحوار منطقي الكلام حسن البلاغة دائم الابتسامة لطيف المعشر، يألم لمصاب أي إنسان حوله، ولو لم يكن يخصه بشيء، طيب القلب ما جعل منه صديقاً للكثيرين حتى من عدة بلدان غربية وعربية بحكم دراسته وعمله ..
كان يقدم خدماته للناس دون أن يسأل مقابلاً أو أجراً .. كل تلك الصفات جعلت منه الإنسان المحبوب من الجميع وشخصاً مؤثراً فيمن حوله، عرف بأهدافه السامية وقد كان خسارة علمية كبيرة للبلاد بشهادة من حوله.
التشييع وبكاء الأم
تم نقل جثمان الشهيد، الذي سقط يوم 22- 4- 2011، الذي سمي( يوم الجمعة العظيمة) إلى دير الزور مسقط رأسه حيث كان تشييعه بمشاركة أهل بلدته وأصحابه، في الجمعة التالية (جمعة الغضب).
وقد نشرت نبأ وفاته "ديرالزور برس" .. فبكته أمه بقصيدة على لسانها حتى أبكت من حولها، ومن أبياتها :
دمك مرفق روى الشام ٠٠٠٠٠وعيون الأعادي ماتنام
يا وليدي يلي متت ابّرزة٠٠٠٠٠٠٠٠٠قتلوك اوغاد النظام
قتلوك وماحسوا بناري ٠٠٠٠٠٠٠٠٠ام وسهرتلك ايام
اسمع ياوليدي يامرفق ٠٠٠٠٠هاي عيوني تخاف تنام
تخاف تنام تشوف طيوفك٠٠٠٠٠٠بلدم مجلل بحرام
دمك عبودي عذبهم ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠دمك لليحكون لجام
اسمع يامرفق تحكيلك ٠٠٠٠٠٠٠ تنسيني تخسى الايام
وش ماطول حكم الطاغي ٠٠٠ساقط ترى هذا النظام
وما يرضيني لاياوليدي ٠٠٠٠٠٠٠غير احكم بشار اعدام
وميبرد قلبي ياوليدي ٠٠٠٠٠٠٠٠غير احكم ماهر اعدام
ويوم اعدام الطاغي ٠٠٠٠٠٠٠٠حنة بايدي طول العام
وريقات مرفق
وحينما نُفض غبار الأيام السالفة عن بضع وريقات تركها مرفق، إذا بها رطبة تخلد أثره، وتترك ذكره حياً بين سطور التاريخ.
لقد كتب فيها كلمات لعلها تفهم القارئ سر مسارعته للّحاق بركب الثورة ونيل أولى المراتب في ميدان الشرف والمجد..
يقول بخط يده- وهذا قبل أن تنطلق الثورة-:
" لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنياً "
" ما بال الزمان يضنّ علينا برجال ينبهون الناس ويرفعون الالتباس، يفكرون بحزم ويعملون بعزم، ولا ينفكون حتى ينالوا ما يقصدون "
ومما كان يردده أيضاً:
إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم.
لعله شرف الشهادة ما كنت تقصد يا شهيد، أو لعلها الحرية!! فكلاهما قد نلتَ، فضلاً عن عناق النجوم..
شام صافي – من كتاب مئة قمر سوري – منشورات تيار العدالة الوطني 2013